ترتیب القصص القرآنی فی السور نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

ترتیب القصص القرآنی فی السور - نسخه متنی

فضل حسن عباس

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

د

د. فضل حسن عباس

ترتيب القصص القرآني في السور


هناك قصص لغير الأنبياء ذكر في العهد المكي، لم يذكر سوى مرة واحدة كخبر أصحاب الجنة: (أقسمواليصرمنّها مصبحين)، وقصة أصحاب الكهف وذي القرنين وسيظهر لك:

1 ـ أن بعض القصص القرآني موزع على القرآن مكية ومدنية، وإن كانت مساحته في العهد المكي أوسع منها في العهدالمدني.

2 ـ أن هناك سوراً قرآنية لم يذكر فيها شيء من القصص، كما أن هناك سوراً ذكرت فيها قصة واحدة، ولو أننا استقرأنا القرآن الكريم لوجدنا أن نصف السور المكيةتقريباً لم تخل من ذكر هذا القصص، سواء كان ذلك موجزاً أم مفصلاً.

وأما السور المدنية فإن بضع سور فقط هي التي ذكر فيها شيء من القصص بإيجاز، أللهم إذا نظرنا إلى ما ذكرمن أخبار بني إسرائيل في سورة البقرة.

3 ـ إن هذا القصص كان موزعاً توزيعاً موضوعياً على السور القرآنية. فسورة آل عمران مثلاً فصل فيها نبأهم، وسورة مريم فصل فيها نبأإبراهيم وبنيه، وذريته ومنهم مريم ـ بالطبع ـ وقصص الأنبياء العرب فصل أكثر ما فصل في السورة المكية، هذا على سبيل الإجمال.

أما من حيث التفصيل فنقول:

إن السمعالطوال التي تبدأ بسورة البقرة وتنتهي بسورة براءة كانت أكثر سورة فيها نالت نصيباً من القصص سورة الأعراف، وذلك لأنها جاءت تعالج موضوع العقيدة من حيث تاريخها البعيد،لذلك نجدها ابتدأت بقصة آدم، ثم ذكرت قصة نوح بعد فصول كثيرة من الآيات، وبعد قصة نوح مباشرة ذكرت قصة هود وصالح ولوط وشعيب، وموسى مع فرعون ومع بني إسرائيل، ونلحظ أنالقصص في سورة الأعراف عدا قصة آدم كانت جميعها حديثاً عن الأنبياء عليهم السلام مع أقوامهم، وما لقي هؤلاء من أولئك من شدة وعنت.

أما السورة المكية الثانية في السبعالطوال فهي سورة الأنعام، وهذه جاءت تتحدث عن العقيدة من حيث ردُ الاقتراحات التي اقترحها المشركون، وعلاج الشبهات التي أثاروها، وما يتصل بذلك من أدلة الوحدانيةوالرسالة والبعث، ومن حيث ما حرمه المشركون على أنفسهم دون دليل، ومن هنا لانجد في هذه السورة سوى قصة إبراهيم عليه السلام، ولكنها ذكرت من حيث استدلاله عليه السلام علىالإله الحقن وهو متسق تماماً مع موضوع السورة الكريمة.

وبقية السبع الطوال كلها سور مدنية، والقصص التي ذكرت في بعضها مع قلتها كانت حديثاً عن بني إسرائيل فحسب. فإذاتجاوزنا السبع الطوال وجدنا أن سورتي يونس وهود تحدثنا عن بعض القصص، وإن كان نصيب الثانية أكثر من نصيب الأولى فسورة يونس حدثتنا موجزاً عن نوح (ع)، وقد بدأت به السورة ثمحديثاً فيه بعض التفصيل عن قصة موسى مع فرعون، لكن سورة هود بدأت بالحديث عن قصة نوح مفصلة تفصيلاً تاماً، ثم جرت على هذا الترتيب التاريخي فذكرت قصة هود وصالح وإبراهيمولوط وشعيب واشارة موجزة لقصة موسى، ولكن قصة إبراهيم في سورة هود لم تكن عما جرى بينه وبين قومه، وإنما عما كان بينه وبين الرسل من الملائكة، وكأنما ذكرت مقدمة لقصة لوطالتي فصلت الحديث عنه مع قومه بعض التفصيل. ثم جاءت سورة يوسف وهي كما نعلم خاصة به (ع)، لكن سورة الرعد خلت من ذكر هذا القصص القرآني.

