ام البنین (س) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

ام البنین (س) - نسخه متنی

امیره لطیف

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

« ام البنين »

اميره لطيف - كارمند

المولد و النشاة

من مشرق المجد و الرسالة بزغ في‏ربوع الحجاز و هجيرها المتوقد نور ساطع يشيق جلباب الظلام الحالك، في فبس من النور الالهي المشرق، و لحن ثائر من الحان الوجود، و مثال للقداسة الطاهرة. هنا لك لاحت تباشير السرور و الغبطة على صفحات الوجود، و تدفق تيار الحب العارم في قلوب لاسرة الكلابية الكريمة، فابتهج الاهل و الاقارب بمولد الصبية، حتى طاروا فرحا بهذا الرمز البشري والسر المكنون الذي ازدحمت فيه المعاني الجليلة و الصور الساحرة. هذه الشخصية العظيمة، و القدوة الصالحة في المجتمع لها في كل صورة و وضع قوة اخاذة خلابة، تبهر النفوس و تحير العقول. (ءء1)

ان هذه السيدة الجليلة التي حباها الله و خصها بعناية تامة، استطاعت ان تصمد بكل اقتدار و حزم رغم تحديات الزمن.

روي الشيخ ابو نصر النجارى عن المفصل بن عمر انه قال الصادق‏«عليه السلام‏»: كان عمنا العباس‏«عليه السلام‏» و اخوته عثمان و جعفر و عبدالله امهم ام‏البنين بنت‏حزام بن خالدبن ربيعة - الى ان قال - و قد روي ان اميرالمؤمنين‏«عليه السلام‏» قال لاخيه عقيل - و كان نسابة عالما بانساب العرب و اخبارهم انظر الى امراة و قد ولدتها الفحول من العرب لا تزوجها مثلد لي غلاما فارسا. فقال له: تزوج ام البنين الكلابية فانه ليس في العرب اشجع من آبائها فتزوجها. (2)

فقد تزوج الامام على‏«عليه السلام‏» منها بعد وفاة الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء«عليهاالسلام‏» كما يرى ذلك بعض المؤرخين منهم الطبرى ابن الاثير و ابي الفداء في تاريخه - على ان قسما آخر من ارباب التاريخ قالوا: انه تزوج بام البنين بعد زواجه من امامة بنت زينب بنت رسول الله‏«صلى الله عليه وآله‏» و ذلك وفقا لوصية الزهراء لعلي.

كل هذا حدث بعد وفاة فاطمه لان‏الله سبحانه قد حرم‏النساء على علي‏ما دامت فاطمه‏موجودة. (3)

صفات ام البنين

كانت ام البنين صافيه كسبيكة الذهب. كان ايمانها عميقا مثل البحر. و دافئا كضوء الشمس. فقد كانت من معادن العلم و النور و المعرفة و قد احسن امير المؤمنين علي‏«عليه السلام‏» في اختيارها اما لولده ابي الفضل العباس‏«عليه السلام‏» .

و كانت لها منزلة كبيرة عند الحسن و الحسين و عند زينب العقيلة. و قد زارتها زينب الكبرى بعد وصولها المدينة تقدم لها العزاء بمصرع اولادها الاربعة. كما كانت زينب‏«عليهاالسلام‏» تتعهد زيارة ام البنين في كل فرصة تسنح لها خاصة في المناسبات الدينية مثل ايام الاعياد حيث كانت تقوم زينب بزيارتها مع مجموعة كبيرة من النساء و الفتيات المؤمنات. (4)

و بلغ من عظمتها و معرفتها و تبصرها بمقام اهل البيت انها لما دخلت‏بيت على امير المؤمنين و كان الحسنان مريضين اخذت تلاطف القول معهما. و تلقي اليهما من طيب الكلام ما ياخذ بمجامع القلوب. و ما برحت على ذلك تحسن السيرة معهما و تخضع لهما الكلام كالام الحنون. (5)

و ليس غريبا على امراة مثل ام البنين هذه الشخصية الفذة ان تقوم بهذا الدور في معاملتها للحسن و الحسن سيدي شباب اهل الجنة. فام البنين استضاءت بنور علم الامام علي، و اخذت منه الادب و الاريحية و الوفاء، هذا بالاضافة الى اصالتها و عمق ايمانها و اخلاقها و ناهيك بمن تكون زوجة لبطل الاسلام الخالد، كيف لا تتاثر به. و تلتحق بروحه و اخلاقه و مبادئه.

