حقوق الاجتماعیة فی الإسلام نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

حقوق الاجتماعیة فی الإسلام - نسخه متنی

مرکز الرسالة

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


( 6 )


ولربما أوجز خاتم الاَنبياء صلى الله
عليه وآله وسلم دعوته في بعض جوانبها
بقوله الشريف : « إنّما بعثتُ لاُتمم مكارم
الاَخلاق » وفي نص مماثل : « إنّما بعثتُ
لاُتمم صالح الاَخلاق» .


واذا كان النظام الاخلاقي ذا بعدين ، فقد
عني الاِسلام برعايتهما معاً وبالدرجة
نفسها دون ترجيح لاحدهما على الآخر ، فكما
عني بصلاح الفرد ووضع له نظامه الذي يصونه
، فقد عني بصلاح المجتمع ووضع له النظم
والضوابط التي تحفظه وتصونه ، ومن تلك
النظم والضوابط ما تمثله التعاليم التي
تهدف إلى تنمية الروح الاجتماعية لدى
الاَفراد ، ابتداءً بالتربية التي
توفّرها صلاة الجماعة والجمعة ومواسم
الاعياد الاِسلامية وموسم الحجّ وصلة
الاَرحام وعيادة المرضى والدعاء للمؤمنين
سراً وعلانية وأداء التحية وردّها
وانتهاءً بقوانين التكافل الاجتماعي التي
لا تقف عند حدود الزكاة والصدقات بل تتعدى
إلى الايثار والتضحية في سبيل المجتمع
المؤمن .


وفوق ذلك تميّز عمق النظام الاخلاقي في
الاِسلام بالتأكيد في تعاليم متعددة على
أنّ صلاح أحد العنصرين ـ الفرد والمجتمع ـ
ليس فقط مكملاً لصلاح الآخر ، بل قد يكون
وقفاً عليه تماماً .


ومن هذه الاَهمية التي يمثلها النظام
الاخلاقي في الاِسلام فقد جعل مركز
الرسالة للبحوث المعنية في التعريف بهذا
النظام حظّها المناسب في سلسلة اصداراته
الموسومة بسلسلة المعارف الاِسلامية ،
وهو في اصداره هذا يقدم لقرائه واحداً من
الاسهامات الموفقة في تجلية ركن من أركان
النظام الاخلاقي ، وهو «الرفق» .


ذلك الخُلق الذي وصفه الحديث الشريف
بأنّه : « لو كان خَلقاً يرى ما كان مما خلق
الله شيء أحسن منه » وإنه : « لم يوضع على
شيء إلاّ زانه ، ولا نُزع من شيء إلاّ شانه
» ، لنستفيء في ظلّه ساعة ، متنسمين عطر
الآي العظيم وحديث النبي الكريم صلى الله
عليه وآله وسلم وأهل بيته الطاهرين عليهم
السلام ومقتبسين شذرات من سير الاُسوة
الحسنة ، علّها تكون لنا معالم هدى إلى
الخلق الكريم .


والحمدُ لله أولاً وآخراً


مركز الرسالة


/ 58