• عدد المراجعات :
  • 1774
  • 12/18/2010
  • تاريخ :

متحف السلطان عبدالمجيد ( طوبى قابي )

متحف السلطان عبدالمجيد

يعتبر (طوب قابي) من أشهر معالم مدينة إسطنبول السياحية ، ويستطيع السائح بقليل من الليرات التوغل في عالم كان سر الأسرار ذات يوم، ومقر الحكم ومهجع الحريم، مكان كانت منه تنطلق تلك القرارات التي كان من شأن بعضها أن يغير سياسة العالم.

على رغم أن إسطنبول تعتبر واحدة من أجمل مدن العالم، وعلى رغم أن ما يصنع جمال إسطنبول إنما هو قصورها ومعالمها التاريخية، ولا سيما مساجدها الرائعة، فإن طوب كابي يكاد وحده أن يلخص عظمة وتاريخ سلاطين بني عثمان، وعلى الأقل منذ البداية وحتى العام 1853م حين قرر السلطان عبدالمجيد أن ينقل مركز الحكم إلى قصر >دولما بهجة < الجديد، قبل ذلك ومنذ محمد الثاني حتى عبدالمجيد ظل سلاطين بني عثمان جميعاً يقيمون في >طوب كابي سراي < ومنه يحكمون إمبراطوريتهم الفسيحة حتى توسع وامتلأ بالتحف والذكريات ماجعله أشبه بسجل لتاريخ تلك الإمبراطورية الحافل .

وكانت البداية حين أنشأ أحمد الثالث (1703-1730) وراء ذلك الباب قصراً صيفياً، وهو القصر نفسه الذي دمره حريق هائل في العام 1863، وبعد أحمد الثالث راحت مباني القصر الحالي تتزايد وقد أنشئ معظمها في المكان الذي كان يشغله أكروبول بيزنطة القديمة على واحدة من أجمل تلال إسطنبول السبع، وكانت هذه التلة أصلاً مغطاة بأشجار الزيتون، ومن هنا لا يزال يطلق على المنطقة حتى اليوم اسم الزيتونة/ زيتوناك/ وروعة المنطقة الأساسية تكمن في أن التلة تطل في الوقت نفسه على بحر مرمرة كما على قرن الذهب واليوم تبلغ المساحة الإجمالية للقصر 70 ألف متر مربع، وهو محاط بأسوار يبلغ طولها 1400 متر بنى معظمها في العام 1478 حيث التقت بالأسوار البيزنطية القديمة التي كانت تحمي المدينة ، وإمعاناً في الحماية أقيمت على طول الأسوار أبراج مراقبة قائمة حتى اليوم - ولكن إذا كانت مباني القصر قد ازدادت عدداً وروعة مع مرور القرون فإنها كانت تدمر وتزول في فترات أخرى، بحيث إنه في عصر محمد الثاني لم يكن قد بقي من آثار القصر القديم سوى الجناح المسمى (تشينللي كيوسك ) القائم أصلاً خارج مساحة القصر في مواجهة مايُسمّى اليوم بالمتحف الأركيولوچي - الذي بات يشكل جزءاً منه.

أما طوب قابي في شكله الحالي فيتألف من سلسلة من المباني المستقلة عن بعضها مساكن، أجنحة ، صالات استقبال، مكتبات، حمامات ، مطابخ ، مخازن ، مساجد.. وهي موزعة حول أفناء واسعة تواصل بناؤها حتى أواسط القرن التاسع عشر.

أما المدخل الرئيس للقصر فهو عبر الباب المسمَّى (باب همايون)- والذي عرفه العالم كله باسم الباب العالي، وهو يفتح خلف آيا صوفيا، الكنيسة البيزنطية الرائعة التي حوّلها محمد الثاني إلى مسجد، ثم حوّلها مصطفى كمال إلى متحف للفن البيزنطي، وفي مواجهة الباب العالي توجد نافورة أحمد الثالث التي بُنيت بأسلوب يجمع بين عظمة الأسلوب العثماني وفن الروكوكو الأوروبي، والفناء الذي أقيمت فيه النافورة تعلوه خمس قباب، وهو يفضي الى ساحة الأسلحة التي تفصل بين الباب العالي والباب المركزي.

وفي هذه الساحة بالذات تتراكم أسوأ ذكريات القمع العثماني، ولاسيما ذكريات تمرد الإنكشارية.

والعابر من الفناء الثاني يجد نفسه وقد دخل المباني الأساسية التي يتألف منها القصر، وأهمها صالة المجلس التي يفترض أن يكون المعماري العثماني سنان هو الذي صممها، أو على الأقل صمم نسختها القديمة التي دمرها حريق في العام 1665، ثم أعيد بناؤها أيام أحمد الثالث وزودت بثلاث قباب ما جعلها تحمل اسم (كوبيالتي) أي تحت القباب ويعلو تلك الصالة برج (بويوك كول) الذي يمكن مشاهدته من اي زاوية من زوايا القصر، وفي تلك الصالة كان السلاطين يستقبلون سفراء الدول الأجنبية.

الفناء الثالث لايمكن الوصول إليه إلا بعد المرور بباب( السعادة كابوسي) الذي كان من أشهر أبواب القصر ،وخلف ذلك الباب كان يقوم (القصر الداخلي) المعروف باسم (أندرون ) وهو مؤلف من الأجنحة الخاصة بالسلطان ومعظم الاحتفالات كانت تقام أمام باب السعادة وعند مدخل الأندرون حيث توجد مكتبة أحمد الثالث وصالات الكنوز على أن الجناح الذي يجذب أكبر عدد من الزوار هو الذي يقع مختبئاً خلف هذه الأجنحة كلها : جناح الحريم الذي لا يمكن الوصول إليه إلا عبر المرور بالباب المسمّى ( عربة كابيسي) ، أي باب العربات وهو يقع في الفناء الثاني أصلاً غير بعيد عن صالة المجلس.

ويلمح الزائر للقصر الثياب والمجوهرات والأسلحة والكتب والمخطوطات واللوحات وقطع الأثاث والأواني.

وإذا أراد الزائر أن يلمح آثار الشرق وسحره فحسبه أن يتجول بين المخطوطات العربية والفارسية، أو ينظر الى قفطان بايزيد الثاني الذي يعتبر بلونه الأرجواني وخيوطه الذهبية وعشرات الأحجار الكريمة التي ترصعه من أقدم وأجمل القطع التي يضمها متحف طوب كابي، وفي زاوية ثانية كرسي عرش إسماعيل شاه أحد غنائم الحروب العثمانية في الهند المغولية، ويوجد إبريق ماء من الذهب الخالص المرصع بعشرات الجواهر وهو يعتبر من مفاخر صناعة الذهب التركية في القرن السابع عشر، وجواهر وخناجر ساحرة.

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)