• عدد المراجعات :
  • 494
  • 6/5/2011
  • تاريخ :

الزبير ينقض عهده مع اميرالمؤمنين(ع)

ميرالمؤمنين(ع)

رَوَى نَصْرُ بْنُ مُزَاحِمٍ أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ( عليه السَّلام ) حِينَ وَقَعَ الْقِتَالُ وَ قُتِلَ طَلْحَةُ تَقَدَّمَ عَلَى بَغْلَةِ رَسُولِ اللَّهِ ( صلى الله عليه و آله ) " الشَّهْبَاءِ " بَيْنَ الصَّفَّيْنِ ، فَدَعَا الزُّبَيْرَ ، فَدَنَا إِلَيْهِ حَتَّى اخْتَلَفَ أَعْنَاقُ دَابَّتَيْهِمَا .

فَقَالَ : " يَا زُبَيْرُ أَنْشُدُكَ بِاللَّهِ أَسَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ ( صلى الله عليه و آله ) يَقُولُ : إِنَّكَ سَتُقَاتِلُ عَلِيّاً وَ أَنْتَ لَهُ ظَالِمٌ " ؟

قَالَ : اللَّهُمَّ نَعَمْ .

قَالَ : " فَلِمَ جِئْتَ " !

قَالَ : جِئْتُ لِأُصْلِحَ بَيْنَ النَّاسِ !

فَأَدْبَرَ الزُّبَيْرُ وَ هُوَ يَقُولُ :

 

تُرْكُ الْأُمُورِ الَّتِي تُخْشَى عَوَاقِبُهَا
لِلَّهِ أَجْمَلُ فِي الدُّنْيَا وَ فِي الدِّينِ‏
نَادَى عَلِيٌّ بِأَمْرٍ لَسْتُ أَذْكُرُهُ
إِذْ كَانَ عَمْرُ أَبِيكَ الْخَيْرِ مُذْ حِينٍ‏
فَقُلْتُ حَسْبُكَ مِنْ عَذْلٍ أَبَا حَسَنٍ
فَبَعْضُ مَا قُلْتَهُ ذَا الْيَوْمَ يَكْفِينِي‏
فَاخْتَرْتُ عَاراً عَلَى نَارٍ مُؤَجَّجَةٍ
مَا إِنْ يَقُومُ لَهَا خَلْقٌ مِنَ الطِّينِ‏
أَخَاكَ طَلْحَةَ وَسَطَ الْقَوْمِ مُنْجَدِلًا
رُكْنَ الضَّعِيفِ وَ مَأْوَى كُلِّ مِسْكِينٍ‏
قَدْ كُنْتُ أَنْصُرُ أَحْيَاناً وَ يَنْصُرُنِي
فِي النَّائِبَاتِ وَ يَرْمِي مَنْ يُرَامِينِي‏
حَتَّى ابْتُلِينَا بِأَمْرٍ ضَاقَ مَصْدَرُهُ
فَأَصْبَحَ الْيَوْمَ مَا يَعْنِيهِ يَعْنِينِي‏

 

 

قَالَ فَأَقْبَلَ الزُّبَيْرُ عَلَى عَائِشَةَ ، فَقَالَ : يَا أُمَّهْ وَ اللَّهِ مَا لِي فِي هَذَا بَصِيرَةٌ ، وَ أَنَا مُنْصَرِفٌ .

قَالَتْ عَائِشَةُ : أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَ فَرَرْتَ مِنْ سُيُوفِ ابْنِ أَبِي طَالِبٍ ؟!

فَقَالَ : إِنَّهَا وَ اللَّهِ طِوَالٌ حِدَادٌ تَحْمِلُهَا فِتْيَةٌ أَنْجَادٌ .

ثُمَّ خَرَجَ الزُّبَيْرُ رَاجِعاً ، فَمَرَّ بِوَادِي السِّبَاعِ ، وَ فِيهِ الْأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ قَدِ اعْتَزَلَ فِي بَنِي تَمِيمٍ ، فَأُخْبِرَ الْأَحْنَفُ بِانْصِرَافِهِ .

فَقَالَ : مَا أَصْنَعُ بِهِ إِنْ كَانَ الزُّبَيْرُ لَفَّ بَيْنَ غَارَيْنِ(1) مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، وَ قُتِلَ أَحَدُهُمَا بِالْآخَرِ ثُمَّ هُوَ يُرِيدُ اللِّحَاقَ بِأَهْلِهِ .

