مصدر اللغوی نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مصدر اللغوی - نسخه متنی

محمد حسین الصغیر

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

د

د.محمد حسين الصغير

المصدر اللغوي


المصدر اللغوي:

يمكننا أن نصل إلى ضرورة هذا المصدر عقلياً وحسياً، لأن إستقراء ما كتب في القرآنوتفسيره يدلنا على حقيقتين هما:

الأولى: إن كثيراً من الأئمة والصحابة والتابعين كانوا إذا سئلوا عن معنى كلمة غريبة في القرآن رجعوا إلى شعر العرب، واستشهدوابأقوالهم وجعلوا ذلك ميزاناً حاكماً فيما يجيبون به، وهم بذلك يختلفون شدة وضعفاً، إلا أن أشهرهم بذلك ابن عباس.

قد ألفوا في الغريب والمعاني والألفاظ القرآنية، وقدأرجعوا جملة كبيرة من أصول ذلك إلى أقوال العرب، وما يؤثر عنهم من شعر ونثر ومثل.

فإذا أضفنا إلى ذلك خصيصتين:

الأولى: إن القرآن نزل بلسان عربي مبين، فأهل اللسانبعد هذا عادة هم أدرى به وأروى للغته، وهو موجه لهم، وعليهم معرفة ما فيه من أمر ونهي، وزجر وعبرة، ليكون التكليف منسجماً مع الفهم، أما تكليف الانسان بما لايفهم ولا يعيفهو خلاف التبيين الذي صرح به الكتاب الكريم.

الثانية: إن المفسرين بصورة عامة قد استندوا على اللغة في كثير من النصوص القرآنية، فبحثوا القراءة والحجة والإعرابوالأصوات والتصريف وعلل النحو، كما خاضوا في تفصيلات اللغة المنسجمة مع بلاغة القرآن من مجاز وكناية واستعارة وتشبيه وتمثيل مما يسهل فهم القرآن، وكان هذا الأمرمتداولاً فيما بينهم منذ نشأة التفسير في أحضان علم الحديث حتى تطوره وتجدده في القرون المتأخرة والعصر الحاضر.

والحاجة إلى اللغة في التفسير تصبح ضرورة عندما لانجدنصاً يفسر لنا القرآن، وفي مثل هذه الحالة يكون التوصل إلى فهمه في النظر إلى مفردات الألفاظ من لغة العرب ومدلولاتها بحسب السياق. وبديهي أن فقدان النص ـ عادة ـ لايكونإلا حينما يكون النص القرآني مفهوماً بحسب التبادر الذهني العام عند إطلاق الألفاظ في إتضاح مدلولاتها لغة.

نعم، المصدر اللغوي يحتاجه المفسر لرفع التدافع فيالألفاظ المشتركة، أو المختلفة الدلالة، أو الغريبة مما ألف به العلماء في الغريب، او مما لم يؤلف استعماله، أو من جهة النقل المنقلب، وهكذا... وفيها كلها شواهد من القرآنالكريم، فالأول: كقوله تعالى: (والليل إذا عسعس).

قيل: أقبل، وقيل: أدبر.

والقروء في قوله تعالى: (ثلاثة قروء).

فالقرء مشترك بين الطهر والحيض. والصريم، في قولهتعالى: (فأصبحت كالصريم).

قيل: معناه كالنهار مبيضة لا شيء فيها، وقيل: كالليل مظلمة لا شيء فيها، والغريب، كقوله تعالى: (فلا تعضلوهنّ) والنقل المنقلب، كقوله تعالى:(وطور سينين) أي طور سينا.

وما لم يؤلف استعماله كقوله تعالى: (أو ألقى السمع وهو شهيد) يمعنى يسمع، ولا يستعمل الآن ألقيت سمعي.

إن إطلاق اللفظ مع القصد لمعناه علىنوعين:

1 ـ كون المعنى متعدداً، سواء أكانا حقيقيين أم مجازيين أم مختلفين.

2 ـ كون المعنى المستعمل فيه واحداً لكن المراد الجدي متعدد، وذلك في المجاز بناء على كونالمجاز عبارة عن عدم تطابق المراد الاستعمالي مع المراد الجدي، ومورد البحث هو إطلاق اللفظ مع إرادة عدة معان، وإطلاقه مع إرادة المعنى الواحد وهذا الأخير مما لا كلامفيه، لأنه الأصل وهو الاستعمال الحقيقي الكاشف عن المراد، ولكن الكلام حول إطلاق اللفظ في القرآن وإرادة عدة معان منه كما هو الحال في الوحدة الحقيقية، وتعني إرادةالجامع المنطبق على المعاني انطباق الكلي على أفراده، فقوله تعالى: (إنّ الله وملائكته يصلون على النبي) قد استعمل فيه لفظ الصلاة في الجامع بين صلاة الله وصلاة الملائكةوهو العطف، لا أن المستعمل فيه متعدد، فقد قال المفسرون بأن صلاة الله هي رحمته، وأن صلاة الملائكة هي استغفارهم.

وقد يستعمل اللفظ الواحد بمعنى من المعاني، لكنكيفيته تختلف باختلاف المكلفين أوالكائنات كما هو ظاهر في قوله تعالى: (الله يسجد له من في السموات ومن في الأرض والشمس والقمر والنجوم). فالمستعمل فيه لفظ السجود وهوبمعنى الخضوع وإن كان كل خضوع بحسبه، لا أن المستعمل فيه متعدد بإعتبار أن سجود الملائكة هو الخشوع، وسجود البشر وضع الجبهة على الأرض، وسجود الشمس إنقيادها التكوينيلأمر الخالق، وكذا القمر والنجوم.

إن المناظرة الفنية، والجهد اللغوي، والملحظ البلاغي، يؤصلان كل نص مهما كانت هويته وقيمته، والقرآن الكريم هو أرقى النصوص علىالإطلاق، فنتج من هذا: أن تتضافر مجموعة الفنون التقويمية لإبراز دور كتاب العربية الأكبر في خلق الحضارة، ودعم التراث، ومواكبة الحياة، وإنقاذ المسلمين، ولما كانالمصدر اللغوي أحد الطرق المؤدية إلى ذلك، أصبح بالضرورة الإفادة منه على أتم وجه، لأنه يعنى بلغة القرآن وأسلوبه وجماله.



المصدر:المبادئ العامة لتفسير القرآن الكريم بين النظرية والتطبيق

/ 1