• عدد المراجعات :
  • 800
  • 12/7/2009
  • تاريخ :

دور الشهيد دستغيب في تصعيد كفاح الجماهير

شهيد دستغيب

هذه الشخصية الكبيرة كان لها دور فاعل ومهم في تصعيد كفاح الجماهير في محافظة فارس ضد نظام الشاه. تصريحاته الشجاعة حول مهرجان الفن في شيراز أعطت عمقاً للتحرك الإسلامي في المحافظة، وخطبه وحضوره في التظاهرات والمسيرات والتحركات في المنطقة كانت سداً منيعاً للجماهير المضطهدة هناك. أحد هذه المواقف هو اعتراضه الشديد على مهرجان الفن في شيراز عام 1356، هذا مهرجان كان يقيمه البلاط الملكي في مدينة شيراز وينفق عليه أموالاً طائلة ويدعو بعض الأجانب لممارسة أنواع المنكرات. وفي شهر رمضان المبارك قاموا بإعداد تمثيلية تحت عنوان "خنزير ــ طفل ــ نار" تعرض فيها ممارسة الجنس علناً! ليستمر هذا البرنامج على مدى عشرة أيام أو أسبوعين. وفي اليوم التالي من العرض الأول، قام من بعد صلاة العصر بنقد هذا البرنامج بشكل قام فيه أفراد النظام خارج قاعة المسجد بإيقاف أصحاب المسجلات ليأخذوا منهم أشرطة الخطبة. في عصر ذلك اليوم جاءه بلاغ من السلطات يدعوه إلى التساهل وأنهم سيقومون بالحيلولة دون ذلك لمنع حصول اضطرابات في المدينة. ولكن تكرر البرنامج أيضاً لليوم الثاني. ولهذا قام هو في اليوم التالي من جديد بالتهديد الصريح وإتمام الحجة من خلال خطبة طويلة جاءت بهذا المضمون: "إذا تكرر ذلك مرة أخرى، فعلى الناس أن يتدخلوا بأنفسهم ويفضّوا مجلسهم. وكل ما يحصل تتحمله الحكومة ويسببه أفرادها. ومن الآن أنا أعرّف المجرم؛ السلطات الحكومية هي المجرم لأنها تستفز الناس بهذا الشكل وتدعو إلى الاضطرابات والإخلال بالأمن". إلا أن تقارير الساواك في خصوص هذه التصريحات مثيرة للانتباه وجديرة بالقراءة: "سمعت شيئاً، مهرجان خنزير، مهرجان خنزير، اسمه عجيب أيضاً. أولئك الذين يذهبون إلى هناك هم معاً ذكراً وأنثى أسوأ من الخنازير... النساء والرجال يرقصون كالخنازير... أولئك الذين يذهبون للتفرج هم قردة وخنازير... لعن الله المشاركين في هذا المهرجان... مؤسس المهرجان خنزير أيضاً. عليهم اللعنة، إلى متى تريدون إغواء هذا البلد وهؤلاء الشباب وتسلمونهم إلى الاستعمار وتضللونهم... لعن الله من افتتح مهرجان الفن".

بعد هذه التصريحات العارمة، عقد مجلس أمن المحافظة اجتماعاً مستعجلاً أوقف فيها مهرجان الفن في شيراز فوراً. وفي عام 1357 اعترف الساواك بوقاحة البرنامج وقدم تقريراً في بلاغ رسمي خاص له بالشكل التالي: "عرض مهرجان الفن في شيراز تمثيلية تحت عنوان "خنزير ــ طفل ــ نار" فيها مشاهد تتعارض والأخلاق الاجتماعية النزيهة. السيد عبد الحسين دستغيب الذي يعتبر من رجال الدين المتطرفين من أنصار الخميني، قام في يوم 11/4/1357 في مجلس حضره نحو من ستة آلاف شخص في المسجد الجامع لمدينة شيراز بإلقاء خطبة تحريضية مخالفة لمصالح البلاد، انتقد برامج مهرجان الفن في شيراز وقال: "أحذر للمرة الثالثة ألاّ يقام السنة مهرجان الفن أو اللاّفن في شيراز. إنهم يريدون من إقامة هذه الاحتفالات إضلال الناس عن طريق الدين".

وفي حادثة دي (الشهر العاشر) من عام 1356, اتخذ موقفاً شديداً من المقالة التي أهانت الإمام الخميني في جريدة "اطلاعات". يذكر تقرير الساواك المؤرخ 24/10/1356 تصريحاته بالشكل التالي: "... الخميني مرجع تقليد عدة ملايين من الشيعة، ولأن جريدة اطلاعات وجهت إليه تهماً، فطبقاً للقانون يجب اعتقال من قاموا بهذا الفعل وسجنهم من سنة إلى ثلاث سنوات".

في تلك السنة نفسها فرض عليه الساواك الإقامة الجبرية في داره مدة ما، وأثناء تصاعد الكفاح وبعد المجزرة التي قام بها النظام المجرم في الخامس من رمضان في مسجد "نو" في شيراز، تم تعطيل المسجد الجامع الذي كان قلعة الجهاد لمدة أسبوعين. وبابتداء الأحكام العرفية، ومن بعد حادثة 17 شهريور (الشهر السادس) الدامية في 1357، ذهب أزلام النظام إلى داره ليلاً ليعتقلوه وهو مريض، فأخذوه أولاً إلى لجنة الشرطة ومن ثم إلى السجن. إلا أنه بعد أشهر من السجن والإقصاء عاد إلى شيراز واستقبل بحفاوة بالغة من قبل الناس.


موقف الشهيد دست غيب من الحرب المفروضة

درجة الاجتهاد، اية الله دستغيب

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)