• عدد المراجعات :
  • 1654
  • 10/12/2010
  • تاريخ :

مناظرة الامام الرضا ( ع ) و المأمون في عصمة الأنبياء ( ع )

الامام الرضا(ع)

حدثنا تميم بن عبد الله بن تميم القرشي رضي الله عنه قال حدثني أبي عن حمدان بن سليمان النيسابوري عن علي بن محمد بن الجهم قال حضرت مجلس المأمون و عنده الرضا علي بن موسى ( ع ) فقال له المأمون يا ابن رسول الله أليس من قولك أن الأنبياء معصومون قال بلى قال فما معنى قول الله عز و جل وَ عَصِ آدَمُ رَبَّهُ فَغَوى فقال ( ع ) إن الله تبارك و تعالى قال لآدم اسْكُنْ أَنْتَ وَ زَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَ كُلا مِنْها رَغَداًحَيْثُ شِئْتُما وَ لا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ ، و أشار لهما إلى شجرة الحنطة فَتَكُونا مِنَ الظَّالِمِينَ و لم يقل لهما لا تأكلا من هذه الشجرة و لا مما كان من جنسها فلم يقربا تلك الشجرة و لم يأكلا منها و إنما أكلا من غيرها لما أن وسوس الشيطان إليهما وَ قالَ ما نَهاكُما رَبُّكُما عَنْ هذِهِ الشَّجَرَةِ و إنما ينهاكما أن تقربا غيرها و لم ينهكما عن الأكل منها إِلَّا أَنْ تَكُونا مَلَكَيْنِأَوْ تَكُونا مِنَ الْخالِدِينَ وَ قاسَمَهُما إِنِّي لَكُما لَمِنَ النَّاصِحِينَ، و لم يكن آدم و حواء شاهدا قبل ذلك من يحلف بالله كاذبا فَدَلَّاهُما بِغُرُورٍ فأكلا منها ثقة بيمينه بالله و كان ذلك من آدم قبل النبوة و لم يكن ذلك بذنب كبيراستحق به دخول النار و إنما كان من الصغائر الموهوبة التي تجوز على الأنبياء قبل نزول الوحي عليهم فلما اجتباه الله تعالى و جعله نبيا كان معصوما لا يذنب صغيرة ولا كبيرة قال الله عز و جل وَ عَصى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوى ثُمَّ اجْتَباهُ رَبُّهُ فَتابَ عَلَيْهِ وَ هَدى و قال عز و جل إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى آدَمَ وَ نُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ وَ آلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ،

فقال له المأمون فما معنى قول الله عز و جل فَلَمَّا آتاهُما صالِحاً جَعَلا لَهُ شُرَكاءَ فِيما آتاهُما الله فقال الرضا ( ع ) إن حواء ولدت ل آدم خمسمائة بطن ذكرا و أنثى و إن آدم ( ع ) و حواء عاهدا الله عز و جل و دعواه و قالا لَئِنْ آتَيْتَنا صالِحاً لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِين َفَلَمَّا آتاهُما صالِحاً من النسل خلقا سويا بريئا من الزمانة و العاهة و كان ما آتاهما صنفين صنفا ذكرانا و صنفا إناثا فجعل الصنفان لله تعالى ذكره شركاء فيما آتاهما و لم يشكراه كشكر أبويهما له عز و جل قال الله تبارك و تعالى فَتَعالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ.

