• عدد المراجعات :
  • 911
  • 5/31/2011
  • تاريخ :

تدرأ الحدود بالشبهات

الورد

من المعلوم بنص الكتاب والسنة، وبالاجماع، وضرورة العقل، وباتفاق الشرائع قديمها وحديثها ان كلًا من الجهل‏  والخطأ والنيسان والاكراه عذر تحقن معه الدماء، وتحفظ الأرواح، وان من خالف بسبب من هذه الأسباب لا يكون كافراً ولا مرتداً، حتى ولو حصل منه ذلك عن تفريط وتقصير فيما يعود الى الفروع، وإن كان آثماً، لترك التحفظ، وما وجب عليه من البحث والاحتراز، بل حتى لو ثبت الحكم الفرعي بدليل قاطع وإجماع جامع، وعلم بضرورة الدين والمذهب، اذا كان الجهل والالتباس ممكناً في حقه، وجائزاً على مثله، ومن هنا كان علماء المسلمين، وما زالوا يختلفون، ويخطي‏ء بعضهم بعضاً بدون تفكير، وإن منهم من خالف المذاهب الأربعة مجتمعة، ومع ذلك لم يكفره احد.

بل كل فرقة من فرق المسلمين التي بلغت ثلاثة وسبعين، كما جاء في الحديث، ان كل واحدة من هذه الفرق تدعي انها هي الناجية دون غيرها، وان الاثنتين والسبعين هالكة غداً قضها وقضيضها الا هي، ومع ذلك لم تحكم عليها بالكفر، ولم تبح قطرة واحدة من دمائها، او تستحل عقالًا من مالها، ما دامت تقول: لا اله الا الله محمد سول الله غير معاندة، ولا جاحدة لما ثبت عندها، ولم تقم لديها الحجة بصدوده عن الرسول الأعظم، وبهذا يتبين ان امة محمد مجمعة على ان الارتداد لا يتحقق، ولن يتحقق الا ممن ايقن وتيقن بصدور الحكم عن صاحب الشرع، ثم جحده عناداً او وتعصباً.

اما من رأي المحرم مباحاً لشبهة، ولو ضعيفة، دخلت‏ عليه، لعدم وصول النص اليه، او لإجماله، او معارضته بغيره، او لاشتباه الموضوع في الخارج، او لمرض في فهمه، أما هذا فمعذور بالجهل، كما أن المخطي‏ء معذور بالخطأ، والمكره بالاكراه، بل ومأجور ايضاً اذا بحث واجتهد.

ومعلوم ان الذين اباحوا البناء على القبور، وزيارتها، والصلاة لله عندها لم يثبت التحريم عندهم، بل ثبت الجواز بل الرجحان، وعليه يكون الحكم عليهم بالكفر هو الكفر بعينه، فلقد جاء في البخاري ومسلم ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: لا يرمي رجل رجلا بالفسوق، ولا يرميه بالكفر الا ارتدت عليه، ان لم يكن صاحبها، وان من قذف مؤمناً بالكفر فهو كمن قتله.


استنصار الله والانبياء بالمخلوقين‏

إصالة الإباحة في الأفعال والأقوال

الإسلام موجب لحفظ النفس 

الدعاء عند قبر النبي صلى الله عليه وآله‏

الرد علي ما قاله الشيخ سليمان بن سحمان في الشفاعة 

الشيعة و العَشرة في منهاج السنّة لابن تيميه والرد عليه

الخلاف حول الاحتفال بذكرى الأنبياء وعباد اللَّه الصالحين

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)