آثار الحروب الصليبية في جغرافية الصفحات الشرقية الإسلامية - آثار الحروب الصلیبیة فی جغرافیة الصفحات الشرقیة الإسلامیة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

آثار الحروب الصلیبیة فی جغرافیة الصفحات الشرقیة الإسلامیة - نسخه متنی

عبدالله ناصری طاهری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید




آثار الحروب الصليبية في جغرافية الصفحات الشرقية الإسلامية


الدكتورعبد الله ناصري طاهري


عن مجلة «نامه پژوهش» العدد4


تمثل الحروب الصليبية فصلاً مهماً في حياة الشرق والغرب والتصادم بين الإسلام والمسيحية، بصرف النظر عن ارتباطها بأي من الدينين أو المواجهة بين حضارتي الشرق والغرب، الحروب الصليبية لم تعلن بصفتها أول تجربة استعمارية للغرب خارج حدوده، بل كانت استمراراً في السياسات التوسعية التي كان يتبناها حكام الغرب. كانت تلك الحروب، من حيث كونها عاملاً في يقظة أوروبا وانتشالها من ظلام التوحش إلي ساحة التمدن ــ كما يقول برنارد لويس ــ أول حركة غربية نحو بسط سلطتهم. وفيما يتعلق بتأثير الحروب الصليبية في المغرب، فهناك تآليف عديدة للغربيين، وللمسلمين أيضاً في العصر الحديث، ولكن الذي لقي القليل من الاهتمام هو تأثير تلك الحروب الطويلة في البلاد الإسلامية، وعلي الأخص في شرق البحر الأبيض المتوسط. وهذا ما يتناوله الكاتب في هذا المقال.


إن عدم وجود نظرة تحليلية إلي الحروب الصليبية كان واحداً من أهم نقاط الضعف عند المؤرخين المسلمين. إن ما نقرأه في المصادر التاريخية لا يتجاوز وصف الوقائع العسكرية وبعض الأحداث السياسية، من دون أي تحليل أو دراسة للدوافع والآثار.


وقبل الدخول في صلب الموضوع، أي دراسة آثار تلك الحروب في العالم الإسلامي، لابد من الإشارة إلي نقطتين اثنتين :


الأولي هي أولاً ضعف التدوين التاريخي عند المسلمين، وهذا يتضح عند دراسة النصوص التاريخية عن الحروب الصليبية في الإسلام والمسيحية، بعضهم، مثل غابرييل، يشير إلي شعور الاعتقاد بأفضلية المسلمين علي الغرب [غابرييل، 98]، وثانياً عدم عناية المسلمين بالتدوين الموضوعي للتاريخ، وخاصة في تلك الظروف العصيبة، التي كان الاسلام يمر بها. إن الخصومات والمشاجرات الطائفية والمذهبية، وخاصة بين أهل السنة والشيعة الإسماعيلية، كانت تحمل كل طرف علي الاعتقاد بأن الطرف الآخر هو العدو، واضعاً الهجوم الصليبي في المرتبة الثانية بعد ذلك 1.


الثانية أسباب الحرب التي يجب البحث عنها في الغرب، لا شك في أن الدافع الديني كان من أهم الأسباب، كما يتضح في الكلام المعروف الذي جاء علي لسان البابا أوربانوس الثاني في مجمع كلرمون بفرنسا2. كما أن النظرة الإسلامية تري الدافع الديني من أهم الأسباب، وذلك لأن الخصومة بين الإسلام والمسيحية واليهودية كانت منذ القديم لازمة تاريخية لا يمكن تجنبها. يقول الله تعالي في القرآن المجيد:« لَنْ تَرْضي عَنْكَ الَيْهودُ وَلا النَّصاري حَتّي تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ»3 [البقرة / 120].


أعلن رينالد دوشاتيون ، الحاكم الصليبي علي كرك4 ــ المعروف في النصوص العربية باسم أرباط ويعتبر من ألد أعداء المسلمين ــ أن هدفه هو مهاجمة الحجاز وهدم مقابر المدينة والكعبة في مكة [دورانت، ج 4، 799 ].


من مؤرخي الحروب الصليبية الغربيين، المؤرخ المجهول فوشه دوشارتر، و ريمون داجيل، ويليام صوري، و آلبرت داكس، و جوانقيل، و بودري دي بوركي، و رابرت ومن المعاصرين ارنست باركر، و ستيفن رانسيمان، و رنه جروسه، يعتقدون بأن الحروب الصليبية كانت دينية [ناصري، 1373 هـ. ش، الفصل الأول]، إن واحداً من أوضح أسباب إعلان الحرب كان الحالة الاجتماعية في أوروبا. كما أن سلطة الملّاكين علي الشؤون الاقتصادية، والقحط والجفاف وشيوع الأمراض المختلفة، كالطاعون، كانت تقلق الغرب. إن حرمان أفراد العائلة ــ باستثناء الإبن الأرشد ــ من إرث الأب، ورغبتهم في الهجرة إلي الأراضي الخصبة بهدف الحصول علي الرزق، كان من الأسباب المهمة لتلك الحروب الواسعة، بالاضافة إلي الأهداف الاجتماعية والاقتصادية المذكورة، تجب ملاحظة موقف الجمهوريات الثلاث، وجن وبيزا، في الحرب [ناصري، 64 ـ 65 [، حتي يمكن بهذه الطريقة بيان أهمية الأهداف الاقتصادية في إشعال نيران الحروب الصليبية.


كذلك ينبغي أن لا نغفل عن الجذور التاريخية للتك الحرب. كان البابا جريجوري السابع منذ البداية يحمل في رأسه فكرة الحرب مع المسلمين، ففي حرارة المبارزة مع هنري الرابع، قال:


التضحية بالنفس في سبيل تحرير الأماكن المقدسة أحلي في نظري من حكم «العالم بأسره» [دورانت، ج 4، 785].


