استحالة تحریف القرآن الکریم نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

استحالة تحریف القرآن الکریم - نسخه متنی

بهاء الدین الخرمشاهی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

استحالة تحريف القرآن الكريم

استحالة تحريف القرآن الكريم


* بهاء الدين الخرمشاهي

درس الكاتب فيما سبق من دراسته مسألة تحريف القرآن وأدلةالرأي الشاذ القائل به، وقد ناقشها مناقشة وافية بعد أن بيّن معنى التحريف وأقسامه في علوم القرآن.

وفي هذا القسم يواصل الكاتب بحثه، فيذكر الأدلة على سلامة القرآنمن التحريف، بل استحالة تحريفه، مؤكداً إجماع علماء الإمامية على ذلك في الجملة.

- خصائص المصحف الإمام:

السيد علي كمال الدزفولي محقق القرآن المعاصر، يذكر عشرخصائص للجمع العثماني، من جملتها:

1 ـ أمر عثمان بأن يأتي كل شخص بكل ما سمعه عن النبي(ص) ليساهم في هذا المشروع، لئلا يغيب عن هذا الجمع أي شيء، حتى لا يراود الشك أحداًفي محتوى هذا المصحف، وليتيقن الجميع بأنه قد تم جمعه على مرأى ومسمع مشاهير الصحابة.

2 ـ الاعتماد على المرحلة الأولى من الجمع البكري (نسبة إلى أبي بكر).

3 ـ كل مااستعصى حلّه فيما يتعلق بالاختلافات المسموعة (اللفظية) تنتخب منها لهجة قريش.

4 ـ تجنباً للشبهة وتطرق الفساد، فقد امتنعوا عن تدوين الموارد التالية: منسوخ التلاوة(باعتباره عنواناً مبتدعاً)، ما لم يكن موجوداً في الفترة الأخيرة (على عهد النبي-ص-)، ما لم تثبت قراءته، القراءات الشاذة، قراءات الآحاد والالحاقات (الحواشي) التفسيرية.

5 ـ تم ترتيب آيات كل سورة طبقاً للتوقيف المستند إلى النبي(ص) في الفترة الأخيرة.

نال الجمع العثماني منذ لحظاته الأولى وبعد التغلب على النعرات العاطفيةوالجاهلية قبول كبار الصحابة، على رأسهم الإمام علي(ع) حيث وردت روايات متعددة وبتعابير شتى عن تأييده لعمل عثمان وحصيلة جهود اللجنة المعينة لمهمة تدوين المصحف الإمام.

ولو خالط الشك صحة صدور هذه الروايات، فحسبنا سيرة الإمام علي(ع) الحاكية تأييده لعمل عثمان أو تقريره (السكوت الناشئ عن الرضا والقبول) له على أقل تقدير. يقول السيدالخوئي في معرض تأييد عمل عثمان: (أما ان عثمان جمع المسلمين على قراءة واحدة، وهي القراءة التي كانت متعارفة بين المسلمين، والتي تلقوها بالتواتر عن النبي (ص) وانه منع عنالقراءات الأخرى المبتنية على أحاديث نزول القرآن على سبعة أحرف، والتي تقدم توضيح بطلانها، أما هذا العمل من عثمان فلم ينتقده عليه أحد من المسلمين؛ وذلك لأن الاختلاففي القراءة كان يؤدي إلى الاختلاف بين المسلمين، وتمزيق صفوفهم، وتفريق وحدتهم، بل كان يؤدي إلى تكفير بعضهم بعضاً. وقد مرّ ـ فيما تقدم ـ بعض الروايات الدالة على أنالنبي(ص) منع عن الاختلاف في القرآن. ولكن الأمر الذي انتقد عليه، هو إحراقه لبقية المصاحف، وأمره أهالي الأمصار بإحراق ما عندهم من المصاحف، وقد اعترض على عثمان في ذلكجماعة من المسلمين، حتى سمّوه بحرّاق المصاحف).