فَسَمِعَهُ ابْنُ جُرْمُوزٍ ، فَخَرَجَ هُوَ وَ رَجُلَانِ مَعَهُ ، وَ قَدْ كَانَ لَحِقَ بِالزُّبَيْرِ رَجُلٌ مِنْ كَلْبٍ وَ مَعَهُ غُلَامُهُ ، فَلَمَّا أَشْرَفَ ابْنُ جُرْمُوزٍ وَ صَاحِبَاهُ عَلَى الزُّبَيْرِ حَرَّكَ الرَّجُلَانِ رَوَاحِلَهُمَا وَ خَلَّفَا الزُّبَيْرَ وَحْدَهُ .

فَقَالَ لَهُمَا الزُّبَيْرُ : مَا لَكُمَا ، هُمْ ثَلَاثَةٌ وَ نَحْنُ ثَلَاثَةٌ !

فَلَمَّا أَقْبَلَ ابْنُ جُرْمُوزٍ ، قَالَ لَهُ الزُّبَيْرُ : إِلَيْكَ عَنِّي .

فَقَالَ ابْنُ جُرْمُوزٍ : يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ إِنَّنِي جِئْتُكَ أَسْأَلُكَ عَنْ أُمُورِ النَّاسِ .

قَالَ : تَرَكْتُ النَّاسَ عَلَى الرَّكْبِ يَضْرِبُ بَعْضُهُمْ وُجُوهَ بَعْضٍ بِالسَّيْفِ .

قَالَ ابْنُ جُرْمُوزٍ : يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ، أَخْبِرْنِي عَنْ أَشْيَاءَ أَسْأَلُكَ عَنْهَا .

قَالَ : هَاتِ .

قَالَ : أَخْبِرْنِي عَنْ خَذْلِكَ عُثْمَانَ ، وَ عَنْ بَيْعَتِكَ عَلِيّاً ، وَ عَنْ نَقْضِكَ بَيْعَتَهُ ، وَ عَنْ إِخْرَاجِكَ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ ، وَ عَنْ صِلَاتِكَ خَلَفَ ابْنِكَ ، وَ عَنْ هَذِهِ الْحَرْبِ الَّذِي جَنَيْتَهَا ، وَ عَنْ لُحُوقِكَ بِأَهْلِكَ ؟!

قَالَ : أَمَّا خَذْلِي عُثْمَانَ ، فَأَمْرٌ قَدَّمَ اللَّهُ فِيهِ الْخَطِيئَةَ وَ أَخَّرَ فِيهِ التَّوْبَةَ .

وَ أَمَّا بَيْعَتِي عَلِيّاً ، فَلَمْ أَجِدْ مِنْهَا بُدّاً ، إِذْ بَايَعَهُ الْمُهَاجِرُونَ وَ الْأَنْصَارُ .

وَ أَمَّا نَقْضِي بَيْعَتَهُ ، فَإِنَّمَا بَايَعْتُهُ بِيَدِي دُونَ قَلْبِي .

وَ أَمَّا إِخْرَاجِي أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ ، فَأَرَدْنَا أَمْراً وَ أَرَادَ اللَّهُ غَيْرَهُ .

وَ أَمَّا صَلَاتِي خَلْفَ ابْنِي ، فَإِنَّ خَالَتَهُ قَدَّمَتْهُ .

فَتَنَحَّى ابْنُ جُرْمُوزٍ ، وَ قَالَ : قَتَلَنِيَ اللَّهُ إِنْ لَمْ أَقْتُلْكَ (2) .

---------------------------------------------------------------------

المصادر:

1- الغار : الجمع الكثير ، و قيل : الغاريين : الجيشين ، و الغار الجماعة .

2- بحار الأنوار ( الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار ( عليهم السلام ) ) : 32 / 198 ، للعلامة الشيخ محمد باقر المجلسي ، المولود بإصفهان سنة : 1037 ، و المتوفى بها سنة : 1110 هجرية ، طبعة مؤسسة الوفاء ، بيروت / لبنان ، سنة : 1414 هجرية .


وَتعيها أذُنٌ واعية 

أمير النحل 

علي عليه السلام مثال في الزهد 

علي في حرب أحد 

أن الله اختار النبيّ وعلياً (عليهما السلام)

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)