• عدد المراجعات :
  • 411
  • 4/2/2011 11:00:00 PM
  • تاريخ :

السعوديه وحاجتها الماسه الي ايران

المملکة العربيه السعودية

نشرت صحيفه القدس العربي اللندنيه اليوم الاثنين مقالا تحت عنوان ' السعوديه وحاجتها الماسه لايران ' بقلم الكاتبه والاكاديميه السعوديه الدكتوره مضاوي الرشيد اكدت من خلاله بان النظام الوهابي السعودي بحاجه الي ايران كي تبني هويه سعوديه مبنيه علي العداء للاخر المختلف.  

تحتاج السعودية لايران في قضية داخلية مهمة فشل النظام السعودي ان يحلها وهي قضية الهوية الوطنية للكيان. تأرجحت هذه الهوية منذ الثلاثينات من القرن المنصرم بين هوية اسلامية واخري عربية.

و جاء في مقال السيده الرشيد : تحتاج السعودية لايران في قضية داخلية مهمة فشل النظام السعودي ان يحلها وهي قضية الهوية الوطنية للكيان. تأرجحت هذه الهوية منذ الثلاثينات من القرن المنصرم بين هوية اسلامية واخري عربية. لوح النظام باسلامية اممية اصطدمت اول ما اصطدمت بخارطة العالم العربي المنبثقة من دهاليز السياسة البريطانية وخاصة في منطقة الخليج 'الفارسي' والتي حجمت المشروع الوهابي ـ السعودي وحصرته في حدوده الحالية وبذلك قضت علي حلمه في ضم مشيخات الخليج 'الفارسي' وتوحيد الجزيرة العربية ناهيك عن الحلم المستعصي منذ قرون وهو حلم ابتلاع اليمن .

و قالت : وظلت الهوية الاسلامية محصورة ومقيدة رغم انها استمرت ترفع كشعار يختزل بين الحين والحين في احصائيات المساعدات والتبرعات للعالم الاسلامي. ظل الامر هكذا حتي سقطت هذه المنظومة مع اندلاع العنف الجهادي في السعودية وخارجها حيث اتضح للنظام ان الهوية الاسلامية المعلنة للنظام لم تثبت ولاء الشعب للوطن بل جعلته يسترسل في الدفاع عن المعذبين في الارض من مسلمي الشيشان ومندناو ويهاجم حكومته بسبب تخاذلها بل تآمرها علي مسلمي المعمورة بعد نزهة قصيرة في جبال افغانستان ظلت رهينة الحرب الباردة والمخطط الامريكي لتصفية الاتحاد السوفييتي .

وظلت الهوية الاسلامية محصورة ومقيدة رغم انها استمرت ترفع كشعار يختزل بين الحين والحين في احصائيات المساعدات والتبرعات للعالم الاسلامي. ظل الامر هكذا حتي سقطت هذه المنظومة مع اندلاع العنف الجهادي في السعودية وخارجها حيث اتضح للنظام ان الهوية الاسلامية المعلنة للنظام لم تثبت ولاء الشعب للوطن بل جعلته يسترسل في الدفاع عن المعذبين في الارض من مسلمي الشيشان ومندناو ويهاجم حكومته بسبب تخاذلها بل تآمرها علي مسلمي المعمورة بعد نزهة قصيرة في جبال افغانستان ظلت رهينة الحرب الباردة والمخطط الامريكي لتصفية الاتحاد السوفييتي .

و اضافت : ومع تآكل الهوية الاسلامية كان هناك خط مواز يظهر علي استحياء. هذا الخط تمحور خلف الهوية العربية والتي اصطدمت بمعطيات التاريخ الحديث ورغبة السعودية في ازاحة مصر عن الساحة العربية بعد هزيمة 1967 وصلح 1979. حديث العروبة جاء متأخرا بعد عقود من الترنح والمؤامرة فلم يفلح في تثبيت جذوره في الداخل السعودي. وظلت الهوية الاسلامية والعربية للكيان السعودي هويات تتعاطي وتستجدي مفاهيم كبيرة اكبر بكثير من طموح وقدرات ورغبات النظام السعودي. بعد هاتين المرحلتين تم اختراع هوية جديدة تحت مسمي الهوية الخليجية المشتركة المبنية علي ترابط عائلي اسري ربما هو اليوم يتعرض لامتحان صعب وعسير قد يقصم ظهر هذه الهوية الي الابد.

