سجود نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

سجود - نسخه متنی

مركز الرساله

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


( 5 )


بسم الله الرحمن الرحيم


مقدمة المركز


الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاة
والسلام على أشرف مبعوث للعالمين، نبينا
محمد المصطفى وآله الطيّبين الطاهرين،
ومن أخلص من الصحابة والتابعين لهم
بإحسانٍ إلى يوم الدين. وبعد:


إنّ أساليب علاقة الاِنسان بخالقه تعالى
تتسع باتساع الحياة وطرق التعامل معها في
شؤونها المختلفة، وليست هي موقوفة على
اسلوب واحد أو نمط واحد، قال تعالى: ( يا
أيُّها الاِنسان إنّك كادحٌ إلى ربك كدحاً
فملاقيه )، فللاِنسان في مسيرة حياته
بطولها خطوط وصل بينه وبين الله تعالى لا
يحول دونها شيء إلاّ إرادة الاِنسان نفسه
في تقطيعها أو تهميشها، ذلك الذي سيجر إلى
نفسه الشقاء بمحض إرادته.. فما زال
الاِنسان يشق طريق حياته من خلال معرفته
بالله تعالى وتحري سبل رضاه متمثلاً قوله
تعالى: ( وما لاَحدٍ عنده من نعمةٍ تجزى
إلاّ ابتغاء وجه ربه الاَعلى ) فهو على
سبيل النجاة.. إذ هو ماضٍ مع كلمة الله
تعالى في خلقه: ( وما خلقت الجن والاِنس
إلاّ ليعبدون ). وتلك هي العبادة في
مفهومها الواسع الذي لاتخرج عن إطاره
صغيرة ولا كبيرة في طريق الكدح الاِنساني
الطويل. وهكذا تكون حياة الاِنسان عامرة
بالعبادة فهو على صلة بالله تعالى لا
تنقطع.


غير أنّ الاِنسان أحوج ما يكون إلى أنماطٍ
من الصلة بالله تعالى تكون فيها الروح هي
الحاضرة بالدرجة الاُولى، بعيداً عن
معترك الحياة وشؤونها. فالروح تسمو في
أجوائها الخاصة بها، وتتألق حيث تتراجع
مصالح الجسد العاجلة ومشتهياته.


من هنا كانت العبادات الخاصة التي
أوجبتها الشريعة السمحة بمثابة الفرص
النموذجية لتألق الروح وتساميها
وتكاملها، لاستجماع البصيرة وشحذها بمزيد
من الطاقة اللازمة لدفعات الحياة اللاحقة..
ناهيك عما تتفرد


/ 102