کیف دخلت الإسرائیلیات الفکر الاسلامی؟ نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

کیف دخلت الإسرائیلیات الفکر الاسلامی؟ - نسخه متنی

إحسان الأمین

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

إحسان الأمين

إحسان الأمين

كيف دخلت الإسرائيليات الفكر الاسلامي؟


وراء تداول الروايات الإسرائيلية وانتشارها بين المسلمين أسباب عديدةتحتاج إلى دراسة مفصلة مستقلة عن بحثنا، ولكن يمكن إرجاعها بشكل رئيسي إلى الظروف التي مرت على الحديث بعد وفاة رسول الله (ص).

فكما هو معلوم من تاريخ الحديث أنه مرتفترة منذ وفاة رسول الله (ص) حتى نهاية عصر الخليفة الثاني منع فيها الناس من تداول الحديث النبوي (ص) ـ ومنه حديث في تفسير القرآن الكريم ـ خلافاً لعصر الرسول (ص) الذي كانالناس فيه يتناولون حديثه ويتابعونه في كل مجلس ومناسبة ليقتبسوا من نوره.

روى الذهبي في تذكرة الحفاظ، قال: إن أبا بكر جمع الناس بعد وفاة نبيهم فقال: إنكم تحدثون عنرسول الله (ص) أحاديث تختلفون فيها والناس بعدكم أشد اختلافاً، فلا تحدثوا عن رسول الله (ص) شيئاً، فمن سألكم فقولوا: بيننا وبينكم كتاب الله فاستحلوا حلاله وحرموا حرامه.

وكان عمر بن الخطاب إذا استعمل العمال خرج معهم يشيعهم فيقول: جردوا القرآن وأقلوا الرواية عن محمد (ص) وأنا شريككم.

وفي مستدرك الحاكم، قال: فلما قدم قرظة قالوا:حدثنا، قال: نهانا ابن الخطاب.

وفي جامع بيان العلم وفضائله، قال قرظة: فما حدثت بعده حديثاً عن رسول الله (ص).

وقد أدت هذه السياسة إلى عدم تداول الناس للحديثالنبوي الشريف، فقد روى السائب بن يزيد، قال: صحبت سعد بن مالك ـ أبي وقاص ـ من المدينة إلى مكة فما سمعته يحدث عن النبي (ص) بحديث واحد.

وفي تاريخ ابن كثير عن أبي هريرة،قال: لم نكن نستطيع أن نقول: قال رسول الله (ص) حتى قبض عمر.

هذه السياسة خلفت فراغاً هائلاً لدى الناس فيما يحتاجون إليه من رؤى وأحكام وارشادات ونصائح تشكل بمجموعهاالحديث النبوي الشريف الذي جاء فيه القرآن: (وما ينطق عن الهوى * إن هوى إلا وحي يوحى * علمه شديد القوى) النجم/ 3 ـ 5.

والذي جاء تبياناً لكتاب الله، قال تعالى: (وأنزلناإليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون) النحل/ 44.

ومن المعلوم أنه لا يمكن أن تبقى في فكر الناس وثقافتهم منطقة فراغ فهي لابد أن تملأ، بحق أو باطل.

فمن المعلوم ولا شك فيه أهمية السنة ودورها في بيان القرآن وتشريع الأحكام، فإن في القرآن قواعد عامة، وأصولاً مجملة وآيات محكمات، وأخر متشابهات، ولقد وكّل الله لنبيه(ص) بيان ذلك لأمته حتى تكون على علم بكتاب ربها، ودراية بما أرشد إليه من تشريعات وأحكام.. ومن هنا كانت منزلة السنة من القرآن الكريم منزلة المبيِّن من المبيَّن.

ولانعلم بعد هذا التوضيح كيف كان حال الأمة بعدما منعت من حديث رسول الله (ص)، إذ فرّق بين كتاب الله وبيان نبيه (ص).

وفي ظل مثل هذه الأوضاع ذهبت الأمة تتلمس طريقها وماتحتاج إليه من شروح وآراء وبيانات ذات اليمين وذات الشمال ـ في غير الحديث النبوي المحجور ـ ، مما زادها حيرةً وتيهاً، إذ لا تعوّض آراء البشر العاديين عن حديث الرسول (ص)بأي حال من الأحوال.

وفي تلك الظروف التي منع فيها أصحاب رسول الله (ص) وفيهم مَن فيهم من السابقين الأولين من تداول الحديث سمح لبعض مسلمة أهل الكتاب برواية الأخبار،فملأ هؤلاء الفراغ ورووا عطش الناس بافتقادهم الحديث بما في جعبتهم من روايات كتب اليهود وغيرها، حتى أدلوا بدلوهم أيضاً في تفسير القرآن، كما هو الحال مع تميم الداريالذي خصص له الخليفة الثاني ساعة في كل أسبوع يتحدث فيها قبل صلاة الجمعة من على منبر الرسول (ص) وجعلها عثمان على عهده ساعتين في يومين.