في المغرب الإسلامي قام منصور بن أبي عامر5، بهدف تحرير الأندلس في سنة 352 هـ (963م)، بحرق مدينة سنت جيمز في (كامبوستلا) المقدسة عند المسيحيين، بعد بيت المقدس، ومنذئذ أبدي البابا والكنيسة إهتماماً أكبر بقضايا الأندلس، فطلب غريغوري من الأمراء أن يساهموا في إعداد الجيوش لحرب المسلمين [رانسيمان، 1371هـ ، 115]. إن حرب زلّاقة سنة 479 هـ (1086م) التي وقعت بين المسلمين بقيادة يوسف بن تاشفين (رئيس دولة المرابطين)، والمسيحيين بقيادة ألفونس السادس ملك كاستيل، والتي انتهت باندحار المسيحيين، كانت ما تزال تؤلم الصليبيين6.


وحرب منازجرد أو ملازجرد (464 هـ / 1071م) بين ألب أرسلان و رومانوس ديوجانوس ، إمبراطور بيزنطة، التي أدت إلي هزيمة المسيحيين تلك الهزيمة المنكرة بوقوع الإمبراطور في الأسر، كانت من تجليات الحروب التي وقعت بين المسلمين والمسيحيين7. وقبل نحو قرن من ذلك التاريخ قام سيف الدولة الحمداني، رئيس الدولة الشيعية في حلب، بمحاربة الروم اربعين مرة8.


الباباالجديد، أوربانوس الثاني، وبالذهنية التاريخية التي كان يحملها، مثل سلفه غريغوري، سعي إلي التعبئة العامة ضد المسلمين، فتحرك سنة 1059م من روما إلي شمال إيطاليا، وعقد أول اجتماع صليبي في مدينة پياكنزا، استجابة لطلب إمبراطور روما الشرقية لتقديم الغرب العون له في حربه ضد المسلمين. ولكن بالنظر للاختلافات بين البابا والامبراطور، لم يحصل شيء [محمود العروسي المطوي، 54]. إلا أنه بعد بضعة أشهر تحقق هذا الأمر في مجمع كلرمون.


ومن جهة أخري، وعلي العكس من القرون الأولي لحياة المسيحية التي كانت تعتمد علي الجانب الإلهي للسيد المسيح أكثر من جانبه البشري، منذ أوائل القرن الخامس الميلادي وتأسيس المذهب النسطوري وتجليل المعراج وصلب المسيح، أصبح الحج إلي بيت المقدس من شعائر المسيحيين الكبري، وهلنا، أم قسطنطين إمبراطور روما الشرقية، شيدت كنيسة القيامة. وفي القرن العاشر، عند استتباب شيء من الأمن للغربيين في البحر الأبيض المتوسط، ازداد عدد الحجاج الي بيت المقدس، وهذا التحسن في ظروف الحج، كما يقول رانسيمان، كان له تأثيره في الفكر الديني بحيث أن الحج إلي بيت المقدس اعتبرته الكنيسة بمثابة الاستغفار والتوبة من الإثم ]رانسيمان، 62]. لذلك كان من الطبيعي أن يكون تحرير كنيسة القيامة وقبر المسيح أحد أسباب نشوب الحروب الصليبية.


كثير من حجاج بيت المقدس عند رجوعهم كانوا يطرحون قضية عدم وجود أمان للمسيحيين، مع أنه قبل الحروب الصليبية، خلال حكم الفاطميين في فلسطين، كانت لهذه الدولة علاقات حسنة مع المسيحيين وصرفت مبالغ كبيرة لترميم كنيسة بيت المقدس [دورانت، ج 4، 738]. جاء في رحلة ناصر خسرو: «كل سنة يأتي خلق كثير إلي هناك للزيارة، وملك الروم يأتي في النهاية بحيث لا يعلـم به أحد» [ناصر خسرو، 1370 هـ. ش، 44]. رانسيمان، الذي يحمل شيئاً من التعصب ضد المسلمين، يعتقد أن أمن المسيحيين في الحكومة الإسلامية أكثر منه في الحكومة الرومانية [ قدري قلعجي، 1399هـ، 29]. هذا المؤرخ نفسه ينقل عن دائرة المعارف الإسلامية، مؤكداً أن في عصر تتش السلجوقي، وأرتق، عامله علي بيت المقدس، لم يظهرا أي عداء ضد المسيحيين9 ] رانسيمان، 99]. وفي كتاب تاريخ بطريق الاسكندرية يقول إن حكم الأتراك في فلسطين كان أفضل بكثير من حكومة فرانكني التي جاءت بعدهم [رانسيمان، 103].


إن الغربيين، بهذه النظرة الدينية، وماضيهم التاريخي والحاجات الاجتماعية والاقتصادية، هجموا علي المناطق الشرقية من البحر الأبيض المتوسط، أو أرض اللبن والعسل. إلاّ أن هذا الهجوم الخارجي وحضور الصليبيين الظالم في الجانب الآخر من البحر الابيض المتوسط (الذي دام نحو قرنين) لم يكن كافياً، وإنما الحالة الاجتماعية في العالم الإسلامي كانت بحيث انها ساعدت علي تقدم العدو وإبقائه في تلك المنطقة.


الحالة في العالم الإسلامي


الخلافة في بغداد كانت أشبه بمؤسسة تشريفاتية، والخليفة كان شخصاً عديم الإرادة وضعيف الشخصية، ولم يكن قادراً علي القيام بالتعبئة العامة، لا معنوياً ولا عسكرياً. إن شمس عظمة التركمان التي كانت قد صاغت إمبراطورية السلاجقة العظمي أفلت بعد موت ملكشاه، وبقي كل جزء من تلك الدولة الكبيرة السنية المذهب بيد أمير أو أتابكي. والفاطميون الذين كانوا يضاهون السلاجقة من حيث القوة، كان مصيرهم مصير السلاجقة بعد موت ثامنهم، المستنصر بالله. كان الانحطاط الأخلاقي والسياسي في ساير نقاط شمال افريقيا، مثل الأندلس وصقلية، دليلاً علي ضعف الامبراطورية الإسلامية. جميع الدول الاسلامية كانت في نزاع دائم بعض مع بعض (باستثناء الدولة الفاطمية) علي الرغم من أنها كانت تطيع الخليفة في بغداد وتدين بالولاء الديني للخلافة العباسية. يقول ابن الأثير:


«تفرقت فيه بالمسلمين الآراء واختلفت الأهواء وتمزقت الأحوال».


