• عدد المراجعات :
  • 528
  • 4/18/2010
  • تاريخ :

هل هناك دليل على ان ايران تطور اسلحة نووية؟

الطاقة النووية

لايكاد يمر يوم من دون ان يدق بعض اعضاء مجلس الوزراء الاسرائيلي الواثقين من انفسهم الي درجة غير عادية ، او بعض الساسة الاميركيين ذوو الافواه الكبيرة جرس الانذار بان ايران تسعي بشكل سري لتطوير اسلحة نووية .

نسمع تحذيرات منذرة بسوء بان العالم الغربي سوف يكون معرضا لخطر المحق الكامل بواسطة ايات الله في طهران ، فيما لو نجحوا في مساعيهم لصنع القنبلة النووية.

ما هو مشوق وممتع الي حد بعيد ، انه ولا احد من النقاد واعضاء الكنيست الاسرائيلي والرؤساء واعضاء الكونغرس او حتي جماعات الضغط الاجنبية لايكلفون انفسهم العناء كي يخبرونا كيف علموا بمحاولات ايران لصنع قنبلة نووية في المقام الاول.

لايتحمل هؤلاء المشاق لاخبارنا ، وبصراحة ، لانه وببساطة لايوجد اي دليل يوضح لنا ان الايرانيين بصدد انتاج اسلحة نووية.

الوكالة الدولية للطاقة الذرية ، والتي تراقب انشطة ايران النووية لم تقدم ولو قطعة دليل واحدة علي ان ايران حولت اي كمية من اليورانيوم الي اي مشروع غير مدني ولا حتي واحدة من منظمات الاستخبارات الاميركية الست عشرة قدمت ولو دليل واحد فقط يبين بان الايرانيين قد عاودوا برنامج الاسلحة النووية بعد ان اوقفوه عام 2003م طواعية حسب التقرير الذي نشرته وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية قبل فترة زمنية.

الوكالة الدولية للطاقة الذرية ، والتي تراقب انشطة ايران النووية لم تقدم ولو قطعة دليل واحدة علي ان ايران حولت اي كمية من اليورانيوم الي اي مشروع غير مدني ولا حتي واحدة من منظمات الاستخبارات الاميركية الست عشرة قدمت ولو دليل واحد فقط يبين بان الايرانيين قد عاودوا برنامج الاسلحة النووية بعد ان اوقفوه عام 2003م طواعية حسب التقرير الذي نشرته وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية قبل فترة زمنية.

وبكلمات اخري، فان اعضاء الطبقة السياسية في الولايات المتحدة الاميركية واسرائيل يشعرون براحة كبيرة مرة اخري عند اطلاق ادعاءات مخيفة وخيالية حول احدي حكومات الشرق الاوسط وذلك من اجل اقناعنا بالقيام بعملية غزو اخري وقتل المزيد من الناس الذين لم يهاجموننا علي الاطلاق.

وهذه المرة علي اية حال، لم تمنحنا الطبقة السياسية حتي اللطف والكياسة لتلفيق اثر مضلل لاي دليل كي تقنعنا بادعاءاتها. فازدراء واحتقار الطبقة السياسية للمواطنين الاميركيين والاسرائيليين هذه المرة مفرط ومبالغ فيه بوضوح تام الي درجة ان هؤلاء السياسيين لم يتلطفوا علينا كي يطبخوا ويعدوا بعض الاكاذيب الممتعة حول انابيب الالمنيوم كي يدعموا ادعاءاتهم حول نوايا ايران لصنع واستعمال الاسلحة النووية.

ويبدو ان الطبقة السياسية في الولايات المتحدة الاميركية قد تعلمت وبوضوح من عهد الرئيس السئ الصيت ، جورج بوش الابن ، كيفية تلفيق الادلة وذلك من اجل التسبب في حروب لا داعي لها.

السياسيون في الامم المنطقية والتي تتمتع بالعقل السليم ، والذين يعتزمون ازهاق الارواح والمصائر اضافة الي قتل المدنيين الاجانب، يشعرون بلزوم تزويد الراي العام المحلي بالادلة المقنعة كي يتفهم الناس سبب التضحية وتحمل الالام من اجل وطنهم .