فقال المأمون أشهدأنك ابن رسول الله ( ص ) حقا فأخبرني عن قول الله عز و جل في حق إبراهيم ( ع ) فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأى كَوْكَباً قالَ هذا رَبِّ فقال الرضا ( ع ) إن إبراهيم (ع ) وقع إلى ثلاثة أصناف صنف يعبد الزهرة و صنف يعبد القمر و صنف يعبد الشمس و ذلك حين خرج من السرب الذي أخفي فيه فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ فرأى الزهرة قال هذا رَبِّي على الإنكار و الاستخبار فَلَمَّا أَفَلَ الكوكب قالَ لا أُحِبُّ الْآفِلِينَ لأن الأفول من صفات المحدث لا من صفات القدم فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَبازِغاً قالَ هذا رَبِّي على الإنكار و الاستخبار فَلَمَّا أَفَلَ قالَ لَئِن ْلَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ، يقول لو لم يهدني ربي لكنت من القوم الضالين فلما أصبح و رَأَى الشَّمْسَ بازِغَةً قالَ هذا رَبِّي هذا أَكْبَرُ من الزهرة و القمر على الإنكار و الاستخبار لا على الإخبار و الإقرار فَلَمَّا أَفَلَتْ قالَ للأصناف الثلاثة من عبدة الزهرة و القمر و الشمس يا قَوْم ِإِنِّي بَرِي‏ءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَالسَّماواتِ وَ الْأَرْضَ حَنِيفاً وَ ما أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ، و إنما أراد إبراهيم ( ع ) بما قال أن يبين لهم بطلان دينهم و يثبت عندهم أن العبادة لا تحق لماكان بصفة الزهرة و القمر و الشمس و إنما تحق العبادة لخالقها و خالق السماوات والأرض و كان ما احتج به على قومه مما ألهمه الله تعالى و آتاه، كما قال الله عز وجل وَ تِلْكَ حُجَّتُنا آتَيْناها إِبْراهِيمَ عَلى قَوْمِهِ.

فقال المأمون لله درك يا ابن رسول الله فأخبرني عن قول إبراهيم ( ع ) رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى قالَ أولَمْ تُؤْمِنْ قالَ بَلى وَ لكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي، قال الرضا ( ع ) إن الله تبارك و تعالى كان أوحي إلى إبراهيم ( ع ) أني متخذ من عبادي خليلا إن سألني إحياء الموتى أجبته فوقع في نفس إبراهيم أنه ذلك الخليل فقال رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى قالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قالَ بَلى وَ لكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي على الخلة قال فَخُذ ْأَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلى كُلِّ جَبَل ٍمِنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً وَ اعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ فأخذ إبراهيم ( ع ) نسرا و طاوسا و بطا و ديكا فقطعهن و خلطهن ثم جعل على كل جبل من الجبل التي حوله و كانت عشرة منهن جزءا و جعل مناقيرهن بين أصابعه ثم دعاهن بأسمائهن و وضع عنده حبا و ماء فتطايرت تلك الأجزاء بعضها إلى بعض حتي استوت الأبدان و جاء كل بدن حتى انضم إلى رقبته و رأسه فخلى إبراهيم ( ع ) عن مناقيرهن فطرن ثم وقعن فشربن من ذلك الماء و التقطن من ذلك الحب و قلن يا نبي الله أحييتنا أحياك الله فقال إبراهيم بل الله يحيي و يميت و هو على كل شي‏ء قدير .

قال المأمون بارك الله فيك يا أبا الحسن فأخبرني عن قول الله عز و جل فَوَكَزَهُ مُوسى فَقَضي عَلَيْهِ قالَ هذا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ قال الرضا ( ع ) إن موسى دخل مدينة من مدائن فرعون على حين غفلة من أهلها و ذلك بين المغرب و العشاء فَوَجَدَ فِيها رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلانِ هذا مِنْ شِيعَتِهِ وَ هذا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَي الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ ، فقضى موسى على العدو و بحكم الله تعالى ذكره فَوَكَزَهُ فمات قالَ هذا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ يعني الاقتتال الذي كان وقع بين الرجلين لاما فعله موسى ( ع ) من قتله إِنَّهُ يعني الشيطان عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ،

