• عدد المراجعات :
  • 926
  • 2/21/2010
  • تاريخ :

الصهيونية وفكرة الدولة في فلسطين

الصهيونية

من النقاط التي يقف الباحث عندها خلال دراسته للفكر الصهيوني في سؤال هام.

كيف تطور الفكر الصهيوني من مسألة البحث عن هوية وكيان لليهود في أوروبا إلى البحث عن قطعة أرض لإقامة سلطة سياسية عليها؟

ومن ثم كيف تطور الفكر الصهيوني باتجاه تركيز الاهتمام على إنشاء الدولة اليهودية على أرض فلسطين وإلى أي مدى كان المفكرون الصهيونيون ويجهلون حقيقة الوجود العربي في فلسطين من هنا أنصب اهتمام البحث في مرحلة مبكرة من القراءة في الفكر الصهيوني على استعراض بعض المواقف العملية لبرنامج الهجرة إلى فلسطين والإستيطان فيها أما المهمة المركزية في البحث الذي يطرحه في الفصول التالية:

في الفصل الأول التحدث عن التيارات الفكرية التي أدت إلى تجسيد فكرة الدولة اليهودية كما عبر عنها المفكرون الصهيونيون في القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين علماً أن فكرة الدولة في فلسطين اضحت عند الصهيونية بمثابة المجمع لكل التيارات الفكرية والسياسية والاجتماعية في الحركة وحيث أنه من الأهمية بمكان إبراز التيار الثقافي في ذلك المجمع بسبب ما لحقه من إهمال عام في الدراسات العربية والأجنبية التي تناولت الحركة الصهيونية وتياراتها بالدراسة والنقد والتمحيص وأيضاً بسبب العوامل السياسية والاجتماعية والفلسفية التي اندمجت بصورة صريحة ومباشرة في تحليلاته التي تناولت فكرة الدولة اليهودية في الواقع ويهمنا نحن العرب أن نتبع آثار ذلك التيار الثقافي في الصهيونية لأنه إبرز من منظوره الخاص ما أسماه بالمسألة العربية في فلسطين وعلى الرغم من أن المكتبة الصهيونية تزخر بأبحاث ودراسات متعددة عن الفكر الصهيوني وتياراته واتجاهاته لا بد لنا من التوقف أمام ظاهرة حديثة نسبياً تتلخص في محاولة بعض المفكرين الصهيونيين المعاصرين التقدم بمنظور تجديدي في تناولهم الفكرة الصهيونية.

وقد حمل الفصل الثاني من هذاالبحث الاتجاهات الفكرية والمواقف الصهيونية إزاء الوجود العربي وفكرة الدولة ثنائية القومية في فلسطين.

حيث جاء اهتمام الكتاب الاسرائيليين بطرح مشكلة الوجود العربي في فلسطين متاخراً.

وعدد الدراسات التي عالجت تلك المشكلة محدود ويتسم بعرض الواقع السكاني العربي بعد قيام اسرائيل وبحث الجوانب المعيشية والاقتصادية والاجتماعية للأقلية العربية في ظل السيطرة الاسرائيلية ومن الكتب القليلية التي أهتمت بمشكلة الوجود العربي في فلسطين ما كتبه مردخاي بنطوف وسمحا فلابان وشلورا فنيري حول مشكلة الوجود الفلسطيني بعد قيام الكيان الصهيوني.

أما الفصل الثالث فقد حمل عنوان روبين وبوبر وفكرة الدولة ثنائية القومية في فلسطين حيث تناول الباحث في هذا الفصل دراسة مقارنة بين هذين الفكريين أشتملت على:

1- تطور فكرة الدولة ثنائية القومية خلال حياة كل من المفكرين.

2- موقفهما من القومية واليهودية والصهيونية.

3- موقفهما من المسألة العربية في فلسطين.

4- الحلول التي اقترحاها على تطبيق فكرة الدولة ثنائية القومية في فلسطين.

تعتبر دراسة سوزان لي هاتيس عن فكرة الدول ثنائية القومية في فلسطين خلال عهد الإنتداب في فلسطين وردود الفعل الصهيونية الأخرى عليها قبل سنة 1948 ولا شك أن نتائج حرب 1967 كانت مناسبة هامة لإعادة فرض مشكلة الوجود العربي، على الرغم من الهزيمة، بشكل حاد على الكتاب الاسرائيليين والكتاب الغربيين عامة إذ أكدت هاتيس في مقدمة دراستها المذكورة ان حرب 1967 كانت الدافع لاختيارها فكرة القومية الثنائية موضوعا لاطروحتها وكذلك نشرت بعد حربي 1967و 1973 مقالات تدور حول الفكرة نفسها من الواضح أن الاتجاهات الفكرية التي حملها المفكرون اليهود حول الدولة اليهودية حملت آثار الفكر الأوروبي في القرن التاسع عشر ولكن هذه الاتجاهات احتفظت لنفسها بخط الرجعة عندما أصرت على وجود خصائص معينة للفكر اليهودي ومن المعروف أن الاتجاهات الفكرية اليهودية وقد حصنت مواقفها بالإعتماد على التراث الديني والثقافي اليهودي عبر عصور التاريخية ويمكن القول أن فكرة الدولة لدى تلك الاتجاهات كانت ذات وجهين متناقضين:

-الوجه الأول هو التعبير عن أهمية قيام الدولة انطلاقا من التأثير بالمناخ الفكري السائدة في أوروبا في القرن التاسع عشر دولة قومية وفق المفهوم الأوروبي.

- والوجه الثاني هو قيام دولة أو كيان صهيوني عليها تحت مختلف الإدعاءات الدينية أو العلمانية أوالاستعمارية ولاشك أن كل تلك الإدعاءات قد أهملت في معظمها وجود الشعب العربي في فلسطين ومنذ نهاية الحرب العالمية الأولى حتى قيام الكيان الصهيوني في فلسطين تميزت الاتجاهات الصهيونية نحو الموجود العربي وفكرة الدولة ثنائية القومية في فلسطين تميزت بوجود خطين متوازيين من العلاقات بين العرب واليهود حول مسالة الوجود العربي في فلسطين من جهة نظر الصهاينة وتمثل الخط والأول في المؤسسات المشتركة التي أقترحتها أو نفذتها سلطة الإنتداب البريطاني بينما تمثل الخط الثاني في مقترحات نظرية تقدمت بها بعض الجماعات اليهودية تحمل أفكار غير متجانسة نظرا لتأثرها بخلفيات ثقافية متباينة حملتها نتيجة نشأتها في بلدان متفاوته يضاف إلى هذا أن تلك الجماعات كانت تمثل قلة بين المثقفين اليهود وتياراً ضعيفاً في الفكر اليهودي.

 رسالة مقدمة لنيل درجة الدكتوراه في علم الاجتماع

إعداد: محمد كمال الخالدي

بإشراف: الدكتور صادق جلال العظم

المصدر: جامعة اهل البيت العالمية


هدم الأقصى عقيدة صهيونية

ماذا يعني الاعتراف بإسرائيل!؟ 

القضية الفلسطينية في كلمات الإمام الخميني( قدس سره)

عصر الإنحدار اليهودي‏

 

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)