• عدد المراجعات :
  • 389
  • 2/23/2011
  • تاريخ :

ثورة الوطن العربي والعبور الى الجليل

الكاتب والباحث الاستراتيجي سيد صادق الحسيني

نصر الله قد يأمر بالعبور الى الجليل الفلسطيني في اية حرب قادمة ,والامام الخامنئي يرسل يرسل بارجتين حربيتين الى موانئ سورية عابرة قناة السويس بموافقة المجلس الاعلى للقوات المصرية والعدو الصهيوني يهدد بامكانية العودة نحو جبهة شمال فلسطين , اليست هذه اولى نتائج ثورتي تونس الحرة ومصر ام الدنيا؟انه بذلك لا يفشي سرا بقدر ما يذكرالتحضيرات المؤكدة التي باتت على خرائط اركان العدو كما الصديق للمنازلة الكبرى الآتية فصولها كما هو القدر الذي لا مناص منه , وانا اتكلم هنا بعين "نصف العارف ونصف العاشق" منازلة يمكن ان تقلب ليس وجه المنطقة فحسب بل وجه العالم ولست مبالغا في ذلك للاسباب التالية :

نصر الله قد يأمر بالعبور الى الجليل الفلسطيني في اية حرب قادمة ,والامام الخامنئي يرسل يرسل بارجتين حربيتين الى موانئ سورية عابرة قناة السويس بموافقة المجلس الاعلى للقوات المصرية والعدو الصهيوني يهدد بامكانية العودة نحو جبهة شمال فلسطين , اليست هذه اولى نتائج ثورتي تونس الحرة ومصر ام الدنيا؟

ولكن دعوني استدرك اولا بالقول بانني اكتب هنا لمن يبحث عن علم اليقين وعين اليقين وسير السنن الكونية, اما المناكفون والحانقون والمشاغبون والتائهون والمرجفون في المدينة فلاشغل لي بهم لانهم لا وجود لهم في مشهد "حق اليقين" بالمطلق .

اولا : شاء من شاء وابى من ابى وقرا الايرانيون ذلك صوابا ام خطأ وكذلك اشقائهم التونسيون والمصريون فان نتيجة ما حصل هناك وتداعياته القادمة والمتفاعلة على صفيح ساخن جدا في سائر ارجاء الوطن العربي هي معركة الرابح الاول فيها الايرانيون والخاسر الاول فيها الثنائي الاسرائيلي الامريكي .

وهذا الامر لا علاقة له مطلقا بتقييماتنا المتفاوتة لسياسات ايران الداخلية او الخارجية ورضانا عنها او غضبنا منها , فالحقائق على الارض تحصل وتقع وتترك آثارها بناء على سنن كونية لا علاقة لها بالحب والبغض .

ثانيا : ما حصل في تونس ومن ثم في مصر في هذه اللحظة التاريخية لا علاقة له بايران ولا بحلفائها بشكل مباشر بالمطلق , وكل من يدعي خلاف ذلك مدع او مكابر او متوهم , فما حصل هناك هو صناعة تونسية ومن ثم مصرية محلية محضة ,خلقتها صيرورة تونسية ومن ثم مصرية ابتدعها اصحاب الارض والهم انفسهم ونقطة على السطر .

بالمقابل دعونا نتلمس في محاولة اولية للاقتراب من حقيقة ما دفع لحصول ما كان ينبغي ان يحصل في تونس ومن ثم مصر طبقا للسنن الكونية التي نؤمن بها ولا نؤمن بالصدف والمصادفات ابدا. فنقول :

اولا : ان نقطة اشتراك النظامين التونسي والمصري انهما قاما على القفز على حقائق التاريخ والجغرافيا والاجتماع او "الجماعة" الوطنية للبلاد , وربطا مسير ومسار نظامهما بالتبعية شبه المطلقة للاجنبي بما استفز كرامة وعزة وهوية الجماعتين , و المقصود من الجماعة هنا المصطلح السوسيولوجي وليس السياسي المتعارف عليه , اي العقل الجمعي للامة في كل بلد .

ثانيا : ان شعبي تونس ومصر هما من الشعوب العريقة والاصيلة الضاربة عروقها في عمق التاريخ الانساني حيث تشهد الوقائع والاحداث التاريخية بان لهما تاريخ حضاري وثقافي غني يسبق حتى وصول الدعوة الاسلامية اليهما وهما يعتزان بهذا ايا كان تقييمنا نحن المراقبون من الخارج لهذا التراث الانساني .

واما اذا ما اردنا العودة الى البداية اذ لا يسعنا الوقت لحشر مزيد من البحث في اعماق الثقافة والحضارة والتاريخ في هذا المقال الصحفي المحدود , نقول ان ثمة نقاط اشتراك بين هذين البلدين وبين ايران , قد تكون غائبة عن بعض المتتبعين مما يجعلهم مستغربين السبب الحقيقي الذي يجعل العدو الصهيوني والصديق الصادق لامة العرب ان يقول بان نتائج ثورتي تونس ومصر هما انتصار لا لبس فيه لايران على امريكا رغم ان من حقق النصر على الارض هناك هما الشعبان اصحاب العلاقة وبقوتهما الذاتية المحضة وابداعهما الخاص الذي لم يستنسخ من احد لا في الايديولوجيا ولا في الميتيدلوجيا – المنهجية – ولا في الوسائل اوالاساليب الا ما هو عام ومشترك بين الشعوب كافة .

