• عدد المراجعات :
  • 1156
  • 9/21/2010
  • تاريخ :

الفكر الأصيل- التبليغ والإعلام في الإسلام (12)

الورد

نحن أنفسنا كنا نتصرف هكذا خلال فترة الجور والظلم الشاهنشاهي.. لم تكن آنذاك ثمة حكومة باسم الإسلام يصرح دستورها الرسمي أن أي حكم أو قانون لا يمكن أن يُطبَّق إلا أن يكون متطابقاً مع القرآن والإسلام... لم تكن قد قامت في تلك الفترة حكومة على رأسها فقيه وعارف وعالم بالإسلام ومفكر إسلامي كبير... لم تكن هناك حكومة في العالم تكون قيمها مبنية على المعروف، والأمور المخالفة للقيم بنظرها عبارة عن المنكرات، ولم يكن في ذلك الحين نظام تكافح فيه المنكرات والمعاصي والفجور والفحشاء وشتى أنواع الفساد التي يبثها أعداء الأمة وينشرونها في المجتمعات الإسلامية، ولم تحصل في أي نظام مكافحة تلك المفاسد والإنحرافات بجد ومثابرة ودأب حثيث... لم يكن هناك نظام في العالم قد اتحد الكفروالإستكبار كله لقمعه وضربه لا لشيء إلا لأنه إسلامي «وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد».

إننا نعتقد أن الدفاع عن الجمهورية الإسلامية في الوقت الحاضر هو أحد أهم أولويات التبليغ للإسلام في العالم بل ويعد من أوائل تلك الأولويات.

وفي نفس الوقت، كنا في فترة الظلم والجورالشاهنشاهي حين نشاهد تحركاً أو نهضة في مكان ما ينبض فيه عِرق إسلامي، فإننا نعتبر أنفسنا ملزمين بتأييده ودعمه، وهناك أمثلة على هذه الحقيقة.

إننا نعتقد أن الدفاع عن الجمهورية الإسلامية في الوقت الحاضر هو أحد أهم أولويات التبليغ للإسلام في العالم بل ويعد من أوائل تلك الأولويات.

ينبغي أن يقال لشعوب العالم إن الإسلام يمكنه أن يجنّد الجماهير والشعوب، ويتم - من خلالهم وعلى أيديهم وبالإعتماد على إيمانهم - اكتساح حصون الإستكبار وقلاعه المنيعة، وإقامة نظام مبني على أساس الإسلام وعلى أساس القرآن، ويطبّق هذا النظامحاكمية الإسلام والقرآن ويرسي سيادتهما رسمياً. وهو نفس ذلك الشيء الذي كان يطمح إليه ويأمل في إقامته - سنين طويلة - الإسلاميون المثقفون الواعون، منذ زمن السيد جمال الدين ومحمد عبده وبقية المفكرين المسلمين، وظل يراودهم هذا الحلم كل تلك السنين، وظلوا يتحرقون شوقاً الى تحقيقه... هذا أيضاً إحدى أولويات التبليغ والإعلام الإسلامي. هذا ما يخص التبليغ في الدول الأجنبية غير الإسلامية، وهي ذات الأولويات التي ينبغي السعي لتحقيقها في بلداننا نحن، أي في داخل بلدان العالم الإسلامي.

أضف الى ذلك، أن قضية الوحدة - الوحدة الإسلامية - تعتبر اليوم إحدى أهم الأولويات الإعلاميةوالتبليغية في العالم الإسلامي.

فبعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران نشطت الدولارات النفطية والقروض الأميركية وغير الأميركية بشدة، للقضاء على وحدة العالم الإسلامي، وكان التركيز يتم - بشكل خاص ورئيسي - على قضية السنّة والشيعة.

 أن قضية الوحدة - الوحدة الإسلامية - تعتبر اليوم إحدى أهم الأولويات الإعلاميةوالتبليغية في العالم الإسلامي.

وبما أن شعب إيران هم من الشيعة، فإنالإستكبار بذل كل ما في وسعه للحيلولة دون تمكن الثورة - التي قام بها هذا الشعب - من مد الجسور وإقامةالإتصالات مع بقية أنحاء العالم الإسلامي وبلدانه الأُخر، وارتأَوا أن منع حصول ذلك يمكن أن يتم عبر رفع حدة الخلاف وتصعيده بين الشيعة والسنّة، لذلك قاموا بتأليف العديد من الكتب في هذا المضمار (وطباعتها ونشرها على نطاق واسع)... ويوجد لدي في مكتبتي الخاصة عدد كبير من الكتب التي ألفها المفكرون المتلبسون بزي رجال الدين وذوو الأقلام المأجورة،المنبثّون في العالم الإسلامي، مستهدفين تحريض الشعوب ضد الجمهورية الإسلامية وإيقاع العداوة والبغضاء بينهما، فوجدوا أن ذلك ممكن عن طريق تأجيج نيران الخلاف بين الشيعة والسنّة.

إنني حين أقرأ بعض تلك الكتب أتمتم مع نفسي رباه! كم يخشى أعداء الإسلام والثورة على أنفسهم ومناصبهم من هذه الثورة ويتوجسون منها خيفة؟! وكم لهذه الثورة الإسلامية من العظمة والأهمية بحيث تجعلهم يتشبثون بكل الوسائل ويلجأون الى كل الأساليب لإيذائها؟ ويا عجباً من أن الذين كانوا - وما يزالون - يتحدثون باسم الدين ويتشدقون به وكذلك الذين يكتبون باسم الوعي والفكر ويتظاهرون بهما زيفاً، هؤلاء هم أيضاً لا يخجلون من أنفسهم وفي مقابل الحصول على الأموال والدولارات من أسيادهم يبذلون الجهود والمساعي الحثيثة من أجل تجريح الجسد الإسلامي. فالوحدة إذاً إحدى أولويات الإعلام والتبليغ اليوم.

آية الله العظمى السيد علي الخامنئي


الفكر الأصيل- التبليغ والإعلام في الإسلام (11)

الفكر الأصيل- التبليغ والإعلام في الإسلام (10)

الفكر الأصيل- التبليغ والإعلام في الإسلام (9)

الفكر الأصيل- التبليغ والإعلام في الإسلام (8)

الفكر الأصيل- التبليغ والإعلام في الإسلام (7)

الفكر الأصيل- التبليغ والإعلام في الإسلام (6)

 

 

 

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)