أما ما ذهب إليه بعضهم من وجوب المحافظة على هذه الكتابات المتناثرة الموجودة على الجلود والأحجار وجرائد النخيل، فهوفكرة حديثة ومقبولة في هذا العصر؛ حيث ان حفظ المستندات والتحفيات القديمة أمر ممكن ومطلوب. ولو قام عثمان بمثل هذا العمل، لنقض غرضه في نفي الاختلاف. ففي الوقت الذي نجدمصاحف عثمان الستة أو السبعة ـ وعلى الرغم من كل تلك الدقة في المحافظة عليها ـ قد ضاعت كلها أو جلها، أو على أقل تقدير لا نعرف شيئاً عن مصيرها، فكيف يعقل امكانيةالمحافظة على العظام والأحجار والجلود المبعثرة والبالية، ليعلم أيمكن أن يستفيد منها الباحثون في العصر الحاضر وفي المستقبل، أم لا؟

- أدلة القائلين بعدم التحريف:

1 ـ القرآن:

أشهر الآيات القرآنية والوعود الإلهية المصرحة بحفظ القرآن هي ثلاث آيات:

أ‌) آية الحفظ: (إنا نحن نزّلنا الذكر وإنا له لحافظون) الحجر/ 9. والمراد من(الذكر) القرآن، كما في الآية السابقة على آية الحفظ في هذه الصورة نفسها: (وقالوا يا أيها الذي نزّل عليه الذكر إنك لمجنون) الحجر/ 6.

هذه الآية وسائر الآيات القرآنيةالتي سوف نذكرها، تُعدُّ حجةً على القائلين بالتحريف بالنقيصة فقط من الفريقين؛ لأن هؤلاء يقولون بحذف وإسقاط آيات أو سور من القرآن، مع إقرارهم بكون القرآن الموجودصحيحاً وقطعي الصدور. ومن هنا نراهم قد أجازوا صحة الاستدلال بالآيات الموجودة.

هناك شبهات، تحوم حول هذه الآية، وقد أجيب عنها في الكتب المطولة، من جملتها ان الضميرفي (له لحافظون) يعود على النبي(ص)؛ ولكن مع وجود المرجع الحاضر، إرجاع الضمير إلى المرجع الغائب يحتاج إلى قرينة.

ب‌) آية عدم إتيان الباطل: (وإنه لكتاب عزيز، لا يتيهالباطلُ من بين يديه ولا من خلفِهِ، تنزيل من حكيم حميد) فصلت/ 41-42. واضح أن التحريف أظهر مصاديق (إتيان الباطل)، الذي نزّه الله ساحة القرآن عنه.

ج) (إن علينا جمعهوقرآنه) القيامة/ 17.

2 ـ الأحاديث:

أ‌) حديث الثقلين المشهور الذي بلغ حد الاستفاضة من طرق الفريقين: (إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي، نهما لنيفترقا حتى يردا علي الحوض). والقول بالتحريف يقتضي سقوط الكتاب الذي هو الثقل الأكبر عن الحجية.

ب‌) أحاديث وجوب عرض الحديث على القرآن.

ج) الأحاديث الدالة علىثواب قراءة السور في الصلاة وغيرها؛ حيث لو لم تكن سور القرآن مجموعة ومدونة بالكامل ومحفوظة عند المسلمين، لما كان لهذا الأمر من معنى.

د) الأحاديث الواردة عن الأئمة(ع) في باب أن ما في أيدي الناس هو القرآن النازل من عند الله تعالى نفسه.

3 ـ الدليل الثالث على عدم تحريف القرآن إجماع الفريقين، وكذلك إجماع الإمامية منذ عصر الأئمة(ع)وإلى اليوم؛ فأعلام الإمامية من الصدوق (القرن الرابع) إلى الإمام الخميني وآية الله الخوئي وسائر المجتهدين والمراجع العظام، هم من القائلين باستحالة تحريف القرآن.وسنذكر رأي بعضهم مع أسمائهم.

4 ـ الدليل الرابع إعجاز القرآن؛ باعتبار منافاة التحريف مع كون القرآن معجزة؛ لبداهة ضياع معاني القرآن بالتحريف، في حين ان أساسالإعجاز هنا هو الفصاحة والبلاغة اللتان تدوران مدار المعنى واللفظ. إنما يصحّ إعجاز القرآن ـ الذي تحدى الله به الآخرين، والذي مني فيه المعارضون والمخالفون بالهزيمةالنكراء ـ بشرط المحافظة عليه من ألفه إلى يائه، وصحة استناده جميعاً إلى الله تعالى. إن كون القرآن معجزة إلهية ونبوية خالدة من عقائد المسلمين.