اخلاص ام البنين

و لذلك يقال انها يوم رجع الناعي ينعى الحسين الى المدينة كانت في طليعة المستقبلين بشر بن حذلم، و هو ينادي برفيع صوته :

يا اهل يثرب لامقام لكم بها قتل الحسين فادمعي مدرارا الجسم منه بكربلاء مضرج و الراس منه على القناة يدار

و لما وقع بصرها على الناعي لم تساله عن العباس، و لا عن اي واحد من ابنائها الذين قتلوا مع اخيهم الحسين، و انما سالته عن الحسين‏«عليه السلام‏» هل هو حي ام لا؟ و علت الدهشة وجه بشر بن حذلم عنه ما عرف ان هذه المراة هي فاطمة بنت‏حزام العامرية، و هي ام البنين بالذات كيف لا تساله عن اولادها؟ وظنها لوقع الصدمة ذهلت عن ابنائها، فراح يعددهم واحدا بعد الآخر، و في كل واحد منهم كان يعزيها ويقول لها:عظم‏الله لك‏الاجر بولدك جعفر.

فتقول: و هل سمعتنى اسالك عن جعفر؟ اخبرني عن ولدي الحسين، اني اسالك عن الحسين.

و لم يلتفت‏بشر الى هذا الموقف و راح يخبرها ببقية اولادها،الى ان وصل الى‏العباس، فما كاد يخبرها بقوله: يا ام البنين عظم الله لك الاجر بولدك ابي الفضل العباس، حتى نظر اليها و قد اعتراها اضطراب شديد في تلك اللحظة التى سمعت فيها بنا مصرع ابي الفضل العباس، بحيث اهتز بدنها حتى سقط الطفل الصغير الذي كانت تحمله على كتفها على الارض و لم تقو على حمله، و لكنها جالدت نفسها، تحاملت و استمرت في الحاحها على بشر; اخبرني عن ولدي الحسين هل هو حي ام لا؟

يقول بشر: وحينما اخبرتها بمقتل الحسين و مصرعه صرخت و نادت: و احسيناه، و احبيب قلباه... يا ولدي يا حسين. نور عيني يا حسين. و قد شاركها الجميع بالبكاء و النحيب و العويل على الحسين، ولم تذكر ابناءها الابعد ان ذكرت الحسين و بكت عليه. (6)

ثم بعد ذلك كانت تخرج الى البقيع و تخط قبورا اربعة لا ولادها و تجلس في‏الشمس تندبهم، و ذلك لتشعل نارا ضد بني امية، و ضد الظالمين الطغاة في كل زمان و مكان. (7) (8)

انه كانت ام البنين ام مؤلاء الاربعه الاخوة القتلى، تخرج الى البقيع فتندب بينهااشجى ندبه و احرقها، فيجتمع الناس اليها يسمعون منها و يبكون لبكائها. و كانت تقول في نعيها لهؤلاء الفتية الذين امنوا بربهم وزادهم الله هدى.

و كانت تخاطب جارية لها :

لا تدعوني ويك ام البنين تذكر ين بليوت العرين كانت‏بنون لي ادعى لهم و اليوم اصبحت ولا من بنين اربعة مثل نسور الربى قد عالجوا الموت بقطع الوتين يا ليت‏شعري، اكما اخبروا بان عباسا قطيع اليمين

و اخلاص ام البنين لا يضاهيه اي اخلاص، لعلي و ذريته، و ان القلم ليعجز عن ادراك هذه الشخصية المحبوبة .

قيل ان ام البنين انت ذات يوم الى امير المؤمنين و قالت له: لي اليك حاجة.

قال لها: قولي ما عندك.

قالت: انا اطلب منك ان تغير اسمي، قالت عندما تناديني فاطمة، ارى الانكسار باديا على وجوه الحسن و الحسين و زينب فانهم يذكرون امهم فاطمة الزهراو يتالمون. فما كان من الامام الا ان غير اسمها و سماها ام البنين .

فى تربية سيدى شباب اهل الجنة

فام البنين استضائت‏بنور علم الامام علي‏عليه السلام و اخذت منه الادب و الوفاء هذا بالاضافة الى اصالتهاو عمق‏ايمانها و اخلاقها.

پى‏نوشتها:

1) العباس، المقرم، ص 133.

2) العباس، المقرم، ص 133.

3) العباس بن على(ع)، عبدالحميد المهاجر،ص 41.

4) العباس، المقرم، ص 133.

5) العباس بن على(ع)، عبدالحميد المهاجر، ص 42.

6) نفس المصدر السابق، ص 43.

7) نفس المصدر السابق، ص 43-47.

/ 1