لوازم الاُنس الإلهي - الولاية
الولاية :
المستأنس بالله إنّما الله سبحانه يتولّى أمره ، ويدبّر حياته ومعيشته ، فإن " اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا "(1) ، يتولاّهم في الدنيا والآخرة ، ولكنّ الذين كفروا من الناس فإنّ أوليائهم ومدبّر اُمورهم الطواغيت ، وعبّاد الشيطان وأوليائه ، الذين يوحي إليهم الشيطان المكر والخديعة والظلم والجور والفسق والفجور .
فمن أنس بالله عزّ وجلّ ، فإن الله يتولّى أمره ، كما أنّه هو كذلك يوالي ربّه ويحبّه ، ويعادي عدوّه ، ولو كان من أقربائه ، فيتبرّأ من الناس الذين يعادون الله في أفكارهم وعقائدهم وسلوكهم وأعمالهم ، فمن أنس بالله ووصل إلى مقام الولاية
فمن أنس بالله عزّ وجلّ ، فإن الله يتولّى أمره ، كما أنّه هو كذلك يوالي ربّه ويحبّه ، ويعادي عدوّه ، ولو كان من أقربائه ، فيتبرّأ من الناس الذين يعادون الله في أفكارهم وعقائدهم وسلوكهم وأعمالهم ، فمن أنس بالله ووصل إلى مقام الولاية ، كيف لا يستوحش من الناس ؟
قال الله تعالى : " إنّما وليّكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون"(2) .
" أطيعوا الله وأطيعوا الرسول واُولي الأمر منكم"(3) .
" ألا إنّ أولياء الله لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون * الذين آمنوا وكانوا يتّقون "(4) .
" إنْ أولياؤه إلاّ المتّقون "(5) .
قال الحواريون : يا عيسى مَن أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ؟
قال عيسى (عليه السلام) : الذين نظروا إلى باطن الدنيا حين نظر الناس إلى ظاهرها ، والذين نظروا إلى آجل الدنيا حين نظر الناس إلى عاجلها ، وأماتوا منها ما يخشون أن يميتهم ، وتركوا ما علموا أنّه سيتركهم ، فصار استكثارهم منها استقلالا ، وذكرهم إيّاها فواتاً ، وفرحهم بما أصابوا منها حزناً .. يحبّون الله تعالى ويستضيئون بنوره ، ويضيئون به ، لهم خبر عجيب ، وعندهم الخبر العجيب ، بهم تمام الكتاب وبه قاموا ، وبهم نطق الكتاب ، وبه نطقوا ، وبهم علم الكتاب وبه علموا ، ليسوا يرون نائلا مع ما نالوا ، ولا أماني دون ما يرجون ، ولا خوفاً دون ما يحذرون .
سئل النبيّ (صلى الله عليه وآله) عن قول الله تعالى : "ألا إنّ أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون "(6) ، قال : الذين يتحابّون في الله .
سُئِلَ أمير المؤمنين علي (عليه السلام) عن الآية الشريفة فقال : هم قوم أخلصوا لله تعالى في عبادته ، ونظروا إلى باطن الدنيا حين نظر الناس إلى ظاهرها ، فعرفوا آجلها حين غرّ الناس سواهم بعاجلها ، فتركوا منها ما علموا أنّه سيتركهم ، وأماتوا منها ما علموا أنّه سيميتهم .
إنّ أوليـاء الله تعالى كلّ مستقرب أجله ، مكذّب أمله ، كثير عمله ، قليل زلله .
إنّ أولياء الله لأكثر الناس ذكراً وأدومهم له شكراً ، وأعظمهم على بلائه صبراً .
إنّ أولياء الله لم يزالوا مستضعفين قليلين منذ خلق الله آدم (عليه السلام) .
إنّ أولياء الله سكتوا فكان سكوتهم ذكراً ، ونظروا فكان نظرهم عبرة ، ونطقوا فكان نطقهم حكمة ، ومشوا فكان مشيهم بين الناس بركة ، لولا الآجال التي قد كتبت عليهم لم تستقرّ أرواحهم في أجسادهم خوفاً من العذاب ، وشوقاً إلى الثواب .
إنّ الله تعالى أخفى وليّه في عباده ، فلا تستصغرّن عبداً من عبيد الله ، فربّما يكون وليّه وأنت لا تعلم .
إذا استحقّت ولاية الله والسعادة جاء الأجل بين العينين ، وذهب الأمل وراء الظهر ، وإذا استحقت ولاية الشيطان والشقاوة جاء الأمل بين العينين ، وذهب الأجل وراء الظهر .
إنّ الجهاد باب من أبواب الجنّة ، فتحه الله لخاصّة أوليائه .
والدنيا مهبط وحي الله ، ومتجر أولياء الله ، اكتسبوا فيها الرحمة ، وربحوا فيها الجنّة .
إنّ أولياء الله سكتوا فكان سكوتهم ذكراً ، ونظروا فكان نظرهم عبرة ، ونطقوا فكان نطقهم حكمة ، ومشوا فكان مشيهم بين الناس بركة ، لولا الآجال التي قد كتبت عليهم لم تستقرّ أرواحهم في أجسادهم خوفاً من العذاب ، وشوقاً إلى الثواب .
ثلاث خصال من صفة أولياء الله : الثقة بالله في كلّ شيء ، والغناء به عن كلّ شيء ، والافتقار إليه في كلّ شيء .
في الدعاء : اللّهم إنّك آنس الآنسين لأوليائك ، وأحضرهم بالكفاية للمتوكلّين عليك ، تشاهدهم في سرائرهم ، وتطّلع عليهم في ضمائرهم ، وتعلم مبلغ بصائرهم ، فأسرارهم لك مكشوفة ، وقلوبهم إليك ملهوفة ، إن أوحشتهم الغربة آنسهم ذكرك ، وإن صبّت عليهم المصائب لجأوا إلى الاستجارة بك ، علماً بأنّ أزمّة الاُمور بيدك ، ومصادرها عن قضائك ... فيا ترى مَن كان هذا حاله أما يستوحش من الناس ؟ أما يعتزل الناس روحاً ويبقى معهم جسداً لهدايتهم وإرشادهم وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر ، ولاحتياج بعض الناس إلى بعض في معاشهم وحياتهم اليوميّة .
-----------------------------------------------------------
الهوامش:
(1) البقرة : 257 .
(2) المائدة : 55 .
(3) النساء : 59 .
(4) يونس : 62 و 63 .
(5) الأنفال : 34 .
(6) يونس : 62 .
قصة واقعية (الايمان بالله عند الرجوع الى الفطرة)
ما هي الخطوات المعتبرة لمعرفة الدين؟
الطريق الثاني لمعرفة الله الطريق من خارج
لماذا نبحث عن وجود الله سبحانه؟