5 ـ الدليل الخامسصلاة الإمامية لأن الأئمة الأطهار(ع) وفقهاء الإمامية، يقولون بوجوب قراءة سورة تامة بعد الفاتحة في الركعتين الأوليين من الفريضة، وهذا يحكي اعتقاد الإمامية بعدم سقوطشيء من القرآن. وبعبارة أوضح: إن القائلين بالتحريف لا يمكنهم اعتبار قراءة سورة محتملة التحريف جائزةً ومجزيةً؛ لأن الاشتغال اليقيني يستدعي الفراغ اليقيني. إذن، هذاالترخيص من الأئمة (ع) بقراءة هذه السور في الصلاة ـ في نفسه ـ دليل على عدم وقوع التحريف في القرآن؛ وإلا، لكان مستلزماً لتفويت الصلاة الواجبة على كل مكلف.

6 ـ الدليلالسادس بداهة تواتر القرآن؛ حيث إن قضية التواتر في نقل وقراءة مجموع القرآن، وكل أجزائه، وسوره، وآياته، منذ عهد الرسالة وعلى مر الأعصار والقرون بين جميع طبقاتالمسلمين، من ضرورات الدين. وادعاء المدّعين بقرآنية بعض العبارات أو تحريف القرآن ـ بشكل عام ـ إنما هو من باب خبر الواحد (غير المتواتر).

7 و8 ـ الاهتمام الاستثنائيللنبي(ص) والصحابة بحفظ وجمع القرآن، وكذلك كونه مجموعاً في عهد النبي(ص) ـ ولو لم يكن مدوناً بين الدفتين ـ اللذان لهما واقع تاريخي؛ يعدّان في نظر بعض المحققين من بينالأدلة على عدم تحريف القرآن.

9 ـ الدليل التاسع هو الدليل العقلي؛ الذي عرضه العلامة الطباطبائي (رض) بأفضل بيان، وقد نقلناه بدورنا قبل البدء بهذه الفقرة (أدلةالقائلين بعدم التحريف) مباشرة.

10 ـ الدليل العاشر هو الدليل العقلي- التأريخي؛ أي: لو كان القرآن الإمام (المصحف العثماني) ـ الذي تمت تهيئته في خلافة عثمان والذي هوفي متناول أيدينا اليوم ـ محرفاً، لوجب على الإمام علي(ع) أن يعترض ويضع تصحيح القرآن في صدر برنامج حكومته؛ أي بالضبط مثل تصديه في بداية الإعلان عن برنامج حكومتهللتغييرات التي أدخلها عثمان على السنة النبوية ـ والتي تقل خطورة عن مسألة تحريف القرآن ـ حيث قال (ع) بأنه سيسترجع الأموال التي وزّعها عثمان على حاشيته، حتى ولو اشتروابها الغلمان أو جعلوها مهوراً للنساء. (وقد ذكرنا الأحاديث الحاكية بصراحة إمضاء الإمام علي(ع) لعمل عثمان فيما يتعلق بصحة المصحف العثماني).

11 ـ الدليل أو القرينةالأخرى هي أن لجنة تهيئة وتدوين المصحف الإمام (العثماني)، قد كتبت الكثير من الكلمات القرآنية ـ والتي يتجاوز عددها مئة كلمة ـ على خلاف قواعد الإملاء العربي الصحيح،وبتعبير جريء ولكنه صحيح: ارتكبت (أغلاطاً إملائية). وهذه الاختلافات في الكتابة أو (الأغلاط الإملائية) ـ كما في (يبسط) التي كتبت مرة بـ(السين) وأخرى بـ(الصاد)، و(مسيطر)التي كتبت بـ(الصاد): بـ(مصيطر) ـ قد وردت في الرسم العثماني وهي باقية إلى اليوم على حالها الأول. وكذلك (بسم الله الرحمن الرحيم) التي كتبت في بداية (113) سورة من بين (114) سورةقرآنية، ولم تكتب في أول سورة التوبة؛ بحق وامتثالاً للوحي، وقد ذكر المفسرون أسباب ذلك. أو الحروف المقطعة (فواتح السور)؛ أي الحروف القرنية المرموزة مثل (الر) أو (كهيعص)،التي لم تكشف أسرارها لمحققي القرآن ومفسريه والعارفين بالاسلام من المسلمين وغير المسلمين، ولم تطرح إلى اليوم نظرية مقنعة في تفسيرها. نرى اللجنة قد كتبتها بعينها ولمتجز أي إصلاح قياسي أو اجتهاد أو تصرف فيها. كما ان بعض الفقهاء الأعلام، ومنهم مالك وأحمد بن حنبل قد أفتوا بعد ذلك بوجوب الحفاظ على الرسم؛ أي رسم الخط العثماني. ومعلومأن هذا الاهتمام الزائد والحرص الشديد على حفظ الغرائب والاشتباهات أو الأغلاط الإملائية يحكي ـ بكل صراحة ـ صحة جمع وتدوين القرآن وصيانته من أي تغيير طارئ عليه أوزيادة أو نقصان.