حدثنا القرآن الكريم عن إبراهيم(ع)، بأنه أمة وأنه أب الأنبياء، لأن أكثر الأنبياء الذين أرسلهم الله من بعده من ذريته. إن لم يكونوا جميعاً وما نعرف ممن قص الله علينا نبأهم بعده (ع). أقول: ما نعرف واحداًليس من ذريته ابتداءً بإسماعيل وإسحاق، وختماً بسيد البشر سيدنا محمد (ص).

وسورة إبراهيم، السورة التي سميت باسمه أرادها الله أن تكون أمة في السور كذلك فلها من اسمهانصيب. من أجل ذلك وجدنا هذه المحاضرة والمحاورة التي تنسب إلى الرسل، وما كان بينهم وبين أقوامهم، ولم نجد مثلها في غير هذه السور الكريمة. إنهم تجمعوا ولكن في هذه السورةكما يتجمع الأبناء في بيت الأب.

إن الإشارة في قصة موسى في سورة إبراهيم كانت لبني إسرائيل دون فرعون وجميل أن يذكر في قصة إبراهيم بنو إسرائيل الذين ينتسبون إليه دونفرعون، وليس هذا فحسب، بل إن ما يدعو للإعجاب حقاً ويطرب له كل فؤاد أن الرسل الذين جاؤوا بعد إبراهيم هم أبناؤه وذريته، ولنستمع إلى ما تقصه علينا سورة إبراهيم: (ألميأتكم نبأ الذين من قبلكم قوم نوح وعاد وثمود) (آية 9) وهؤلاء كانوا قبل إبراهيم ـ بالطبع ـ ويستأنف الكلام فيقول الله: (والذين من بعدهم لايعلمهم إلا الله) الذين من بعد قومنوح وعاد وثمود، وهم الذين لايعلمهم إلا الله لكثرتهم وتعدد منازلهم، واختلاف لغاتهم، إلى غير ذلك من الأمور الكثيرة.

ولكن ما بال أولئك (جاءتهم رسلهم بالبينات)الآيات الظاهرة، فماذا كان منهم؟ يقول الله: (فردوا أيديهم في أفواههم)، وهي كناية عن التقنيط والتيئيس، والحسد والغيظ، وهذا شبيه بقوله تعالى: (عضوا عليكم الأنامل منالغيظ وهكذا ردّ أولئك الأقوام أيديهم في أفواههم، معلنين للرسل أنهم لن يؤمنوا برسالتهم، وما كان ذلك إلا حسداً وغيظاً وكراهية للحقن أو ردّوا أيديهم في أفواه الرسلحتى لايتكلم الرسل (وقالوا إنا كفرنا بما أرسلتم به) بهذه الصراحة الوقحة (وأنا لفي شك مما تدعوننا إليه مريب) عجيب أمر أولئك جعلوا قضية الرسل المشرقة الواضحة قضية تدعوإلى الريبة والتهمة والقلق.

ويرد الرسل جميعاً هذا الباطل (أفي الله شك فاطر السموات والأرض) لاينبغي أن يكون في الله شك، وهو فاطر السماوات والأرض. (لخلق السمواتوالأرض أكبر من خلق الناس)، (يدعوكم ليغفر لكم من ذنوبكم ويؤخركم إلى أجل مسمّى)، ولكن مع هذا التحبب والتلطف لايزيد الفريق الآخر على أن يقول للفريق الأول، وهم الرسلعليهم السلام: (إن أنتم إلا بشر مثلنا) وهذه هي التهمة الأولى. وأما الثانية: (تريدون أن تصدونا عما كان يعبد آباؤنا).

