مجاز القرآن نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مجاز القرآن - نسخه متنی

محمد حسین الصغیر

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

د

د. محمد حسين الصغير

مجاز القرآن: عقلي ولغوي


أن المجاز في القرآن قسمان: لغوي وعقلي. فاللغوي ما استفيد فهمه عن طريق اللغو وأهل اللسان بمايتبادر إليه الذهن العربي عند الإطلاق في نقل اللفظ من معناه الأولي إلى معنى ثانوي جديد. والعقلي ما استفيد فهمه عن طريق العقل، وسبيل الفطرة من خلال أحكام طارئة، وقضايايحكم بها العقل لدى إسناد الجملة.

إنّ المجاز العقلي هو طريق البلاغيين في الاستنباط، وسبيلهم إلى اكتشاف المجهول بنوع من التأول والحمل العقلي، ويتم ذلك بالاستجلاءلأحكام الجملة في التراكيب، وإن بقيت الكلمات على حقيقتها اللغوية دون تجوز. وإليه يميل الزركشي (ت: 794ه‍) بعده المجاز العقلي هو الذي يتكلّم به أهل الصنعة بقوله عنه: 'وهوأن تستند الكلمة إلى غير ما هي له أصالة لضرب من التأول، وهو الذي يتكلم به أهل اللسان).

وقد كان عبد القاهر قد أولى هذا النوع من المجاز عناية فائقة، واعتبره كنزاً منكنوز البلاغة، وهو مادة الإبداع عند الكاتب والشاعر، وسبيل الاتساع في طرق البيان، قال: 'وهذا الضرب من المجاز على جدته كنز من كنوز البلاغة، ومادة الشاعر المفلق،والكاتب البليغ في الإبداع والإحسان، والاتساع في طرق البيان، وأن يجيء بالكلام مطبوعاً مصنوعاً، وأن يضعه بعيد المرام، قريباً من الإفهام).

وليس ملزماً لأحد ما ذهبإليه بعضهم من أن المجاز العقلي من مباحث علم الكلام، وأولى أن يضم إليه، لأنه كما اتضح من تفصيلات عبد القاهر، وإشارات القزويني، يعد كنزاً من كنوز البلاغة، وذخراً يعمدإليه الكاتب البليغ والشاعر المفلق والخطيب المصقع، وليس أدل على ذلك من أن القدماء استعملوه في كلامهم، وأن القرآن الكريم حفل بألوان شتى منه، وأن البلاغيين والنقادأشاروا إليه وذكروا أمثلته، وإن لم يطلق عليه الإسم إلا مؤخراً على يد عبد القاهر. وهذا كله يدلّ على أن المجاز العقلي لون من ألوان التعبير، وأسلوب من اساليب التفنن فيالقول، ولا يخرجه من البلاغة إفساد المتأخرين له، وإدخال مباحث المتكلمين فيه عند تعرضهم للفاعل الحقيقي.

وقد كان سعد الدين التفتازاني (ت: 791ه‍‍‍) موضوعياً حينماردّ القزويني لإدخاله المجاز العقلي في مباحث علم المعاني فقال: 'لأن علم المعاني إنما يبحث عن الأحوال المذكورة من حيث أنها يطابق بها اللفظ مقتضى الحال. وظاهر أن البحثفي الحقيقة والمجاز العقليين ليس من هذه الحيثية فلا يكون داخلاً في علم المعاني. وإلا فالحقيقة والمجاز اللغويان أيضاً من أحوال المسند إليه أو المسند'.

وأما المجازاللغوي فلا يختلف إثنان بأنه الأصل الموضوعي للمجاز؛ ولما كان المجاز اللغوي _كما أسلفنا _ ذا فرعين في التقسيم البلاغي، لأن مجاله رحاب اللغة في مرونة الاستعمال،وصلاحيتها في الانتقال من معنى مع وجود القرينة الدالة على المعنى الجديد لوجود المناسبة بينه وبينها، وتوافر الصلة بين المعنى الأولي والمعنى الثانوي، فإن كانتالعلاقة المشابهة بين المعنى الحقيقي والمعنى المجازي؛ فهو الاستعارة. ولا حديث لنا معها إلا لماماً لأن التفريق الدقيق يقتضي رصدها بمفردها، لأنه حقيقة قائمة بذاتها،فهي استعارة وكفى، وإن لم تكن العلاقة بين المعنى الحقيقي والمعنى المجازي هي المشابهة؛ فهو المجاز المرسل.



المصدر : مجاز القرآن

/ 1