أسلوب القرآنی فی دعوة تحریک الفکر نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

أسلوب القرآنی فی دعوة تحریک الفکر - نسخه متنی

زهیر منصور المزیدی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

زهير منصور المزيدي

زهير منصور المزيدي

الأسلوب القرآني في دعوة تحريك الفكر


وفيما يلي من آيات نلحظ الأسلوب القرآني في دعوة تحريك الفكروإعماله وهو ينتهج أسلوبا متنوعاً شيقاً، فتارة يضرب الأمثال، وتارة يسمعك مؤثرات صوتية يستثير بها خيالك، وتارة يوجه أسئلة استنكارية يثير بها عقلك ووجدانك.

مجالضرب الأمثال كأسلوب في دعوة إعمال الفكر:

1_ يريد الله أن يبين للناس أن الصدقة التي تبذل رياء والتي يتبعها المن والأذى لا تثمر شيئاً ولا تبقى، فينقل إليهم هذاالمعنى المجرد في صورة حسية متخيلة على النحو التالي:

(يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى كالذي ينفق ماله رئاء الناس ولا يؤمن بالله واليوم الآخرفمثله كمثل صفوانٍ عليه تراب فأصابه وابل فتركه صلدا).

ويدعهم يتأملون هيئة الحجر الصلب المستوى، غطته طبقة خفيفة من التراب فظنت فيه الخصوبة. فإذا وابل من المطريصيبه، فبدلاً من أن يهيئه للخصب والنماء _كما هي شيمة الأرض الطينية إذا به كما هو المنظور _ يتركه صلداً، وتذهب تلك الطبقة الخفيفة التي كانت تستره وتخيل فيه الخيروالخصوبة، كذلك الصدقة التي تبذل رياء.. لا تثمر أجراً ولا تقبل.

2_ وفي موضع آخر يريد الله أن يجسم الآلهة أو الأولياء من دون الله عامة، ووهن الملجأ الذي يلجأ إليهعبادهم حين يحتمون بهم، فيرسم لهذا كله صورة مزدوجة.

(مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتاً وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون).

3_ (إن الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط) ويجعلك ترسم بخيالك صورة لتفتح أبواب السماء وصورةأخرى لولوج الحبل الغليظ في سم الخياط.

ويختار من أسماء الحبل الغليظ اسم (الجمل) خاصة في هذا المقام، ويدع للحس أن يتأثر عن طريق الخيال بالصورتين ما شاء له التأثر،ليستقر في النهاية معنى القبول ومعنى الاستحالة في أعمال النفس، وقد وردا إليها من طريق العين والحس تخيلاً، وعبر إليها من منافذ شتى، في هنية وتؤدة، لا من منفذ الذهنوحدة.

4_ أو عندما يرسم هذه الصورة (مثل الذين كفروا بربهم أعمالهم كرمادٍ اشتدت به الريح في يومٍ عاصفٍ لا يقدرون مما كسبوا على شيء). فتزيد الصورة حركة وحياة بحركةالريح في يوم عاصف، وتذرو الرماد، وتذهب به بدداً 'إلى حيث لا يتجمع أبداً'.

مجال الصوتيات كأسلوب في دعوة إعمال الفكر:

1_ نوع من تصوير الألفاظ بجرسها يبدو في سورةالناس:

(قل أعوذ برب الناس. ملك الناس. إله الناس. من شر الوسواس الخناس. الذي يوسوس في صدور الناس. من الجنة والناس).

اقرأها متوالية تجد صوتك يحدث 'وسوسة' كاملةتناسب جو 'وسوسة' (الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس).

2_ وكذلك قوله:

(فكبكبوا فيها هم والغاوون. وجنود إبليس أجمعون). فكلمة (كبكبوا) يحدث جرسها صوت الحركةالتي تتم بها.

3_ ومن الأوصاف التي اشتقها القرآن ليوم القيامة 'الصاخّة، والطامَّة' و الصاخة لفظة تكاد تخرق طبلة الأذن في ثقلها وعنف جرسها وشقه للهواء، حتى يصل إلىالأذن صاخّا ملحّاً، والطامة لفظة ذات دوى وطنين تخيل إليك أنه تطن وتعم كالطوفان يغرق كل شيء ويطويه.

4_ وتسمع كلمة 'يصطرخون' في الآية:

(والذين كفروا لهم نار جهنملا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها كذلك نجزي كل كفور. وهم يصطرخون فيها ربنا أخرجنا نعمل صالحاً غير الذي كنا نعمل).

فيخيل إليك جرسها الغليظ غلظ الصراخالمختلط المتجاوب من كل مكان، المنبعث من حناجر مكتظة بالأصوات الخشنة.

كما تلقى إليك ظل الإهمال في هذا الاصطراخ الذي لا يجد من يهتم به أو يليه، وتلمح من وراء ذلككله صورة ذلك العذاب الغليظ الذي هم فيه يصطرخون.

5_ و (يشّقق) لفظ يحدث في الآذان مؤثراً صوتياً لحركة الماء بين الصخور وذلك في قوله تعالى:

(وإن منها لما يشقق فيخرجمنه الماء). ولفظ (يصعّد) وكأنك تحس باختناق لهذا الصعود، فتحس بانقطاع نفسك، وذلك في قوله تعالى: (يجعل صدره ضيقاً حرجاً كأنما يصعد في السماء).

وصدق السابقون عندماقالوا:

والذي لا يتصل قلبه بضمير ذلك الوجود، ولا يتصل حسه بالنواميس والسنن التي تصرفه، يظل ينظر وكأنه لا يرى، ويبصر الشكل الظاهر والحركة الدائرة، ولكنه لا يدركحكمته، ولا يعيش بها ومعها. وأكثر الناس كذلك، لأن الإيمان الحق هو وحده الذي يصل ظاهر الحياة بأسراء الوجود، وهو الذي يمنح العلم روحه المدرك لأسرار الوجود. والمؤمنونهذا الإيمان قلة في مجموع الناس، ومن ثم تظل الأكثرية محجوبة عن المعرفة الحقيقية.

مجال الأسئلة الاستنكارية كأسلوب في إعمال الفكر:

1_ (قل أرأيتم إن أخذ اللهسمعكم وأبصاركم وختم على قلوبكم من إله غير الله يأتيكم به انظر كيف نُصّرف الآيات ثم هم يَصدِفون).

2_ (قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله بغتة أو جهرة هل يهلك إلا القومالظالمون).

3_ (أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه).

مما سبق يتضح أن القرآن يدعو إلى منهج، وقد تجلى ذلكفي استثارته لعقل الإنسان طالباً منه تنمية حواسه وفق منهج، ونبذ كل ما من شأنه أن يؤدي إلى ركود ذهني أو شل لحركة الفكر.



المصدر : مقدمة فيمنهج الابداع _ رؤية اسلامية

/ 1