ثم يأتي دور التمحل فرغم الحجج الواضحة ولكنهم معذلك لايكتفون (فأتونا بسلطان مبين) وترد الرسل مقالة أولئك: نحن لاننكر أننا بشر، نحن معترفون بهذه البشرية وهل ادعينا غيرها، ولكن أكل البشر سواء؟ ألستم تزعمون أنتمأنكم خير من غيركم فما دمتم ترون أنفسكم أفضل من غيركم، فلماذا تنكرون على غيركم أن يمنّ الله عليهم بمننه وكرمه؟. أما ما طلبتموه من سلطان فمع أنه تمحل منكم، ولكن مع ذلكما كان لنا أن نأتيكم بشيء مما طلبتم إلا بإذن الله، عليه نتوكل وعليه وحده يتوكل المؤمنون، ولماذا لانتوكل عليه، وأي شيء يمنعنا من ذلك؟ وقد أكرمنا بالهداية. أما مايلحقنا من إيذاء فلنصبرن عليه وعلى الله يتوكل المتوكلون.

وبعد تلك الرقة في القول والإقناع في المنطق بعد ذلكم القول الذي يمتع العواطف ويقنع العقول، ويوقظ المشاعرويهز النفوس، يقول أولئك الكافرون لرسلهم بعد كل هذا (لنخرجنكم من أرضنا أو لتعودن في ملتنا) وهنا يعرض المتكبرون عضلتهم ويلوحون بعصا القوة (لنخرجنكم من أرضنا) سمعناهامن قوم شعيب، وقالها قوم لوط ولكنها هنا يقولها فريق الكفر مجتمعاً (أو لتعودن في ملتنا) وليس معنى هذا أن الرسل عليهم السلام كانوا على ملة أقوامهم ـ فمعاذ الله أن يكونواكذلك ـ ولكن معنى الآية الكريمة ـ والله أعلم ـ أو لتصيرن في ملتنا.

وهنا تدرك الرسل العناية الإلهية (إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقومالأشهاد) أوحى إليهم ربهم الذي أكرمهم بعنايته ورسالته، رباهم وتعهدهم وتولاهم (لنهلكن الظالمين) يا لفظاعة الظلم! إنه أساس الدمار والبوار والانحراف (ولنسكننكم الأرضمن بعدهم) وصدق الله وعده، فنجى رسله، وأسكنهم وأورثهم الأرض، والأرض لله. وذلك التأييد إنما يكون للرسل ولمن كان على نهجهم فمن اجتمع له هذان الأمران:

1 ـ أن يخاف مقامالله تبارك وتعالى، أي أن يخاف ذلك الموقف في الآخرة الذي سيقفه، أو يخاف مقام الله: أي يخاف مراقبة الله تبارك وتعالى، وقيامه سبحانه. وتعالى عليه بكل ما كسب (أفمن هو قائمعلى كل نفس بما كسبت).

2 ـ أن يخاف وعيد: أن يخاف ما توعده الله تبارك وتعالى به. ويستفتح الرسل يطلبون من الله أن يحكم بينهم وبين أقوامهم (ربنا افتح بيننا ويبن قومنابالحق وأنت خير الفاتحين) وفتح الله بينهم (وخاب كل جبار عنيد) خاب أولئك الجبابرة المتعالون على الحق، المعاندون في آيات الله، وهو أن خسر في دنياه، فإن هناك خسارة أعظم(من وراءه جهنم) أي بين يديه سيلاقيها، ويعرض عليها ويدخلها (ويسقى من ماء صديد)، يتجرعه ولا يكاد يسيغه، وأنّى له أن يسيغ مثل ذلك، نعوذ بالله ونستجير به سبحانه (ويأتيهالموت من كل مكان، وما هو بميت). من كل مكان يأتيه الموت!! ما أبدعه من تصوير وما أشد وقعه على النفس!! أسباب الموت من كل ناحية وجانب ولكن لا موت. (ومن ورائه عذاب غليظ) تلكمحاورة بين رسل الله، أهل الحق، وبين أهل الباطل.

وهذه المحاورة بين الرسل الكرام يختار لهما المكان اللائق بها بيت الشيخ بيت الأب العظيم سورة إبراهيم (ع) وهذا إن دلّعلى شيء فهو يدل على أن الأنبياء جميعاً أمة واحدة مهما اختلفت أزمنتهم وأمكنتهم، وإن أهل الباطل كذلك.