- آراء أعلام الإمامية في استحالة تحريف القرآن:

لطول البحث وعجز المقالة عن استيعاب نقل آراء أعلام الإمامية من القرن الثالث والرابع وإلى اليوم؛نكتفي بالاشارة إلى أسماء بعضهم ومصادر أقوالهم وفي الختام نورد بعض الفتاوى والآراء لكبار المجتهدين المعاصرين التي يندر ذكرها في المقالات والكتب الأخرى:

1 ـ أولما تم التصريح به في باب صيانة القرآن من التحريف كان للشيخ الصدوق (توفي 381هـ).

2 ـ الشيخ المفيد (توفي 413هـ).

3 ـ الشريف المرتضى علم الهدى (توفي 436هـ).

4 ـ الشيخالطوسي (توفي 460هـ).

5 ـ الشيخ الطبرسي (توفي 548هـ).

6 ـ السيد ابن طاووس (توفي 664هـ).

7 ـ العلامة الحلي (توفي 726هـ).

8 ـ المحقق الأردبيلي (توفي 993هـ).

9 ـ القاضينور الله الشوشتري (توفي 1019هـ).

10 ـ الشيخ البهائي (توفي 1031هـ).

11 ـ الملا محسن الفيض الكاشاني (توفي 1090هـ).

12 ـ الشيخ الحر العاملي (توفي 1104هـ).

13 ـ الشيخ جعفرآل كاشف الغطاء (1228هـ).

14 ـ الحجة محمد جواد البلاغي (توفي 1352هـ).

15 ـ السيد محسن الأمين العاملي (توفي 1371هـ).

16 ـ الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء (توفي 1373هـ).

17 ـالسيد شرف الدين العاملي (توفي 1381هـ).

18 ـ آية الله أبو الحسن الشعراني (توفي 1393هـ).

19 ـ العلامة الطباطبائي (توفي 1402هـ).

20 ـ آية الله البروجردي (توفي 1382هـ).

21ـ آية الله الحكيم (توفي 1390هـ) الذي أصدر فتوى في هذا الخصوص.

22 ـ آية الله السيد محمد هادي الميلاني (توفي 1395هـ) الذي أصدر فتوى بهذا الخصوص.

23 ـ الإمام الخميني(توفي 1409هـ).

24 ـ آية الله الخوئي (توفي 1413هـ)، الذي كتب واحدة من أ فضل وأشمل الرسائل في رد التحريف واثبات صيانة القرآن تحت عنوان (صيانة القرآن من التحريف)، كما ان لهفتوى بهذا الخصوص.

25 ـ آية الله الكلبايكاني (توفي 1414هـ).

وما ذكرناه وأشرنا إليه هو أسماء عدد من أعلام الإمامية. وقد تضمنت الكتب الثلاثة القيّمة: (صيانة القرآنمن التحريف) تأليف الشيخ محمد هادي معرفة، و(التحقيق في نفي التحريف على القرآن الشريف) تأليف السيد علي الحسيني الميلاني، و(أكذوبة تحريف القرآن) تأليف رسول جعفريان(الأصل الفارسي يحمل عنوان: أسطورة تحريف القرآن)، تضمنت بمجموعها أسماء وآراء أكثر من خمسين علماً من أعلام الإمامية القائلين صراحة باستحالة تحريف القرآن.

وأخيراً، ومن باب مسك الختام، ننقل رأي الإمام الخميني(رض) في هذا الموضوع:

(هذا الكتاب السماوي- الإلهي، الذي يمثل صورة حية موضوعية ومدونة بجميع الأسماء والصفاتوالآيات والبينات، الذي تقصر يدنا عن بلوغ مقاماته الغيبية، ويعجز البشر عن كشف أسراره، باستثناء الوجود المقدس الجامع لـ(مَن خوطب به) والذي تلقنه خُلَّصُ الأولياءالعظام ببركة وتعليم تلك الذات المقدسة، واغترف من بحر إشراقه خلص العرفاء، ببركة المجاهدات والرياضات القلبية على قدر الاستعداد ومراتب السير والسلوك والذي وصلتناصورته الخطية بدون تحريف أو زيادة أو نقصان ـ ولو حرف واحد ـ على لسان الوحي بعد اجتيازه للمراحل والمراتب، من الظلم أن يترك -هذا الكتاب- مهجوراً لا سمح الله).

/ 1