[ابن الأثير، 1408هـ ج 6، 221[ .


إلّا أن أهم دافع لاستمرار الحروب الصليبية وتوسعها في الجغرافية الإسلامية هو النظرة التي كان يحملها فقهاء أهل السنة عن المذهب المخالف، خاصة الإسماعيلية، ومن الوجوه البارزة في هذا الخضم هو أبو حامد محمد الغزالي الذي بيّن نظرية مشروعية الخلافة والحكومة النابعة من القوة، وأيد في كتاباته عزم الخليفة والحاكم، معتبراً المخالفين ضد الدين وأهدر دماءهم10. واستناداً إلي هذه النظرية أفتي بقتل الشيعة، والاسماعيليين بصفة خاصة، وأتباع الخلافة الفاطمية. ولكنه، علي الرغم من حضوره في الشام ومشاهدته المذابح الصليبية بنفسه، لم يصدر أي فتوي ضدهم، ولم يحرض الخليفة ولا السلطان ولا الناس علي الجهاد ضد الكفار، وقد حاول بعض الباحثين العرب الذاهبين مذهب الغزالي أن يسوّغوا سكوت الغزالي ازاء الصليبيين بشكل من الأشكال .


أعلن الدكتور عمر فروخ، في مؤتمر إحياء ذكري الغزالي الذي عقد في دمشق سنة 1961م، أن سبب سكوت الغزالي كان مرضه النفسي واتجاهه نحو التصوف، بمثلما فعل كل من محييالدين بن العربي وابن الفارض بصفتهما من أبرز وجوه التصوف يومذاك ولم يصدروا أي فتوي ضد الكفار. واذا كان هذا التسويغ مقبولاً بالنسبة لأمثال ابن العربيو ابن الفارض طبقاً لمشربهم في التصوف الفلسفي، فإنه لن يكون مقبولاً لدي الغزالي الصوفي والمتعصب في الدين وضد الفلسفة، وذلك لأنه كتب أكثر ما كتب ضد الاسماعيلية خلال تلك الفترة من ازمته الروحية.


الدكتور زكي مبارك، في كتابه الأخلاق عند الغزالي، يعتبر انشغال الغزالي بالأوراد والأذكار والاعتكاف سبباً في سكوته، مؤيداً بذلك رأي عمر فروخ. أما الدكتور عبدالكريم عثمان فيعتقد أن الغزالي لم يكن في الشام أثناء احتلال الصليبيين بيت المقدس، لذلك فلا لوم عليه [عبدالكريم عثمان، بلا تاريخ، 24 ـ 27 ]. إن الحرب الصليبية كانت قضية كل المسلمين والعالم الإسلامي. لذلك كان علي الغزالي، حيثما كان (في خراسان أو في بغداد أو في الشام)، وبصفته مجدد الثقافة السائدة يومذاك، أي التسنن، أن يتخذ موقفه ويصدر فتواه11.


وثمة باحث عربي معاصر آخر ممن سوّغوا خطأ الغزالي هو الدكتور عبدالله الشرقاوي الذي يقول إن رد الغزالي علي المسيحيين في كتابه الرد الجميل لألوهية عيسي بصريح الإنجيل12 إنما هو استنكار وتخطئة للحروب الصليبية.


الباحث العربي المعاصر الآخر، أحمد عرفات القاضي، في كتابه الفكر السياسي عند الباطنية وموقف الغزالي منه، يسوّغ الأمر تسويغاً آخر ويبرئه من الخطأ. لابد، علي كل حال، من ملاحظة ان المرحوم المينوي ينسب رسالة بعنوان تحفة الملوك13 الي الغزالي. وفي الباب الحادي عشر منها، وتحت عنوان «الحث علي الجهاد» يدعو المسلمين والسلاطين والأمراء إلي محاربة الصليبيين. ومما جاء في هذه الرسالة ما مضمونه:« وخير من ذلك أن تنفق العمر في رضا الله تعالي وأن تسترجع بيت المقدس، قبلة الأنبياء، من أيدي الكفرة»14، ولكن بالنظر إلي أن كاتب الرسالة يصدر مختلف الفتاوي بموجب الفقه الحنفي، يستبعد أن يكون كاتبها هو الغزالي الشافعي المتعصب.


وعالم آخر من العلماء والفقهاء الذين عاصروا الحروب الصليبية هو شرف الدين أبو سعـد عبـدالله بن محمـد بـن هبـة الله التميـمي المعــروف بابــن أبي عصـرون (492 ـ 585 هـ/ 1098 ـ 1189م)، وهو من الفقهاء والقضاة الشافعيين في العراق والشام، ومعاصر الأتابكيين في الموصل والأيوبيين، ويعتبر من أساتذة عمادالدين الكاتب الإصفهاني والمؤرخ المعروف. من مفاخره أنه، بعد زوال الدولة الفاطمية في مصر علي يد صلاح الدين، قام سنة 567 هـ (1171م) علي رأس وفد بالسفر إلي بغداد إلي الخليفة العباسي وبارك له عودة سلطة الخلافة العباسية علي القاهرة. [ابن الجوزي، 1412هـ، ج 10، 273]. إن فرحة أهل السنة بالقضاء علي الحكم الفاطمي كان علي درجة حمل ابن الجوزي، المؤرخ المشهور، وصاحب المنتظم، أن يؤلف گتاباً في ذلك بعنوان النصر علي مصر.[ ابن الجوزي، ج 10، 273].


جاء في التاريخ أنه بعد موت نورالدين زنكي، عقد أمراء دمشق سنة 570هـ (1174م) معاهدة سلام مع المحاربين الصليبيين، دون أن ينبس ابن عصرون هذا ببنت شفة علي الرغم من طلب صلاح الدين بعدم السكوت، فكتب إليه رسالة يوبخه فيها علي صمته 15 [أبو شامة، 1956 ـ 1962م، ج 1، 231 [.


