• عدد المراجعات :
  • 1065
  • 10/5/2010
  • تاريخ :

الفكر الأصيل- التبليغ والإعلام في الإسلام (14)

الورد

إنهم يقومون بإذكاء نار الشعور القومي لدى القوميات المختلفة في البلاد بحيث تؤول الأمور الى وضع يولي فيه المواطن المسلم في البلد الفلاني مصالح قوميته الدرجة الأولى من الإهتمام، وبعد ذلك يأتي الإسلام. هذا أيضاً من ضمن الأساليب والممارسات المعادية التي تؤدى وتمارس بدعم من الأعداء.

أيهاالإخوة والأخوات الأعزاء، نحن في الجمهورية الإسلامية كنا طوال السنوات العشر الماضية هدفاً للإعلام المعادي والدعاية العالمية، وقلما حصل مثل هذا الحجم من الإعلام المعادي ضد شخص أو فئة مثلما كان نصيب الجمهورية الإسلامية من أعدائها لسنوات طويلة. لقد مارسوا التبليغ ضدنا بمستوى فريد من نوعه، حتى أن كل وكالات الأنباء الكبرى في العالم - أي الوكالات الأربع المعروفة التي تبث 90 % من الأخبار العالمية، والتي تدار معظمها من الصهاينة - وجميع الإذاعات العالمية المعروفة التي تتم تغذيتها من قبل الدول الغربية والشرقية، كانت معظم دعاياتها وإعلامها تتركز - خلال هذه السنوات الماضية - ضد الجمهورية الإسلامية، وبأساليب ووسائل حديثة جداً.

وإننا، نحن الذين استهدَفَنا ذلك الإعلام المعادي وكانت حراب عدائه وحقده مشرعة في وجوهنا، نبدي إعجابنا بهذه القدرات الإعلاميةوالتبليغية التي تمثلت في أساليب وصيغ شتى ضد الثورة الإسلامية. وإن الإنسان ليعجب - حقاً - وهو يرى كم من العقول وُظّفت، وكم من الأفكار طُرحت، وكم من الأوقات صُرفت في هذا الإتجاه، وكم كُرّست جهود أشخاص متخصصين ودارسين لإدارة مثل هذه الحملة الإعلامية والدعائية المعادية لنا وتنظيمها.

خلال السنوات العشر الماضية، لم نَخْطُ خطوة ولم نقم بعمل ما إلا وكان الإعلام العالمي لنا بالمرصاد، وليقوم بكتابة المقالات المختلفة وبشكل مستمر ضدنا، وأحد تلك المواضيع هو موضوع حقوق الإنسان.

كثيراً ما زعموا وتمشدقوا في الإعلام العالمي بأن حقوق الإنسان يجري انتهاكها وسحقها في الجمهورية الإسلامية.. ترى مَن الذين رددوا ذلك وزعموه؟! إن أكثر الأصوات علواً في هذا المجال هي أصوات الذين ينقضون أبسط حقوق الإنسان بشكل سافر وعلني. بل ويفتخرون بذلك أيضاً.. إنهم نفس أولئك الذين استخدموا القنبلة الذرية - ولأول مرة في العالم - ضد المدنيين العزّل وألقَوها على كل من هيروشيماوناكازاكي، وأزهقوا بذلك أرواح عدد كبير من الناس، صغاراً وكباراً، في لحظة واحدة، فيما بقي الألوف الآخرون معاقين ومقعدين حتى الموت.

إنهم نفس أولئك الذين شنوا على رؤوس الأشهاد، وفي وضح النهار، هجوماً سافراً ضد دولة أخرى (ليبيا) وبالتحديد على عاصمة تلك الدولة؛ وهم نفس أولئك الذين هاجموا وأسقطوا طائرة الركاب المدنية العائدة للجمهورية الإسلامية، وحاولوا في البداية أن ينكروا قيامهم بذلك، لكنهم رأَوا أن عملهم غير قابل للإنكار فاعترفوا بإسقاطهم تلك الطائرة التي كان على متنها ما يربو على الـ 300 من المسافرين الإيرانيين وغير الإيرانيين، صغاراً وكباراً، نساءاً ورجالاً وأطفالاً، لكنهم لم يعبأوا بكل ذلك فأطلقوا عليها صاروخاً من إحدى سفنهم وأسقطوها في البحر، مما أدى الى مصرع ركابها جميعاً.

هؤلاء الذين ينقضون حقوق الإنسان بكل تلك الوقاحة والصراحة هم أنفسهم الذين يدّعون كذباً ويزعمون أن حقوق الإنسان تُنقض في الجمهورية الإسلامية، ويركزون حملاتهم أكثر من الباقين على الجمهورية الإسلامية بالذات.

آية الله العظمى السيد علي الخامنئي


الفكر الأصيل- التبليغ والإعلام في الإسلام (13)

الفكر الأصيل- التبليغ والإعلام في الإسلام (12)

الفكر الأصيل- التبليغ والإعلام في الإسلام (11)

الفكر الأصيل- التبليغ والإعلام في الإسلام (10)

الفكر الأصيل- التبليغ والإعلام في الإسلام (9)

الفكر الأصيل- التبليغ والإعلام في الإسلام (8)

 

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)