• عدد المراجعات :
  • 415
  • 2/14/2011
  • تاريخ :

في عيد الحب تحية لشباب ميدان التحرير

عيد الحب تحية لشباب ميدان التحرير

نحن في العالم العربي، لا يستنبت فينا «عيد الحب» أي رغبة لممارسة طقوسه الغريبة، ليس لأننا لا نحب، أو لأننا لا نتقن الحب، نحن مجبولون من تراب مندى بعبق الحب.‏‏

في حياتنا العربية يزهر الحب واللهفة كما يزهر الياسمين اشتياقاً إلى الحبيب.. وإلى الوطن.. والحكايات.. والناس، واللهفة ليست مرتبطة بزمن، نمارسها في كل حياتنا، كما تمارس الشمس طلوعها في كل صباح، وكما يمارس القمر اكتماله في منتصف كل شهر قمري.‏‏

في حياتنا العربية يزهر الحب واللهفة كما يزهر الياسمين اشتياقاً إلى الحبيب.. وإلى الوطن.. والحكايات.. والناس، واللهفة ليست مرتبطة بزمن، نمارسها في كل حياتنا، كما تمارس الشمس طلوعها في كل صباح، وكما يمارس القمر اكتماله في منتصف كل شهر قمري.‏‏

الحب في عالمنا العربي يتفتح فينا كأزهار الربيع، كل شيء في الحياة العربية يعيش ويزهو بالحب، المرأة في حياتنا ليست أول الحب وليست آخره، لكنها تتوهج في حياتنا كلها.. حبيبة، وأماً، وابنة، وأختاً، وزميلة، وحتى عشيقة، لكن باحترام يتجاوز حدود شهوة الجسد. نريد للمسحورين بالطقوس الغربية التوقف عن هذا الاندهاش بعيد الفالنتاين الذي ينطوي على كثير من النفاق والدجل والمراءاة.‏‏

أحدهم تفاخر بتقديم خمسين وردة جورية يقطر لونها الأحمر كذباً يوزع على خمسين امرأة، كيف يمكن لرجل أن يخدع خمسين امرأة؟!، هذا السلوك نوع من الفجور يقتحم حياة كثيرين، فتشوا معي عن مصطلح يعبر عن هذا السلوك البهيمي.‏‏

يأتي عيد الحب في هذا العام، والعالم العربي مختلف عن العام الماضي، العاشقون لأوطانهم حرة كريمة تتفتح الثورة فيهم، يطالبون الأنظمة المستسلمة للعدو الصهيوني والأمريكي بالرحيل ومغادرة قصورها وكراسيها ومهابتها وثرواتها الخيالية وأكاذيبها المضللة لشعوبها، الثورة الغاضبة في ميدان التحرير متفتحة على آخرها كما تتفتح الورود بقطرات الندى المتلألئة بضوء الفجر. الإعلام الرسمي أراد اختزالها بقضايا صغيرة، القضية ليست قضية رغيف خبز.. أو وظيفة لعاطل عن العمل، هذا الدجل الإعلامي من قبل أجهزة النظام تمييع للقضايا الكبرى المتعلقة بقضايا الأمة.‏‏

وأخيراً.. انتصار عشاق ميدان التحرير، هي حتمية التاريخ، فالشعب عندما يريد الحياة يستجيب له القدر. هل رأيتم عبد الناصر في ميدان التحرير، وفي شوارع مصر كلها، جاء عبد الناصر إلى ميدان التحرير، وإلى كل شوارع مصر ومعه الحرية والكرامة والمجد، ويعلو صوت مصر بالعروبة.‏‏

وأخيراً.. انتصار عشاق ميدان التحرير، هي حتمية التاريخ، فالشعب عندما يريد الحياة يستجيب له القدر. هل رأيتم عبد الناصر في ميدان التحرير، وفي شوارع مصر كلها، جاء عبد الناصر إلى ميدان التحرير، وإلى كل شوارع مصر ومعه الحرية والكرامة والمجد، ويعلو صوت مصر بالعروبة.‏‏

في المدن الغاضبة يحمل الناس كلماتهم وهتافاتهم وغضبهم وصور القادة الشرفاء سيوفاً من أجل أهداف سامية ونبيلة وكبيرة فيها كرامتهم وانتماؤهم الوطني والقومي، يريدون عودة بلدانهم إلى حديقة الأمة، وحمل بندقية المقاومة والمضي لتحرير القدس والضفة الغربية وغزة والعراق، فالأنظمة المستسلمة صنعت خلال سنواتها الكئيبة فجوة بين الناس وبين انتمائهم القومي والوطني. هل سمعتم يوم هتف المصريون في الأزهر الشريف للرئيس بشار الأسد وللسيد حسن نصر الله، كان الهتاف صرخة في وجه المستسلمين القابعين في القصور القريبة من الأزهر.‏‏

كثيراً ما يطرح الحصار على غزة الأسئلة الغاضبة:‏‏

كيف لنظام يقيم جداراً من الفولاذ الصلب على حدود غزة لمنع مرور الطعام والشراب والدواء إلى أهل غزة أن يكون موضع احترام وحب من شعبه، كيف سيلتف حوله مسانداً ومعانقاً ومقاتلاً عنه وهو يقف إلى جانب أعدائه؟!، مشهد الحصار وحده فوق قدرة العقل على التحمل، في الدين هذا الفعل الذي يمارس كفر، وفي الإنسانية جريمة، وفي الانتماء الوطني والقومي هذا الفعل خيانة، وفي منطق الجوار هذا العمل حقارة.. ألا تتساءلون: كيف لبلد عربي أن يكون فك الكماشة الآخر للعدو على وريد العربي لقطعه؟!.‏‏

في منطق التاريخ، كل الخونة لقضايا شعوبهم وأمتهم سيلقيهم التاريخ كما تلقى القمامة، يقول لي برلماني جزائري: (سيظل الرئيس هواري بومدين حيّاً في ضمائر الجزائريين الشرفاء لا يموتون، وحدهم الخونة يموتون، ويتعفنون).‏‏

المصدر: الوحدة

 

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)