إسرائیلیات فی الحدیث نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

إسرائیلیات فی الحدیث - نسخه متنی

محمود أبو ریة

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

محمود أبو رية

محمود أبو رية

الإسرائيليات في الحديث


ولما كان أشد الناس عداوة للذين أمنوا اليهود. لأنهم بزعمهم شعب الله المختار، فلايعترفون لأحد غيرهم بفضل، ولا يقرون لنبي بعد موسى برسالة، فإن رهبانهم وأحبارهم لم يجدوا بدّاًـ وبخاصة بعد أن غلبوا على أمرهم وأخرجوا من ديارهم ـ من أن يستعينوابالمكر، ويتوسلوا بالدهاء، لكي يصلوا إلى ما يبتغون، فهداهم المكر اليهودي إلى أن يتظاهروا بالإسلام ويطووا نفوسهم على دينهم، حتى يخفى كيدهم، ويجوز على المسلمينمكرهم؛ وقد كان أقوى هؤلاء الكهان دهاء وأشدهم مكراً، كعب الأحبار ووهب بن منبه، وعبد الله بن سلام. ولما وجدوا أن حيلهم قد راجت بما أظهروه من كاذب الورع والتقوى، وأنالمسلمين قد سكنوا إليهم، واغتروا بهم، جعلوا أول همهم أن يضربوا المسلمين في صميم دينهم، وذلك بأن يدسوا إلى أصوله التي قام عليها ما يريدون من أساطير وخرافات، وأوهاموترهات لكي نهى هذه الأصول وتضعف. ولما عجزوا عن أن ينالوا من القرآن الكريم لأنه قد حفظ بالتدوين، واستظهره آلاف من المسلمين، وأنه قد أصبح بذلك في منعة من أن يزاد فيهكلمة أو يتدسس إليه حرف ـ اتجهوا إلى التحدث عن النبي فافتروا ـ ما شاءوا أن يفتروا ـ عليه أحاديث لم تصدر عنه. وأعانهم على ذلك أن ما يحدث به النبي في حياته لم يكن محدودالمعالم، ولا محفوظ الأصول، لأنه لم يكتب في عهده صلوات الله عليه كما كتب القرآن، ولا كتبه صحابته من بعده، وأن في استطاعة كل ذي هوى أو دخلة سيئة، أن يتدسس إليهبالافتراء، ويسطو عليه بالكذب، ويسر لهم كيدهم أن وجدوا الصحابة يرجعون إليهم في معرفة ما لا يعلمون من أمور العالم الماضية ـ واليهود بما لهم من كتاب، وما فيهم منعلماء، كانوا يعتبرون أساتذة العرب فيما يجهلون من أمور الأديان السابقة، إن كانوا مخلصين صادقين.

قال الحكيم بن خلدون عندما تكلم عن التفسير النقلى، وأنه كان يشتملعلى الغث والسمين والمقبول والمردود: والسبب في ذلك أن العرب لم يكونوا أهل الكتاب ولا علم، وإنما غلبت عليهم البداوة والأمية، وإذا تشوفوا إلى معرفة شئ مما تتشوف إليهالنفوس البشرية في أسباب المكونات وبدء الخليقة وأسرار الوجود، فإنما يسألون عنه أهل الكتاب قبلهم، ويستفيدونه منهم، وهم أهل التوراة من اليهود ومن تبع دينهم منالنصارى، مثل كعب الأحبار ووهب بن منبه وعبد الله ابن سلام وأمثالهم، فامتلأت التفاسير من المنقولات عندهم.. وتساهل المفسرون في مثل ذلك وملأوا كتب التفسير بهذهالمنقولات وأصلها كلها كما قلنا من التوراة، أو مما كانوا يفترون.

وقال في موضع آخر من مقدمته:

'وكثيراً ما وقع للمؤرخين والمفسرين، وأئمة النقل من المغالط فيالحكايات والوقائع، لاعتمادهم فيها على مجرد النقل غثّاً أو سميناً، لم يعرضوها على أصولها، ولا قاسوها بأشباهها، ولا سبروها بمعيار الحكمة، والوقوف على طبائعالكائنات، وتحكيم النظر والبصيرة في الأخبار، فضلوا عن الحق، وتاهوا في بيداء الوهم والغلط.

وقال الدكتور أحمد أمين:

اتصل بعض الصحابة بوهب بن منبه وكعب الأحباروعبد الله بن سلام، واتصل التابعون بابن جريج ـ وهؤلاء كانت لهم معلومات يروونها عن التوراة والإنجيل وشروحها وحواشيها، فلم ير المسلمون بأساً من أن يقصّوها بجانب آياتالقرآن فكانت منبعاً من منابع التضخم' اه‍1.

من أجل ذلك كله أخذ أولئك الأحبار يبثون في الدين الإسلامي أكاذيب وترهات، يزعمون مرة أنها في كتابهم أو من مكنون علمهم،ويدعون أخرى أنها مما سمعوه من النبي صلى الله عليه وسلم، وهي في الحقيقة من مفترياتهم، وأنى للصحابة أن يفطنوا لتمييز الصدق من الكذب من أقوالهم وهم من ناحية لا يعرفونالعبرانية التي هي لغة كتبهم، ومن ناحية أخرى كانوا أقل منهم دهاء وأضعف مكراً، وبذلك راجت بينهم سوق هذه الأكاذيب، وتلقى الصحابة ومن تبعهم كل ما يلقيه هؤلاء الدهاةبغير نقد أو تمحيص، معتبرين أنه صحيح لا ريب فيه.



المصدر: أضواء على السنة المحمدية ص 145-147

/ 1