قال الذهبي: ((ويغلب على الظنأنه كان محدثاً بارعاً وقاصاً ماهراً ويقيني أنه كان راوية عزوفاً عن خداع العامة بالقصص وأباطيلها، فقد ذكر صاحب أسد الغابة وغيره أنه كان أول مَن قص وأنه استأذن عمر بنالخطاب (رض) فأذن له)).

وقد احتل ـ مع غياب الصحابة عن التحديث ـ موقعاً بارزاً، حتى وصفه عمر بأنه خير أهل المدينة!!

أما كعب أحبار اليهود، الذي كان من كبار علماءاليهود وأحبارهم باليمن، فقد أعلن إسلامه على عهد عمر وبقي بالمدينة بطلب منه. وكان اليهود يسمونه بكعب الأحبار لأنه كانت عنده جميع كتبهم أو لأنه أهم علمائهم الكبار،ولكن العجيب في الأمر أن كعباً هذا قد كسب موقعاً متقدماً في المجتمع الاسلامي آنذاك غذ كان الخليفة يرجع إليه في تفسير القرآن..!!

ففي رواية أن عمر بن الخطاب قال: ياكعب ما عدن؟ قال: قصور من ذهب في الجنة يسكنها النبيون والصديقين وأئمة العدل.

وفي قوله: (وقهم السيئات) قال:العذاب.

بل ارتفع مقامه عنده حتى بلغ مرتبة الوعظوالارشاد للخليفة، كما يظهر من الرواية التالية:

عن كعب قال: كنت عند عمر بن الخطاب، فقال: خوّفنا يا كعب، فقلت: يا أمير المؤمنين! أوَليس فيكم كتاب الله وحكمة رسوله؟قال: بلى، ولكن خوّفنا، قلت: …

وإذ اعتمد عليه الخليفة مفسراً وواعظاً، ركن الآخرون إلى كعب كما يظهر ذلك مما رواه السيوطي، قال: ((وعن عبدالله بن الحارث، قال: كنتعند عائشة وعندها كعب، فذكر إسرافيل (ع)، فقالت عائشة: أخبرني عن إسرافيل. قال: له أربعة أجنحة؛ جناحات في الهواء، وجناح قد تسرول به، وجناح على كاهله والقلم علىأذنه…).

وهكذا أصبح كعب مصدراً حديثياً وتفسيرياً لكثير من الصحابة كانب عمر وأبي هريرة وابن عباس وابن الزبير ومعاوية، وكثير من التابعين.

وكعب ((روي عنه كثيرمن الإسرائيليات)).

قال الدكتور الذهبي: ((واختلط الأمر عند الناس حتى وصل الأمر إلى أن أبا هريرة كان يحدث عن رسول الله (ص) بما سمعه منه، وعن كعب بما يحدثه به، فكانالناس يخلطون بين حديث الرسول (ص) وحديث كعب، فقد روى مسلم بسنده عن بشير بن سعيد أنه قال: اتقوا الله وتحفظوا من الحديث، فوالله لقد رأيتنا نجالس أبا هريرة فيحدث عن رسولالله (ص) ويحدثنا عن كعب الأحبار، ثم يقوم فأسمع بعض مَن كان معنا يجعل حديث رسول الله (ص) عن كعب، وحديث كعب عن رسول الله …)).

وهو يدل على مبلغ الخطورة التي وصل إليهاالأمر، بأن جعل كعب مصدراً للحديث إلى جانب رسول الله (ص)، يتحدث عنه وعن الرسول (ص) سواء بسواء، وكأنه من مصادر الفكر والتشريع عند المسلمين..!!

وهكذا تسربت أفكاروأخبار اليهود بواسطة كعب ونظيريه: وهب بن منبه وتميم الداري وغيرهم إلى داخل الفكر الاسلامي، لتشوه الكثير من معالمه الأصيلة، والتي كانت فيما بعد المنفذ الذي نفذ منهأعداء الاسلام كبعض المستشرقين وتلاميذهم للطعن فيه.

وليس ببعيد أن تكون بعض الأحاديث قد وضعت لإعطاء الغطاء الشرعي لعملية الأخذ من أهل الكتاب وتسرب الإسرائيلياتإلى الفكر الاسلامي، منها ما رواه البخاري في صحيحه عن عبدالله بن عمرو بن العاص أن النبي (ص): قال: ((بلغوا عني ولو آية، وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، ومَن كذب عليّمتعمداً فليتبوأ مقعده من النار)).

وإذا دققنا النظر في الحديث فإنا نجد أن عبارة (وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج) محشورة في وسط الجملتين بلا مناسبة ولا ارتباط منطقيبجملتي الحديث الأخرتين، خصوصاً إذا علمنا أن راوي هذه الرواية هو عبدالله بن عمرو بن العاص الذي ((أصاب يوم اليرموك من كتب أهل الكتاب فكان يحدث منها)) وقد ((أسندت إليهروايات إسرائيليات)).

هذا وتوجد روايات كثيرة أخرى معارضة لهذه الرواية، فهي تمنع عن الرجوع إلى أهل الكتاب والأخذ منهم.

* المصدر : التفسير بالمأثور وتطويره عندالشيعة الامامية

/ 1