أما سورة الحجر، فبعد أن ذكرت قصة آدم انتقلت بعد فاصل قصير إلىالحديث عن إبراهيم (ع)، ولكن لا من حيث ما كان بينه وبين قومه، وإنما من حيث مجيء الرسل وتبشيرهم له، ثم تحدثت عن قصة لوط وأشارت إشارتين موجزتين خاطفتين إلى أصحاب الحجرالذين سميت السورة باسمهم وأصحاب الأيكة.

وإذا جاز لنا أن نقسم ما حدثت عنه السورة تقسيماً جغرافياً فإن الذين حدثتنا عنهم سورة الحجر كانوا جميعاً في منطقة واحدة،وأمكنة متقاربة فقرى قوم لوط وثمود ومدين كلها في شمال الجزيرة، وكأن الحديث عنها كان تذكرة لأهل مكة، لأنهم يمرون بطريقهم على هؤلاء الأقوام، وعلى هذه الأمكنة.

أماسورة النحل، وهي سورة النعم، فلم نر فيها شيئاً من هذا القصص، أللهم إلا بعض الآيات ثناءً على إبراهيم (ع).

وتأتي سورة الإسراء، ولا نقرأ فيها إلا لمحة عن قصة آدم، وهذايتلاءم مع موضوع السورة، ثم اشارة متلائمة أيضاً مع موضوع السورة إلى الآية التي أعطيتها ثمود، وإشارة كذلك إلى الآيات التي أعطيها موسى لفرعون.

أما سورة مريم، فلقدبدأت الحديث عن زكريا (ع) وبشارته بيحيى (ع)، ثم جاءت قصة مريم، وهذا على عكس ما جاء في سورة آل عمران حيث بدأ الحديث عن مريم، لأن السورة الكريمة سميت باسمها، وبعد هذاحدثتنا السورة عن إبراهيم وأبيه موسى وأخيه وبعض أنباء إبراهيم، ولكن لا من حيث ما كان بينهم وبين أقوامهم، وإنما هي إشارات ثناء على أنبياء الله عليهم السلام، ونلحظ أنالذين حدثتنا السورة عنهم كانوا من ذرية إبراهيم، أللهم إلا ما جاء من اشارة موجزة عن إدريس إذا لم نقل إنه إلياس.

وتأتي سورة طه، ويكون الحديث فيها عن موسى (ع)، وعنأكثر من جانب في حياته: رسالته وإرساله إلى فرعون وخبره مع بني إسرائيل. ثم وبعد فاصل من الآيات الكريمة تحدثنا عن قصة آدم.

أما سورة الأنبياء، ولها من اسمها نصيب،فلقد كان الحديث فيها عن الأنبياء ـ عليهم السلام ـ ثناءً ومنّةً وفضلاً... ولكن كان الحديث فيها موجزاً إيجازاً تاماً، بدأ الحديث فيها عن موسى (ع) بآيتين اثنتين، وهكذاكان الحديث عن لوط ونوح وداود وسليمان وأيوب وغيرهم. كان كله موجزاً مركزاً والرسول الوحيد الذي فصلت عنه السورة الكريمة سورة الأنبياء كان إبراهيم (ع)... وليس في ذلك شيءمن العجب فإبراهيم (ع) هو أبو الأنبياء.

وتأتي سورة الحج، فلا نقرأ فيها شيئاً من القصص، ولعل اسمها يشير إلى الحكمة في ذلك، أما ما ذكر عن إبراهيم فإنما كان حديثاً ذاصلة بالحج.

وتأتي سورة المؤمنون، والمؤمنون تكفيهم الإشارة فتحدثنا السورة بإيجاز يكفي المؤمنين للعبرة عن نوح وهود، ولمحة عن موسى وهارون، وجعل ابن مريم وأمه آية.إن ذلك متلائم تماماً مع اسم السورة الكريمة وموضوعها.

أما سورة النور، فنظن أن موضوعها الذي جاءت تتحدث عنه جعلها خالية من هذا القصص، وسورة النور هي السورة المدنيةبين سور مكية.

أما سورة الفرقان، فلقد جاءت علاجاً للشبهات التي أثارها المشركون حول الرسالة والرسول، وما ذكر فيها من إشارة عن السابقين لم يكن عما جرى بين الأنبياءوأقوامهم من حوار وجدال، وإنما كان بياناً لما حل بأولئك بعبارات قصيرة موجزة.