تلفيق ادلة زائفة قد يجر السياسي الي المشاكل ، اذا ما بدا انه كان يحاول وعن عمد تضليل الراي العام ودفعه للموت وارتكاب عمليات القتل لاسباب حمقاء وتافهة. والان ، لماذا المجازفة بتقديم دليل مختلق حينما تكون غير مضطرا لذلك ؟

اذا كان جمهور الناخبين المؤيدين لك ايها السياسي اغبياء او سذج الي درجة انهم يصدقون ما تقوله ايها السياسي الكاذب ، اذا لماذا لاتحذف الدليل برمته؟

من الافضل كثيرا ان تقدم ادعاءات واهية وغير مدعومة اليوم، وحينما تنفضح تلك الادعاءات لا محالة يوما ما وتبدو زائفة بالكامل، عليك ببساطة ان تقول بان " كل واحد " اعتقد بان تلك الادعاءات حقيقية ! الراي العام الاميركي لا يسال عن اي دليل عن طموحات الايرانيين لانتاج الاسلحة النووية، اذا لماذا هذا الاصرار علي تزويده بالادلة ؟

دون اثر من الاكاذيب والادلة الزائفة لايمكن مقاضاة اي سياسي في الحقيقة ، فان السياسيين المتورطون في هذا النوع من التلاعب الماكر والمخادع يمكنهم استخدام كشف الحقيقة لمصلحتهم ايضا .

حينما تنكشف الحقيقة بامكانهم ان يهزوا ايديهم بحرارة ويصرخوا بملا افواههم امام الملا قائلين : كل واحد تم تضليله وخداعه ! وااسفاه !! وسوف يصرخون ايضا: " لقد تم خداعنا وتضليلنا جميعا " ! هذا يثبت وببساطة مما لا يدع مجالا لاي شك انه يتوجب علينا ان ننفق المزيد من اموال دافعي الضرائب علي جمع المعلومات الاستخباراتية وذلك لتجنب اي غلطة مشابهة في المستقبل .

علي اية حال، لاتتوقعوا من السياسيين ان يشرحوا لكم كيف ادخل كل واحد الفكرة الخاطئة في دماغه في المقام الاول، ولاتتوقعوا منهم ان يستفيدوا من الفرصة كي ينهوا الحرب الاجرامية والمضللة التي بداوها فعلا. في الغالب، لاتتوقعوا منهم ان يعتذروا عن مقتل الجنود الاميركيين والمدنيين الاجانب الذين سيكونون من نتائج الحرب التي سيشعلونها.

اما هذا القطيع الحالي من السياسيين في واشنطن فبم يقدموا ولو دليل واحد بينما لايزالون يهددون بمهاجمة ايران ، وهذا يعني ان السياسيين يعتقدون بان الشعب الاميركي ساذج وسهل الانقياد او غبي او لا مبال الي درجة الجنون والحماقة

 

بروز هذا الشكل من الدليل المجاني لتسويغ وتبرير الحرب ماهو الا اشارة مشؤومة منذرة بسوء، والسبب ان السياسيين يستخدمون المغالطات والحيل الشرعية حينما يعتقدون انه يمكنهم الافلات بها ! في اي امة منطقية وسليمة العقل، يعلم السياسيون جيدا بانه يجب ان تكون هناك اسبابا مقنعة وواضحة للناس كي يبعثوا بفلذات اكبادهم الي خارج الوطن كي يقتلوا واخيرا يضحوا بارواحهم.

السياسيون في الامم المنطقية والتي تتمتع بالعقل السليم ، والذين يعتزمون ازهاق الارواح والمصائر اضافة الي قتل المدنيين الاجانب، يشعرون بلزوم تزويد الراي العام المحلي بالادلة المقنعة كي يتفهم الناس سبب التضحية وتحمل الالام من اجل وطنهم .

 اما هذا القطيع الحالي من السياسيين في واشنطن فبم يقدموا ولو دليل واحد بينما لايزالون يهددون بمهاجمة ايران ، وهذا يعني ان السياسيين يعتقدون بان الشعب الاميركي ساذج وسهل الانقياد او غبي او لا مبال الي درجة الجنون والحماقة . ويبدو انهم علي حق ! عدم طلب الدليل عن الالم والضرر قبل التوجه الي ممارسة القتل والموت لاحقا يعني بان الجنود الاميركيين مطيعون الي درجة التهور وفقدان الضمير وانهم لا ادمغة لهم !

عدم وجود اعتراض اخلاقي بغزو دولة اجنبية لم تهجم علي وطنك ابدا وليست لديها النية بالقيام بهذا العمل ، وعلي قاعدة عدم وجود اي دليل علي الاطلاق ، ليس فقط مستحق التوبيخ والشجب اخلاقيا ، ولكنه اشارة الي ان معظم الاميركيين في الحقيقة هم اغبياء وسذج كما يامل السياسيون.

لن اكتم انفاسي لاي دليل بان ايران تطور اسلحة نووية وذلك لتبرير حرب جديدة في منطقة الشرق الاوسط .

لقد اخذنا عبرة من الدرس : الدليل الزائف سوف يقودك الي التهلكة والمشاكل ، اما الدليل الحقيقي والصلب حسنا ، لايوجد اي دليل حقيقي.

بقلم : مارك ار. كروفيللي – كاتب من مدينة دنفر في ولاية كولورادو الاميركية

المصدر: العالم الاخباري

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)