• عدد المراجعات :
  • 566
  • 2/22/2011
  • تاريخ :

شعب البحرين.. اليوم يومك

ثورة بحرين

الشعب البحريني يعيش اليوم فرصته التاريخية التي ربما لم تسنح له طوال المائتي سنة الماضية. فكل الدلائل والمعطيات المتوفرة حتى اللحظة تشير إلى أن أمام هذا الشعب اليوم فرصة نادرة للتغيير السياسي الجذري والتي لو استثمرت بذكاء فستغير وجه البحرين لأجيال قادمة. لقد صنع الآلاف من شباب حركة 14 فبراير بمسيراتهم السلمية التي أذهلت المراقبين رغم سقوط الضحايا والجرحى في صفوفهم، صنع هؤلاء الفتية الشجعان فرصة ذهبية تاريخية قلما يجود بها الزمن وقد آن الأوان للمناضلين المدافعين عن هذا الشعب اقتناصها.

فكل الدلائل والمعطيات المتوفرة حتى اللحظة تشير إلى أن أمام هذا الشعب اليوم فرصة نادرة للتغيير السياسي الجذري والتي لو استثمرت بذكاء فستغير وجه البحرين لأجيال قادمة.

وحتى لا أهضم حركة الشعب البحريني بحصرها ضمن نطاق ضيق، أستطيع القول هنا بأن هذا الشعب يكاد يصنع اليوم في نفوس الخليجيين ذات الأثر الذي تركته الثورة التونسية على الأمة العربية. ومن هذه الزاوية بالذات نستطيع فهم التداعي العاجل من دول مجلس التعاون الخليجي لدعم الحكومة البحرينية غداة سحقها البالغ الوحشية للاعتصام السلمي في دوّار اللؤلؤة فجر السابع عشر من فبراير. لقد كان ذلك الاعتداء الآثم على المعتصمين النائمين محاولة يائسة لإيقاف قاطرة التغيير السلمي والحضاري ليس في البحرين وحدها بل في دول خليجية أخرى أيضا.

في هذه اللحظة الزمنية بالذات، أثبت شعب البحرين بأن لا صحة مطلقا لمقولة "لسنا تونس ولسنا مصر" والتي تروجها الأنظمة المستبدة وينساق خلفها بعض المثقفين الأغرار. لقد قال هذا الشعب كلمته الفصل؛ لا فرق بين الاستبداد والاستئثار والقهر ومصادرة حق الناس واللعب بمقدرات الشعوب سواء كان مرتكبها يلبس ربطة عنق في تونس أم يضع على صلعته عقالا في الخليج. وفي ظل هذه الصحوة التاريخية التي تعشيها جلّ الشعوب العربية، يبدو التشبث بالجدلية المزعومة حول الخصوصية و"أننا نختلف عن الآخرين" ليست سوى ﴿ أضغاث أحلام ﴾ أو ﴿ سراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء ﴾ وما خبر البحرين عنا ببعيد.

هؤلاء الشباب والشهداء الذين سفكت دمائهم على شوارع البحرين وضعوا مستقبل بلادهم، في ظرف أسبوع واحد، على أولى عتبات عهدها الجديد. ويبقى إنقاذ البلد من براثن الاستبداد المزمن منوط بالرجال المخلصين في حركات المعارضة والذين سيفاوضون الحكومة لاحقا، هؤلاء الرجال باتت تقع على عاتقهم اليوم أعظم مسئولية واجهوها في حياتهم النضالية، والتي من خلالها سيتحدد مستقبل بلادهم وأحفادهم.

هؤلاء الشباب والشهداء الذين سفكت دمائهم على شوارع البحرين وضعوا مستقبل بلادهم، في ظرف أسبوع واحد، على أولى عتبات عهدها الجديد

على الشرفاء المعتصمين في دوار اللؤلؤة والحركات السياسية المخلصة من خلفهم أن يعلموا جيدا أن بيدهم اليوم أن يأخذوا بيد شعوب الخليج إلى الضفة الأخرى من التاريخ. وعليهم أن يعلموا أن ذلك بات في متناول اليد إذا ما فرضوا إرادتهم الصلبة ومطالبهم المشروعة في قيام دولة دستورية تديرها حكومة منتخبة شعبيا. لقد تخلصت شعوب كثيرة في العالم خلال العقود القليلة الماضية من أعتي النظم الاستبدادية في شرق أوروبا والاتحاد السوفيتي البائد وتغير وجهها إلى الأبد.. فما الذي يمنع شعوب هذه المنطقة من فعل الشئ نفسه سيما وقد فعلها أخيرا إخواننا في المنطقة العربية، والسؤال؛ "أحرام على بلابله الدوح... حلال للطير من كل جنس"؟!!

هؤلاء الرجال والنساء والأطفال الموجودون الآن في دوّار اللؤلؤة ربما أصبحوا اليوم بيضة القبّان في توازن المنطقة برمتها، وصار بيدهم وحدهم وتحت قبضاتهم الحرة صناعة مستقبل بلدهم وإضاءة الدرب أمام شعوب الخليج. ان هؤلاء الشباب العزّل من أي شئ، إلا من أحلامهم في غد أفضل واحترامهم لإنسانيتهم ورفضهم امتهان كرامتهم ومصادرة حرياتهم التي أرادها لهم المستبدون، عليهم أن يعلموا أن أناملهم تخط الآن كتاب التاريخ البحريني الذي سيدرس لأحفادهم، ولا ولن يكون بين سطور هذا الكتاب سوى البحريني الإنسان بلا فئوية بغيضة ولا طائفية سوداء.

أخيرا، تذكروا جيدا أنه كلما اقتربت ساعة الحسم فستشتد قبضة المستبدين وتزداد ضغوط الخاسرين الإقليميين، وتتعالى صيحات أيتام الدكتاتورية التي ستصم الشرفاء بكل سيئة وتهمة مهما بلغت سذاجتها وسخافتها، فدعوا كل هذا الهراء خلف ظهوركم وعلى بركة الله سيروا، فالله الله يا شعب البحرين.. اليوم يومك.

المصدر: ابنا

 

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)