مصطلح الفاصلة فی القرآن نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مصطلح الفاصلة فی القرآن - نسخه متنی

محمد حسین الصغیر

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

د

د. محمد حسين الصغير

مصطلح الفاصلة في القرآن


الفاصلة في القرآن الكريم: آخر كلمة في الآية، كالقافية في الشعر، وقرينة السجع في النثر،خلافاً لأبي عمرو الداني (ت:444ه‍) الذي اعتبرها كلمة آخر الجملة. إذ قد تشتمل الآية الواحدة على عدة جمل، وليست كلمة آخر الجملة فاصلة لها، بل الفاصلة آخر كلمة في الآية،ليعرف بعدها بدء الآية الجديدة بتمام الآية السابقة لها.

وتقع الفاصلة عند الاستراحة بالخطاب لتحسين الكلام بها، وهي الطريقة التي يباين القرآن بها سائر الكلام،وتسمّى فواصل، لأنه ينفصل عندها الكلامان، وذلك أن آخر الآية فصل بينها وبين ما بعدها.

وقد تكون هذه التسمية اقتباساً من قوله تعالى: 'كِتَابٌ فُصِّلَتْ أَيَاتُهُ'.ولا يجوز تسميتها قوافي إجماعاً، لأن الله لما سلب عن القرآن اسم الشعر وجب سلب القافية عنه أيضاً لأنها منه، وخاصة في الاصطلاح.

وما ورد في القرآن متناسق حروف الرويوالإيقاع، موحد خاتمة الفاصلة بالصوت، ويقف فيه بالآية على الحرف الذي وقف عنده في الآية التي قبلها، فلا يسمى سجعاً عند علماء الصناعة 'ولو كان القرآن سجعاً لكان غيرخارج عن أساليب كلامهم، ولو كان داخلاً فيها لم يقع بذلك إعجاز، ولو جاز أن يقال: هو سجع معجز، لجاز أن يقولوا : شعر معجز، وكيف والسجع مما كان تألفه الكهّان من العرب،ونفيه من القرآن أجدر بأن يكون حجة من نفي الشعر، لأن الكهانة تنافي النبوّات بخلاف الشعر'.

يبدو مما سلف أن مما تواضع عليه جهابذة الفن، وأئمة علوم القرآن، يضافإليهما علماء اللغة، هو: أن نهاية بيت الشعر تسمى قافية، ونهاية جملة النثر تسمى سجعاً في الأسجاع، ونهاية الآية تسمى فاصلة.

وهذا التفريق الدقيق قائم على أساس يجب أننتّخذه أصلاً، وبرنامج ينبغي القول به دون سواه، وهو أن الكلام العربي ـ مطلقاً ـ على ثلاثة أنواع:

قرآن، نثر، شعر، فليس القرآن نثراً وإن استعمل جميع أساليب النثرعند العرب، وليس القرآن شعراً وإن اشتمل على جميع بحور الشعر العربي حتى ما تداركه الأخفش على الخليل فسمي متداركاً وهو الخبب، بل هو قرآن وكفى (إِنَّهُ لَقُرآنٌ كَرِيمٌفِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ).

وإذا تم هذا فهو كلام الله تعالى وحده، وأن يقاس كلام البشر بكلام الله، هو إذن مميز حتى في التسمية عن كلام العرب تشريفاً له، واعتداداً به،وإن وافق صور الكلام العربي، وجرى على سننه في جملة من الأبعاد، كما يقال عند البعض، أو كما يتوهم، بأن ختام فواصله المتوافقة هي من السجع، فالتحقيق يقتضي الفصل بينالأمرين، لأن مجيء كثير من الآيات على صورة السجع لا توجب كونه هو، أو أنها منه 'لأنه قد يكون الكلام على مقال السجع وإن لم يكن سجعاً، لأن السجع من الكلام، يتبع المعنىفيه اللفظ الذي يؤدي السجع، وليس كذلك مما هو في معنى السجع من القرآن، لأن اللفظ وقع فيه تابعاً للمعنى، وفرقٌ بين أن يكون المعنى منتظماً دون اللفظ، وبين أن ينتظمالكلام في نفسه بألفاظه التي تؤدي المعنى المقصود فيه، ومتى ارتبط المعنى بالسّجع كان إفادة السّجع كإفادة غيره ومتى انتظم المعنى بنفسه دون السجع مستجلباً لتحسينالكلام دون تصحيح المعنى'.

