دور النساء في السنوات الثماني للدفاع المقدس
ان الجمهورية الاسلامية الايرانية مع امتلاكها القدوة لمشاركة النساء خلال الدفاع و ساحات القتال في صدر الاسلام ، قامت بتنظيم النساء و استخدامهن من اجل القيام بأمور مهمة في السنوات الثماني للدفاع المقدس ، حيث قمن بواجبهن من خلال تعلم سلوك و سيرة السيدة الزهراء (س) و السيدة زينب (س) و بقية النساء البطلات في صدر الاسلام ، و ادّين وظيفتهن الإلهية الانسانية ، و ربما ادّين واجبهنّ و اكثر . ان الدفاع واجب علي المرأة و لكن عندما يكون هناك حاجة اليها عليها ان تدافع بحسب امكاناتها و طاقاتها .
في السنوات الثماني من الدفاع المقدس ، كانت الظروف الدفاعية للمجتمع الايراني الاسلامي بحيث لم يكن هناك ضرورة لمشاركة النساء بشكل مباشر في ساحات القتال باستثناء بعض الحالات النادرة .
مع بدء الحرب المفروضة كانت النساء في مدن خرمشهر و ابادان و سوسنكرد و الاهواز و بستان و مدن الجنوب الاخري في الطليعة ، و دافعن و قمن بدعم الاسلام و الثورة و الوطن بأرواحهن و أموالهن .
ولكن في ظروف من قبيل الهجوم المباغت للجنود العراقين ، و خاصة في الايام الاولي للحرب علي بعض المدن الحدودية و ايضا ً القصف الجوي و الهجوم الصاروخي علي المدن ، كانت تستوجب وقوف النساء بوجه العدو بشكل مباشر ، و أن تزداد معنوياتهن الدفاعية و القتالية ، لهذا السبب توجهت النساء الي تعلم الفنون العسكرية و المخيمات القتالية ، و بالتدريج تشكلت قوات التعبئة للأخوات و فرعها القتالي و العسكري . مع بدء الحرب المفروضة كانت النساء في مدن خرمشهر و ابادان و سوسنكرد و الاهواز و بستان و مدن الجنوب الاخري في الطليعة ، و دافعن و قمن بدعم الاسلام و الثورة و الوطن بأرواحهن و أموالهن . و قيل في هذا المجال : " ان وجود النساء في الطليعة ادي الي تقوية الرجال في الحرب " ، (1) .
في اسرة " حاجي شاه " ، في البداية ابنة البيت رفعت راية الجهاد ، و في الايام الاولي للحرب تدربت " شاهناز " علي القتال ، كانت تحمل السلاح بيدها و تبني متراساً ، و تقوم بنفسها بحراسة ذلك التراس و في غير ساعات الحراسة ، تبادر الي مساعدة الجرحي و في النهاية استشهدت اثر اصابتها بقذيفة و شظايا بعد استشهادها توجه اخوتها الي الجبهة و استشهدوا الواحد تلو الآخر ، (2) .
اضافة الي حضور النساء في الجبهات العسكرية في خرمشهر ، الا انهم حاربوا العدو البعثي في مدن اخري ، ولكن لن نتطرق لهم مراعاةً للإختصار ، و يمكننا ان ننهي هذا القسم بذكرياتٍ للقائد الخامنئي ، حيث يتحدث عن صمود و مقاومة النساء في الحرب : " اذكر انه كان في سوسنكرد امرأة عربية كبيرة السن و كان زوجها ضريراً ، و بالرغم من انها كانت تبلغ من العمر 40 الي خمسين عاماً الا انها كانت تدافع عن المدينة بشجاعة عالية و في الحقيقة كالرجال " ، (3) . كان معروفاً عنها انها اوقعت بعصاها اليدوية عدداً من الجنود علي الأرض ، و إذا تخطينا الحضور القتالي للنساء ، نري بحراً من المفاخر و شموخ النساء في مجالات الدعم القتالي و الخدماتي ، حيث كان حضورهن في المستشفيات و التمريض و الاسعافات و الصحافة و تحضير الطعام و الألبسة كانت من جملة هذه الافتخارات . اما خلف الجبهات فقد كانت النساء تقوم بالنشاطات في الخدمات الواسعة من المنزل الي المصنع المنتج لدعم المقاتلين .
إذا تخطينا الحضور القتالي للنساء ، نري بحراً من المفاخر و شموخ النساء في مجالات الدعم القتالي و الخدماتي ، حيث كان حضورهن في المستشفيات و التمريض و الاسعافات و الصحافة و تحضير الطعام و الألبسة كانت من جملة هذه الافتخارات . اما خلف الجبهات فقد كانت النساء تقوم بالنشاطات في الخدمات الواسعة من المنزل الي المصنع المنتج لدعم المقاتلين .
يعتبر تجميع المساعدات الشعبية في بيت الزهراء و المدارس و الحسينيات و المساجد و خاصة في مواقع قوات التعبئة من الخطوات المؤثرة للنساء ، حيث كانت النساء في هذا المجال يسبقن الرجال . ان النشاطات السياسية ، الثقافية ، الاجتماعية و التربوية للنساء في المدن ، و تشييع رفات الشهداء الطاهرة ، و تكريمها تعتبر المجال للحضور العظيم للنساء الايرانيات في السنوات الثماني للدفاع المقدس ، و الأمر الذي يتطلب كتاباً مستقلاً .
بشكل عام ، يجب ان نقول ان النساء اضافة الي كونهن مؤثرات في دفع و تشجيع المقاتلين من اجل الحضور في الجبهات ، كنّ يدرنّ المنزل اثناء غياب رب الأسرة ، و كنّ نشيطات ايضاً في لجان الدعم ، و كنّ يبقين احياناً ليلاً و نهاراً ، و يعملن في التوضيب و تحضير ما تحتاجه الجبهات .
في نهاية هذا القسم نستطيع ان نستنتج ما يلي :
- ان النساء شاركن كالرجال في الخط الامامي في الساحات القتالية العسكرية ، و استشهدت او اُسرت او أُصيبت او تعرضت للأسلحة الكيميائية مثلها مثل الرجال ، و لكن يجب بان نعلم ان النساء في هذه المجالات ، لم يكن عليهن واجب شرعي ، و لم تكن المرأة مكلفة مثل الرجل للقيام بمثل هذه الرسالة بل كان حضورهن و مشاركتهن انعكاساً لتضحياتهن و معنوياتهن الثورية المستلهمة من الثقافة و الفكر التعبوي لهذه الفئة من المجتمع الإسلامي ، و لهذا السبب نستطيع ان نعتبر دور النساء كان أكثر اشراقاً من الرجال ، و لو انيط واجب الدفاع و الحرب بالمرأة لكان من الممكن ان تربي قادةً و شهداء اعظم من الرجال .
----------------------------------------------------
الهوامش:
1 – اشنايان نا آشنا ( المعروفين المجهولين ) .
2 – المصدر نفسه ، ص (42 ) .
3 – منشورات روايت فتح ، ص 34.
المصدر: موقع شاهد الاعلام الثقافي
الدفاع المقدس ارادة وطنية و إغاثة الهية
الذکري الخالده