• عدد المراجعات :
  • 569
  • 5/29/2011
  • تاريخ :

من لايعتقد بالوهابيه فهو مشرك‏

الورد

من تحصيل الحاصل، وتوضيح الواضح القول: ان الشرك هو ان يدعو الانسان مع الله إلهاً آخر، بحيث اذا قيل له: لا إله إلا الله نفر واستكبر، كما في الآية 35 من الصافات: «إِنَّهُمْ كانُوا إِذا قِيلَ لَهُمْ لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ» والآية 5 من سورة ص: «أَ جَعَلَ الْآلِهَةَ إِلهاً واحِداً إِنَّ هذا لَشَيْ‏ءٌ عُجابٌ».

فأين الاحراز والتمائم، واستعمال الرقى والتعاويذ والتطير والتشاؤم، وزيادة القبور والصلاة عندها، والتمسح بها،والتعمير عليها، والحلف بغير الله، وما الى ذاك مما كفر الوهابيون به جميع المسلمين؟ ..

وعلى افتراض ان هذه الأمور من المحرمات فإنها من الفروع التي لا تمت الى التوحيد والأصول بسبب قريب ولا بعيد، وفعلها لا يوجب الكفر ولا الارتداد، بل ولا الحد، ولو اوجب الكفر لما وجد على وجه الأرض مسلم.

والآن نوجه هذه الاسئلة الى الوهابيين: قلتم: أن تعمير القبور والتمسح بها، والطواف حولها، والصلاة لله عندها شرك، بل قلتم: ان من شك وتوقف عن تكفير من كفرتم فهو كافر، وان لم يتعمد المنكر، بل توقف تورعاً واحتياطاً .. ولم تستثنوا قبراً واحداً من وجوب الهدم، حتى قبر الرسول الاعظم صلى الله عليه وآله وسلم .. اذن، لماذا هدمتم قبور الأئمة الاطهار في البقيع، وتركتم قبره الشريف؟. لماذا وقفتم «بالاصلاح» في منتصف الطريق؟ .. يقول حفيد محمد عبدالوهاب في فتح المجيد 242: «ان عكوف الناس على قبور الانبياء اعظم، واتخاذها مساجد اشد». وعليه فقبر الرسول اولى بالهدم، لأنه الأصل، وقبور الآل فرع. ثم لماذا تمنعون الناس من التمسح بقبره، وتحيطونه بسياج من الشرطة يمنعونه من الدنو منه، وتدعونهم يطوفون حوله، ما دام كل من التمسح والطواف محرماً، وربما كان الطواف أشد؟.

ثم ان مسجد الرسول الحالي قائم على قبره وقبر ابي بكروعمر، ان جزء منه قائم على هذه القبور، فان الوليد بن عبدالملك هدم المسجد الذي كان على عهد الرسول، وادخل فيه بيوت ازواجه، ومنها بيت عائشة الذي فيه القبور الثلاثة، فصارت هذه القبور ضمن المسجد الموجود الآن، اذن، القسم الذي ضم هذه القبور ليس جزء من مسجد الرسول، لأنه قد حدث بعده، وعلى مذهبكم يجب هدم هذا الجزء الحادث، مع انكم تقيمون الصلاة جماعة في تمام المسجد الحالي، أي ان كثيراً من المؤتمين بكم يصلون في الجزء الحادث الذي فيه القبور، وقد صرح أئمتكم بأنه لا تجوز الصلاة في مسجد بني على قبر، لان ذلك يفضي الى الشرك على حد تعبير ابن تيميه في كتاب اقتضاء الصراط المستقيم ص 404، بل لا تجوز الصلاة فريضة في مسجد بني بين القبور، لا عليها كما قال حفيد محمد عبدالوهاب في فتح المجيد ص 243. واذا لم تجز الصلاة في مسجد بين القبور، فيكف فسحتم المجال لمن يأتي بكم في مسجد، او في جزء من مسجد توجد القبور في قلبه ووسطه، مع ان ذلك يفضي الى الشرك بزعمكم؟. وأي فرق بين ان تصلوا انتم في هذا الجزء، او ترضو بالصلاة فيه، بل تكونوا أئمة لمن صلى فيه؟ .. أليس معنى هذا انكم من الذين يقولون مالا يفعلون، ويفعلون ما ينكرون، ويكفرون الناس بما يرتكبون؟ ..

وكل شي‏ء جائز على منطق الوهابيين .. عباقرة تكفير الأمة .. ونوابغ تشتيت شملها، وتفتيت وحدتها .. وسؤال آخر لا أخير نوجهه اليكم ايها الوهابيون نوجهه للاستفهام لا للتعجيز، ولتقارنوا وتوازنوا بين آرائكم بعضها مع بعض، وهذا هو السؤال: هل عمارة القبور واقامة المساجد عليها أعظم إثماً عند الله، أو تكفير من قال: لا اله الا الله محمد رسول الله، واباحة دمه وماله وذراريه؟.

وبالتالي، فان المسلمين اذا يعظمون النبي، ويتوسلون به الى الله، ويطلبون منه الشفاعة فانما يفعلون ذلك من باب انه وسيلة لا غاية، وطريق لا هدف، وبهذا يحصل التوازن والتعادل بين الايمان بالله كمبدي الخلق ومعيده، وبين الايمان بمحمد كنبي مقرب، وشفيع مشفع.


زيارة القبور في الكتاب والسنّة

زيارة القبور في السنّة النبوية

هل هناك من علاقة بين عقائد الشيعة الإمامية وعقائد الغلاة ؟

أساس الإسلام حب أهل البيت عليهم السلام

مصادر الفكر الوهابي

الوهابية ومؤسسها

 

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)