و اردفت تقول : وظل شعب الجزيرة محتارا في امر هذه الهويات الكبيرة الاقليمية او العالمية حتي جاءت احداث الحادي عشر من ايلول (سبتمبر) وبعد مناصحة طاقم كبير من المستشارين والمفكرين تم اقرار مبدأ الهوية السعودية كحل اخير لأزمة الهوية الوطنية. نحن اليوم بصدد محاولة النظام ترسيخ هوية تعتمد علي سعودة المجتمع فكريا وسياسيا وثقافيا من خلال التعريف بالمجموعة من خلال معاداتها للآخر. لذلك يترتب علي مشروع صياغة الهوية السعودية وجود هذا الآخر الايراني بثقافته وتاريخه وطائفته وطموحاته. لا تستطيع سعودة الهوية المحلية ان تكون مبنية علي التمايز مع دولة عربية قطرية اخري كمصر او الجزائر او سورية لما في ذلك من اتصال لغوي وثقافي وتاريخي وحضاري لن تستطيع سعودة الوطن ان تلغيه لذلك تلعب ايران اليوم الدور الرئيسي في عملية التعريف بالمسمي السعودي. فتحتاج السعودية ونظامها ايران كي تبني هوية تقوم علي الاختلاف والتباعد مع كل ما هو فارسي - صفوي ـ شيعي ـ هذا التباعد يساعد النظام علي تبلور هوية سعودية مبنية علي العداء للآخر المختلف.

وظل شعب الجزيرة محتارا في امر هذه الهويات الكبيرة الاقليمية او العالمية حتي جاءت احداث الحادي عشر من ايلول (سبتمبر) وبعد مناصحة طاقم كبير من المستشارين والمفكرين تم اقرار مبدأ الهوية السعودية كحل اخير لأزمة الهوية الوطنية. نحن اليوم بصدد محاولة النظام ترسيخ هوية تعتمد علي سعودة المجتمع فكريا وسياسيا وثقافيا من خلال التعريف بالمجموعة من خلال معاداتها للآخر.

و قالت : ونعرف دوما ان الانظمة التي تواجه خللا داخليا في تركيبتها وعلامات استفهام كبيرة علي قواسمها المشتركة مع شعبها هي انظمة تسعي لان تعوض عن الاهتزاز الداخلي بحرب او حروب خارجية ضد هذا الآخر العدو حتي تستجدي لحمة ولو آنية من مجتمعها في حالة اغتراب قديمة. فالحرب علي الآخر العدو ربما هو محاولة بائسة لاستجداء تبلور الهوية الوطنية من خلال الحشد والتجمهر خلف المؤسسة العسكرية. وبما ان المواجهة المباشرة مع ايران تعتبر مغامرة ومخاطرة رهيبة بالنسبة لنظام كالنظام السعودي نجد ان سعودة الوطن وتثبيت الهوية السعودية قد ارتبط في السنوات القليلة الماضية بحملات عسكرية محدودة ولكنها ذات اهداف محددة.

و اضافت : بدأت هذه الحملات مع الحرب القصيرة علي الحوثية في شمال اليمن بعد ان صورت هذه الحرب وكأنها حرب سعودية هدفها الحد من المد الايراني ورغم تقارير اكثر المراكز مصداقية في البحث كمنظمة ادارة الازمات التي نفت اي ارتباط بين الحوثية وايران ووجود اسلحة ايرانية في يد الحوثيين. وربطت هذه الاسلحة بعمليات بيع يقوم بها عدد من جنرالات وضباط المؤسسة العسكرية اليمنية رغبة بالربح نجد ان السعودية ضللت شعبها عندما ارسلت جيشها الي الحدود السعودية اليمنية دفاعا عن الوطن في وجه المد الايراني. واليوم يصور النظام السعودي انتشار قواته الامنية في البحرين كعملية لصد فرسنة المنطقة تحت مظلة ايران علّه بذلك يضمن تجييش المجتمع خلف هوية سعودية في اطار العسكرة لهذه الهوية. فترتفع أصابع قوات الامن السعودية باشارة النصر مجبرين علي امرهم مكرهين علي عمل ربما يعتقد الكثيرون منهم أنهم بغني عن هذه المواجهة والتي قد تضعهم وجها لوجه امام عملية قتل وابادة لمسلمين في بلد مجاور.

اقترنت محاولة تكوين الهوية السعودية عن طريق العسكرة علي الساحة البحرينية بالفكاهة عندما خطت ريشة رسامي الكاريكاتور علي صفحات الجرائد السعودية صورا اقرب ما تكون الي الهزلية خاصة عندما صورت قبضة يد سعودية تمدها شرايين خليجية في حلبة ملاكمة يقف فيها علي الجانب الآخر القزم الايراني.

و استطردت تقول : وان تمعنا في وجوههم الفتية لوجدنا ان ابتساماتهم التي اجبروا علي توزيعها من سقف مدرعاتهم جاءت باهتة مغمورة بلغة عيون حزينة كانت اصدق من اشارات النصر المرفوعة علي جسر العبور وكم نتمني لهم العودة الي ديارهم قبل ان تتلطخ اياديهم بدماء المسلمين ويزج بهم في مستنقع الهويات المأزومة الفتاكة والتي قد تقسم الاوطان وتحدث شرخا في التركيبة الاجتماعية لن يلتئم بالسهولة التي دخلوا فيها الي البحرين تحت ضغط بحث النظام السعودي عن تلك الهوية السعودية المعرفة ضد ايران.

