الشاعر الشيخ محمد الحر العاملي ( رحمه الله )
( 1033 هـ ـ 1104 هـ )
اسمه ونسبه :
الشيخ محمّد بن الحسن بن علي العاملي ، وينتهي نسبه إلى الحرّ بن يزيد الرياحي ، المستشهَد بين يدَي الإمام الحسين ( عليه السلام ) يوم عاشوراء .
ولادته :
ولد الشاعر الشيخ الحرّ العاملي في الثامن من رجب 1033 هـ بقرية مَشْغَرى من قرى البقاع في لبنان .
دراسته وأساتذته :
درس بمشغرى عند أبيه وعمِّه ، وجدِّه لأمِّه ، وخال أبيه وغيرهم ، وهو يروي بالإجازة عن الشيخ المجلسي ، وعن السيّد نعمة الله الجزائري ، وغيرهما ، إذ كان مِمَّن يُوثَق به ، ويروي عن الثقات المعروفين .
مكانته العلمية :
كان أديباً وشيخاً فقيهاً ومحقّقاً ، فقد أغنى المكتبة الإسلامية بكتبه القيّمة والتي أصبحت مرجعاً لبقية الكتب ، ومنها كتاب وسائل الشيعة ، وهو البحر الذي لا يعرف له ساحل ، وكذلك صنّف العديد من الكتب والرسائل ، ولمكانته وعلمه فقد أصبح قاضي قضاة خراسان .
شعره لأهل البيت ( عليه السلام ) :
فضلاً عن فقاهته وروايته للحديث ، وتبحُّره في كثير من المعارف والعلوم ، فقد كان شاعراً مُجيداً ، وله ديواناً كبيراً حوى عشرين ألف بيت ، وضمَّ منظومات عديدة في التاريخ ، والمواريث ، والزكاة ، والهندسة ، إضافة إلى قصائده الكثيرة في مدح أهل البيت ( عليهم السلام ) منها :
فإن تخف في الوصف من إسراف |
فلذ بمدح السـادة الأشراف |
فخــر لهاشــمي أو منافــي |
فضل سـمى مراتب الآلاف |
فعلمـهم للجـهل شــاف كاف |
وفضــلهم على الأنام واف |
أقوال العلماء فيه :
نذكر منها ما يلي :
1ـ قال الأردبيلي في جامعه : الشيخ الإمام العلاّمة ، المحقّق المدقّق ، جليل القدر ، رفيع المنزلة ، عظيم الشأن ، عالم فاضل ، كامل متبحّر في العلوم ، لا تحصى فضائله ومناقبه .
2ـ قال الشيخ عباس القمّي : شيخ المحدِّثين ، العالم ، الفقيه ، النبيه ، الورع ، الثقة ، الجليل ، صاحب المصنَّفات المفيدة .
3ـ قال علي بن ميرزا أحمد : تصانيفه في جبهات الأيّام غُرَر ، وكلماته في عُقود السُطور دُرَر ، يُحيي بفضلِه مآثرَ أسلافِه ، ويُنشئ مُصطبِحاً ومُغتَبِقاً برحيق الأدب وسُلافه ، وله شعر مُستعذَب الجَنا ، بديع المُجتلى والمُجتنى .
أسفاره :
أقام في قريته مَشغرى أربعين سنة ، حجَّ خلالها مرَّتين ، ثمَّ سافر إلى العراق ، فزار هناك مراقد أئمّة الهدى ( عليهم السلام ) ، بعد ذلك رحل إلى خراسان ، فزار مرقد الإمام الرضا ( عليه السلام ) ، وكان قد زار مدينة إصفهان في تلك الفترة ، واستقرّ به المقام في مشهد الرضوي مدّة ثلاثين سنة .
مؤلفاته :
نذكر منها ما يلي :
1ـ الجواهر السنِية في الأحاديث القدسية .
2ـ الصحيفة الثانية من أدعية الإمام السجَّاد ( عليه السلام ) .
3ـ تفصيل وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة .
4ـ هداية الأُمَّة إلى أحكام الأئمَّة ( عليهم السلام ) .
5ـ الفوائد الطوسية .
6ـ إثبات الهُداة بالنصوص والمعجزات .
7ـ أمل الآمل في علماء جبل عامل .
8ـ الإيقاظ من الهجعة بالبرهان على الرجعة .
9ـ الفصول المهمَّة في أُصول الأئمَّة ( عليهم السلام ) .
10ـ العربية العلوية واللغة المروية .
11ـ ديوان شعر في مدح أهل البيت ( عليهم السلام ) .
12ـ منظومة في تواريخ النبي وآله ( عليهم السلام ) .
13ـ منظومة في المواريث .
14ـ منظومة في الزكاة .
15ـ منظومة في الهندسة .
16ـ كشف التعمية في حكم التسمية .
17ـ نزهة الأسماع في حكم الإجماع .
18ـ بداية الهداية في الواجب والمحرم المنصوص عليهما .
19ـ تحرير وسائل الشيعة وتحبير وسائل الشريعة .
20ـ تنزيه المعصوم عن السهو والنسيان .
وفاته :
تُوفّي الشاعر الشيخ الحرّ العاملي ( رحمه الله ) في الحادي والعشرين من شهر رمضان 1104 هـ بمدينة مشهد في إيران ، ودفن بجوار مرقد الإمام الرضا ( عليه السلام ) ، وقبره معروف يزار .