• عدد المراجعات :
  • 2456
  • 10/31/2009
  • تاريخ :

الشباب يواجه المعركة بين تيارين متعصّبين

الصحف

تيار يريد أن يفصل بين الجيل المعاصر وبين التراث، ويعزل الاُمة عن ماضيها، وبالتالي عن عقيدتها، وقيمها الاسلامية، بحجة التشكيك بالتراث، وأنّ التراث لا يصلح الاّ للماضي.

إنّ الدراسة النقدية للفكر الآخر المواجه للاسلام، تكشف للشباب زيف ادّعاء هذه الاطروحات التي جرَّت على الاُمة الاسلامية الويلات، وإن دراسة الفكر الاسلامي من منابعه الأصيلة، وبروح علمية، ومنهج عقلي نزيه، تكشف عظمة الاسلام، وقدرته على قيادة البشرية، واصلاح شؤونها.

وتيار آخر يريد أن يفرض على العقل العلمي حالة التحجّر والتخّلف، بحجة المحافظة على التراث، بكل ما فيه من مخلّفات، حتى تلك التي تحتاج الى تصحيح، ولا يسندها الدليل العلمي، ولا المنطق العقلي السليم، بحجة أنّ التشكيك بتلك الموروثات، يقود الى التشكيك بالعقيدة، وقدسية ماضي الاُمة.

وبين هذين التيارين يقف جيل الشباب تتجاذبه أطراف المعركة، ويستهوي مساحات واسعة من الشباب مصطلحات المعاصرة والتجديد والحداثة، والانتقال من الماضي الى الحاضر. ويستغل الكتاب العلمانيون، والمشككون بقيمة الفكر الاسلامي الموروث ثقافة الشباب الناشئة، وغير الواسعة، او المعدومة في بعض الأحيان للتشكيك بالتراث.

     إنّ جيل الشباب يجب أن يعرف عظمة أُمته، وماضيها الفكري المجيد، وما قدّمه المسلمون من مساهمة علمية وفنية وأدبية، ومنهج علمي للبحث والتفكير للبشرية بأكملها، ولنهضتها المعاصرة.

فأُسس النهضة الحديثة تستند في حقيقتها الى ما قدّمه علماء الاسلام من أُسس فكرية، وعلمية، ومنهج بحث علمي انتقلت الى اوربا عبر الاندلس بواسطة ترجمة كتب علماء المسلمين بعد فترة القرون الوسطى المظلمة التي عاشها الغرب، ولم يكن الاسلام الاّ رائد النهضة العلمية، ونصير العقل، ومؤسس حضارة الانسان.

إنّ ما ينبغي أن يؤمن به جيل الشباب، هو منهج التعامل السليم مع التراث، وعظمة تراث الاُمة من بحوث ودراسات علمية، وذلك من خلال نشر الآثار العلمية والتراثية في مجال الفكر والثقافة والفن والأدب، وبلغة عصرية حديثة، وتنشيط حركة النقد، وغربلة التراث مما حمله من مدسوسات، وآراء شخصية، ووجهات نظر لا تمثل الحقيقة العلمية، والفصل بين الاسلام كعقيدة وشريعة وقيم، وبين ما أنتجه العلماء والباحثون وأصحاب الآراء والنظريات من القدماء، كما هو الحال والموقف من المحدثين والمعاصرين، فلا ينسب الى الاسلام الاّ ما أسنده الدليل، وأثبته البرهان وفق منهج استدلالي سليم.

إنّ ما ينبغي أن يؤمن به جيل الشباب، هو منهج التعامل السليم مع التراث، وعظمة تراث الاُمة من بحوث ودراسات علمية، وذلك من خلال نشر الآثار العلمية والتراثية في مجال الفكر والثقافة والفن والأدب، وبلغة عصرية حديثة، وتنشيط حركة النقد، وغربلة التراث مما حمله من مدسوسات، وآراء شخصية، ووجهات نظر لا تمثل الحقيقة العلمية، والفصل بين الاسلام كعقيدة وشريعة وقيم، وبين ما أنتجه العلماء والباحثون وأصحاب الآراء والنظريات من القدماء، كما هو الحال والموقف من المحدثين والمعاصرين، فلا ينسب الى الاسلام الاّ ما أسنده الدليل، وأثبته البرهان وفق منهج استدلالي سليم

يجب أن يعي جيل الشباب المؤامرة الكبرى على الاسلام، بل وعلى الانسانية من خلال اطروحات فكرية تحمل اصطلاحات المعاصرة والتجديد والحرية الفكرية، وهي في حقيقتها محاولات لهدم كيان الاُمة الفكري، وتذويب هويتها الحضارية التي هي سر قوة شخصيتها وتقدمها وكرامتها في الحياة.

فالاُمة الاسلامية عاشت فترة من الضياع الفكري، حينما عاش جيل الشباب والمثقفين في هذا الضياع، متأثرين بالحضارة المادية الحديثة التي جنت على الانسانية بالحروب والاستعمار، واستغلال ثرواتها واضطهادها وتجويعها واستعبادها.

ولايعني ذلك بأي حال عدم الاستفادة من منجزات النهضة العلمية الحديثة التي شهدتها اوربا، بل المطلوب انتقاء الفكر السليم والثقافة العلمية التي تتكامل مع حضارتنا وثقافتنا الاسلامية.

إن القوى الاستكبارية تخشى عظمة الاسلام، وقدرة الفكر الاسلامي على بناء أُمة قوية، وحضارة رائدة، تتسلح بالعلم والايمان والأخلاق، لذا تسخِّر شبكات اعلامية وثقافية وكتاّباً، للنيل من الفكر الاسلامي بخلط القضايا والمفاهيم، واستغلال روح الاندفاع الفكري، والبحث عن التجديد، والمستقبل الأفضل لدى جيل الشباب.

إنّ الدراسة النقدية للفكر الآخر المواجه للاسلام، تكشف للشباب زيف ادّعاء هذه الاطروحات التي جرَّت على الاُمة الاسلامية الويلات، وإن دراسة الفكر الاسلامي من منابعه الأصيلة، وبروح علمية، ومنهج عقلي نزيه، تكشف عظمة الاسلام، وقدرته على قيادة البشرية، واصلاح شؤونها.

وهناك مسألة أساسية في دراسة الاسلام؛ وهي التمييز بين الاسلام وواقع المسلمين المتخّلف. إنّ المطلوب هو الارتفاع بالمسلمين الى مستوى الاسلام العقيدي والتشريعي والأخلاقي، وليس قياس الاسلام على ما يتحرك به المسلمون من فهمهم وممارستهم المتخّلفة عن الاسلام.

المصدر : كتاب قراءة في عالم الشباب


طرقات على أوتار الغزو الثقافي

تعليم الشباب بين التلقين والتحليل

الشباب وتقليد العالم الغربي

رعاية الشباب تقع على عاتق من ؟

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)