فقه علائم الظهور نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

فقه علائم الظهور - نسخه متنی

محمد السند

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


Untitled \n


فقه علائم الظهور


بقلم


سماحة الشيخ محمد السند


مقدمة المركز


الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام
على خير خلقه محمد وآله الطاهرين.


الحديث عن العقيدة المهدوية ومعطياتها
وآثارها على المستوى الفردي والاجتماعي
حديث يضم بين طياته الكثير من الابعاد
المعرفية والعقدية والنفسية والروحية لدى
الجنس البشري بجميع أطيافه، باعتباره يمثل
عصارة طموح البشرية ومنتهى أمل الانسانية
على هذه الأرض، إذ هو ليس سرداً تاريخياً
لا يمت إلى الواقع الإنساني ـ بحاضره
ومستقبله ـ بصلة، وليس هو مجرد ترف فكري لا
علاقة له بوجدان الامة وتطلعاتها، ولا هو
حديث عن الخيال العلمي في عالم المستقبل،
فقد أثبتت المطالعات المعرفية والاحصاءات
الميدانية العد التصاعدي لتجذر العقيدة
المهدوية والايمان بها في ضمير الامة
والوجدان الاممي لها بمقدار تزايد المحن
والصعوبات التي واجهتها وتواجهها البشرية
في العصور الماضية وعصرنا الراهن، وهذا ما
يعبر عنه في الأدبيات التراثية بمبشرات
الظهور الأصغر حيث أصبحت الأمة أشدّ
انجذاباً إلى ذلك التغيير العالمي
وانقلبت من أمة قابلة ـ إن لم نقل رافضة ـ
للتحول الذي سوف يحصل في المستقبل إلى أمة
فاعلة، وهذا التحول بحد ذاته يمثل خطوة
عظيمة انجزتها عقيدة الانتظار لبناء جسور
الارتباط مع عصر النهضة العالمية.


وبالرغم من الجهود المتظافرة لابناء
الامة بعلمائها ومثقفيها من خلال أقلامهم
الشريفة ومنابرهم القيمة، وتجارها
بانفاقهم وتبرعاتهم في هذا المجال
والشريحة العامة من اتباع الطائفة الحقة
بتفاعلها والتزامها فكراً وعملاً بهذه
العقيدة.


أقول بالرغم من كل هذه الجهود والمساعي
لبناء صرح العقيدة واستيعاب مفرداتها إلا
أنه مازالت هناك جوانب لم تسلط عليها
الاضواء بالشكل الكافي وبصورة مستقلة مع
ارتباطها الصميمي بالعقيدة المهدوية، بل
تعتبر من الاجزاء المقومة لمفهوم وعقيدة
الانتظار ومن هذه البحوث التي سعى مركز
الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عليه
السلام) إلى تناولها بشكل مستقل وتسليط
الأضواء عليها هو البحث عن الشخصيات ذات
الدور الفاعل في عصر الظهور والتي تلقي
بظلالها على الحركة العالمية المظفرة
بقائدها العالمي الحجة بن الحسن عجل الله
فرجه سواء كانت هذه الآثار والتداعيات على
المستوى الايجابي لحركة الإمام (عليه
السلام) أو الجانب السلبي، وبعبارة أخرى
سواء كانت هذه الشخصيات ـ ومن وراءها
الحركات التي تمثلها ـ داعمة ومؤيدة
للإمام (عليه السلام) والسائرة في ركابه
وتحت إمرته أو التي لها موقف آخر وفي
الجانب الثاني لحركة الإمام، أي انها
تعتبر من المعوقات للنهضة العالمية
المنتظرة.


