محاضرات حول الإمام المهدی (عج) جلد 4

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

محاضرات حول الإمام المهدی (عج) - جلد 4

اح‍م‍د ال‍وائ‍ل‍ی‌، محمد السند، علی الحسینی ‌الصدر، احمد وائلی، حسین الفقیه ؛ ت‍ح‍ق‍ی‍ق‌: م‍رک‍ز‌ ال‍دراس‍ات ‌ال‍ت‍ح‍ص‍ص‍ی‍ه‌ ف‍ی‌ الام‍ام‌ ال‍م‍ه‍دی‌(ع‌)

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


Untitled \n


محاضرات حول الإمام المهدي (عج)


الجزء الرابع


سماحة السيد علي الحسيني الصدر


مقدمة المركزمقدّمة المركز


الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام
على خير خلقه وخاتم رسله وعلى آله الطيبين


الطاهرين...


أمّا بعد:


شاءت القدرة الإلهيّة أن تضع بأزاء كل حقّ
باطلاً يتناسب معه بالقوّة والاستطالة


ويوازيه من حيث الاتجاه والمسيرة
التأريخية، فكان ذلك من القوانين والسنن
الثابتة


التي ابتنت عليها أسس الخليقة منذ نشأتها
الأولى، والتي رسمت للدنيا إطارها الذي لا


تملك أن تخرج عن حدوده.


وهذا هو ذات الأمر الذي أشارت إليه الآية
المباركة في قوله تعالى: (أَحَسِبَ


النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ
يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا
يُفْتَنُونَ) (1)، إذ


أنّ التتبّع الواعي لكل مسيرة أو حركة
تنتسب إلى الحق في منهجيتها يبرهن لنا أنّ


مسيرة الباطل وحركته لم تتخلّ يوماً عن
ملازمة حركات الإصلاح والتحرّر والسير


الحثيث بموازاتها، منذ اليوم الأوّل الذي
وقف فيه أبونا آدم ليعبد الله الواحد


القهّار، ومروراً بما يحدّثنا التأريخ عن
قابيل وهابيل والأنبياء والمصلحين، وإلى


يومنا الذي نعيشه.


ولعلّ من أوضح الأفكار والرؤى التي تنتسب
إلى الحق ونهجه القويم، بل وينتسب الحق


إليها، هي الفكرة العقائدية الربّانية
المقدّسة التي زرعتها الشرائع السماوية


المتعاقبة في حقل الذهن البشري من خلال
المسيرة التكاملية للأنبياء والرسل


والأوصياء، وهي فكرة المنقذ الذي سيمدّ
يده التي باركتها قدرة السماء لتنتشل


البشرية من الأودية السحيقة للظلم والجور
إلى مرابع القسط والعدل الإلهي، والتي


ستحقق الأحلام والآمال التي بذل الأنبياء
والمصلحون دماءهم زهيدة في سبيل تحقيقها،


ساعين بذلك لجذب الدنيا من بؤر الظلم
والفساد والعبودية إلى آفاق الحرية
والعيش


الرغيد.


فخضعت هذه العقيدة المقدّسة لهذه
القوانين الثابتة وتعرضت لشتى أنواع
المحاربة على


مر العصور، فكانت هذه المحاربة متناسبة
مع عظم الأهمية والسمو والرفعة التي
أولتها


السماء لها.


وبما أنّ أهميّة الدفاع عن هذه العقيدة
تنبع من طرفين أوّلهما مقدار عظمة هذه


الفكرة من حيث ارتباطها بمبدأ العقيدة
الإسلامية التي عبّر عنها النبي الأكرم
صلى


الله عليه وآله في قوله: «من مات ولم يعرف
إمام زمانه مات ميتة جاهلية»(2)،


وثانيهما مقدار ما يبذله الأعداء من جهود
لم يعرف لها مثيل من تسخير كافة الطاقات


لإظهارها على أنها العامل الخرافي الذي
يتشبث به أناس ناموا على أمل أن يجدوا


العالم ذات يوم يحقق لهم آمالهم وأحلامهم
التي كبتها ظلم الظالمين مدة مديدة من


الزمن العسير.


لذلك وجدنا أنفسنا _ في خضم هذه الظروف
والمداخلات _ نتحمل عبئاً كبيراً وجزءً
غير


يسير من المسؤولية الملقاة على عاتق
المجتمع الصالح من أتباع أهل البيت عليهم


السلام في الدفاع عن هذا المبدأ المقدّس
الذي يعتبر أس العقيدة وأساس المذهب.


على أنّ كثرة المدافعين من العلماء
الأعلام وذوي الأقلام الشريفة على مرّ
الدهور لا


تغني عن الاستمرار في انتهاج سبيل الذود
عن هذه العقيدة المقدسة، إذ أنّ الشبهات _


وإن تكررت بصيغ مختلفة _ تحتاج إلى ردود
تتناسب والطريقة التي يتبناها أعداء الحق


والأساليب التي يسلكونها والطرق
الملتوية التي يتبعونها في توجيه سهام
الحقد الأسود


للصورة الناصعة لهذه العقيدة المقدّسة.


