تقسیم المجاز القرآنی نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تقسیم المجاز القرآنی - نسخه متنی

محمد حسین الصغیر

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

تقسيم المجاز القرآني

د. محمد حسين الصغير

لم يكن المجاز القرآني بمنأى عن الإطار العام لتقسيم المجاز في البيان العربي، شأنه بذلك شأنالأركان البلاغية الأخرى التي يقوم على أساسها الفن القولي، فقد استقطب القرآن الكريم شتى صنوفها ومختلف تقسيماتها، وحفلت سوره وآياته بأبرز ملامحها وأصدق مظاهرها،حتى عاد تقسيمها خاضعاً لأحكام القرآن البلاغية، ولم يكن القرآن خاضعاً لتلك التقسيمات في حال من الأحوال، لأنها مستمدة من هديه، وسائرة بركاب مسيرته البيانية المعجزة،وهكذا بالنسبة للمجاز فهو عند البلاغيين نوعان، لأنه في القرآن نوعان: مجاز لغوي ومجاز عقلي، بغض النظر عن التفريعات الأخرى التي لا تتعدى حدود التقسيم العام، أو هيجزئيات تابعة لكلي المجاز باعتباره عقلياً أو لغوياً.

فالمجاز المفرد يكون، عقلياً ويكون لغوياً، فالمفرد في المجاز العقلي ما كان جارياً على الكلمة بالإضافة إلى مابعدها، وتكتشف بالإسناد، كقوله تعالى: (والضُّحى والليل إذا سجى) فكلمة 'سجا' بالنسبة إلى الليل مجاز عقلي مفرد، والليل لا يهدأ، وإنما ينسب الهدوء فيه إلى غيره؛ ولما كانالليل زماناً لهذا الهدوء، عبر عنه 'سجا' وسجا بمعنى هدأ وسكن وما شابه ذلك.

والمفرد في المجاز اللغوي هو الكلمة المستعملة في غير ما وضعت له في اصطلاح التخاطب على وجهيصح مع قرينة عدم إرادته.

والمجاز المفرد على أقسام: لغوي، وشرعي، وعرفي، كالأسد في الرجل الشجاع مثالاً للغوي، ومثال الشرعي لفظ 'صلاة' إذا استعمله المخاطب بعرفالشرع في الدعاء.

والعرفي نوعان: العرفي الخاص كلفظ 'فعل' إذا استعمله المخاطب بعرف النحو في الحدث. والعرفي العام كلفظ (دابة) إذا استعمله المخاطب بالعرفي العام فيالإنسان.

وأما المجاز المركب فهو اللفظ المركب المستعمل فيما شبه بمعناه الأصلي تشبيه التمثيل للمبالغة في التشبيه، أي: تشبيه إحدى صورتين منتزعتين من أمرين أوأمور، لأمر واحد كما في قوله تعالى: (يأيُّها الّذينَ ءامَنوا لا تُقدموا بين يدي اللهِ ورسولهِ).

فإنه لما كان التقدم بين يدي الرجل خارجاً عن صفة المتابع له، صارالنهي عن التقدم متعلقاً باليدين مثلاً للنهي عن ترك الأتباع. وهذا جارٍ في المجاز المرسل الذي هو جزء من المجاز اللغوي.

إذن ما أبداه القزويني في هذا التفريع يعودإلى الأصل في المجازين المذكورين ليس غير.

نعم هناك ادعاء مجاز جديد ذكره عز الدين بن عبد السلام (ت: 660 ه‍) وسماه 'مجاز اللزوم'، ونحن نذكر أنواعه عنده ونعقب على كلنوع.

أما أنواع 'مجاز اللزوم' فهي عنده:

1_ التعبير بالإذن عن المشيئة، لأن الغالب أن الإذن في الشيء لا يقع إلا بمشيئة الإذن واختياره، والملازمة الغالبة مصححةللمجاز، ومن ذلك قوله تعالى: (وَمَا كانَ لِنفسٍ أن تَمُوتَ إلاّ بإذن اللهِ).

أي بمشيئة الله، ويجوز في هذا أن يراد بالاذن أمر التكوين، والمعنى 'وما كان لنفس أن تموتإلا بقول الله موتي'.

وهذا من المجاز العقلي، وعلاقته السببية كما هو واضح، أو أنه من المجاز المرسل باعتبار الإذن تعبيراً عن المشيئة وعلاقته السببية أيضا.

2_التعبير بالإذن عن التيسير والتسهيل في مثل قوله تعالى: (واللهُ يدعوا إلى الجنّةِ والمغفرةِ بإذنهِ).

أي بتسهيله وتيسيره. وهذا من المجاز اللغوي المرسل، وعلاقتهالسببية، أي بسبب من مشيئة الله تعالى وتيسيره وتسهيله.