كثير من المؤرخين المبرزين، مثل ابن الأثير، جعلوا احد الأسباب المهمة للحروب الصليبية هو خوف الفاطميين من نفوذ السلاجقة إلي مصر، وأنه كان الدافع لهم علي تبادل الرسائل مع الصليبيين ودعوتهم للوقوف بوجه السلاجقة [ابن الأثير، ج 6، 337]. علي الرغم من أن الفاطميين كانت لهم مراسلات مع المسيحيين، ولكنهم في أول حرب لهم مع الصليبيين ــ وكانت أهم تلك الحروب وأوسعها ــ بذلوا تضحيات كبيرة، وهذه حقيقة اعترف بها المؤرخون المسيحيون المعاصرون لتلك الحروب، مثل ويليام صوري، و فوشه دِشارتر يشيرون في كتبهم إلي أن دولة الفاطميين كانت أقوي دولة إسلامية في المشرق دافعت عن كيان الإسلام 16. فوشه دِشارتر، الذي شهد الحملة الصليبية الأولي بصفة مؤرخ ومخبر، لم يشر في أي من مؤلفاته إلي مذاكرات الفاطميين ومراسلاتهم مع الصليبيين17. إن الإشارة إلي معاهدة صلح بين المسيحيين الصليبيين والفاطميين جاءت من جانب أهل السنة الذين كانوا يرون في الفاطميين عدوهم الأول ويسعون إلي تشويه سمعتهم، وكذلك من جانب المصادر اللاتينية المعاصرة18.


تشير المصادر المسيحية والإسلامية كافة إلي أنه بعد سقوط بيت المقدس، كان الأفضل بن بدر الجمالي، وزير الفاطميين المستعلي بالله، أول المدافعين عن حريم المسلمين 19. حتي أبو المحاسن بن تغري برْدي، المعروف بين المؤرخين بالتعصب ضد الفاطميين، كتب يقول: التحق أفضل، بعد سقوط القدس الشريف، بجيش مصر المتجه إلي الشام. ويضيف:


«فإن الأفضل شاهنشاه ابن أمير الجيوش بدر الجمالي، بلغه أن الفرنج ضايقوا بيت المقدس، فخرج إليهم في عشرين ألف من عساكر مصر وجد في السير» [ابن تغري بردي، بلا تاريخ، ج 5، 145]. ابن القلانسي أيضاً يشير الي هذه الواقعة[ابن القلانسي، 1403هـ، 136[ . ولكيلا نطيل في المقال نهي هذه المقدمة ونعرج علي الموضوع الأصلي، أي آثار الحروب الصليبية.


آثار الحرب في جغرافية شرق البحر الأبيض المتوسط


علي أثر بدء الحملات الصليبية بدأت الهجرات الكبري من الغرب إلي الشرق، كما أن مناطق من شرق البحر الابيض المتوسط، وخاصة المناطق الساحلية، خلت، ببدء الحرب، من سكانها المسلمين وأصبحت مأوي للمسيحيين، من الجنود وغيرهم من المهاجرين. مثلاً، أول إمارة صليبية نشأت في جغرافيا الإسلام كانت (رها) أو (أدسا). أكثر سكان هذه المدينة كانوا مسلمين، ثم من السريان والنسطوريين والأرمن. وعند هجوم الصليبين أصبح معظم سكنة رها من المسيحيين اللاتين او المغاربة.


وفي إمارة أخري، انطاكية ـ التي قال عنها ويلبراند إنه رآها في 1212م ـ كان يسكن الأثرياء الإفرنج والسريان واليونانيون والأرامنة والمسلمون [قاسم عبده قاسم، 1990، 200].


في سنة 1241م أشار فيتري إلي أن المارونيين من الطبقات الرئيسة في المجتمع الشامي، فقال:


«المارونيون ينتسبون إلي مارمارون، القسيس المسيحي في القرنين الرابع والخامس الذين كانوا يسكنون شمال غربي سوريا، وهم في الأصل شعبة من الروم الشرقيين الذين سكنوا قبل الإسلام منطقة شمال سوريا، وعلي أثر الصراعات الطائفية في القرن السادس الميلادي، هاجروا إلي شمال لبنان. وفي الحروب الصليبية كان المارونيون من أهم المتعاونين مع الصليبيين، نظراً لأن معظم هؤلاء كانوا من فرنسا. لذلك ففي سنة 648 هـ (1250م) عقدت معاهدة صداقة بين الروم و لويس التاسع، وقد جاء في الرسالة التي أرسلها لويس إلي بطريق المارونيين :


إننا نتعهد بحماية الشعب الماروني كما نحمي الفرنسيين أنفسهم، فالمارونيون جزء من الشعب الفرنسي»[ قاسم عبده قاسم،200]».


إن الآثار العمارية والبنايات الباقية في المنطقة من الصليبيين، وخاصة في لبنان، تدل علي تزايد عدد المسيحيين بعد الحروب، علي الرغم من أن العديد من العمارات غير العسكرية، قد انهارت لأسباب طبيعية أو سياسية أو دينية. ومن تلك الأبنية كنيسة ماريوحنا في جبيل بشمال لبنان، وكنيسة مارمرقس في صور، وكنيسة ماريوحنا في بيروت [ ناصري طاهري، 97 ـ 99[ .


بالاضافة إلي الاستعاضة بالمسيحيين في المنطقة، فإن الأهمية الطبقية للمسلمين قد تغيرت أيضا بسبب الحرب. مثلاً، الأكراد الذين كانوا يسكنون في المنطقة، أصبحت لهم أهمية خاصة بظهور صلاح الدين ودوره العسكري في الحروب الصليبية، وكثيراً ما جرت مصادمات بينهم وبين التركمان وخلقوا بعض المشاكل [احمد رمضان، 1977م، 55]. بعد احتلال بيت المقدس واخراج باقي المسلمين وحتي اليهود، أصبحت هذه المدينة عاصمة للمسيحيين في قلب العالم الإسلامي.


