• عدد المراجعات :
  • 956
  • 3/10/2010
  • تاريخ :

الفكر الأصيل_ الحكومَة الإسلاميّة(5)

الله اکبر

 

1- حَول الحكومَة الإسلاميّة

ومن الأساليب الأخرى، التي يلجأ إليها أعداء الإسلام والمتسلطون على العالم كسلاح ضدحاكمية الإسلام، هو تجريد الإسلام والفكر الإسلامي من الإخلاص والنزاهة والأصالة الإسلامية، فمتى ما ظهرت حركة إسلامية حقيقية قائمة على الإيمان والفكر الإسلامي، وضع الى جانبها تيار إسلامي آخر، ولكن بأفكار إلتقاطية؛ ومن هنا كان على المسلمين أن يأخذوا هذه المسألة بنظرالإعتبار.

ولو راجعنا تاريخ الحركات الإسلامية منذ القرن التاسع عشر والى اليوم، لرأينا أن مثل هذه التيارات كانت موجودة. على سبيل المثال إن الإنجليز أسسوا مدرسة إسلامية ذات اتجاهات غربية، مقابل مدرسة دار العلوم في الهند التي كانت مبلِّغة حقيقية للإسلام. ومثل هذه الأمور حدثت في بلادنا أيضاً، فمثلاً نجد الذين أنهَوا دراساتهم في الغرب، مزجوا الإيمان الإسلامي بالثقافة والإيديولوجية الغربية، وهذا ما خدم النظام الحاكم آنذاك والذي كان يخاف الإسلام الأصيل.

إن التيار الإسلامي في بلادنا والذي يستند الى الكتاب والسنّة، يتعرض اليوم لهجوم القوى العالمية. ولو لم يكن ملتزماً بالكتاب والسنّة لما كان يواجه مثل هذا الهجوم من قبل الأعداء.

لقد بذلنا منذ انتصار الثورة الإسلامية، جهوداً كثيراً لحفظ الإسلام المستنبط من الكتاب والسنّة، وصونه من التيارات الإلتقاطية (الشرقية منها والغربية). فلن نقبل الإسلام الممزوج بثقافة الأجانب، ونعتقد أن مثل هذه الأفكار لن تشكل خطراً على الإستكبار.

وعلى أي حال، فمن الأجدر بالعالم الإسلامي - اليوم - بنفوسه البالغة ما يقارب مليار شخص، أن يفكر بالحكومة الإسلامية على أنها فكر عملي وجدي.

الجمهورية الإسلامية تحقيق عملي للإسلام

أيهاالإخوة الأعزاء، إذا كان الأمل للمفكرين الإسلاميين قبل 50 عاماً متمثلاً بتأسيس عدد من الجامعات الإسلامية، وإذا كان هدف المفكرين الإسلاميين في يوم ما المشاركة في المؤتمرات العالمية بغية طرح الأفكار الإسلامية، فإن الوضع يتباين اليوم بدرجة كبيرة.

فاليوم تقوم في نقطة حساسة من العالم، حكومة على ضوء الكتاب والسنّة، وإن أمل تشكيل الحكومة الإسلامية لم يعد أملاً بعيداً. لذا فإن الشعوب الإسلامية لو دُعيت لتشكيل حكومة إسلامية، لما كان لها الحق في التزام السكوت وإظهار العجز.

إن الشعراء والخطباء والعلماء والكتّاب والفنانين الذين لهم دوافع إسلامية في قلوبهم، لا يحق لهم - اليوم - أن يلجأواالى مكان آخر غير الإسلام، ويرووا عطشهم وعطش مخاطبيهم من ينبوع آخر غير ينبوع الإسلام، ذلك أن تحقق الإسلام أمر عملي، وإن الجمهورية الإسلامية في إيران هي نموذج لذلك.

نحن لا ندّعي تشكيلنا حكومة أشبه بحكومة الرسول الأكرم (ص)، ولكننا ندّعي بأننا نمضيالى الأمام نحو حكومة الرسول الأكرم (ص).

إن عالمنا الراهن هو عالمالمجاميع، حيث أن القوى العظمى والدول الصغيرة في أجزاء متعددة من العالم تجتمع معاً لتحقيق أغراضها وأهدافها. وعلى هذا الأساس توجد في العالم اتحادات ومجالس ومعاهدات وأحلاف كثيرة، وإن أكثر تلك المجاميع ضعفاً هي منظمة المؤتمر الإسلامي.

آية الله العظمى السيد علي الخامنئي


الفكر الأصيل

الفكر الأصيل _الحكومَة الإسلاميّة (2)

الفكر الأصيل_ الحكومَة الإسلاميّة (3)

الفكر الأصيل_ الحكومَة الإسلاميّة(4)

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)