3_ تسمية ابن السبيل في قوله تعالى: (وابنَ السّبيل) لملازمته الطريق. وهذا من المجاز العقلي، ووجهه وعلاقته منباب تسمية الحال باسم المحل، وذلك لكونه موجود في السبيل.

4_ نفي الشيء لانتفاء ثمرته وفائدته للزومهما عنه غالباً في مثل قوله تعالى: (كيفَ يكونُ للمشركينَ عَهدٌ).

أي وفاء عهد أو تمام عهد، فنفى العهد لانتفاء ثمرته، وهو الوفاء والاتمام.

وهذا التعليل وإن كان وارداً، ولكن المراد قد يكون _والله العالم _ من باب الكناية، أي أنالمشركين غدرة، فعبّر بعدم الوفاء بالعهد كناية عن الغدر الذي اتصفوا له، والكناية ليست من المجاز حتى عند المصنف رحمه الله.

5_ التجوز بلفظ الريب عن الشك، لملازمةالشك القلق والاضطراب، فإن حقيقة الريب قلق النفس، ومن ذلك قوله تعالى: (لا ريبَ فيه). أي لا شك في إنزاله أو في هدايته.

وهذا _والله العالم _ من باب الكناية، أي اطمئنواللقرآن، ولا تقلقوا، ولا تضطربوا، فإن من شأن الريب القلق والاضطراب.

والريب مصدر من رابني، بمعنى الشك، وهو أن نتوهم بالشيء أمراً مريباً فينكشف الأمر عما تتوهم،وبمعنى الريبة، وحقيقتها: قلق النفس واضطرابها وعدم اطمئنانها، ومنه ما أورده الزمخشري عن الإمام الحسن بن علي(ع) أنه قال: 'سمعت رسول الله (ص) يقول: 'دع ما يريبك إلى ما لايريبك'، فإن الشك ريبة، وإن الصدق طمأنينة؛ أي فإن كون الأمر مشكوكاً فيه مما تقلق له النفس ولا تستقر، وكونه صحيحاً صادقاً مما تطمئن له وتسكن'.

6_ التعبير بالمسافحةعن الزنا لأن السفح صب المني، وهو ملازم للجماع غالباً، لكنه خص بالزنا إذ لا غرض فيه سوى صب المني، بخلاف النكاح فإن مقصوده الولد والتعاضد والتناصر بالأختان والأصهار،والأولاد والأحفاد، ومثاله في قوله تعالى:

(محصنينَ غيرَ مسافحينَ). أي: غير مزانين.

وهذا إن كان الأمر كما ذكر، فهو تعبير بالكناية المهذبة فقد ذكر المسافحة وأرادلازمها.

7_ التعبير بالمحل عن الحال لما بينهما من الملازمة الغالبة كالتعبير: باليد عن القدرة والاستيلاء، والعين عن الإدراك، والصدر عن القلب، وبالقلب عن العقل،وبالأفواه عن الألسن، وبالألسن عن اللغات، وبالقرية عن قاطنيها، وبالساحة عن نازليها، وبالنادي والندي عن أهلهما. وقد ورد كل ذلك في القرآن الكريم.

وهذا كله قسيم بينالمجازين اللغوي والعقلي في القرآن الكريم، وهما جوهر المجاز القرآني. فالتعبير باليد عن القدرة والاستيلاء، وبالعين عن الإدراك، وبالصدر عن القلب، وبالقلب عن العقل،وبالأفواه عن الألسن، وبالألسن عن اللغات، كله من المجاز اللغوي المرسل، باعتباره نقلاً عن الأصل اللغوي بقرينة لإرادة المجاز، مع بقاء المعنى اللغوي على ماهيته،وإضافة المعنى الجديد إليه.

والتعبير بالقرية عن قاطنيها، وتوابع ذلك، كله من المجاز العقلي، فالقرية لا تسأل جدرانها بل سكانها، فيكون التقدير أهل القرية، ومااستفيد هنا لم يكن بقرينة لفظية مقالية، وإنما بقرينة معنوية حالية، حكم بها العقل في الإسناد.

8_ التعبير بالإرادة عن المقاربة، لأن من أراد شيئاً قربت مواقعته إياهغالباً، ومن ذلك قوله تعالى: (فَوَجدا فيها جداراً يُريدُ أن يَنقضَّ فأقامه...).

وهذا من المجاز العقلي، فليس الجدار كائناً مريداً، ولا هو بقادر على هذا الفعل، وقدأدركنا بالضرورة العقلية، ومن سياق الإسناد الجملي، أن المجاز هو الذي أشاع روح الإرادة في الجدار، وكأنه يريد.