علي أثر تلك التطورات في الجغرافية المدنية للشام، هاجرت اعداد كبيرة من مسلمي الشام إلي مصر، وبعد إخفاق الصليبيين في الاستيلاء علي مصر كما استولوا علي الشام ازدادت الهجرة إليها20. أما المسلمون الذين كانوا يسكنون المناطق الداخلية من الشام بصفتهم أقلية، فقد حافظ بعضهم علي معنوياتهم وتعاونوا مع المحاربين المسلمين. يقول أسامة بن منقذ إن المسلمين من سكنة عكا كانوا يخفون الأسري من المسلمين ويهربونهم إلي المناطق الإسلامية الأخري [أسامة بن منقذ، 1981م، 82]. هذه الأقلية من المسلمين في المناطق المحتلة سعوا إلي الاحتفاظ بهويتهم الدينية والثقافية في قبال الأكثرية الصليبية 21، علي الرغم من أن التاريخ يذكر لنا أن المسلمين في بعض المناطق اضطروا، تحت ضغط المحتلين الصليبيين وظلمهم الشديد، إلي ترك دينهم واعتناق المسيحية للإبقاء علي حياتهم22.


إنتشار التصوف والدروشة كان من النتائج السلبية للحروب الصليبية. إن التشتت السياسي في العالم الإسلامي قبل الحروب الصليبية ــ الذي كان بذاته من الأسباب المهمة في تقدم الصليبيين في حروبهم ــ تحول إلي نوع من اللاأبالية عند المسلمين بعد الحرب الصليبية الأولي واحتلال بيت المقدس. بعد احتلال القدس الشريف، عندما قام أهل الشام بصحبة قاضي دمشق بالسفر إلي الخليفة في بغداد وطلبوا عونه باكين، حال الخصام والنزاع السياسي والفكري فيما بين الدول الإسلامية دون حصولهم علي المساعدة المطلوبة. وبعد الحرب الصليبية الأولي، التي أدت إلي احتلال الصليبيين الكثير من الأرض الإسلامية، انتشرت روح اللاأبالية وحب العزلة انتشاراً واسعاً بين أهل الشام وطلاب الحق في تلك الديار، في الوقت الذي كانت فيه النساء المسيحيات يأتين من الغرب لإعانة رجالهن ويحاربن جنباً إلي جنبهم، بينما هرب أكثر المسلمين من الحرب، وبدلاً من امتشاق الحسام ومحاربة العدو، راحوا يرفعون أيديهم بالدعاء. يخاطب القاضي الفاضل العسقلاني كاتب صلاح الدين الأيوبي قائلاً:


ليس لك من المسلمين كافة مساعدة إلاّ بدعوته، ولا مجاهد معك إلاّ بلسانه... تدعوهم إلي الله وكأنما تدعوهم لنفسك، وتسألهم الفريضة وكأنما تكلفهم النافلة


[ أبو شامة، ج 2، 166]. عمادالدين الكاتب الإصفهاني أيضا يقول في إحدي رسائله:


وما ينقضيعجبنا من تضافر المشركين وقعود المسلمين... وليس أحد من الفرنجة يستشعر أن الساحل إذا ملك ورفع فيه حجاب عزهم وهتك، يخرج بلد عن يده وتمتد يد إلي بلده، والمسلمون بخلاف ذلك قد وهنوا وفشلوا وغفلوا وكسلوا ولزموا الحيرة وعدموا الغيرة.


[الاصفهاني، 1331 هـ، 47].


أحد الشاميين المجاهدين يخاطب صديقه الذي فر من الجبهة وعكف في المسجد يدعو ويتعبد، فيقول له موبخاً:


يا عابد الحرمين لو أبصرتنا لعلمت إنك في العبادة تلعب


من كان يتعب خيله في باطل فخيولنا يوم الكريهة تتعب


لو كان يخضب خده بدموعه فنحورنا بدمائنا تتخضب


ريح العبير لكم ونحن عبيرنا رهج السنابك والغبار الأشهب


ولقد أتانا عن مقال نبينا قول صحيح صادق لا يكذب


لا يستوي غبار خيل الله في أنف امرئ ودخان نار تلهب


[ الكيلاني، 1982، 44]


من القاعدين الآخرين الذين انعزلوا في معاكفهم يتغنون بوصف الشراب والمعشوق، ولم يستخدموا شعرهم حتي في تحريض المسلمين علي الجهاد ومقارعة الأعداء، كان ابن الفارض23.


كان لحالة اللاأبالية والضعف نتيجة أخري، وهي انصراف الناس والعلماء إلي الأحلام ورؤية الأنبياء والأولياء في المنام، بحيث إن كآبتهم وقلقهم من احتلال المدن الإسلامية عالجوها، بدلاً من الحرب، بالرؤي والخيال. فمثلا، أبو الحسن الهروي24، الرحالة المعروف الذي فقد أمواله وكتبه في الحملات الصليبية [ناصري طاهري، 79]، يقول في كتاب رحلاته:


ودخلت عسقلان سنة سبعين وخمسمائة، بتُّ في مشهد ابراهيم « عليه السلام » ورأيت في ذلك الموضع رسول الله في المنام وهو بين جماعة، فسلمت عليه وقبلت يده وقلت: يا رسول الله ما أحسن هذا الثغر لو أنه للإسلام. فقال: سيصير للإسلام ويبقي عبرة للأنام. فاستيقظت وكتبت صورة ما رأيته علي حائط.. وفتح القدس وعسقلان سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة... [الهروي، 1953، 32]


هذا كان الاتجاه الفكري يومذاك والذي انبري لمكافحته بعد ذلك ابن تيمية، وتلميذه ابن قيم الجوزية 25.


