نقد القرآنی .. نقد لأفکار ارکون نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

نقد القرآنی .. نقد لأفکار ارکون - نسخه متنی

علی حرب

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

علي حرب

علي حرب

لغز الحروف القرآنية .. نقد لمقال صادق النيهوم


استوقفتني مقالة الصادق النيهوم حول الحروف المقطعة في السور القرآنية،وفيها يقدّم النيهوم تفسيراً جديداً للموضوع لا يخلو من الجدة والاثارة. كيف ترى أنت بعينك النقدية إلى المسألة؟

_ من الأمور المثيرة للجدل في النص القرآني ما يُسمّىبالمقطّعات، وهي الحروف التي تتصدّر أوائل السُور مثل 'ألر' أو 'كهيعص'... وقد اختلف المفسرون بشأنها. فمنهم من تعامل معها بوصفها آيات مستغلقة لا يسع أحد معرفتها، إذ لايعلم تأويلها إلاّ الله، شأنها بذلك شأن أمور أخرى كالغيب والساعة والروح. ومنهم من صنّفها في فئة الآيات المتشابهة التي تخضع للتأويل، ويمكن لأهل العلم الوقوف علىمعانيها الغامضة أو دلالاتها الخفية.

وأنا أعترف بدوري بأن مقالة الصادق النيهوم المنشورة في مجلة 'الناقد' (العدد 58) قد استوقفتني وأثارت فضولي. وفيها يذهب النيهومإلى معارضة المفسرين على اختلاف مواقفهم، سواء منهم الذين اعتبروا المقطعات ألغازاً غير قابلة للتأويل أو الذين لجأوا إلى تأويلها. وهو يهاجم بشكل خاص المحاولات التييقوم بها البعض اليوم ممن يتعاملون مع المقطعات كشيفرة إلهية تحتاج إلى حاسوب جبار لكي يوقفنا على أسرارها العجيبة. إذن ينفي النيهوم أن تكون هذه الحروف في أوائل السورألغازاً تحتاج إلى مفاتيح أو رموزاً خفية ينبغي تفكيكها. ومنطلقه في ذلك أن الله لا يتكلم بالألغاز وأن القرآن كتاب مبين لا رموز فيه ولا أسرار.

* ما هي إذن برأيالنيهوم؟

_ إنها علامات مألوفة في مذهب صوفي معروف يعرف باسم 'القبّالة' عند اليهود، وهو عبارة عن نظام تدريبي تربوي يتبعه المريدون في مسالكهم نحو المقامات التييسعون إلى بلوغها. وكل حرف منها يشير إلى مسلك من تلك المسالك، أي يرمز إلى مرحلة من مراحل السلوك أو إلى تقنية من تقنيات التدريب. وهذا ما حاول النيهوم أن يبيّنه فيمقالته شارحاً مفسراً.

غير أن النيهوم لم يفعل في تفسيره سوى ما فعله المفسرون الذين ينتقدهم. إنه قام بفك الرموز أعني تعامل مع الحروف المقطعة كألغاز، وحاول أن يقدّملنا مفاتيحها التي لا يعلمها أحد سواه، أي التي لا يسع عربي أو مسلم معرفتها.

ولكن تأويلاته لا تقنع أحداً. إنها من قبيل الرجم بالغيب. لأنه ليس هناك أي مسوغ يتيح إقامةتلك المماثلات التي أقامها النيهوم بين المقطعات وبين نظام القبّالة لدى اليهود.

هل يعني ذلك أن الحروف القرآنية هي كلام لا يُحسِن أحدٌ تأويله بمن فيهم الراسخون فيالعلم؟ هذا ما أذهب إليه. ولهذا فإنني أرى أن هذه الحروف هي شيفرات لا أحد يملك مفاتيحها لأنه لا مفاتيح لها أصلاً. إنها حقاً ألغاز أُريد لها أن تبقى ألغازاً، إذااستبعدنا كونها مجرد تقنيات بيانية سحرية يمتاز بها النص. فالكلام المُلغِز يضفي على الخطاب مزيداً من المهابة، إذ المهابة هي احتجاب الشيء عن أن يظهر أو يُعرف... بهذاالمعنى فإن الكلام الملغز، يجعل المخاطب الذي يتوجّه إليه يشعر بالعجز عن الفهم والقصور ويشعر في الوقت نفسه بالقهر إزاء الخفيّ المستور. وهذه آلية من الآليات التييستخدمها النص لتعزيز مصداقيته وإثبات تفوقه أو ثبيت سلطته.

هذا ما يقود إليه نقد النص: الكشف عن الآليات والتدابير التي يستخدمها الخطاب في إنتاج المعنى والحقيقة.طبعاً يمكن للمفسر أن يبحث عن التأثيرات التي تركتها العقائد الدينية والموروثات القديمة في النص القرآني. ولكن مثل هذه اللعبة، أيّا كانت قيمتها التفسيرية، مآلها طمسحقيقة النص، أي نفي ما يولّده من مفاعيل وما يتركه من أثر حقيقي.



المصر : الممنوع والممتنع

/ 1