الشاعر جمال الدين الخلعي ( رحمه الله )
( ت ـ 750 هـ )
اسمه و كنيته و نسبه :
أبو الحسن جمال الدين علي بن عبد العزيز بن أبي محمّد الخلعي الموصلي الحلّي .
شعره :
شاعر أهل البيت ( عليهم السلام ) المفلق ، نظم فيهم فأكثر ، ومدحهم فأبلغ ، ومجموع شعره الموجود ليس فيه إلاّ مدحهم ورثائهم ، كان فاضلاً مشاركاً في الفنون ، قوي العارضة ، رقيق الشعر سهله .
استبصاره :
ولد من أبوين ناصبين ، وكانت أمّه نذرت أنّها إن رزقت ولداً ترسله لقطع الطريق على زوّار الإمام الحسين ( عليه السلام ) و قتلهم !! فلمّا ولدت به ، وبلغ أشدّه أرسلته إلى جهة نذرها ، فلمّا بلغ إلى نواحي المسيّب بمقربة من كربلاء المشرّفة ، طفق ينتظر قدوم الزائرين فاستولى عليه النوم ، واجتازت عليه القوافل ، فرأى فيما يراه النائم ، أنّ القيامة قد قامت ، وقد أمر به إلى النار ، ولكنّها لم تمسّه لما عليه من ذلك غبار الزوّار ، فانتبه مرتدعاً عن نيّته السيئة ، واعتنق ولاء العترة الطاهرة ، وزار كربلاء ، وأقام فيها فترة من الزمن .
ويقال : إنّه نظم عندئذ بيتين خمّسهما الشاعر الحاج مهدي الفلوجي الحلّي ، المتوفّى 1357 هـ ، وهما مع التخميس :
أراك بحيـرة ملأتك ريّنا |
وشـتتك الهوى بينا فبينا |
فطب نفساً وقر بالله عينا |
إذا شئت النجاة فزر حسينا |
لكي تلقى الإله قرير عين
إذا علم الملائك منـك عزما |
تروم مزاره كتبوك رسما |
وحرمت الجحيم عليك حتماً |
فإنّ النار ليس تمس جسما |
عليه غبار زوّار الحسين
رعاية أهل البيت ( عليهم السلام ) به :
لقد أخلص الخلعي في الولاء لأهل البيت ( عليهم السلام ) حتّى حظى بعنايات خاصّة من ناحية أهل البيت ( عليهم السلام ) ، حيث لمّا دخل الحرم الحسيني المقدّس أنشأ قصيدة في الإمام الحسين ( عليه السلام ) وتلاها عليه ، وفي أثنائها وقع عليه ستار من الباب الشريف ، فسمّي بالخلعي .
وجرت مفاخرة بينه وبين ابن حمّاد الشاعر ، وحسب كل أن مديحه لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) أحسن من مديح الآخر ، فنظم كل قصيدة ، وألقياها في الضريح العلوي المقدّس ، محكّمين الإمام ( عليه السلام ) ، فخرجت قصيدة الخلعي مكتوباً عليها بماء الذهب : أحسنت .
وعلى قصيدة ابن حمّاد مثله بماء الفضّة ، فتأثّر ابن حمّاد وخاطب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) بقوله : أنا محبّك القديم ، وهذا حديث العهد بولائك ، ثمّ رأى الإمام ( عليه السلام ) في المنام ، وهو يقول له : إنّك منّا وإنّه حديث عهد بأمرنا ، فمن اللازم رعايته .
وفاته :
سكن الشاعر ( رحمه الله ) في الحلّة إلى أن مات في حدود سنة 750 هـ ، ودفن بها ، وله هناك قبر معروف .
الشاعر جمال الدين الخلعي، ينظم حول يوم الغدير