من جهة أخري، عند مطالعة كتب تاريخ الفن والعمارة الإسلامية نلاحظ أنه في العصرين الأيوبي والمماليك، كان في مصر والشام العديد من التكايا والزوايا بحيث إننا لا نري مثل ذلك قبل الأيوبيين26. وكان هناك أصحاب الطرق والفرق الصوفية الكثيرة التي تشكلت خلال تلك الفترة، مثل الفرقة الأحمدية التي أنشأها السيد أحمد البدوي سنة (596 ـ 675 هـ / 1199 ـ 1276 م). في طنطا بمصر27، والفرقة الرفاعية المنسوبة إلي أحمد الرفاعي (متوفي 578 هـ / 1183 م)، والفرقة الشاذلية المنسوبة إلي أبي الحسن الشاذلي (متوفي 656 هـ / 1259 م)، والفرقة المولوية في آسيا الصغري في القرن السابع الهجري [ حنا الفاخوري وخليل الجر، ج 1،300[ . ولابد من القول إنه علي الرغم من أن التصوف قديم، إلاّ أن تقدمه وتكامله تحققا في شرق البحر الابيض المتوسط نتيجة للحروب الصليبية، وهذه الحركة السلبية أوجدت بذاتها حركة جديدة في الإسلام هي الحركة المضادة للتصوف التي تزعمها ابن تيمية.


خلال الحرب الصليبية، في شرق البحر الابيض المتوسط، خاصة في عصر المماليك، ظهرت أمراض إجتماعية كبيرة، كالتحلل، أو الدعارة، التي كانت ظاهرة اجتماعية منظمة، وكانت الدولة تتقاضي ضرائب عن ذلك. لقد كان توسع فعاليات (بنات الليل) و (المطربات والمقرئات) إلي درجة أنه كانت هناك شخصية بصفة (ضامنة المغابن)28 مسؤولة عنهن وتدفع ضرائب معينة.


من نتائج تلك الحرب أيضاً الإنحراف الجنسي. إن انتشار هذه الظاهرة او المفسدة الاجتماعية برزت بشكل أشعار الحب من النوع النواسي، وكان هذا الأسلوب رائجاً في عصر المماليك29.


في القرون الإسلامية الأولي كان الدافع لتشكيل الجيش والنظام دينياً وعقائدياً. كان الناس يعتقدون بالأصل الديني، الجهاد ضد الأعداء الخارجيين أو للمقاومة أو لاحتلال البلدان، ولكن بعد اتساع الدولة ودخول عناصر جديدة من حديثي الإسلام إلي العالم الإسلامي، تغير جيش الإسلام أيضاً، أي إن القطاع العسكري توسع كثيراً. إن الحرب الصليبية في شرق البحر الأبيض المتوسط أدت إلي أن يتوسل رجال الدولة بهذا الاسلوب لتعبئة القوة العسكرية، فوهبوا أراضي للأمراء والقواد العسكريين لقاء ضمان حشد القوات العسكرية للحرب. إلاّ أن هذه الظاهرة تغيرت أيام صلاح الدين الأيوبي، ثم تكاملت في عهد المماليك .


في العهد الأيوبي كانت الإقطاعات وراثية كما كان الإقطاع وراثياً في أوروبا في القرون الوسطي وعلي أعتاب الحروب الصليبية، ولكن بعد تغيير العلاقات التي كانت تتحكم في ذلك علي عهد المماليك، تحول الاقطاع الوراثي إلي إقطاع خاص، وأصبح للسلطان المملوكي الحق في استرجاع الأرض المقطوعة، ولم يعد يحق للأمير أو القائد أن يوصي بتلك الأرض إلي أولاده30. لذلك فإن اتساع النظام الإقطاعي وتحوله من الإقطاع الوراثي إلي إقطاع غير وراثي، كان من المميزات البارزة لعصر المماليك ومن آثار الحروب الصليبية.


ينبغي أيضا ان لا نغفل عن تأثير الحروب الصليبية في ثقافة المسلمين وأدبهم يومذاك، فقد دخلت الفاظ أجنبية إلي النصوص العربية، وظهر شعر الاستغاثة. وكان لعن المسيحيين والطعن فيهم بلغة الشعر من مصاديق ذلك.


كان من نتائج الاحتكاك بين الأدباء المسلمين والصليبيين أن دخلت الفاظ أجنبية إفرنجية إلي اللغة العربية، من ذلك مثلاً، في معرض الكلام علي الصلح بين صلاح الدين والصليبيين بشأن محاصرة العدو مدينة عكا وقبوله الفدية للسماح للمسلمين بالخروج منها، عبر ابن شداد عن ذلك بقوله:


«... فدية تدفع في تروم 31 ثلاثة، كل ترم شهر...».


[ابن شداد،1964م، 172] .و المقريزي أيضاً استعمل كلمة قومص اللاتينية [المقريزي، ج 1، 92]. واستعمل لفظة إفرنس بمعني فرانسة، ورين بمعني ملك [المؤرخون المعاصرون لصلاح الدين، 1962م،63 ]، والنويري استعمل لفظة واسال ]المؤرخون المعاصرون لصلاح الدين،62]، و ابن الأثير في كتابه، وتحت احداث سنة 523 هـ، عند كلامه علي محاصرة الصليبيين دمشق يستعمل ايضاً كلمة قومص، فيقول: «...وغيرهم من الفرنج وقمامصتهم...»


[ابن الأثير، ج 6، 617]، و ابن تغري بردي يستعمل سير بمعني السيد [ابن تغري بردي، بلا تاريخ، ج 7، 32].


الطعن بالمسيحية واليهودية وساير الملل والنحل، وكذلك الاستغاثة والبكاء والمدح كانت من الأغراض التي دخلت إلي الشعر العربي [الكيلاني، 273 ]. كما أن فن الخطابة والاسترسال تقدما بشكل ملحوظ32.


كذلك الحال مع فن تدوين أحاديث الجهاد، كما جاء في كتاب الترغيب والترهيب تأليف زكي الدين بن عبدالقوي المنذري [ناصري طاهري، 55 ]. من آثار الحروب الصليبية الأخري في الأدب العربي هو انتشار ملحوظ في كتابة الفضائل33.


