فصل في معرفة النفس - کیمیاء السعادة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

کیمیاء السعادة - نسخه متنی

ابوحامد محمد بن محمد الغزالی الطوسی‏

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید



بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله الذي أصعد قوالب الأصفياءبالمجاهدة، وأسعد قلوب الأولياءبالمشاهدة، وحلى ألسنة المؤمنين بالذكر،وجلى خواطر العارفين بالفكر، وحرس سوادالعباد عن الفساد، وحبس مراد الزهاد علىالسداد، وخلص أشباح المتقين من ظلمالشهوات، وصفى أرواح الموقنين عن ظلمالشبهات، وقبل أعمال الأخيار بأداءالصلوات، وأيد خصال الأحرار بإسداءالصلات.


أحمده حمد من رأى آيات قدرته وقوته، وشاهدالشواهد من فردانيته ووحدانيته، وطرقطوارق سره وبره، وقطف ثمار معرفته من شجرمجده وجوده، وأشكره شكر من اخترق واغترفمن نهر فضله وإفضاله، وأومن به إيمان منآمن بكتابه وخطابه، وأنبيائه وأصفيائه،ووعده ووعيده، وثوابه وعقابه.. وأشهد أن لاإله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنمحمداً عبده ورسوله: بعثه لأصلاب الفسقةوالفجرة قاسماً، ولعرى الجاحدينوالمارقين فاصماً، ولباغي الشك والشركقاهراً، ولأتباع الحق والإحسان ناصراً؛فصلوات الله عليه، وعلى آله، وأصحابهأجمعين.


فصل في معرفة النفس

اعلم أن مفتاح معرفة الله تعالى هو معرفةالنفس، كما قال سبحانه وتعالى: (سَنُريهِمآياتِنا في الآفاقِ وَفي أَنفُسِهِمحَتّى يَتَبَيَّنَ لَهُم أَنَّهُالحَقُّ).


وقال النبي صلّى الله عليه وسلّم: (من عرفنفسه فقد عرف ربه). وليس شيء أقرب إليك مننفسك، فإذا لم تعرف نفسك، فكيف تعرف ربك؟فإن قلت: إني أعرف نفسي! فإنما تعرف الجسمالظاهر، الذي هو اليد والرجل والرأسوالجثة، ولا تعرف ما في باطنك من الأمرالذي به إذا غضبت طلبت الخصومة، وإذااشتهيت طلبت النكاح، وإذا جعت طلبت الأكل،وإذا عطشت طلبت الشرب.


والدواب تشاركك في هذه الأمور.


فالواجب عليك أن تعرف نفسك بالحقيقة؛ حتىتدرك أي شيء أنت، ومن أين جئت إلى هذاالمكان، ولأي شيء خلقت، وبأي شيء سعادتك،وبأي شيء شقاؤك.


وقد جمعت في باطنك صفات: منها صفاتالبهائم، ومنها صفات السباع، ومنها صفاتالشياطين، ومنها صفات الملائكة، فالروححقيقة جوهرك وغيرها غريب منك، وعاريةعندك.


فالواجب عليك أن تعرف هذا، وتعرف أن لكلواحد من هؤلاء غذاء وسعادة.


فإن سعادة البهائم في الأكل، والشرب،والنوم، والنكاح، فإن كنت منهم فاجتهد فيأعمال الجوف والفرج.


وسعادة السباع في الضرب، والفتك.


وسعادة الشياطين في المكر، والشر،والحيل. فإن كنت منهم فاشتغل باشتغالهم.


وسعادة الملائكة في مشاهدة جمال الحضرةالربوبية، وليس للغضب والشهوة إليهم طريق.فإن كنت من جوهر الملائكة، فاجتهد فيمعرفة أصلك؛ حتى تعرف الطريق إلى الحضرةالإلهية، وتبلغ إلى مشاهدة الجلالوالجمال، وتخلص نفسك من قيد الشهوةوالغضب، وتعلم أن هذه الصفات لأي شيء ركبتفيك؛ فما خلقها الله تعالى لتكون أسيرها،ولكن خلقها حتى تكون أسرك، وتسخرها للسفرالذي قدامك، وتجعل إحداها مركبك، والأخرىسلاحك؛ حتى تصيد بها سعادتك. فإذا بلغتغرضك فقاوم بها تحت قدميك، وارجع إلى مكانسعادتك. وذلك المكان قرار خواص الحضرةالإلهية، وقرار العوام درجات الجنة.


فتحتاج إلى معرفة هذه المعاني؛ حتى تعرفمن نفسك شيئاً قليلاً؛ فكل من لم يعرف هذهالمعاني فنصيبه من القشور؛ لأن الحق يكونعنه محجوباً.


فصل كيف تعرف نفسك؟

إذا شئت أن تعرف نفسك، فاعلم أنك من شيئين:الأول: هذا القلب، والثاني: يسمى النفسوالروح.


والنفس هو القلب الذي تعرفه بعين الباطن،وحقيقتك الباطن؛ لأن الجسد أول وهو الآخر،والنفس آخر وهو الأول. ويسمى قلباً.


وليس القلب هذه القطعة اللحمية التي فيالصدر من الجانب الأيسر؛ لأنه يكون فيالدواب والموتى. وكل شيء تبصره بعينالظاهر فهو من هذا العالم الذي يسمى عالمالشهادة.


وأما حقيقة القلب، فليس من هذا العالم،لكنه من عالم الغيب؛ فهو في هذا العالمغريب، وتلك القطعة اللحمية مركبة، وكلأعضاء الجسد عساكره وهو الملك، ومعرفةالله ومشاهدة جمال الحضرة صفاته،والتكليف عليه، والخطاب معه، وله الثواب،وعليه العقاب، والسعادة والشقاء تلحقانه،والروح الحيواني في كل شيء تبعه ومعه.


/ 7