فقال المأمون فما معنى قول موسى رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي، قال يقول إني وضعت نفسي غير موضعها بدخولي هذا المدينة فَاغْفِرْ لِي أي استرني من أعدائك لئلا يظفروا بي فيقتلوني فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ، قالَ موسى ( ع ) رَبِّ بِما أَنْعَمْتَ عَلَيَّ من القوة حتى قتلت رجلا بوكزة فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيراً لِلْمُجْرِمِينَ، بل أجاهد في سبيلك بهذه القوة حتى رضي فَأَصْبَحَ موسى ( ع ) فِي الْمَدِينَةِ خائِفاً يَتَرَقَّبُ فَإِذَا الَّذِي اسْتَنْصَرَهُ بِالْأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ على آخر ، قالَ لَهُ مُوسى إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُبِينٌ قاتلت رجلا بالأمس و تقاتل هذا اليوم لأوذينك و أراد أن يبطش به فَلَمَّا أَنْ أَرادَ أَنْ يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَهُما و هو من شيعته قالَ يا مُوسى أَ تُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَما قَتَلْتَ نَفْساً بِالْأَمْسِ إِنْ تُرِيدُ إِلَّا أَنْ تَكُونَ جَبَّاراً فِي الْأَرْضِ وَ ما تُرِيدُ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ،

قال المأمون جزاك الله عن أنبيائه خيرا يا أبا الحسن فما معني قول موسى لفرعون فَعَلْتُها إِذاً وَ أَنَا مِنَ الضَّالِّينَ، قال الرضا ( ع ) إن فرعون قال لموسى لما أتاه وَ فَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَ أَنْتَ مِنَ الْكافِرِينَ بي قالَ موسى فَعَلْتُها إِذاً وَ أَنَا مِنَ الضَّالِّينَ عن الطريق بوقوعي إلى مدينة من مدائنك فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْماً وَ جَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ ، و قد قال الله عز و جل لنبيه محمد ( ص ) أَ لَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوى يقول أ لم يجدك وحيدا فآوى إليك الناس وَ وَجَدَكَ ضَالًّا يعني عند قومك فَهَدى أي هديهم إلى معرفتك وَ وَجَدَكَ عائِلًا فَأَغْنى يقول أغناك بأن جعل دعاءك مستجابا قال المأمون بارك الله فيك يا ابن رسول الله فما معنى قول الله عز وجل وَ لَمَّا جاءَ مُوسى لِمِيقاتِنا وَ كَلَّمَهُ رَبُّهُ قالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قالَ لَنْ تَرانِي كيف يجوز أن يكون كلم الله موسى بن عمران ( ع ) لا يعلم أن الله تبارك و تعالى ذكره لا يجوز عليه الرؤية حتى يسأله هذا السؤال فقال الرضا ( ع ) إن كليم الله موسى بن عمران ( ع ) علم أن الله تعالى أعز أن يرى بالأبصارو لكنه لما كلمه الله عز و جل و قربه نجيا رجع إلى قومه فأخبرهم أن الله عز و جل كلمه و قربه و ناجاه فقالوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حتى نستمع كلامه كما سمعت و كان القوم سبعمائة ألف رجل فاختار منهم سبعين ألفا ثم اختار منهم سبعة آلاف ثم اختارمنهم سبعمائة ثم اختار منهم سبعين رجلا لميقات ربهم فخرج بهم إلى طور سيناء فأقامهم في سفح الجبل و صعد موسى إلى الطور و سأل الله تعالى أن يكلمه و يسمعهم كلامه فكلمه الله تعالى ذكره و سمعوا كلامه من فوق و أسفل و يمين و شمال و وراء وأمام لأن الله عز و جل أحدثه في الشجرة و جعله منبعثا منها حتى سمعوه من جميع الوجوه فقالوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ بأن هذا الذي سمعناه كلام الله حَتَّى نَرَىاللَّهَ جَهْرَةً فلما قالوا هذا القول العظيم و استكبروا و عتوا بعث الله عز و جل عليهم صاعقة فأخذتهم بظلمهم فماتوا فقال موسى يا رب ما أقول لبني إسرائيل إذا رجعت إليهم و قالوا إنك ذهبت بهم فقتلتهم لأنك لم تكن صادقا فيما ادعيت من مناجاة الله عز و جل إياك فأحياهم الله و بعثهم معه فقالوا إنك لو سألت الله أن يريك ننظر إليه لأجابك و كنت تخبرنا كيف هو فنعرفه حق معرفته فقال موسى