الازدهار التجاري في بعض مدن شرق البحر الأبيض المتوسط يعتبر أيضاً من الآثار الاقتصادية للحروب الصليبية. لقد لعبت الشام، من أقدم الأزمنة، دوراً بارزاً في التجارة الدولية. و في مرحلة الحروب الصليبية، وللدوافع الاقتصادية والتجارية الغربية، وخاصة الجمهوريات الإيطالية، اتسع ذلك الدور وبرز أكثر بحيث استقر التجار الاوروبيون في أكثر المدن والموانئ في شرق البحر الأبيض المتوسط، وفي عصر المماليك وانتهاء الحروب الصليبية أنشأ بعض الشركات الأوروبية ممثليات لها في الشام، مثل شركة فلورانس (باردي) التي كان لها فرع في بيت المقدس [ مجلة الدراسات التاريخيه]، العددان 23 و 24، ص 86 ]. إن حسن تعامل المماليك مع التجار الأوروبيين زاد من توجه الغربيين إلي الشرق والتجارة مع المسلمين. ولضمان أمن الطرق وضع المماليك الحراس، وبنوا الخانات والفنادق علي الطرق.


الأزمة العسكرية في منطقة الشام، شمال البحر الأحمر، أجبرت المسلمين من الأندلس وشمال إفريقيا الراغبين في الحج علي اتخاذ طريق نهر النيل إلي«قوص» و «عيذاب» ومن ثم إلي جزيرة العرب، فكان أن ازدهر اقتصاد المنطقتين المذكورتين [ناصري طاهري، 103 ]


مشاهده پاورقيها


مشاهده منابع


پاورقيها:


11. في الفترة المذكورة كان الغزالي في الشام.


12. هذا الكتاب من تأليف الغزالي وتحقيق عبدالله الشرقاوي. وفي سنة 1403هـ قامت دار أمين للنشر والتوزيع بطبعه [الرد الجميل لألوهية عيسي بصريح الإنجيل ]، 25 و 26.


15. ينقل أبو شامة عن عمادالدين الكاتب الاصفهاني [صادق احمد جودة، المدرسة العصرونية في بلاد الشام، 198 ].


29. أنظر : المقريزي،] السلوك في معرفة الدول والملوك، ج 2، 661 و 662]، والمواعظ والاعتبار... ج 2، 34 و169. السخاوي، التبر المسبوك في ذيل السلوك، 103 و 104.


8. لمزيد من التفصيل انظر: بعلبك مدينة الشمس وحلب مدينة النجوم، 84.


9. رانسيمان يعتقد أن المسيحيين علي عهد الحاكم بأمر الله قد عرضوا للأذي والتعذيب [رانسيمان، 99].


28. هذا التعبير استعمله قاسم عبده قاسم في أثر الحروب الصليبية في العالم العربي [مجموعة موسوعة الحضارة العربية الاسلامية، ج 3، 16].


31. تروم جمع ترم.


17. عنوان الكتاب هو Gesta Fracorum Therusalem Peregriatiamترجمه الدكتور زياد العسلي سنة 1990 بعنوان تاريخ الحملة علي القدس وطبعته في عمان دار الشرق.


26. أمثال هذه العمارات في بيت المقدس أكثر في العصرين الأيوبي والمماليك.


27. يقول هاملتون جب إن زعيم الفرقة الاحمدية الذي كان من اتباع الرفاعي، اشترك في حرب المنصورة الصليبية التي شنها لويس، ملك فرنسا [اسلام بررسي تاريخي وعلمي وفرهنگي، ترجمة منوچهر أميري، 1367 هـ، ش ،177 ]. كاتب هذه السطور لم يعثر علي المصدر الذي نقل عنه هاملتون جيب.


3. استناداً إلي هذه النظرة ينبغي أن ينظر الي الحوار عن التقريب بين المذاهب نظرة شك .


14. طبعت هذه الرسالة كملحق لكتاب علل وآثار جنگ هاي صليبي.


1. لمعرفة المزيد عن تدوين تاريخ الحروب الصليبية أنظر:
ناصري طاهري، عبدالله، علل وآثار جنگ هاي صليبي، طهران، 1373 هـ. ش.


25. أنظر : ابن قيم الجوزية ، رسائل ابن تيمية و اغاثة اللهفان في مصايد الشيطان .


7. إن حرب السلاجقة مع الروم في آسيا الصغري في نحو سنة 440 هـ، ومن بدء عصر طغرل.بيك و قسطنطين التاسع، جديرة بالذكر. رانسيمان من المؤرخين المحدثين وويليام صوري من المؤرخين القدامي، يعتبران حرب (ملازجرد) تسويغاً للحملة الصليبية، لأن هزيمة (ملازجرد )كشفت عن أن بيزنطة لم تعد قادرة علي بسط حمايتها علي المسيحيين في المشرق . هناك، بالطبع، من يعتقد مثل دالبرك، أنه قد بولغ في أهمية حرب (ملازجرد) [رانسيمان، 89].


16. عنوان هذا الكتاب هوA Histoy of Deeds Doe Beyod the Sea


23. أبو حفص عمـر بن عـلي المعـروف بابن الفارض ( 576 ـ 632 هـ) من كبار شعراء التصوف، ويعرف بسلطان العاشقين [ديوان ابن الفارض، المكتبة الثقافية، بيروت، بلا تاريخ ].


24. علي بن أبي بكر الهروي، رحالة من القرن السادس الهجري وصاحب رحلة باسم الإشارات إلي معرفة الزيارات.


19. أنظر : صوري، ويليام، تاريخ الحروب الصليبية ..المذكور. دشارتر، فوشه، تاريخ الحملة علي القدس المذكور. ابن طوير، نزهة المقلتين في اخبار الدولتين. ابن تغري بردي، النجوم الزاهرة. ابن ميسر ، أخبار مصر. ابن القلانسي، ذيل تاريخ دمشق.


2. في هذا الكلام المثير، الذي يعرف باسم رسالة البابا التاريخية،يعتبر تكرار Duse Lo vis إشارة إلي أن الله قد استنهض المسيحيين.


10. لمعرفة المزيد عن الفكر السياسي للغزالي، انظر: الغزالي، أبو حامد محمد، فضائح الباطنية وفضايل المستظهرية و الاقتصاد.