ويمثل الجانب والمحور الأول شخصيات مثل
اليماني والخراساني والحسني كما يتشخص
الطرف الآخر بنماذج مثل الدجال والسفياني
وآخرين، إذن لابد من التعمق في دراسة هذه
الشخصيات ومشخصاتها ومعرفة هويتها بصورة
أكثر تفصيلاً لما قلنا من أن لها الدور
المهم في عصر الظهور أولاً مضافاً إلى سدّ
المنافذ أمام من ينتحل أحد هذه الشخصيات
طلباً لحطام الدنيا وركضاً وراء الاهواء.


ومن هنا جاءت هذه الدراسة لسماحة العلامة
الشيخ محمد السند دامت بركاته لبيان
الرؤية العامة وإعطاء الضابطة الكلية
لمثل هذه الشخصيات وتمييز المحق من المبطل
الذي يتصيد بالماء العكر.


وذلك من خلال بحث أصيل يعتمد على الأسس
العلمية والقواعد السندية في فقه الحديث
ودرايته.


وإذ يتقدم المركز بالشكر الجزيل للمجهود
العلمي القيم الذي بذله سماحة المؤلف فان
من دواعي سروره واعتزازه أن يقدم للقراء
وللمكتبة العقائدية الاسلامية هذا الكتاب
ضمن سلسلة «شخصيات عصر الظهور» ليكون
بمثابة الاساس العلمي والمقدمة الكلية
المعتمدة لدى دراستنا لتلك الشخصيات في
إطارها العام ليسهل بعد ذلك تناول كل
مفردة بحدِّ ذاتها ودراستها بصورة منفصلة
وبشكل مستقل مع الأخذ بنظر الاعتبار هذه
المقدمة في كل من هذه الشخصيات.


ومن الله التوفيق


السيد محمد القبانجي


المدخل


تطرح في الآونة الأخيرة تساؤلات حول
موقعيّة شخصيّات الظهور، حيث ينتحل
أدعياء ـ بين الفينة والاُخرى ـ أسمائهم،
فهل لتلك الشخصيات _ وهي نجوم سنة الظهور _
صفة رسميّة من قِبل الإمام المنتظر عجل
الله فرجه، كأن يكونوا نوّاباً خاصّين له
وسفراء للناحية، أو غير ذلك من السمات
التي لها طابع الحجّية والتمثيل
القانوني، مع أنّه قد قامت الضرورة في
روايات أهل البيت عليهم السلام على نفي
النيابة الخاصّة والسفارة في الغيبة
الكبرى للإمام المهدي عجل الله فرجه،
وكذلك في تسالم وإجماع علماء الإماميّة.


وهذه النجوم لمسرح سنة الظهور ممّا قد
جاءت أسماؤهم في روايات علامات الظهور،
مثل: اليماني، والخراساني (الحسني)، وشعيب
الصالح، والنفس الزكيّة، وغيرهم، وذكرت
لهم ملاحمممهّدة في نفس سنة الظهور، فهل
يستفاد منها أي صفة معتبرة نافذة، أم أنّ
النعوت الواردة فيهم لا يستفاد منها أكثر
من مديح عام من دون أن يصل إلى درجة
الحجّية الرسميّة؟ وقبل الخوض في دلالة
الروايات الواردة في شأنهم نتعرّض
إلى:لمحة إجماليةفي أدلة انقطاع النيابة
الخاصّة في الغيبة الكبرىواستمرار
الانقطاع حتّى الصيحة والسفياني.


لمحة إجمالية


في أدلة انقطاع النيابة الخاصّة في
الغيبة الكبرى


واستمرار الانقطاع حتّى الصيحة
والسفياني


وقد بسط علماء الإماميّة الحديث عن
الانقطاع مطوّلاً في الكتب المؤلّفة في
غيبته عجل الله فرجه من الجيل المعاصر
للأئمّة السابقين عليهم السلام مروراً
بالذين عاصروا غيبته الصغرى، والتقوا
بالنوّاب الأربعة، كالكليني وعليّ بن
بابويه وسعد بن عبد الله الأشعري
والنوبختي وغيرهم إلى الجيل الأوّل من
الغيبة الكبرى، كالصدوق وابن قولويه
والنعماني ومحمّد بن الحسن الخزّاز
وغيرهم، ثمّ المفيد والمرتضى والطوسي
والكراجكي، وتتابع طبقات العلماء في
كتبهم الكلاميّة والحديثيّة الروائيّة،
وقد أودعوا في ذلك من طوائف الروايات
المرويّة عن رسول الله صلى الله عليه
وآله، وعن أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى
بقيّة الأئمّة المعصومين عليهم السلام.


