بحث في الأصول الاربعمائة* - بحث فی الأصول الاربعمائة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

بحث فی الأصول الاربعمائة - نسخه متنی

کامران ایزدی مبارکه

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید












بحث في الأصول الاربعمائة*


كامران ايزدي مباركه

مقدمة
الفريق الأول من المحدّثين و فقهاء الإمامية، بعد الأئمة (ع)، هم أصحابهم وتابعوهم. ونقصد بالتابعين الذين عايشوا أئمة الهدي (ع) أو كانوا معاصرين لهم، ولكنهم لم ينالوا شرف صحبتهم، فسمعوا أحاديثهم من ألسنة ثقاة آخرين وعملوا بها.وقد اتسم هذا الفريق بسمة القيادة واعتبروا من واضعي أسس فقه الإمامية، إذ يمكن القول بأن الدورة الكاملة والجامعة لفقه الامامية وحديثهم قد بنيت علي ما قام به هؤلاء من الجهد العلمي الحثيث.



لقد كان من أهم الخدمات العلمية التي قدمها هؤلاء هو وضع «الأصول»، وذلك لأن معظم افراد هذا الفريق كانوا من أصحاب الأئمة (ع)، وكان كل واحد منهم المرجع الشيعي للناس في منطقة سكناه. فإذا ما صادفته مسألة جديدة شد رحاله بنفسه لمقابلة الإمام (ع) أو أصحابه الموثوق بهم. و كانوا يسجلون أحاديث المعصومين (ع) في أوراقهم و مكتوباتهم.



لم تكن هذه المدونات الروائية تخضع لتبويب أو ترتيب معين، فإذا واجه أصحابها سؤالاً أو اسئلة عن أمور فقهية أو عما يتعلق بالأئمة المعصومين من حيث أخلاقهم وآدابهم و تواريخ ولادتهم ووفياتهم و مناقبهم و فضائلهم وأمثال ذلك، كانوا يسمعون إجابات أسئلتهم مباشرة من الأئمة (ع) أو من أصحابهم، ثم يدونونها في أوراقهم، فتألّف من هذه الكتابات نحو 400 مجموعة روائية اشتهرت فيما بعد باسم «الأصول الأربعمائة1».



إن الذين يحصرون فترة تدوين الأصول بزمان الإمام الصادق (ع) علي أيدي تلامذته، يقولون عن «الأصول الأربعمائة»: «لقد وصل نشاط الشيعة الثقافي إلي أوجه علي عهد الإمام الصادق (ع)، وذلك لأن انتقال السلطة من الحكم الأموي إلي الحكم العباسي أوجد فرصة من التراخي في الضغط السياسي علي الشيعة علي وجه العموم. في مثل تلك الفرصة المناسبة أقبل أهل العلم والمعرفة إقبالاً شديداً علي مدرسة الإمام الصادق (ع) حتي وصل عدد طلابه والرواة عنه 4000 شخص. وقد قام عدد كبير من هؤلاء بتدوين الروايات التي سمعوها منه حول مواضيع شتي، كالفقه،والتفسير، والعقائد و غيرها. وقد أطلق علي هذه الكتابات في تاريخ الشيعة اسم الاصول التي بلغت 400 عدداً.»2


تعريف «الأصل»


بقول الشيخ آقا بزرگ الطهراني [صاحب «الذريعة الي تصانيف الشيعة»]: «تعبير الأصل لا يصدق إلا علي بعض الكتب الروائية، بمثلماأن «الكتاب» اسم يطلق علي جميع كتب الحديث. كثيراً ما يلاحظ في عبارات علماء الرجال قولهم: الراوي الفلاني له كتاب «أصل »، أو أن له «أصلا» وكتاباً وأنه يقول في «الأصل» كذا وكذا، أو أنه صاحب كتاب وأصل وأمثال ذلك.



إن إطلاق «الأصل» علي الكتب الروائية من جانب العلماء ليس ظاهرة حديثة، بل سبق إطلاق اللفظة، استناداً الي معناها اللغوي، علي أمثال هذه الكتب. أي إذا كانت جميع أحاديث كتاب روائي قد سمعها المؤلف من الإمام (ع)، يعتبر هذا الكتاب كتاب «أصل» من بين سائر كتب المؤلف نفسه، لأنه لا يعتمد علي كتابات شخص آخر، ولهذا السبب يقال إن له كتاب «أصل». أما إذا اقتبس كتابٌ كل أحاديثه أو بعضها من كتاب آخر، وإن يكن «أصلا» ومؤلفه سمع تلك الأحاديث من الأمام (ع) مباشرة وأن الامام قد أجازه بروايتها وتدوينها، فإن هذا الكتاب المقتبس لا يعتبر «أصلا» لأن مؤلفه لم يسمع الأحاديث من الإمام مباشرة، بل استنسخها من مدونة أخري، فهو«فرع» منها. وهذا يتفق مع قول المرحوم وحيد البهبهاني: «إن الأصل هو الكتاب الذي جمع فيه مصنفه الأحاديث التي سمعها من المعصوم أو من راويه.»3
فبناء علي ذلك، «الأصل» من بين كتب الحديث هوالكتاب الذي يضم بين دفتيه ما سمعه مؤلفه من المعصوم أو ممن سمعه من المعصوم، لا الكتاب الذي يأخذ من كتاب آخر، إذ في هذه الحالة لا يكون جديراً بإطلاق أسم «الأصل» عليه، بل يكون فرعاً له. وكلام النعماني عن الأصل السليم ـ كما سيأتي4 ـ إشارة الي لزوم سماع الروايات في الأصل. وهكذا يكون أصل كل كتاب هو ما كتبه المؤلف فيه أولاً، و كل ما استنسخ منه يكون فرعاً له، ولذلك يطلق علي المكتوب الأولي اسم النسخة الأصلية، او الأصل5.



في ذلك يقول صاحب «إتقان المقال»: «إن من الأقوال في «الأصل» هو أنه كتاب حديث يضم كلام المعصوم فقط. وثمة قول آخر يقول: الأصل هو الكتاب الذي يحتوي علي الأحاديث المسموعة من المعصوم (ع) دون واسطة.»
في أقوال علماء الرجال ترد عبارات مثل قولهم عن ابراهيم بن مسلم: «إن شيوخنا يعتبرونه من أصحاب الأصول.» أو عن كتاب احمد بن حسين يقولون: «يري بعض من إصحابنا أنه من الأصول». وبشأن كتاب حريز قالوا: «جميع كتبه تعتبر من الأصول» وعن كتاب الحسين بن أبي العلاء قالوا: «له كتاب يعد من الأصول.» وأمثال هذه الأقوال، وهي تدل علي أن الأصل عندهم هو كتاب حديث يعتمد عليه ويعمل به.



وليس ببعيد القول بأن «الأصل» هو الكتاب الذي يتصف بكونه يُعتمد عليه ويضم روايات مسموعة من المعصوم (ع) بدون واسطة، كما يتضح ذلك من كثير من التراجم: «له كتاب يعتمد عليه» أو «للراوي الفلاني كتب عديدة، مثل الحسين بن سعيد وأمثاله.»
بديهي أننا لايمكن أن نقول إن كتاب كل شخص ثقة هو «أصل» وذلك لأننا لا نجد أكثر الرواة المعتمدين والموثوق بهم بين أصحاب «الأصول»، حتي إن بعضهم، مثل زرارة، الذين لا يرقي الشك إلي وثاقتهم وكونهم من أصحاب الإجماع، لا نجدهم بين أصحاب «الأصول». يتبين من هذا القول أن ليس كل كتاب معتمد «أصلاً»6.



/ 9