الشاعر أبو محمد الصوري

عيون منعـن الرقـاد العيـونا |
جعلـن لكـل فـؤاد فنـونا |
فكـن المنـى لجميـع الورى |
وكن لمـن رامهن المنـونا |
وقلـب تقلّبــه الحادثــات |
على ما تشـاء شـمالاً يمينا |
يصـون هـواه عن العالميـن |
ومدمعه يسـتذل المصـونا |
فمالـي وكتمـان داء الهـوى |
وقد كان ما خفتـه أن يكونا |
وكان ابتداء الهوى بـي مجوناً |
فلمّـا تمكّـن أمسـى جنونا |
وكنـت أظـن الهـوى هيّنـاً |
فلاقيـت منه عذاباً مهيـنا |
فلو كنت شـاهد يـوم الوداع |
رأيت جفـوناً تناجي جفونا |
فهل ترك البيـن من أرتجيـه |
مـن الأوّليـن والآخريـنا |
سـوى حـب آل نبـي الهدى |
فحبّهـم أمــل والآمليـنا |
هـم عدّتـي لوفاتــي هـم |
نجاتي هـم الفوز للفائزيـنا |
هم مورد الحوض للوارديـن |
وهـم عـروة الله للواثقيـنا |
هم عون من طلب الصالحات |
فكـن بمحبّتهـم مسـتعيـنا |
هم حجّـة الله فـي أرضـه |
وإن جحد الحجّة الجاحـدونا |
هم الناطقون هم الصـادقون |
وأنتـم بتكذيبهـم كاذبـونا |
هم الوارثـون علوم النبـي |
فمـا بالكـم لهـم وارثـونا |
حقدتم عليهم حقوداً مضـت |
وأنتـم بأسـيافهم مسـلمونا |
جحدتـم مـوالاة مولاكـم |
ويوم الغديـر لها مؤمنـونا |
وأنتم بما قالـه المصـطفى |
وما نص من فضله عارفونا |
وقلتـم رضـينا بما قلتـه |
وقالت نفوسـكم ما رضينا |
فأيّكـم كـان أولـى بهـا |
وأثبت أمـراً من الطيبيـنا |
وأيّكم كان بعد النبي وصيّاً |
ومـن كـان فيكـم أميـنا |
لحا الله قوماً رأوا رشـدكم |
مبيّناً فضلّوا ضـلالاً مبينا |
الشاعر أبو محمد الصوري
ولائك خير ما تحت الضمير |
وأنفس ما تمكن في الصدور |
وها أنا بت أحسس منه ناراً |
أمت بحرّها نـار السـعير |
أبا حسـن تبيـن غدر قوم |
لعهد الله من عهـد الغدير |
وقد قام النبـي بهـم خطيباً |
فدل المؤمنين على الأمير |
أشـار إليه فيـه بكل معنى |
بنوه على مخالفة المشـير |
فكم من حاضـر فيهم بقلب |
يخالفه على ذاك الحضور |
طوى يوم الغدير لهم حقوداً |
أنال بنشـرها يوم الغدير |
فيا لك منه يوماً جـر قوماً |
إلى يوم عبـوس قمطرير |
لأمر سوّلته لهـم نفـوس |
وغرّتهـم به دار الغرور |
ولست من الكثير فيطمئنوا |
بأنّ الله يعفـو عن كثيـر |
الشاعر أبو فراس الحمداني
الشاعر الشيخ محمد الحر العاملي ( رحمه الله )