ونشير إلى جملة من تلك الأدلّة:


الدليل الأوّل:


التوقيع المبارك الصادر من الناحية
المقدّسة منه عجل الله فرجه على يد النائب
الرابع عليّ بن محمّد السمري قبل وفاة
النائب بستّة أيام: "يا عليّ بن محمّد
السمري، اسمع! أعظم الله أجر إخوانك فيك،
فإنّك ميّت ما بينك وبين ستّة أيّام،
فاجمع أمرك، ولا توص إلى أحد يقوم مقامك
بعد وفاتك، فقد وقعت الغيبة التامّة، فلا
ظهور إلاّ بعد إذن الله تعالى ذكره، وذلك
بعد طول الأمد، وقسوة القلوب، وامتلاء
الأرض جوراً، وسيأتي من شيعتي من يدّعي
المشاهدة، ألا فمن ادّعى المشاهدة قبل
خروج السفياني والصيحة فهو كذّاب مفتر،
ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله العليّ
العظيم"، قال: فنسخنا هذا التوقيع وخرجنا
من عنده، فلمّا كان اليوم السادس عدنا
إليه وهو يجود بنفسه، فقيل له: مَن وصيّك
من بعدك؟ فقال: لله أمر هو بالغه وقضى،
فهذا آخر كلام سمع منه رضي الله عنه
وأرضاه.


وقد روى التوقيع كلّ من الصدوق في إكمال
الدين(1) والطوسي في الغيبة(2)، والنعماني
في كتابه الغيبة(3)، والطبرسي في
الاحتجاج(4)، والراوندي في الخرائج
والجرائح(5) رواه عن الصدوق أيضاً.


وقد رواه الشيخ الطوسي، قال: أخبرنا جماعة
ـ يعني جماعة مشايخه ـ عن أبي جعفر محمّد بن
عليّ بن الحسين بن بابويه: (الصدوق)، قال:
حدّثني أبو محمّد الحسن بن أحمد المكتب.


وقد رواه الصدوق في إكمال الدين عن أبي
محمّد الحسن بن أحمد المكتب، وهو من مشايخ
الصدوق، وقد ترحّم عليه في كتابه إكمال
الدين، هذا وقد ذكر الشيخ الطوسي في
(الغيبة) ـ عند تعرّضه لترجمة وبيان حال
النوّاب والنائب الرابع (السمري) ـ خمس
روايات لانقطاع السفارة بخمسة طرق منها:
قوله: وأخبرني محمّد بن محمّد بن النعمان
(المفيد)، والحسين بن عبيد الله
(الغضائري)، عن أبي عبد الله محمّد بن أحمد
الصفواني (شيخ الطائفة تلميذ الكليني)
ومعاصر للنائب الرابع، وذكر حضور الشيعة
عند النائب الرابع، وأنّه لم يوص إلى أحد
بعده. وهذا الطريق صحيح أعلائي، بل هو قطعي
الصدور.


