أقسام الاستعارة و أنواعها نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

أقسام الاستعارة و أنواعها - نسخه متنی

محمد حسین الصغیر

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

د

د. محمد حسين الصغير

أقسام الاستعارة وأنواعها


لعل عبد القاهر الجرجاني (ت: 471ه‍) من أوائل من قسم الاستعارة إلى قسمين: مفيدة وغير مفيدة.فالمفيدة عنده ما كان لنقلها فائدة وهي مدة هذا الفن ومداره، وغير المفيدة ما لا يكون لها فائدة في النقل، وموضعها حيث يكون اختصاص الاسم بما وضع له من طريق أريد بهالتوسع في أوضاع اللغة.

وأشار أيضاً إلى أنها استعارة بالاسم تارة وبالفعل تارة أخرى ولمح إلى التصريحية منها والمكنية.

وكان هذا التقسيم مدار البحث البلاغي عندالمتأخرين، حتى إذا تلاقفوا هذه التقسيمات، أضافوا إليها، وشققوها إلى أقسام أخر، تتجاوز العشرة من حيث وجوه الشبه وأدوات التشبيه وأطرافه، مما ذهب برونق الاستعارةالتصويري، وبهائها الفني فعادت علماً جافاً لا ينبض بالحياة. ولا كبير أمر في ذكر جميع هذه الأقسام والدخول في تفصيلات تلك الأنواع، ولكننا سنعالج في حدود معينة أهم ماتواضعوا عليه ممثلاً له بما في كتاب الله تعالى من علائم وسمات ومصاديق:

1_ الاستعارة التصريحية: وهي ما صرح فيها بلفظ المشبه به دون المشبه، أو ما استعير فيها لفظالمشبه به للمشبه، ومثالها من القرآن الكريم قوله تعالى:

(كِتابٌ أنزلناهُ إليكَ لِتُخرجَ الناسَ مِنَ الظُلماتِ إلى النُّورِ...).

ففي هذه الآية استعارتان فيلفظي: الظلمات والنور، لأن المراد الحقيقي دون مجازهما اللغوي هو: الضلال والهدى، لأن المراد إخراج الناس من الضلال إلى الهدى، فاستعير للضلال لفظ الظلمات، وللهدى لفظالنور، لعلاقة المشابهة ما بين الضلال والظلمات.

وهذا الاستعمال _كما ترى _ من المجاز اللغوي لأنه اشتمل على تشبيه حذف منه لفظ المشبه، وأستعير بدله لفظ المشبه به،وعلى هذا فكل مجاز من هذا السنخ يسمى 'استعارة' ولما كان المشبه به مصرحاً بذكره سمي هذا المجاز اللغوي، أو هذه الاستعارة 'استعارة تصريحية' لأننا قد صرحنا بالمشبه به،وكأنه عين المشبه مبالغة واتساعاً في الكلام.

2_ الاستعارة المكنية: وهي ما حذف فيها المشبه به، أو المستعار منه، حتى عاد مختفياً إلا أنه مرموز له بذكر شيء من لوازمهدليلاً عليه بعد حذفه.

ومثال ذلك من القرآن الكريم قوله تعالى:

(ولَمّا سكتَ عَن موسى الغَضَبُ أخَذَ الألواحَ وفي نُسخَتِها هُدىً وَرَحمةٌ...).

ففي هذه الآيةما يدل على حذف المشبه به، وإثبات المشبه، إلا أنه رمز إلى المشبه به بشيء من لوازمه، فقد مثلت الآية (الغضب) بإنسان هائج يلح على صاحبه باتخاذ موقف المنتقم الجاد، ثم هدأفجأة، وغير موقفه، وقد عبر عن ذلك بما يلازم الإنسان عند غضبه ثم يهدأ ويستكين، وهو السكوت، فكانت كلمة (سكت) استعارة مكنية بهذا الملحظ حينما عادت رمزاً للمشبه به.

وأظهر من ذلك في الدلالة قوله تعالى:

(والصُّبح إذا تَنَفَسَ).

فالمستعار منه هو الإنسان، والمستعار له هو الصبح، ووجه الشبه هو حركة الإنسان وخروج النور،فكلتاهما حركة دائبة مستمرة، وقد ذكر المشبه وهو الصبح، وحذف المشبه به وهو الإنسان، فعادت الاستعارة مكنية.

وهاتان الاستعارتان أعني التصريحية والمكنية نظرا فيهماإلى طرفي التشبيه في الاستعارة، وهما المشبه والمشبه به، فتارة يحذف المشبه فتسمى الاستعارة (تصريحية) وتارة يحذف المشبه به فتسمى الاستعارة (مكنية).