وقد رأينا عند تعقب هذه الظاهرة: أن التعبير المسجوع في القرآن لا تفرضه طبيعة النسق القرآني فحسب كما يخيل للكثيرين عند النظر في مثل قولهتعالى: (أَلْهَاكُمُ التَكَاثُرُ حَتَّى زُرْتُمُ المَقَابِرَ). بدليل أنه ينتقل منه فوراً إلى نسق آخر في فاصلة تقف عند النون دون التفات إلى الصيغة الأولى الساربة فيطريقها البياني (كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ ثُمَّ كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ). فإذا جاز للقرآن الانتقال بها، جاز له الانتقال فيما قبلها كما هو ظاهر، بل أن هذا اللفظ'المقابر' يفرض نفسه فرضاً بيانياً قاطعاً، دون حاجة إلى النظر في الفاصلة معه، أو مع محسّنات الفاصلة، وذلك أن هذا الإنسان المتناسي الطاغي المتكاثر بأمواله ولذاته،وشهواته، ومدخراته، ونسائه، وأولاده، ودوره، وقصوره، وخدمه، وحشمه، وإداراته، وشؤونه، وسلطانه، وعنوانه، وهذا كله تكاثر قد يصحبه التفاخر، والتنابز، والتنافر، أقول:إن هذا مما يناسبه لفظ 'المقابر' بلاغياً ولغوياً، فالمقابر جمع مقبرة، والمقبرة الواحدة مرعبة هائلة، فإذا ضممنا مقبرة مترامية الأطراف إلى مقبرة مثلها، ومقبرة أخرىإزددنا إيحاشاً ورعباً وفزعاً، فإذا أصبحت مقابر عديدة؛ تضاعف الرعب والرهب، إذن هذا التكاثر الشهواني في كل شيء، يوافقه ـ بدقة متناهية ـ الجمع المليوني للقبور، لتصبحمقابر لا قبوراً، ولو قيل في غير القرآن بمساواة القبور للمقابر في الدلالة لما سدّ هذا الشاغر الدلالي شيء آخر من الألفاظ، فهو لها فحسب.

ولا يعني هذا التغافل عنمهمة الانسجام الصوتي، والوقع الموسيقي في ترتيب الفواصل القرآنية، فهي مرادة في حد ذاتها إيقاعياً، ولكن يضاف إليها غيرها من الأغراض الفنية، والتأكيدات البيانية،مما هو مرغوب فيه عند علماء البلاغة، فقوله تعالى: (فَأَمَّا اليَتِيمَ فَلاَ تَقْهَرْ وَأَمَّا السَّائِلَ فَلاَ تَنْهَرْ). فقد تقدم المفعول به في الآيتين، وهو اليتيمفي الأولى، والسائل في الثانية، وحقه التأخير في صناعة الأعراب، وقد جاء ذلك مراعاة لنسق الفاصلة من جهة، وإلى الاختصاص من جهة أخرى، للعناية في الأمر.

ومهما يكن منأمر، فإن السجع عند العرب مهمة لفظية تأتي لتناسق أواخر الكلمات في الفقرات وتلاؤمها، فيكون الإتيان به أنى اتفق لسد الفراغ اللفظي، وأما مهمة الفاصلة القرآنية فليسكذلك، بل هي مهمة لفظية معنوية بوقت واحد، إنها مهمة فنية خالصة، فلا تفريط في الألفاظ على سبيل المعاني، ولا اشتطاط بالمعاني من أجل الألفاظ، بينما يكون السجع في البيانالتقليدي مهمة تنحصر بالألفاظ غالباً، لذلك ارتفع مستوى الفاصلة في القرآن بلاغياً ودلالياً عن مستوى السجع فنياً، وإن وافقه صوتياً.


المصدر : الصوت اللغوي في القرآن

/ 1