يا قوم إن الله تعالى لا يرى بالأبصار و لا كيفية له و إنما يعرف بآياته ويعلم بأعلامه فقالوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حتى تسأله فقال موسى يا رب إنك قد سمعت ماقاله بني إسرائيل و أنت أعلم بصلاحهم فأوحى الله جل جلاله يا موسى سلني ما سألوك فلن أؤاخذك بجهلهم فعند ذلك قال موسى ( ع ) رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قالَ لَن ْتَرانِي وَ لكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكانَهُ و هو يهوي فَسَوْفَ تَرانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ بآية من آياته جَعَلَهُ دَكًّا وَ خَرَّ مُوسى صَعِقاً فَلَمَّا أَفاقَ قالَ سُبْحانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ يقول رجعت إلى معرفتي بك عن جهل قومي وَ أَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ منهم بأنك لا ترى فقال المأمون لله درك يا أبا الحسن فأخبرني عن قول الله عز و جل حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَ ظَنُّواأَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جاءَهُمْ نَصْرُنا قال الرضا ( ع ) يقول الله عز و جل حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ من قومهم و ظن قومهم أن الرسل قد كذبوا جاء الرسل نصرنا فقال المأمون لله درك يا أبا الحسن فأخبرني عن قول الله عز و جل لِيَغْفِرَلَكَ اللَّهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَ ما تَأَخَّرَ قال الرضا ( ع ) لم يكن أحدعند مشركي أهل مكة أعظم ذنبا من رسول الله ( ص ) لأنهم كانوا يعبدون من دون الله ثلاثمائة و ستين صنما فلما جاءهم ( ص ) بالدعوة إلى كلمة الإخلاص كبر ذلك عليهم و عظمو قالوا أَ جَعَلَ الْآلِهَةَ إِلهاً واحِداً إِنَّ هذا لَشَيْ‏ءٌ عُجابٌ وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَ اصْبِرُوا عَلى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هذا لَشَيْ‏ءٌ يُرادُ ما سَمِعْنا بِهذا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هذاإِلَّا اخْتِلاقٌ فلما فتح الله عز و جل على نبيه ( ص ) مكة قال له يا محمد إِنَّافَتَحْنا لَكَ مكة فَتْحاً مُبِيناً لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَ ما تَأَخَّرَ عند مشركي أهل مكة بدعائك إلى توحيد الله فيما تقدم و ماتأخر لأن مشركي مكة أسلم بعضهم و خرج بعضهم عن مكة و من بقي منهم لم يقدر علي إنكار التوحيد عليه إذا دعا الناس إليه فصار ذنبه عندهم في ذلك مغفورا بظهوره عليهم فقال المأمون لله درك يا أبا الحسن فأخبرني عن قول الله عز و جل عَفَااللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ قال الرضا ( ع ) هذا مما نزل بإياك أعني و اسمعي يا جارة خاطب الله عز و جل بذلك نبيه و أراد به أمته و كذلك قوله تعالى لَئِنْأَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ و قوله عز وجل وَ لَوْ لا أَنْ ثَبَّتْناكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاًقَلِيلًا قال صدقت يا ابن رسول الله ( ص )

