إسلام یعتمد منهجاً فریداً للحواس نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

إسلام یعتمد منهجاً فریداً للحواس - نسخه متنی

زهیر منصور المزیدی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

الإسلام يعتمد منهجاً فريداً للحواس

زهير منصور المزيدي

'إن الحوار الذي يفتحه الإسلام بين حواس الإنسان وبين أهدافهاومطامحها القريبة والبعيدة في الخارج يتيح لهذه الحواس من نظر وسمع ولمس وذوق وشم تنمية دائمة لإمكاناتها، وتوسيعاً لا يتوقف لآفاق نشاطها، وتهيئة لها لأن تكون قادرةفعلاً على الاستجابة لأكبر عدد ممكن من المؤثرات والتناغم إلى أقصى حد ممكن إزاء ما يحيط بها من أشياء، وما يناديها من قيم بثها الله في كل مكان.. ومن خلال هذا الحوار الذييفتحه الله سبحانه بين منافذ الإنسان الحسية والكون، يبلغ أولئك الذين يمتلكون إحساساً عميقاً، وتوفزاً متصلاً، واستجابة مترعة.. يبلغون في إطار تجربتهم الإسلامية حداًعالياً مما يمكن أن نسميه (الحسية الفنية أو التعبيرية).. إن الله سبحانه وتعالى وهو أدرى بخلقه رسم للإنسان الحدود التي إذا قصر الإنسان عن إدراكها، أو تجاوزها إلى وراء،عرض طاقاته الحسية للضمور والانكماش أو للتشتيت والدمار'.

'إن المنهج يعني حشد الطاقات وتجميعها والتنسيق بين معطياتها لكي تنصب في الهدف الواحد فتكون أغنى فاعليةوأكثر قدرة على التجديد والإبداع والعطاء'.

وفي كتاب الله كانت لنا جولة تتبعنا فيها تلك المنهجية فكانت في:

أولاً: النظر لمخلوقات الله كالجماد أو الحيوان أو مافي الطبيعة من يابسة وسماء... فهو يقع في دائرة ما حثنا الله تعالى عليه وبالنظر والتأمل فيه (قل سيروا في الأرض فانظروا...) الآية.

منهجية النظر:

في كتاب الله عز وجل:

1_ (أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت. وإلى السماء كيف رفعت. وإلى الجبال كيف نصبت. وإلى الأرض كيف سطحت).

2_ (قل للمؤمنين يغضوا من إبصارهم).

3_ (وانظر إلى العظام كيفننشزها ثم نكسوها لحماً).

4_ (فانظر إلى آثار رحمة الله كيف يحيى الأرض بعد موتها).

فليس كل ما تتعرض له العين من مشاهدات طبيعية خلابة أو كون فسيح أو امرأة فاتنة أو..الخ يسمح لهذه الحاسمة (البصر) أن تستمتع بمشاهدته دون حدود، بل علينا أن نكون في الحدود التي شرعها الله لنا في النظر، فليس كل ما في دائرة النظر مباحاً.. بل هناك درجات فيالنظر، فهناك:

أولاً: النظر لمخلوقات الله كالجماد أو الحيوان أو ما في الطبيعة من يابسة وسماء.. فهو يقع في دائرة ما حثنا الله تعالى عليه بالنظر والتأمل فيه (قل سيروافي الأرض فانظروا...) الآية.

ثانياً: النظر الذي نهينا عنه شرعاً كالنظر إلى عورة الرجل أو المرأة فذلك يفسد القلب والطبع وينكت في القلب نكتة سوداء وفيه نقصان للأجر.

ثالثا: النظر الذي يبعث في القلب نوراً وفي الوجه نوراً وفيه زيادة في الأجر كالنظر في كتاب الله بقراءته وتدبر معانيه.

ولكن وقد عرفنا بعض الحدود التي حددها اللهسبحانه وتعالى لنا، هل نترك العنان لحاسة النظر فتشاهد الأشياء دون منهج وإن كان في دائرة المباح أو دائرة كسب الأجر؟

علينا أن نكون أيضاً منهجيين في النظر إلىالأشياء المباحة، ولنأخذ الكون مثالاً على ذلك، فإذا شاهدنا صفحة الكون الواسع الذي أبدعته يد الله سبحانه وتعالى علينا أن لا ننظر إليه نظرة المتخبط في الطين، فهو لايعرف أيتقدم كي يصل إلى اليابسة أم يتأخر أم يذهب يميناً أم شمالاً، علينا أن ننظر بنظام وروية كما أنشئ هذا الكون بنظام وروية فنقف نتأمل في المواضع التي فيها فرصةللتأمل ونتخيل في المواضع التي فيها إيحاء أو استثارة للخيال، ونأخذ بالنظر إلى صفحة هذا الكون من اليمين إلى الشمال أو من الأعلى إلى الأسفل بشكل منسق فيه استلهام للعبروإدراك لعظمة الخالق.