وتأتي الطواسين الثلاث: الشعراء والنمل والقصص.

أما سورة الشعراء: وهي أكثرهاتعداداً لقصص الأنبياء، فبعد ذكر القرن والنبي وأهل مكة، ابتدأت الحديث عن موسى (ع) مع فرعون، وفصلت بعض التفصيل تفصيلاً لانكاد نجده في غير سورة الأعراف أعني في شأنفرعون، وبعدها تنتقل السورة للحديث عن إبراهيم (ع)، ولكن هذا الحديث يكون أكثر ما يكون عن تمجيد إبراهيم لربه. ثم تحدثنا السورة عن قوم نوح وهود وصالح ولوط وشعيب، ثم تنتقلإلى القرآن الكريم، وتنزيله بالحق: (وإنه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين).

أما سورة النمل، فبعد أن تحدثنا عن القرآن والنبي تذكرشيئاً عن قصة موسى (ع) ومبدأ رسالته، ولكن بإيجاز ثم تذكر داود وسليمان وتفصل الحديث عن سليمان وما كان من ملكة سبأ. ثم تحدثنا عن ثمود وقوم لوط... ولكن بما ليس فيه تفصيل،وإنما هو أقرب إلى الإيجاز.

أما سورة القصص: وهي آخر الطواسين، فالحديث فيها إنما هو عن موسى (ع) منذ ولادته إلى أن أرسل إلى فرعون. حتى ما جاء في آخر السورة كان حديثاًعن قارون الذي هو من قوم موسى، لكن السورة تبدأ بالحديث عن القرآن، وتنتهي كذلك ونلحظ ما يلي:

1 ـ الطواسين وطه، كان الحديث فيها بادئ ذي بدء عن موسى (ع)، بل إن منها مااقتصر على الحديث عنه أو أطال كـ (طه) والشعراء والقصص، ونتساءل: هذه الطواسين حتى طه هذه السورة التي ابتدأت بحرف (الطاء) جميعاً بدأت الحديث عن موسى (ع)، ولكن كان للحديثعن القرآن الكريم فيها شأن كذلك.

وتأتي سورة العنكبوت، والإشارات إلى الأنبياء فيها موجزة، وقد حدثتنا عن نوح وإبراهيم ولوط وآية واحدة جمع فيها عاد وثمود، وآيةواحدة عن قارون وفرعون وهامان، واشارة موجزة لمدين. سورة العنكبوت سورة الدعاة ولا أدل على ذلك من بدايتها وخاتمتها، أما بدايتها: (بسم الله الرحمن الرحيم ألم أحسب الناسأن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لايفتنون) أما خاتمتها، فهي قول الله تعالى: (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين).

أما سورة الروم، فقد اكتفت أنيشار فيها إلى الروم، وغلبتهم، ولم يذكر فيها شيء من القصص: وكذلك السورة التي بعدها سورة لقمان اكتفت أن تحدثنا عن وصية لقمان لابنه، وكذلك سورة السجدة لم تحدثنا عن شيءمن هذا القصص، أللهم إلا بدء خلق الإنسان من طين.

وتأتي سورة الأحزاب المدنية ونعم ما ذكرته لنا من نصر الله المؤمنين وقد ابتلوا وزلزلوا زلزالاً شديداً فالله نصرهمعلى الأحزاب، والحمد لله أولاً وآخراً.

وتأتي سورة سبأ، وسبأ كما نعلم كانت لها شهرتها (جنتان عن يمين وشمال)، ولكنهم أعرضوا فأرسل عليهم سيل العرم، ويدلوا بجنتيهمذواتي الثمر الزكي الشهي، بدلوا بجنتيهم جنتين أخريين ذواتي أكل خمط وأثل، وشيء من سدر قليل، (ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازي إلا الكفور).

