• عدد المراجعات :
  • 955
  • 12/5/2009
  • تاريخ :

بحر من الفضيلة و الكرامة

آية الله دستغيب

الفضائل الخلقية للشهيد السعيد هي حديث العامة والخاصة؛ يقول رفيق دربه القديم آية الله نجابت: " لم ألتق آية الله دستغيب مرة إلا وكان له حديث عن الله وعلوم أهل البيت ". وكتب العالم الرباني و الفقيه الكبير المرحوم الحاج آقا الشيخ محمد كاظم الشيرازي عندما أعطاه درجة الاجتهاد: " أنه منزه عن كل دنيّة ومزيّن بكل فضيلة ". والسيد الإمام الخميني الكبير(سلام الله عليه) يصور لنا ببيان واضح خلق وسجايا شهيد المحراب و يقول: "مرشد المحرومين"، "هادي الناس"، "معلم جليل"، "عالم عامل"، وفوق كل ذلك "ملتزم للإسلام" و "شخصية كريمة".

لقد قطع الشهيد دستغيب أشواطاً في المعنويات والسير إلى الله لم يبلغها إلا نزر يسير من الناس ؛ فقد روي عنه الكثير من الكرامات لما حمله بين جنبيه نفس مطمئنة طيلة عمره؛ فتارة يخبر عن موعد موت فرد ما، وتارة يعيد طفلاً محتضراً إلى الحياة بإذن الله، و ثالثة يثير الاستغراب بفعل يعكس علمه بحدث لم يجر حديث عنه: في أحد الأيام أخذ شخص بيدي ولديه و تحرك من مدينة بوشهر لزيارة السيد، وقال في سبب هذه الزيارة : "اشتد المرض بأحد أولادي منذ أيام، وقال الأطباء يجب أن تعالجه في شيراز. كنت في ضائقة مالية، فتوسلت بإمام الزمان (عج) ، وبعد بكاء ونحيب قيل لي في اليقظة والمنام لا تكترث، اذهب إلى شيراز، نائبنا السيد دستغيب هناك، يقضي لك حاجتك. فجاء هذا الشخص إلى السيد، فابتدأه هو من دون مقدمة قائلاً: "لا تكترث، فأنا أعطيك تكاليف المستشفى التي تعالج بها ولدك"!  

قصة أغرب من "القصص العجيبة"

أمّا الأغرب من جميع الكرامات التي ذكرها كتاب "القصص العجيبة" عن أولياء الله، فهو القصة التالية التي يرويها لنا أحد أصدقائه المقربين السيد سودبخش:

"... كان الشهيد الكبير سماحة آية الله دستغيب يلتزم كثيراً بالصلاة في أول الوقت حتى في السفر، وخلال السنين الطويلة التي صحبناه فيها أذكر أنه نادراً ما كان يؤخر الصلاة عن أول وقتها. وفي إحدى سفرات العمرة التي كنا فيها معه لم نحصل على بطاقة سفر مباشرة إلى جدة؛ كانت البطاقة من طهران إلى بيروت ومن بيروت إلى جدة. وفي مطار بيروت بقينا في الترانزيت عدة ساعات، وعند اقتراب المغرب استعدت الطائرة للحركة إلى جدة. كان سماحة آية الله الشهيد دستغيب يحاول جاداً تأخير الطائرة إن أمكن الصلاة في وقتها، إلا أنه لم يمكن ذلك. فركبنا الطائرة، وطال بقاؤنا في داخلها كثيراً. فتضايق هو كثيراً لأنه لم يتمكن من أداء الصلاة. فأراد النزول عدة مرات، فقالوا ليركب الجميع سنتحرك الآن. وأخيراً طال تأخير الطائرة إلى حد حسبنا أنه عندما سنصل إلى جدة يحتمل أن يفوت وقت الصلاة وتصبح قضاءً. فقال آية الله دستغيب باضطراب واستياء: لننزل وإن فاتتنا الطائرة، ولكن باب الطائرة كان مغلقاً. فوقف هو في حالة تأمل خاص وصمت كامل عدة دقائق، إذ شغلوا محرك الطائرة لابتداء الرحلة. وبمجرد تشغيل محرك الطائرة ظهرت شعل النيران من محركها. فأوقفوا المحرك بسرعة وفتحوا باب الطائرة وطلبوا من الركاب النزول بسرعة. فنزل آية الله دستغيب بسرور عظيم مع مرافقيه وهو يردد قائلاً: "الصلاة، الصلاة". قال العاملون في الطائرة: سنتأخر على الأقل أربع ساعات لتستعد الطائرة للحركة. وبمجرد وصولنا صالة المطار وقف للصلاة. فصلى المغرب والعشاء بتوجه وشكر خاص. فلمّا سلّم، قال العاملون: اركبوا فإن النقص الفني للطائرة قد أصلح ونريد التحرك"!

المصدر: دار الولاية للثقافه و الاعلام _مع التصرف  

  

 

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)