ومركزنا الذي أنشئ بعد الاستشارة
والمداولة مع ثلة من العلماء الأعلام
وفضلاء


الحوزة العلمية المباركة، وبرعاية من
المرجع الديني الأعلى سماحة آية الله
العظمى


السيد علي الحسيني السيستاني دام ظله،
يجد أنّ واجبه الأول هو بذل الجهد للدفاع
عن


سيدنا ومولانا صاحب الزمان عجل الله فرجه
الشريف.


فتبنّى هذا المركز مجموعة من المحاور في
عمله منها:


1 _ طباعة ونشر الكتب المختصّة بالإمام
المهدي عليه السلام، بعد تحقيقها، وذلك
ضمن


سلسلة وسمناها بـ «سلسلة اعرف إمامك».


2 _ نشر المحاضرات المختصّة به عليه السلام
من خلال تسجليها وطبعها وتوزيعها، ضمن


سلسلة «محاضرات في الإمام المهدي».


3 _ إقامة الندوات العلمية التخصصية في
الإمام عجّل الله فرجه، ونشرها من خلال


التسجيل الصوتي والصوري وطبعها وتوزيعها
في كتيّبات ضمن «سلسلة الندوات
المهدوية»،


أو من خلال وسائل الإعلام وشبكة
الانترنيت.


4 _ إصدار مجلّة شهرية تخصّصية باسم
«الانتظار».


5 _ العمل في المجال الإعلامي بكل ما
نتمكّن عليه من وسائل مرئية ومسموعة، بما
فيها


شبكة الانترنت العالمية من خلال الصفحة
الخاصّة بالمركز.


6 _ نشر كل ما من شأنه توثيق الارتباط بين
الأجيال الجديدة وإمامهم المنتظر عليه


السلام، وذلك من خلال القصص والكتب التي
تتناسب مع أعمارهم.


7 _ الاهتمام بنشر التراث المختص بالإمام
المهدي عجل الله فرجه الشريف، ضمن «سلسلة


التراث المهدوي».


وها نحن عزيزي القارئ الكريم نضع بين يديك
هذا الكتاب الذي يحمل بين طياته


المحاضرات الفكرية المختصّة بالإمام
المنتظر عجل الله فرجه، بعد جمعها
وإعدادها، ثم


تحقيقها وإستخراج المصادر والمنابع التي
اعتمد عليها المحاضرون بالمقدار الذي


نتمكّن عليه، بالصورة التي توثّق
المعلومات الواردة فيها، ثم مراجعتها
وإخراجها


بهذه الحلّة التي نسأل الباري عز وجل أن
يجعلها محط قبولكم ورضاكم، وأن يجعل هذا


العمل مرضياً عند إمام زماننا الذي يعيش
بين أظهرنا ويتفقد أحوالنا ويعلم بكل


سرائرنا.


إنه نعم المولى ونعم المجيب.


الهوامش


(1)- العنكبوت (29): 2.


(2)- الكافي: 1/ 376 الباب الأول _ الحديث 1 _ 4،
المحاسن للبرقي: 1/ 92 الحديث 46،


إكمال الدين وإتمام النعمة: 409 الحديث 9،
الإيضاح لابن شاذان: 75، مجمع الزوائد:


5/ 224، مسند أبي داوود: 259، كنز العمال: 1/ 203
الحديث 464، وفي صحيح مسلم: 6/ 22


والسنن الكبرى للبيهقي: 8/ 156 بلفظ (من مات
وليس في عنقه بيعة مات ميتة


جاهلية)....


شكر وتقديرشكر وتقدير


يتقدم المركز بالشكر الجزيل لكل من ساهم
في إعداد هذه السلسلة تحت عنوان محاضرات


حول المهدي عجل الله فرجه ونخصّ بالذكر
كلاً من:


1 _ لجنة التحقيق، المؤلفة من: سماحة الشيخ
رعد الجميلي، وسماحة الشيخ أحمد


الساعدي، والأخ الفاضل علاء عبد النبي.


2 _ قسم الحاسوب الآلي لجهودهم الكبيرة في
إنجاز هذا العمل، ونخص بالذكر مسؤول


القسم الأخ الفاضل ياسر الصالحي.


سائلين المولى القدير جلّ وعلا أن يجعل
هذا العمل وجميع الأعمال محطّ قبوله، وأن


يأخذ بأيدي الجميع لما فيه الصلاح
والموفقية والسؤدد.