سورة سبأ هذه ذكرت فيها قصةواحدة قصة داود وسليمان، ومن عجيب شأن القرآن وروعة نظمه وبديع صنعته، وجميل موضوعاته، ورائق معانيه أن تجد هذا الترتيب المحكم. آية إعجاز ودليل صدق، وبرهان حق، ذكرت فيهقصة داود ثم اتبعت بقصة سبأ، ولكن هل تعلم أن قصة داود في سورة سبأ ذكرت من حيثية يهدف لها القرآن، إن الله ذكر داود في سورة سبأ ليبين أنه أنعم الله عليه فشكر (اعملوا آلداود شكراً وقليل من عبادي الشكور). فسورة سبأ تذكر لنا فريقين من الناس أنعم الله عليهما، لكن منهم من شكر النعمة، ومهم من كفرها. ولهذا يذكر عقب هاتين القصتين قول اللهتعالى: (ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقاً من المؤمنين).

أما سورة فاطر، فكان الحديث فيها عن آثار فاطر السماوات والأرض، ولم يأت فيها شيء من القصص.

أماسورة يس، و(يس) قلب القرآن، فلم يذكر فيها إلا المثل لأصحاب القرية (إذ جاءها المرسلون، إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث فقالوا: إنا إليكم مرسلون).

لكنسورة الصافات ذكر فيها الأنبياء من حيث الثناء عليهم والنبي الذي فصل خبره هو إبراهيم (ع).

وتأتي سورة (ص)، فلم يكن الحديث فيا عما جرى بين الأنبياء وبين أقوامهم، وإنماعن بعض ما ابتلي به بعض الأنبياء كداود وسليمان وأيوب كل ذلك كان تسلية للنبي (ص) وثناء بإيجاز على إبراهيم وإسحاق ويعقوب وإسماعيل واليسع وذي الكفل.

أما سورة الزمر،فلم يذكر فيها شيء من قصص الأنبياء ـ عليهم السلام ـ .

وتأتي الحواميم السبع فيكون الحديث في السورة الأولى وهي: سورة غافر (المؤمن) عن نبأ موسى، وتفيض في الحديث عنمؤمن آل فرعون.

أما سورة فصلت ففيها اشارة في معرض الحديث عن أهل مكة ووعيدهم إن أعرضوا. وأما سورة الشورى فليس فيها شيء من القصص القرآني.

وتأتي سورة الزخرف،وفيها اشارة عن إبراهيم (ع) تتلاءم مع موضوعها، وشيء عن خبر موسى مع فرعون، وما اكن من اعتزاز فرعون وفخره بنفسه وبملكه، وهو متلائم مع موضوع السورة كذلك.

وتأتي سورةالدخان فتحدثنا شيئاً عن خبر فرعون متسقاً مع ما أصيب به أهل مكة حينما دعا النبي (ص) عليهم بسنين كسنين يوسف.

لكن سورة الجاثية نجدها خالية من القصص، أللهم إلا إشارةموجزة عن بني إسرائيل وما خصهم الله به، ولكنهم اختلفوا.

وتأتي سورة الأحقاف وهي السورة الأخيرة في الحواميم، وفيها إشارة ساكني الأحقاف وهم عاد.

ثم تأتي ثلاثسورة مدنية: وهي سورة سيدنا محمد (ص) وسورة الفتح المبين الذي أكرمه الله به، ثم سورة الحجرات ـ وبالطبع ـ لايكون فيها شيء من هذا القصص.

ويبدأ المفصل فنجد اشارة موجزةفي بعض سوره ـ كما في سورة (ق) والقمر، وكما جاء من ذكر موسى وقومه في سورة الصف، ومن خبر أصحاب الجنة وصاحب الحوت في سورة (ن)، ومن اشارات في سورة الحاقة.

والسورةالوحيدة في المفصل التي فصل فيها، كانت سورة نوح، حيث كانت كلها حديثاً عنه (ع). كل ما في المفصل إذن كان اشارات.

كما جاء في سورة المزمل وسورة الفجر والشمس والبروج عنأصحاب الخدود.

وهناك سورتان كان فيهما بعض التفصيل عن بعض الأنبياء وهما: سورة الذاريات حيث فصلت في نبأ إبراهيم، وبعض اشارات إلى قوم لوط وفرعون وعاد وثمود وسورةالنازعات التي أجملت الحديث عن خبر موسى (ع) مع فرعون.



المصدر : القصص القرآني ـ إيحاؤه ونفحاته

/ 1