9_ التجوز بترك الكلام عن الغضب، لأن الهجران وتركالكلام يلازمان الغضب غالباً، ومنه قوله تعالى: (وَلا يُكلِمُهُم اللهُ يومَ القيامةِ ولا يُزكيهم).

وهذا _والله العالم _ تعبير بالكناية، ولا علاقة له بالمجاز، فعبّربعدم الكلام عن الغضب والانتقام والمجازاة.

10_ التجوز بنفي النظر عن الإذلال والاحتقار، كقوله تعالى: (وَلا يَنظُرُ إليهم يومَ القيامةِ).

وهذا من الكناية أيضاًللتعبير عن ازدرائهم، وعدم رضاه عنهم، وليس لله جارحة فينظر بها إليهم، فهو بصير بغير عين، وسميع بغير أذن، وهو على العكس من قوله تعالى:

(وجوهٌ يومئذٍ ناضرةٌ إلىرَبِها ناظرةٌ).

وقد يكون ذلك مجازاً مرسلاً بإضافة عدم العناية والرعاية، وإرادة الإحتقار والإذلال، معنى جديداً إلى عدم النظر، وهو عكسه في الآيتين التاليتين.

11_ الحادي عشر: التجوز باليأس عن العلم، لأن اليأس من نقيض العلوم ملازم للعلم غير منفك عنه، كقوله تعالى: (أفَلَم يايئس الّذينَ ءامنوا أن لو يشاءُ اللهُ لهدى الناسجميعاً). فإن كان هذا مجازاً فهو مجاز مرسل إذ أضاف معنى ثانوياً للفظ اللغوي، أو هو _والله العالم _ من قبيل استعمال الأضداد باللغة، فيأتي التيئيس بمعنى العلم، وبمعنىعدم العلم وانقطاع الأمل، وعلى هذا فلا علاقة له بالمجاز.

12_ التعبير بالدخول عن الوطء لأن الغالب من الرجل إذا دخل بامرأته أنه يطؤها في ليلة عرسها، ومنه قوله تعالى:

(وَرَبائِبُكُمُ الّلاتي في حُجُورِكُم من نِسائِكُم الّلاتي دَخَلتُم بِهِنَّ فإن لم تكونوا دَخَلتُم بِهِنَّ فلا جُناحَ عَليكُم...).

وهذا من باب التعبيربالكناية المهذبة، وليس من المجاز في شيء، فاستعمل الدخول، وأراد لازمه وهو الوطء، تهذيباً للعبارة، وصوناً للحرمات.

13_ وصف الزمان بصفة ما يشتمل عليه ويقع فيه كقولهتعالى: (فذلكَ يومئذٍ يومٌ عَسيرٌ).

وهذا من المجاز اللغوي / المرسل، وهو من باب إسناد الفاعلية، أو الصفة الثبوتية للزمان لمشابهته الفاعل الحقيقي، فقد أسند العسرةإلى اليوم ووصفه بها، واليوم دالٍ على زمن من الأزمان، ولا تستند إليه صفة الفاعلية إلا مجازاً، وكأنه يريد فذلك يومئذٍ يوم ذو عسرة، تعبيراً عما يجري فيه من المكارهوالشدائد، والله سبحانه هو العالم.

14_ وصف المكان بصفة ما يشتمل عليه ويقع فيها، كقوله تعالى: (ربِ اجعل هذا البلدَ ءامناً).

وهذا هو المجاز العقلي فيما يظهر لي،فالأمن لا يلحق بالبلد، وإنما بأهل البلد، وما قيل في قوله تعالى: (وَسئلِ القريةَ)، يقال هنا.

15_ 'وصف الأعراض بصفة من قامت به، كقوله تعالى: (فإذا عَزَمَ الأمرُ)،والعزم صفة لذوي الأمر. وقوله تعالى: (فَمَا رَبِحتَ تجارَتُهُم) وصف التجارة بالربح، وهو صفة للتاجر'.

وهذا من المجاز العقلي في الآيتين الكريمتين:

فالمراد منالآية الأولى _والله العالم _ عزم ذوي الأمر على تنفيذ الأمر، فليس للأمر إرادة على العزم، وليس العزم مما يسند فعله إلى الأمر، وفي الآية الثانية: الربح مجازي فيها، ولايراد به الزيادة على رأس المال في المتاجرة، والتجارة فيها مجازفة، فلا يراد بها المعاملات السوقية في شتى البضائع. وإنما المراد بالربح تحقيق المعنى المجازي منهبالفائدة المتوخاة في إنفاق الأعمار وعدم خسرانها، والمراد بالتجارة المعنى المجازي منها بالإثابة والمثابرة وصالح الأعمال، وهذا إنما يُدرك بأحكام العقل من خلالإسناد الجملة، فهو هنا كما في الآية الأولى: مجاز عقلي.

المصدر: المجاز القرآن


/ 1