 

ان كلا من تونس ومصر وايران يشتركون في كونهم من اولى البلدان التي احتكت مع الغرب مبكرا ما جعلها تنقل الكثير من معارفه العامة حيث عرف عنهم بانهم اول من اقر دساتير محلية لبلدانهم محاكية لتحولات العصر بين اواسط القرن التاسع عشر حتى نهاياته بالترتيب الزمني المعروف للبلدان الثلاثة .

 

فبالاضافة الى اشتراك ايران مع شقيقتيها العربيتين في النقاط المذكورة آنفا لابد من التوقف عند نقطة اشتراك شمال افريقيا عموما وايران بنقطة جوهرية اضافية ومهمة الا وهي :

- ان كلا من تونس ومصر وايران يشتركون في كونهم من اولى البلدان التي احتكت مع الغرب مبكرا ما جعلها تنقل الكثير من معارفه العامة حيث عرف عنهم بانهم اول من اقر دساتير محلية لبلدانهم محاكية لتحولات العصر بين اواسط القرن التاسع عشر حتى نهاياته بالترتيب الزمني المعروف للبلدان الثلاثة .

لكنهم كما واكبوهم فيما عرف بنقل العلوم والمعارف اختبروهم كذلك في مؤامراتهم وصناعة مكائدهم وحيلهم واحابيلهم في سحق الهويات المحلية ومحاولات فرض التبعية واشاعة الفكر الاستئصالي ضد كل ما هو وطني او قومي او ديني خاص باهل المنطقة .

ما حصل في العقود الاخيرة هو كلاب حراسة هذه السياسة من الحكام المحليين ذهبوا بالبلاد واستجابة لتلبية عقد التبعية والخنوع والاذلال الذي وقعوه مع اسيادهم , الى محاولة تحويل الشعب المتحكمين بمصيره الى مجرد قطيع يمشي وراءهم وهنا طفح الكيل بالجماعة واستوت نار الثورة وقرر الجمع ان بيرحل و يمشي ذلك "الراعي" الخائن والعميل وكلب الحراسة المخلص للاجنبي باي ثمن كان وان تعود الجماعة الى الصراط .

هذا ما حصل مع شاه ايران وهذا ما حصل مع شاه تونس وهذا ما حصل مع شاه مصر , وهو ما يمكن ان يحصل مع اي شاه يخرج على هوية شعبه او يحاول اذلاله او سلب كرامته او يتجرا عليه في اي من مقدساته او حقوقه الانسانية المعروفة, بعد ان فاض الكيل مع الشعوب وقررت في عصر الصحوة واليقظة واكتمال نصاب الوعي الجماهيري وانكسار حاجز الخوف الوهمي ان تقطع مع كل ما هو دخيل وان توصل خيوطها مع كل ما هو اصيل .

اخيرا وليس آخرا , لا احد في ايران من السذاجة من لا يعرف هذا ومن ثم لا احد يريد استنساخ ثورته لاحد , لكن القدر المتيقن لدى كل محارب لامريكا والكيان الصهيوني هو ان يعمل لمساعدة اخيه في الهوية والكرامة والعزة في منع المهزومين وعلى راسهم واشنطن وتل ابيب من اللعب مجددا على التناقضات من اجل زعزعة صفوف الثوار او اشاعة الفرقة بينهم لعلهم ينجحون في خطف ثورة هنا او ثورة هناك او منع سقوط احجار الدومينو الاسرائيلية الامريكية في محاولة لمنع استكمال انهيارهم او تاجيل المنازلة الكبرى الموعودة .

ما حصل في العقود الاخيرة هو كلاب حراسة هذه السياسة من الحكام المحليين ذهبوا بالبلاد واستجابة لتلبية عقد التبعية والخنوع والاذلال الذي وقعوه مع اسيادهم , الى محاولة تحويل الشعب المتحكمين بمصيره الى مجرد قطيع يمشي وراءهم وهنا طفح الكيل بالجماعة واستوت نار الثورة وقرر الجمع ان بيرحل و يمشي ذلك "الراعي" الخائن والعميل وكلب الحراسة المخلص للاجنبي باي ثمن كان وان تعود الجماعة الى الصراط .

اما اللعب في الوقت الضائع وتحريك صغار هنا او هناك باسم معارضة النظام في بلد "الجائزة الكبرى" اي ايران و التي لم يحظ بها بوش الصغير في اوج جبروته فان اوباما اصغرمن ان يلامسها عبر عملية تشبيه بائسة ويائسة من خلال رموز محروقة وغارقة في اليأس لحرف الانظار عما يجري في سفينتهم الاستعمارية الغارقة في البحرين الابيض والاحمر

فقد نسي هؤلاء ان احمدي نجاد هو اول من بدأ موجة الثورة على الفساد والمفسدين واحتكار السلطة في بلاده قبل سنوات وهو الآن في اوج حصاد ما زرع وصار وراءه جيشا عرمرما من "الناس بوك" يقودهم امام فدائي هو آية الله السيد علي خامنئي له من "القدسية" والكرامة عندهم اذا قال لهم خوضوا البحر مشاة سيخوضونه , ومعه اركان قادة من احفاد قائد ثورة التنبك الايرانية الشهيرة التي اسقطت منح امتياز احتكار التبغ الايراني للانجليز و معه حكم الملك ناصر الدين شاه القاجاري بجملة واحدة : " اليوم استعمال دخانيات حرام "

هذا هو ما يجمع بين ايران وتونس ومصر ولنان وهذا ما يجعل نصر الله يمشي الخطى ملكا متلهفا ساعة الصفر ليأمر قواته بالزحف على الجليل.

مقال بقلم الكاتب والباحث الاستراتيجي: سيد صادق الحسيني

مصدر: وکاله فارس

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)