• عدد المراجعات :
  • 1498
  • 9/26/2009
  • تاريخ :

فاطمة بنت حزام - أم البنين - ( عليها السلام )

زوجة الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام )

الورد

اسمها و نسبها :

 

إن أم البنين ( عليها السلام ) غلبت كنيتها على اسمها لأمرين :

1 - أنها كُنِّيَت بـ ( أم البنين ) تشبهاً و تيمناً بجدتها ليلى بنت عمرو ، حيث كان لها خمسة أبناء .

2 - التماسها من أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أن يقتصر في ندائها على الكنية ، لئلا يتذكر الحسنانِ ( عليهما السلام ) أمَّهما فاطمة ( عليها السلام ) يوم كان يناديها في الدار .

و إن اسم أم البنين هو : فاطمة الكلابيّة من آل الوحيد ، و أهلُها هم من سادات العرب ، و أشرافهم و زعمائهم و أبطالِهم المشهورين ، و أبوها أبو المحل ، و اسمُه : حزام بن خَالد بن ربيعة .

نشأتها :

 

نشأت أم البنين ( عليها السلام ) بين أبوينِ شريفين عُرِفا بالأدب و العقل ، و قد حَبَاهَا الله سبحانه و تعالى بجميل ألطافه ، إذ وهبها نفساً حرةً عفيفةً طاهرة ، و قلباً زكياً سليماً ، و رزقها الفطنة و العقل الرشيد . فلما كبرت كانت مثالاً شريفاً بين النساء في الخُلق الفاضل الحميد ، فجمعت إلى النسب الرفيع حسباً منيفاً ، لذا وقع اختيار عقيل عليها لأن تكون قرينةَ أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) .

الاقتران المبارك :

 

أراد الإمام علي ( عليه السلام ) أن يتزوج من امرأة تنحدر عن آباء شجعان كرام ، يضربون في عروق النجابة و الإباء ، ليكون له منها بنون ذوو خصالٍ طيّبة عالية ، و لهذا طلب أميرُ المؤمنين ( عليه السلام ) من أخيه عقيل - و كان نسابة عارفاً بأخبار العرب - أن يختار له امرأةً من ذوي البيوت و الشجاعة ، فأجابه عقيل قائلاً : ( أخي ، أين أنت عن فاطمة بنت حزام الكلابية ، فإنه ليس في العرب أشجع من آبائها ) .

إن أم البنين ( عليها السلام ) غلبت كنيتها على اسمها لأمرين : أنها كُنِّيَت بـ ( أم البنين ) تشبهاً و تيمناً بجدتها ليلى بنت عمرو ، حيث كان لها خمسة أبناء و  التماسها من أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أن يقتصر في ندائها على الكنية ، لئلا يتذكر الحسنانِ ( عليهما السلام ) أمَّهما فاطمة ( عليها السلام ) يوم كان يناديها في الدار .

ثم مضى عقيلُ إلى بيت حزام ضيفاً ، فأخبره أنه قادم عليه يخطب ابنتَه الحرة إلى سيد الأوصياء علي ( عليه السلام ) .

فلما سمع حزام ذلك هَشَّ وَ بَشَّ ، وشعر بأن الشرف ألقى كلاكله عليه ، إذ يصاهر ابنَ عم المصطفى ( صلى الله عليه وآله ) ، و مَن ينكر علياً ( عليه السلام ) و فضائله ، و هو الذي طبق الآفاق بالمناقب الفريدة .

فذهب حزام إلى زوجته يشاورها في شأن الخِطبة ، فعاد و هو يبشر نفسه و عقيلاً ، و قد غمره السرور و خفت به البشارة . و كان الزواج المبارك على مهرٍ سَنه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في زوجاته و ابنته فاطمة ( عليها السلام ) ، و هو خمس مئة درهم .

مجمع المكارم :

 

أم البنين ( عليها السلام ) من النساءِ الفاضلاتِ ، العارفات بحق أهل البيت ( عليهم السلام ) ، و كانت فصيحة ، بليغةً ، ورعة ، ذات زهدٍ و تقىً و عبادة ، و لجلالتها زارتها زينبُ الكبرى ( عليها السلام ) بعد منصرفها مِن واقعة الطف ، كما كانت تزورها أيام العيد.

فقد تميزت هذه المرأة الطاهرة بخصائصها الأخلاقية ، و إن مِن صفاتها الظاهرة المعروفة فيها هو : ( الوفاء ) . فعاشت مع أميرِ المؤمنين ( عليه السلام ) في صفاءٍ و إخلاص ، و عاشتْ بعد شهادته ( عليه السلام ) مدّة طويلةً لم تتزوج من غيره ، إذ خطبها أبو الهياج بن أبي سفيان بن الحارث ، فامتنعت .

و قد روت حديثاً عن علي ( عليه السلام ) في أن أزواج النبي و الوصي لا يتزوجن بعده . و ذكر بعض أصحاب السير أن شفقتها على أولاد الزهراء ( عليها السلام ) ، و عنايتها بهم كانت أكثر من شفقتها و عنايتها بأولادها الأربعة - العباس وأخوته - ( عليهم السلام ) ، بل هي التي دفعتهم لنصرة إمامهم و أخيهم أبي عبد الله الحسين ( عليه السلام ) ، و التضحية دونه و الاستشهاد بين يديه .

فقد تميزت هذه المرأة الطاهرة بخصائصها الأخلاقية ، و إن مِن صفاتها الظاهرة المعروفة فيها هو : ( الوفاء ) . فعاشت مع أميرِ المؤمنين ( عليه السلام ) في صفاءٍ و إخلاص ،

وفاتها :

 

وبعد عمرٍ طاهر قضته أم البنين ( عليها السلام ) بين عبادةٍ لله جل و علا و أحزانٍ طويلةٍ على فقد أولياء الله سبحانه ، و فجائع مذهلة بشهادة أربعة أولادٍ لها في ساعةٍ واحدة مع حبيب الله الحسين ( عليه السلام ) . و كذلك بعد شهادة زوجها أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في محرابه .

بعد ذلك كله و خدمتها لسيد الأوصياء ( عليه السلام ) و ولديه الإمامين ( عليهما السلام ) ، سبطَي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) سيدي شباب أهل الجنة ، و خدمتها لعقيلة بني هاشم زينب الكبرى ( عليها السلام ) أقبل الأجَلُ الذي لابُدَّ منه ، و حان موعدُ الحِمام النازل على ابن آدم .

فكانتْ و فاتُها المؤلمة في الثالث عشر مِن جمادى الآخرة سنة ( 64 هـ ) .

فسلامٌ على تلك المرأة النجيبة الطاهرة ، الوفيّة المخلصة ، التي واست الزهراء ( عليها السلام ) في فاجعتها بالحسين ( عليه السلام ) ، و نابت عنها في إقامة المآتم عليه ، فهنيئاً لها ولكل من اقتدت بها من المؤمنات الصالحات .

 

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)