فأخبرني عنقول الله عز و جل وَ إِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَ اتَّقِ اللَّهَ وَ تُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَ تَخْشَى النَّاسَ وَ اللَّهُ أَحَقُّ أَنْتَخْشاهُ قال الرضا ( ع ) إن رسول الله ( ص ) قصد دار زيد بن حارثة بن شراحيل الكلبي فيأمر أراده فرأي امرأته تغتسل فقال لها سبحان الذي خلقك و إنما أراد بذلك تنزيه الباري عز و جل عن قول من زعم أن الملائكة بنات الله فقال الله عز و جل أَ فَأَصْفاكُمْ رَبُّكُمْ بِالْبَنِينَ وَ اتَّخَذَ مِنَ الْمَلائِكَةِ إِناثاًإِنَّكُمْ لَتَقُولُونَ قَوْلًا عَظِيماً فقال النبي لما رآها تغتسل سبحان الذي خلقك أن يتخذ له ولدا يحتاج إلى هذا التطهير و الاغتسال فلما عاد زيد إلى منزله أخبرتها مرأته بمجي‏ء رسول الله ( ص ) و قوله لها سبحان الذي خلقك فلم يعلم زيد ما أراد بذلك و ظن أنه قال ذلك لما أعجبه من حسنها فجاء إلى النبي ( ص ) و قال له يا رسول الله ( ص ) إنا مرأتي في خلقها سوء و إني أريد طلاقها فقال له النبي ( ص ) أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَ اتَّقِ اللَّهَ و قد كان الله عز و جل عرفه عدد أزواجه و أن تلك المرأة منهن فأخفى ذلك في نفسه و لم يبده لزيد و خشي الناس أن يقولوا إن محمدا يقول لمولاه إن امرأتك ستكون لي زوجة يعيبونه بذلك فأنزل الله عز و جل وَإِذْتَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ يعني بالإسلام وَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِ يعني بالعتق أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَ اتَّقِ اللَّهَ وَ تُخْفِي فِينَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَ تَخْشَى النَّاسَ وَ اللَّهُ أَحَقُّ أَنْتَخْشاهُ ثم إن زيد بن حارثة طلقها و اعتدت منه فزوجها الله عز و جل من نبيه محمد ص و أنزل بذلك قرآنا فقال عز و جل فَلَمَّا قَضى زَيْدٌ مِنْها وَطَراًزَوَّجْناكَها لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْواج ِأَدْعِيائِهِمْ إِذا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وَ كانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا ثم علم الله عز و جل أن المنافقين سيعيبونه بتزويجها فأنزل الله تعالى ما كانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيما فَرَضَ اللَّهُ لَهُ . فقال المأمون لقد شفيت صدري يا ابن رسول الله و أوضحت لي ما كان ملتبساعلي فجزاك الله عن أنبيائه و عن الإسلام خيرا قال علي بن محمد بن الجهم فقام المأمون إلى صلاة و أخذ بيد محمد بن جعفر بن محمد ( ع ) و كان حاضر المجلس و تبعتهما فقال له المأمون كيف رأيت ابن أخيك فقال له عالم و لم نره يختلف إلى أحد من أهل العلم فقال المأمون إن ابن أخيك من أهل بيت النبي الذين قال فيهم النبي ( ص ) ألا إن أبرار عترتي و أطائب أرومتي أحلم الناس صغارا و أعلم الناس كبارا فلا تعلموهم فإنهم أعلم منكم لا يخرجونكم من باب هدى و لا يدخلونكم في باب ضلالة و انصرف الرضا ( ع ) إلى منزله فلما كان من الغد غدوت عليه و أعلمته ما كان من قول المأمون و جواب عمه محمد بن جعفر له فضحك ( ع ) ثم قال ياابن الجهم لا يغرنك ما سمعته منه فإنه سيغتالني و الله تعالى ينتقم لي منه .

قال مصنف هذا الكتاب هذا الحديث غريب من طريق علي بن محمد بن الجه ممع نصبه و بغضه و عداوته لأهل البيت ( ع )

عيون أخبار الرضا (عليه السلام)للشيخ الصدوق


الدلائل على إمامته عليه السلام

الأوضاع السياسية في عهد هارون

ظواهر كانت ذات تأثير على نشاط ومواقف الإمام الرضا (عليه السلام) أثناء تصدّيه للإمامة

الوصية في المراحل الاُولى ( 150 ـ 178 هـ )

 

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)