و جاء في المقال : اقترنت محاولة تكوين الهوية السعودية عن طريق العسكرة علي الساحة البحرينية بالفكاهة عندما خطت ريشة رسامي الكاريكاتور علي صفحات الجرائد السعودية صورا اقرب ما تكون الي الهزلية خاصة عندما صورت قبضة يد سعودية تمدها شرايين خليجية في حلبة ملاكمة يقف فيها علي الجانب الآخر القزم الايراني. وما لنا الا ان نقول ما ابعد الخيال الفني عن الواقع وبدلا من الفهم الفكاهي نستبدل الكاريكاتور بتحليل اقرب الي العقل من التضليل المؤدلج للهوية السعودية والتي لا تزال قيد الدرس. ان اي هوية تفرزها معطيات مرحلية موجهة الي الخارج لن تكون هوية راسخة ذات ديمومة اذ انها سرعان ما تتلاشي بتلاشي الخطر الخارجي الحقيقي او المزعوم والهوية القائمة علي عسكرة وتجييش المجتمع ضد عدو خارجي سرعان ما تفقد معناها الا اذا كان قدر المجتمع ان يظل مشدودا نحو عدو وهمي فيصور نفسه وكأنه مستهدف ومحاط بأعداء يتربصون به دوما مما يخلق المجتمع المهزوز والمتشنج الذي يعيش علي مبدأ الخطر الدائم الخارجي بينما هو يواجه اكبر تحد داخلي لابطال مفهوم الهوية فقط بل يتعدي ذلك الي مفهوم الدولة وعلاقتها بالمجتمع وطريقة انصهار الكتل والمجموعات المتميزة والمختلفة في بوتقة واحدة.

و خلصت الرشيد الي القول : يجب علي النظام السعودي ان يقتنع اليوم قبل الغد ان الهوية الوطنية لا تقوم علي تجييش المجتمع خلف مغامرات عسكرية بائسة ضد ايران بل تقوم علي مؤسسات من اهمها التعليم والتمثيل السياسي والتوزيع العادل للثروة والجيش الواحد وليس المتشظي الذي يخاف الجزء فيه من الجزء الآخر ويتجسس فيه البعض علي الكل. هذه المؤسسات وحدها الكفيلة بانبثاق مواطنة مرتاحة ومتصالحة مع الآخر في مجتمعها قبل الآخر الذي هو وراء الحدود بانعدام هذه المؤسسات ستظل الهوية الوطنية حلما مؤجلا ومشروعا ناقصا يبني علي معاداة المركز للطرف واستئثار المركز ومجموعات مرتبطة به بتعريف الهوية علي حساب الآخرين الذين يبقون خارج الهوية الجمعية وكذلك يظلون يستأثرون بحصة الاسد يوزعونها علي من يشاؤون حسب مبدأ الموالاة للاشخاص وليس للوطن. لقد فشلت فئوية النظام السعودي في استيعاب الكثيرين من ابناء الوطن الذين ظلوا علي هامش المؤسسات والهوية الوطنية ولن تنفعنا ايران او معاداتها في صياغة كيان مشترك يقوم علي مبدأ المواطنة والمساواة.

ستبقي عسكرة الهوية السعودية ضد ايران مشروعا ناقصا يقوم علي حشد وهمي طائفي من اهم غاياته امتصاص التأجج السعودي الداخلي ليس عند شيعة المملكة بل عند الاكثرية السنية.

و اكدت تقول : ستبقي عسكرة الهوية السعودية ضد ايران مشروعا ناقصا يقوم علي حشد وهمي طائفي من اهم غاياته امتصاص التأجج السعودي الداخلي ليس عند شيعة المملكة بل عند الاكثرية السنية. ويعتقد هذا النظام ان الحشد العسكري ضد ايران اليوم هو الملاذ الاخير لتفادي انفجار الداخل السعودي وفي مجتمع الاكثرية بالذات. وان استطاعت المواجهة في تبلور هوية سعودية آنية الا انها ستفشل في المدي البعيد بسبب محدوديتها وتوجهها نحو العدو الخارجي الآني. لذلك ان استهلكت السعودية عداوة ايران المرحلية ولم تنجح في تثبيت دعائم هوية وطنية حقيقية مبنية علي المؤسسات لن يبقي لها سوي ملعب الكرة وتجييش الشباب خلف اوهام الرياضة والتلويح بالاعلام علي انغام موسيقية وهمية او رسوم الكاريكاتور الباهتة هذا بالاضافة الي استحضار تراث العصور البائدة المرتبطة بالبعير والعرضة والتي هي بدورها لا تستوعب تعددية الجزيرة العربية في ماضيها وحاضرها.

مصدر: ارنا

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)