• عدد المراجعات :
  • 1006
  • 4/30/2011
  • تاريخ :

لوازم الاُنس الإلهي – الذكر

الورد

الذكر  :

مقام الذاكرين لله مقام شامخ عظيم ، وإنّ من يأنس بربّه يأنس بذكره ، فإن اشتاق إلى كلامه تلى القرآن الكريم ، وإن اشتاق أن يتكلّم معه ربّه ، قام في المحراب مصلّياً ، ويسأل الله أن يجعل قلبه بحبّه متيّماً ، ولسانه بذكره لهجاً ، ويستوحش من الغفلة عن ذكر الله ، ويستوحش ممّن يغفله من الناس من ذكر الله ، إذ أنس بالله تعالى ، استوحش فاستوحش من الناس .

عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) : عليك بمجالس الذكر .

ارتعوا في رياض الجنّة .

قالوا : يا رسول الله ، وما رياض الجنّة ؟

قال : مجالس الذكر .

ما قعد عدّة من أهل الأرض يذكرون الله إلاّ قعد معهم من الملائكة .

في وصيّة لقمان : اختر المجالس على عينك ، فإن رأيت قوماً يذكرون الله عزّ وجلّ فاجلس معهم ، فإنّك إن تكُ عالماً ينفعك علمك ويزيدونك علماً ، وإن كنت جاهلا علّموك ، ولعلّ الله يظلّهم برحمة فتعمّك معهم .

عن الإمام الصادق (عليه السلام) : ما اجتمع قوم في مجالس لم يذكروا الله ولم يذكرونا إلاّ كان ذلك المجلس حسرة عليهم يوم القيامة .

وفي الدعاء : واجعلنا من الذين اشتغلوا بالذكر عن الشهوات ... حتّى جالت في مجالس الذكر رطوبة ألسنة الذاكرين .

"الذين آمنوا وتطمئنّ قلوبهم بذكر اللّه ألا بذكر اللّه تطمئنّ القلوب"(1) .

" يا أيّها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فاُولئك هم الخاسرون"(2) .

في الروايات : الذكر لذّة المحبّين ( في الدعاء ) وأستغفرك من كلّ لذّة بغير ذكرك ، ومن كلّ راحة بغير اُنسك ، ومن كلّ سرور بغير قربك ، ومن كلّ شغل بغير طاعتك . إلهي ما ألذّ خواطر الإلهام بذكرك على القلوب ، وما أحلى المسير إليك بالأوهام في مسالك الغيوب . اللّهم افتح مسامع قلبي لذكرك ، وارزقني طاعتك وطاعة رسولك وعملا بكتابك .

الذكر مجالسة المحبوب وهو أفضل الغنيمتين ، وشيمة المتّقين ، وسجية كلّ محسن ، ولذّة كلّ موقن ، وأحبّ الأعمال إلى الله : " اذكروا الله ذكراً كثيراً وسبّحوه بكرةً وأصيلا"(3) .

عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) : ألا اُخبركم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم ، وخير لكم من الدينار والدرهم ، وخيرٌ لكم من أن تلقوا عدوّكم فتقتلونهم ويقتلونكم ؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : ذكر الله عزّ وجلّ كثيراً .

قال رجل للنبيّ : اُحبّ أن أكون أخصّ الناس إلى الله تعالى ، قال (صلى الله عليه وآله) : أكثر ذكر الله تكن أخصّ العباد إلى الله تعالى .

عن الإمام الصادق (عليه السلام) : ما من شيء إلاّ وله حدّ ينتهي إليه إلاّ الذكر فليس له حدّ ينتهي إليه ، فرض الله عزّ وجلّ الفرائض فمن أدّاهن فهو حدّهن ... إلاّ الذكر فإنّ الله عزّ وجلّ لم يرض منه بالقليل ولم يجعل له حدّاً ينتهي إليه ، ثمّ تلا هذه الآية : " يا أيّها الذين آمنوا اذكروا الله ذكراً كثيراً "(4) .

ومن ذكر الله في السرّ فقد ذكر الله كثيراً ، فمداومة الذكر خلصان الأولياء ، ومن اشتغل بذكر الله طيّب الله ذكره .

ومن دعاء علّمه أمير المؤمنين (عليه السلام) لنوف البكالي : إلهي من لم يشغله الولوع بذكرك ، ولم يزوِه السفر بقربك كانت حياته عليه ميتة ، وميتته عليه حسرة .

إلهي وألهمني ولهاً بذكرك إلى ذكرك ، وهمّتي إلى روح نجاح أسمائك ومحلّ قدسك .

أسألك بحقّك وقدسك وأعظم صفاتك وأسمائك أن تجعل أوقاتي من الليل والنهار بذكرك معمورة وبخدمتك موصولة وأعمالي عندك مقبولة ، حتّى تكون أعمالي وأورادي كلّها ورداً واحداً وحالي في خدمتك سرمداً .

عن الإمام الباقر (عليه السلام) : لا يزال المؤمن في صلاة ما كان في ذكر الله قائماً كان ، أو جالساً ، أو مضطجعاً ، إن الله تعالى يقول : " الذين يذكرون اللّه قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكّرون في خلق السموات والأرض ربّنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار ..."(5) .

الذكر مفتاح الصلاح ومن عمر قلبه بدوام الذكر حسنت أفعاله في السرّ والجهر ، ومداومة الذكر قوّة الأرواح ومفتاح الصلاح وحياة القلوب ونور العقول وجلاء الصدور تستنجح به الاُمور ، ويُستنار به اللبّ .

في الحديث القدسي : أ يّما عبد اطّلعت على قلبه فرأيت الغالب عليه التمسّك بذكري ، تولّيت سياسته وكنت جليسه ومحادثه وأنيسه .

ذكر الله ينير البصائر ويؤنس الضمائر فهو مفتاح الاُنس ، وذاكر الله مؤانسه ، وإذا رأيت الله يؤنسك بذكره فقد أحبَّك ، وإذا رأيت الله يؤنسك بخلقه ويوحشك من ذكره فقد أبغضك ، فالذكر مطردة الشيطان ودعامة الإيمان وأمان من النفاق ، يثمر المحبّة والعصمة .

في الدعاء : وقلت وقولك الحق : " فاذكروني أذكركم "(6) ، فأمرتنا بذكرك ووعدتنا عليه أن تذكرنا تشريفاً لنا وتفخيماً وإعظاماً وها نحن ذاكروك كما أمرتنا فأنجز لنا ما وعدتنا يا ذاكر الذاكرين .

-----------------------------------------------------------

الهوامش:

(1) الرعد : 28 .

(2) المنافقين : 9 .

(3) الأحزاب : 41 و 42 .

(4) الأحزاب : 41 .

(5) آل عمران : 191 .

(6) البقرة : 152 .


قصة واقعية (الايمان بالله عند الرجوع الى الفطرة)

ما هي الخطوات المعتبرة لمعرفة الدين؟

الطريق الثاني لمعرفة الله الطريق من خارج

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)