• عدد المراجعات :
  • 1791
  • 3/5/2011
  • تاريخ :

الخروج من القبر- أحوال الناس يوم الحشر

الورد

أحوال الناس يوم الحشر

قال الإمام أمير المؤمنين عليه السلام: "وذلك يومٌ يَجمَعُ الله فيه الأوّلين والآخرين لنقاش الحِساب وَجزاءِ الأعمال خُضُوعاً قياماً قد ألجَمَهُمُ العَرَقُ وَرَجَفَت بِهِمَ الأرض فأحسنهم حالاً من وجَدَ لِقَدَميهِ مَوضِعاً وَلِنَفسِهِ مَتَّسعاً"1.

عن الإمام الصادق عليه السلام: "مثل الناس يوم القيامة إذا قاموا لربِّ العالمين مثل السهم في القِربَ ليس له من الأرض إلاّ موضع قدمه كالسهم في الكنانة لا يقدر أن يزول هاهنا ولا ها هنا"2.

فكما أنَّه في موضع السهم في الكنانة لا يوجد مجالٌ ليتحرك في كنانته لضيقها، فكذلك ضيق الإنسان في ذلك اليوم فلا يستطيع أن يتحرك عن موضع قدمه فليست لديه القدرة على ذلك.

 

في أحوال بعض الخارجين من القبور

أشارت الروايات الشريفة إلى أصناف من الناس لهم حالات خاصة عند الخروج من القبور للحشر، وذلك نتيجة أعمال ارتكبوها في الدنيا، ومن هؤلاء:

الشاكُّ في فضل علي بن أبي طالب عليه السلام

فعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "الشاك في فضل علي بن أبي طالب عليه السلام يحشر يوم القيامة من قبره وفي عنقه طوق من نار فيه ثلاثمائة شعبة، على كل شعبة منها شيطان يكلح في وجهه ويتفل فيه"3.

 

مانعو حقِّ الله

عن الإمام محمّد الباقر عليه السلام: "إنَّ الله تبارك وتعالى يبعث يوم القيامة ناساً مِن قبورهم مشدودة أيديهم إلى أعناقهم لا يستطيعون أن يتناولوا قيد أنملة،معهم ملائكة يعيرونهم تعييراً شديداً يقولون: هؤلاء الذين منعوا خيراً قليلاً مِن خير كثير. هؤلاء الذين أعطاهم الله فمنعوا حقّ الله في أموالهم"4.

 

النمَّامون

فقد روى الشيخ الصدوق في حديث طويل عن رسول الله الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: "ومَن مشى في نميمة بين اثنين سلَّط الله عليه في قبره ناراً تحرقه إلى يوم القيامة، وإذا خرج مِن قبره سلَّط الله عليه تنيناً أسود ينهش لحمه حتّى يدخل النار..."5.

 

شارب الخمر

في الرواية عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم أنَّه قال: "إنَّ شارب الخمر يجيء يوم القيامة مسوداً وجهه، مزرقةً عيناه، مائلاً شدقاه، سائلاً لعابه، دالعاً لسانه من قفاه"6.

 

ذو الوجهين واللسانين

عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم أنَّه قال: "يجيء يوم القيامة ذو الوجهين دالعاً لسانه في قفاه، وآخر من قدَّامه يلتهبان ناراً حتّى يلهبا جسده ثمَّ يقال له: هذا الذي كان في الدنيا ذا وجهين ولسانين يعرف بذلك يوم القيامة"7.

 

مما يهوِّن هول المحشر

وكما في كلِّ موقف من مواقف القيامة والبرزخ ما يهوِّنه، فإنَّ للمحشر وهوله ما يهوِّنه أيضاً حيث دلتنا الروايات على أعمالٍ مهمَّة نافعة منها:

1- تشييع الجنائز

فعن الإمام الصادق عليه السلام: "من شيَّع جنازة مؤمن حتى يدفن في قبره وكل الله تعالى به سبعين ملكاً من المشيِّعين يشيِّعونه ويستغفرون له إذا خرج من قبره إلى الموقف"8.

2- تنفيس كربة مؤمن وإدخال السرور على قلبه

عن الإمام الصادق عليه السلام: "إذا بعث الله المؤمن من قبره خرج معه مثال يقدمه أمامه، كلّما رأى المؤمن هولاً مِن أهوال يوم القيامة قال له المثال: لا تفزع، ولا تحزن، وأبشر بالسرور والكرامة من الله عز َّوجلَّ، حتّى يقف بين يدي الله عزَّ وجلَّ فيحاسبه حساباً يسيراً، ويأمر به إلى الجنّة والمثال أمامه. فيقول له المؤمن يرحمك الله نِعْم الخارج خرجت معي من قبري مازلت تبشرني بالسرور والكرامة من الله حتّى رأيت ذلك. فيقول مَن أنت؟ فيقول: أنا السرور الذي كنت أدخلتَه إلى أخيك المؤمن في الدنيا خلقني الله عزَّ وجلَّ منه لأبشرك"9.

3- كسوة المؤمن

عن الإمام الصادق عليه السلام أنَّه قال: "مَن كسا أخاه كسوة شتاء أو صيف كان حقاً على الله أن يكسوه من ثياب الجنّة وأن يهوِّن عليه سكرات الموت، وأن يوسع عليه في قبره وأن يلقى الملائكة إذا خرج من قبره بالبشرى وهو قول الله عزّ وجلّ في كتابه: "وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ"(الأنبياء:103).

4- الدعاء في شهر رمضان المبارك

عن الإمام السجاد زين العابدين عليه السلام عن أبيه عن جده عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: "...ومن دعا بنيَّة خالصة في أول شهر رمضان رزقه الله تعالى ليلة القدر وخلق له سبعين ألف ملك يسبّحون الله ويقدسونه وجعل ثوابهم له، وبعث الله له عند خروجه من قبره سبعين ألف ملك مع كل ملك نجيب من نور بطنه من اللؤلؤ وظهره من الزبرجد وقوائمه من الياقوت...."10.

رحلة الآخرة, جمعية المعارف الثقافية

-----------------------------------------------------------

الهوامش:

1- نهج البلاغة: ج1، ص196.

2- المجلسي محمد باقر بحار الأنوار مؤسسة الوفاء، الطبعة الثانية المصححة ج7، ص111.

3- م. ن. ج7، ص192.

4- الكليني الكافي دار الكتب الإسلامية طهران الطبعة الخامسة ج3، ص506.

5- الحر العاملي محمد بن الحسن وسائل الشيعة دار إحياء التراث بيروت ج 12، ص308.

6- م. ن. ج25، ص312.

7- م. ن. ج12، ص258.

8- م. ن. ج3، ص145.

9- المجلسي محمد باقر بحار الأنوار مؤسسة الوفاء، الطبعة الثانية المصححة ج7، ص197

10- م. ن. ج91، ص383.


حقيقة الشفاعة وأقسامها

المعاد والإيمان وأحكامه (2)

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)