كما تتطلب منهجية النظر عند القراءة، كقراءة كتاب أو قراءة القرآن أن لا نقرأ قراءة من يتعجل الانتهاء، بل القراءة المتروية قراءة الوقوف عندآيات التسبيح لنسبح، وآيات العذاب لنتعوذ ونستغفر، ونقف أمام المعاني فنتأمل ونبحث، فقد يكون في ذلك التأمل فتح جديد أمام المسلمين. ولم تكن آيات الله في قرآنه آياتلوائح وقوانين تسرد سرد المعلومات المجردة، بل تتخلل ذلك كله الصور البلاغية والحسية التي تعمل على استثارة الخيال، وتساهم في إيضاح المعنى وتعزيزه في القلوب.

ومالم تتأصل فينا منهجية النظر فلن نتمكن من الوصول إلى كنوز الله التي أودعها في كونه.

منهجية السمع:

في كتاب الله عز وجل:

1_ (ربنا إننا سمعنا مناديا يناديللإيمان أن أمنوا بربكم فآمنا).

2_ (ولا تكونوا كالذين قالوا سمعنا وهم لا يسمعون).

3_ (وإذا سمعوا اللّغو أعرضوا عنه...).

4_ (يا أيها الذين أمنوا إن جاءكم فاسق بنبأفتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة).

فليس كل ما تتعرض إليه الأذن من أصوات سواء من حوار بناء مفيد أو موسيقى أو كلام فاحش ولغو أو قرآن يتلى يسمح لهذه الحاسة (الأذن)بالاستماع إليه بل علينا أن نبقى في الإطار الذي شرعه الله لنا في الاستماع، فهناك درجات في الاستماع ومن تلك:

أولاً: الاستماع إلى الحديث الذي لا لغو فيه أو فحش، وهذاما لا يقع في دائرة الحرمة.

ثانياً: الاستماع إلى اللغو من الكلام من غيبة أو نميمة أو فاحش القول، وهو في دائرة النهي.

ثالثاً: الاستماع إلى كلام الله وحديث الشيوخفي مجالس العلم، وهو مما طولبنا به وحبب إلينا.

ولكن كيف يكون منهجية الاستماع بعد كل هذه الحدود؟

نذكر في هذه المنهجية الضوابط التالية:

أولاً: ما جعل اللهلرجل من قلبين في جوفه، فالاستماع يحتاج إلى الإنصات التام، كي يتم السليم البعيد عن كل تشويش خارجي من كلام أو مشاهدة لموضوع في غير موضع الكلام المتحدث فيه، فالتخزينالجيد يحتاج إلى إنصات جيد.

ثانياً: الاستماع إلى كل ما هو حسن، فإذا كان الحسن درجات فتتحرى أعلى درجات الحسن.

(وإذا قُرئ القرآن فاستمعوا له..).

(وإذا مرواباللغو مروا كراما...).

ثالثاً: تحرى الصواب والحق عند الاستماع، فنتبين حقيقة الأخبار فلا نرفضها ولا نقبلها جملة، فتكون انفعالاتنا متزنة ومتناسبة وصحة الأخبارالواردة.

(إن جاءكم فاسق بنبأ، فتبينوا...).

منهجية الحوار:

هناك شروط في الحوار وشروط يجب أن تتوفر في المتحاور، فمن هذه الشروط نذكر على سبيل المثال لا الحصربعضاً مما يذكرنا به القرآن الكريم:

1_ ينبغي أن يكون الوصول إلى الحق هو الغاية والهدف النهائي لكل حوار.

2_ ليس الحوار من أجل الجدال ذاته أو المرء.

3_ يجب أنيكون الحوار بالحكمة والموعظة الحسنة.

4_ التسلسل والتدرج في نقاط الحوار من أجل الإقناع أمر مطلوب.

5_ المودة والتسامح والتلطف صفات للحوار البناء.

6_ استخدامأساليب متنوعة من أجل الإقناع كالترغيب تارة والترهيب تارة، تبعد الملل وتسرع بالوصول إلى كوامن الفطرة أو القلوب من أجل التأثير.

7_ سعة الصدر والصبر صفات لا غنىعنها في الحوار.

وينقل لنا القرآن كثيراً من مناظرات الأنبياء مع خصومهم في صورة قصصية حوارية جلية تعكس لنا بعضاً من المعاني السابقة كما في الآية التالية:

(وإلىثمود أخاهم صالحاً) قال:

النبي صالح: (يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها فاستغفروه ثم توبوا إليه إن ربي قريب مجيب).

قومه: (ياصالح قد كنت فينا مرجواً قبل هذا أتنهانا أن نعبد ما يعبد آباؤنا وإننا لفي شك مما تدعونا إليه مريب).

النبي صالح: (يا قوم أرأيتم إن كنت على بينة من ربي وآتاني منه رحمةفمن ينصرني من الله إن عصيته فما تزيدونني غير تخسير. ويا قوم هذه ناقة الله لكم آية فذروها تأكل في أرض الله ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب قريب.... فعقروها!).

النبيصالح: (تمتعوا في داركم ثلاثة أيام ذلك وعد غير مكذوب).

المصدر : مقدمة في منهج الإبداع ـ رؤية إسلامية


/ 1