ودلالة التوقيع الشريف على الانقطاع في
موضعين:


الموضع الأوّل: قوله عجل الله فرجه: "فاجمع
أمرك، ولا توص إلى أحد يقوم مقامك بعد
وفاتك، فقد وقعت الغيبة التامّة، فلا ظهور
إلاّ بعد إذن الله تعالى ذكره" فنهاه عن
الوصيّة إلى أحد بعده، فلا يقوم أحد مقام
النائب الرابع، وكذلك قوله عجل الله فرجه،
فقد وقعت الغيبة التامّة دلالة على أنّ
فترة النوّاب الأربعة لم تكن غيبة تامّة،
وإنّما هي صغرى لا تامّة كبرى، حيث إنّ
النوّاب الأربعة كانوا حلقة وصل بينه وبين
شيعته، ممّا يدلّ على أنّ معنى الغيبة
التامّة، وهي الكبرى التي وقعت بعد
الصغرى، هي أن ينقطع فيها مقام النيابة
الخاصّة، وأنها ممتدّة، فلا ظهور حتّى
الصيحة وخروج السفياني.


الموضع الثاني: قوله عجل الله فرجه: "سيأتي
من شيعتي مَن يدّعي المشاهدة، ألا فمن
ادّعى المشاهدة قبل خروج السفياني
والصيحة فهو كذّاب مفتر"، والظاهر من
ادّعاء المشاهدة هو السفارة والنيابة
بقرينة السياق والصدور على يد النائب
الرابع، حيث أمره بعدم الوصيّة لأحد أن
يقوم مقامه في النيابة، ولا سيّما وأنّ
ادّعاء ذلك هو وسيلة لأجل ادّعاء الوساطة
بين الإمام عجل الله فرجه والناس،
والتحايل على الآخرين بإمكانه القيام
بحلقة وصل بين الإمام وبينهم، وهو معنى
السفارة والنيابة الخاصّة.


ثمّ إنّ صريح هذا التوقيع الشريف الذي
تطابقت عليه الطائفة أنّ انقطاع النيابة
الخاصة والسفارة يمتدّ إلى الصيحة من
السماء بصوت جبرئيل التي هي من علامات
الظهور الحتميّة الواقعة في نفس سنة
الظهور، وهي: "ألا إنّ الحقّ في عليّ
وشيعته، ثمّ ينادي إبليس في آخر النهار:
ألا إنّ الحقّ في عثمان وشيعته، فعند ذلك
يرتاب المبطلون"، كما جاء في الروايات
عنهم عليهم السلام(6)، وفي بعضها أنّ
النداء هو في شهر رمضان، وفي بعض
الروايات(7) أنّه في رجب، والظاهر أنّها
نداءآت متعدّدة بمضامين متعدّدة.


ومقتضى دلالة هذا التوقيع الشريف هو نفي
النيابة الخاصّة والسفارة إلى حدّ سماع
الصيحة من السماء في سنة الظهور، وأي
مدّعٍ للنيابة والاتّصال والارتباط مع
الحجّة عجل الله فرجه قبل الصيحة فهو
كذّاب ومفتر أيّاً كان هذا المدّعي، ولو
تقمّص بأي اسم وعنوان، سواء ادّعى أنّه
سيظهر من اليمن أو من خراسان أو من غيرهما.


وكذلك وقّت الحدّ والأمد مضافاً إلى
الصيحة إلى خروج السفياني، والمراد من
خروجه ليس مجرّد وجوده، بل قيام السفياني
بتأسيس دولته في الشام، وخوضه في الحروب
لتوسعة دولته.


الدليل الثاني:


الروايات المتواترة التي رواها الصدوق في
إكمال الدين، والطوسي في الغيبة،
والنعماني في الغيبة، والكليني في
الكافي، والتي مفادها وقوع غيبتين للإمام
عجل الله فرجه، وهذه الروايات قد رويت عن
الرسول صلى الله عليه وآله، وعن أمير
المؤمنين (عليه السلام)، وعن بقيّة
الأئمّة عليهم السلام. فقد روى الشيخ
الطوسي بسنده عن أبي عبد الله (عليه
السلام) ـ في حديث ـ : "أما أنّ لصاحب هذا
الأمر فيه غيبتين: واحدة قصيرة، والاُخرى
طويلة".

/ 61