والحمد لله ربّ العالمين


السيد محمد القبانجي


مركز الدراسات التخصّصية


في الإمام المهدي عليه السلام


النجف الأشرف


المدخلبسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين فاطر السماوات
والأرضين، والصلاة والسلام على أحب خلقه
وسيد


رسله سيد الأنبياء والمرسلين وخاتم
السفراء المقربين حبيب قلوبنا وطبيب
نفوسنا أبي


القاسم محمد، وعلى آله الطيبين الطاهرين
المعصومين المنتجبين الغر الميامين،
لاسيما


بقية الله في الأرضين سيدنا ومولانا
الحجة بن الحسن المهدي أرواحنا فداه.


واللعنة الدائمة على أعدائهم وظالميهم
وقاتليهم ومنكري فضائلهم ومناقبهم وجاحدي


حقوقهم قاطبة من الجن والأنس إلى يوم
الدين.. آمين رب العالمين.


المدخل


يسعدني ويشرفني أن أبدأ بالبحث حول ناموس
الدهر وإمام العصر الحجة بن الحسن المهدي


أروحنا فداه.


الاعتقاد بالإمام المهدي عجل الله فرجه
مما لا ينفك عن العقائد، وخصوصاً عن


الاعتقاد بالإمامة التي هي من العقائد
الأصولية والمباحث الأصلية في باب


الاعتقادات، لذلك يستدعي أن نلفت الأنظار
لتقوية الإيمان، ولتقوية روح ولاية أهل


البيت سلام الله عليهم أجمعين في ما
يمكننا من البحث حول هذه الشخصية النورية
سلام


الله عليه.


والمأمول أن يوفقنا الله تعالى في هذه
الليالي الخمس _ إن شاء الله _ لبيان هذه


العناوين التي اخترناها ونسأل الله
التوفيق.


أولاً: في إثبات وجود الإمام المهدي
أرواحنا فداه، والدليل على ذلك.


ثانياً: البحث في موضوع غيبة الإمام
أرواحنا فداه، والحكمة فيها.


ثالثاً: في موضوع عمره المبارك، وتحليل
طول العمر.


رابعاً: البحث في سفرائه الكرام والتشرف
بخدمته، ووظائفنا في غيبته.


خامساً: في ظهوره الميمون، وقيامه
المبارك.


نسأل الله بقدر ما يسمح لنا التوفيق
والوقت أن نتمكن من أداء جزءٍ مما يجب
علينا


ويفرض.


المحاضرة الأولىالمحاضرة الأولى


وجود الإمام المهدي عجل الله فرجه


البحث الأوّل


وجود الإمام المهدي عليه السلام والدليل
عليه


نبحث هنا الدليل على الإمام المهدي، أي
الاستدلال على وجوده وولادته وبقائه إلى
أن


يملأ الله الأرض به قسطاً وعدلاً:


أوّلاً: الكتاب والسنة القطعية
المتواترة، ومن بشارات الكتب المقدّسة
السابقة على


القرآن.


ثانياً: من جهة الإخبارات المتواترة على
ولادة الإمام عليه السلام، وهي شهادات


مقبولة بحيث لا تقبل الإنكار.


ثالثاً: من جهة شهود العيان في المراحل
الثلاث من مراحل حياة الإمام عليه السلام،


وأعني بها في زمان العسكري أبيه أرواحنا
فداه، وفي عهد الغيبة الصغرى، وفي زمان


الغيبة الكبرى.


في جميع هذه الأدوار والمراحل شاهدوه
عياناً، وأخبرنا به الثقات وجداناً.


وهل يحتاج العيان إلى بيان، إذ شهد
بمشاهدته وتشرف بخدمته الثقات والأعيان
وممن لا


يشك في صدقهم وعدالتهم، فكيف يمكن
إنكاره؟


وغرضنا من هذه الجهة هو نفس الاعتقاد
بالإمام المهدي عجل الله فرجه ثم دفع بعض


الشبهات التي ألقاها بعض المنحرفين، هذه
الأدلة نبينها بخدمتكم.


والظاهر أنها متفق عليها بين الفريقين _
العامة والخاصّة _ بلا شك، وسنقرأ نصوص


كلماتهم.


لكن بعض المنحرفين للأسف شككوا في ذلك،
وألقوا بعض الشبهات حتى أنكروا الوجود
بشكل


فظيع لا يمكن أن يقبل، وينافي الصدق
والحقيقة.


نلاحظ بعض العبارات التي بينوها في كتبهم
_ الكتب مسجلة مع عناوينها كاملة حتى


صفحاتها _ قال بعضهم: «المهدي أسطورة لا
دليل عليها في الكتاب الكريم ولا في كتب


السنة». وقال آخر منهم: «نحن لا نعتقد
بولادة غائبهم الموهوم ونجزم أن الحسن


العسكري لم يتزوج ولم يولد له ولد».(1) وقال
ثالث منهم في تعبيره: «إنما نهدف إلى


القول أن شخصاً باسم محمد بن الحسن
العسكري لم يولد ولم يوجد».

/ 66