وهذان النوعانأهم أقسام الاستعارة وعمدتها، وهناك تقسيم لها باعتبار لفظها إلى أصلية وتبعية:

3_ الاستعارة الأصلية، وهي ما كان اللفظ المستعار في الأسماء غير المشتقة، وهذا هوالأصل في الاستعارة، ومثاله من القرآن الكريم قوله تعالى:

(كِتابٌ أنزلنَاهُ إليكَ لِتُخرجَ الناسَ من الظُّلماتِ إلى النُّورِ...).

فالاستعارة هنا في كلمتي:(الظلمات والنور) وكلاهما جامد غير مشتق، لأن المراد بهما جنس الظلمات وجنس النور.

4_ الاستعارة التبعية، وهي الاستعارة التي تقع في الفصل المشتق أو الاسم المشتق أوالصفة المشتقة، ومثالها من القرآن الكريم قوله تعالى:

(فأَذّاقها اللهُ لِباسَ الجُوعِ والخوفِ...)، فالمستعار هنا هو (اللباس) فقد شبه الجوع والخوف بشبح يرتدي لباسالفزع، ولما كان متلبساً به من كل جانب وملتصقاً بكيانه من كل جهة، عاد مما يتذوق مادياً وإن كان أمراً معنوياً، ثم أستعير اللفظ الدال على المشبه به وهو اللباس للمشبهوهو الجوع والخوف من لفظ مشتق وهو 'اللبس'.

وهناك تقسيم آخر باعتبار اللفظ المستعارة مطلقاً، إما أن يكون محققاً، وإما أن يكون متخيلاً، فبرزت استعارتان هما:التحقيقية والتخييلية.

5_ الاستعارة التحقيقية: وهي أن يذكر اللفظ المستعار مطلقاً بحيث يكون المستعار له أمراً محققاً يدرك في الفعل أو الحس، ومثاله قوله تعالى:(وآيةٌ لَهُمَ الّيلُ نَسلَخُ مِنهُ النّهار...).

فإن الاستعارة هنا مفهومة، لأن المراد بالسلخ لغةً هو كشط الجلد، والمراد به هنا عقلاً هو إزالة الضوء، فالاستعارةمحققة الوقوع عقلاً وحساً، لأن مفهوم لفظ السلخ بعد صرفه عن معناه الحقيقي لا يتجه إلا إلى إيضاح أمر المستعار وتجلية حقيقته.

6_ الاستعارة التخييلية: وهي أن يستعارلفظ دال على حقيقة خيالية تقدر في الوهم، ثم تردف بذكر المستعار له إيضاحاً لها أو تعريفاً لحالها.

ومثال ذلك من القرآن الكريم كل الآيات التي يتوهم منها التشبيه، أويتخيل فيها التجسيم تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.

فقوله تعالى: (بَل يَداهُ مَبسُوطتانِ يُنفقُ كيفَ يشاء...).

وقوله تعالى: (ويَبقى وَجهُ رَبّكَ...).

وقولهتعالى: (خَلَقتُ بيديَّ...).

كلها استعارات تخييلية، إذ تخيل اليد والوجه بالنسبة إليه تعالى إنما يصح على جهة الاستعارة لا الاستعمال الحقيقي.

ويبدو مما تقدم أنالاستعارة في البيان العربي صيغة من صيغ الشكل الفني في استعمالاته البلاغية الكبرى، تحمل النص ما لا يبدو من ظاهر اللفظ، أو بدائي المعنى، وإنما تؤلف بين هذا وهذا فيعملية إبداع جديدة تضفي على اللفظ إطار المرونة والنقل والتوسع، وتضيف إلى المعنى مميزات خاصة نتيجة لهذا النقل الذي قد دل على معنى آخر، لا يتأتى من اللفظ خلال واقعهاللغوي.

فالاستعارة بهذا تنتقل بالنص من الجمود اللفظي المحدد إلى السيرورة في التعبير، والمثلية الذائعة في الاستعمال.

وقد ثبت دون ريب _من خلال نماذج البحث _ أناستعارات القرآن الكريم لألفاظه وكلماته، ركن من أركان البلاغة العربية المتطورة، تصقل الشكل، وتضيء الهيكل العام، ولا تستعمل فيه بوصفها استعارة فحسب، بل لأنها أسلوبمشرق من أساليب الصور الفنية التي تجمع إلى جنب العمق في نقل اللفظ وإضافة المعنى _ الحس والحياة في النص الأدبي.



المصدر :عن اصول البيانالعربي في ضوء القرآن الكريم

/ 1