33. فيما يتعلق باسلوب تدوين الفضائل، أنظر ناصريطاهري، عبدالله، علل وآثار جنگ هاي صليبي، طهران، 1373 هـ. ش. و بيت المقدس مدينة الأنبياء، للمؤلف نفسه.


21. أنظر : براور، يوشع، عالم الصليبيين، 98ـ 100. ابن جبير، رحلة، 276، 279، 291.


22. أنظر : قاسم عبده قاسم، ماهية الحروب الصليبية.


30. أنظر : ابن تغري بردي ، النجوم الزاهرة، ج 9، 43 وما بعدها. سعيد عاشور، المجتمع المصري في عصر السلاطين والمماليك، 48 و 52. قاسم عبده قاسم، دراسات في تاريخ مصر الاجتماعي، 19، 23.


32. مثلا، يمكن الإشارة إلي خطبة أبي زكي الدين عند فتح بيت المقدس علي يد صلاح الدين الأيوبي ، تجد هذه الخطبة في قسم الملحقات بكتاب علل وآثار جنگ هاي صليبين .


18. للدكتور صلاح الدين محمد نوار، استاذ جامعة القاهرة، بحث ضاف في كتابه العدوان الصليبي علي العالم الإسلامي، طبع دار العودة للطبع والنشر والتوزيع في الأسكندرية في طبعته الأولي.


4. اسم قلعة كبيرة في جنوب الأردن.


20. أنظر : ابن أييك دوادار، كنز الدرر وجامع الغرر، ج 8، 361. المقريزي، المواعظ والاعتبار...، ج 1، 73. قاسم عبده قاسم، دراسات في تاريخ مصر الإجتماعي، 29 و 30.


5. محمد بن عبدالله العامري، المعروف بالمنصور الحاجب، أو منصور بن أبي عامر، كان من أمراء الحكومة الأموية في الاندلس علي عهد هشام الثاني، والذي أمسك الأمور بيده، بالنظر لعدم لياقة الخليفة، وحكم مدة 27 سنة [الأعلام، ج 6، 266].


6. منذ انقراض الحكم الأموي في الأندلس، وقيام نظام ملوك الطوائف، عقد المسيحيون عزمهم علي طرد المسلمين، فقام [ألفونس السادس بمهاجمة المسلمين في طليطلة، فهرع يوسف بن تاشفين إلي إعانتهم، وهزم المسيحيين، يعتقد ماركس أن حملة ألفونس كانت مقدمة للحرب الصليبية الأولي. [الصليبيون في الشرق، 26 ].


13. طبعت هذه الرسالة دار نشر الهيئة المصرية العامة للكتاب في القاهرة سنة 1993.


وقد ترجمه الدكتور زكار بعنوان تاريخ الحروب الصليبية ـ الأعمال المنجزة فيما وراء البحرـ طبعته سنة 1410هـ في دمشق دار الفكر.



منابع:


* ابن الجوزي، المنتظم في تاريخ الملوك والأمم، تحقيق محمد عبد القادر عطا ومصطفي عبد القادر عطا، دار الكتب العلمية، بيروت، 1412 هـ .



* ابن قيم الجوزية، إغاثة اللهفان في مصايد الشيطان، تحقيق محمد حامد الفقي، دار الكتب العلمية، بيروت، 1308.



* ابن شداد، النوادر السلطانية والمحاسن اليوسفية، تحقيق جمال الدين الشّيال ، الدار المصرية للتأليف والترجمة، القاهرة، 1964م .



* ابن طوير، نزهة المقلتين في أخبار الدولتين، تحقيق أيمن فؤاد السيد، دار النشر فرانتس شتاينر، شتوتگارت، المانيا، 1412هـ .



* ابن القلانسي، ذيل تاريخ دمشق ،تحقيق سهيل زكّار، دمشق، دار حسان، 1403هـ .



* ابن ميسّر، أخبار مصر، أيمن فؤاد السيد، المعهد العلمي الفرنسي للآثار الشرقية، 1981م.



* أبو شامة، كتاب الروضتين في أخبار الدولتين، تحقيق محمد حلمي محمد احمد، القاهرة ، 1956ـ 1962م.



* اسامة بن المنقذ، الاعتبار، تحقيق فيليب حتي، الدار المتحدة للنشر، بيروت، 1981م.



* الاصفهاني، عمادالدين ، الفتح القسي في الفتح القدسي، تحقيق مصطفي فهمي، مطبعة الموسوعات، 1331هـ، بلا تاريخ.



* المؤرخون المعاصرون لصلاح الدين ، تأليف نظير احسان السعداوي ، مكتبة النهضة المصرية، القاهرة، 1962م.



* الحائري، عبدالهادي، نخستين روريارويي هاي انديشه گران ايران، امير كبير، طهران، 1367 هـ. ش.



* حنا الفاخوري، وخليل الجر، تاريخ الفلسفة في العالم الاسلامي، ترجمة عبدالمحمد آيتي، انتشارات وآموزش انقلاب اسلامي.



* دورانت، ويل، تاريخ الحضارة، ج 4، الفصل الأول، ترجمه أبو طالب صارمي، أبو القاسم پاينده وأبو القاسم طاهري، سازمان انتشارات وآموزش انقلاب اسلامي، طهران ، 1368 هـ . ش.



* المصدر نفسه، الفصل الثاني، ترجمه أبو القاسم طاهري، طهران، 1367 هـ. ش .



* رانسيمان، تاريخ الحروب الصليبية، ترجمه منوچهركاشف، شركت انتشارات علمي و فرهنگي، طهران، 1371 هـ. ش. c



* زابورف، ميخائيل، الصليبيون في الشرق، ترجمه الياس شاهين، دار التقدم، موسكو، 1986م.



* زكي مبارك، الأخلاق عند الغزالي، دار الشعب، القاهرة، 1970م.



* عبدالكريم عثمان، سيرة الغزالي وأقوال المتقدمين فيه، دمشق، دار الفكر العربي، بلا تاريخ.



* الغزالي، أبو حامد محمد، فضايح الباطنية و فضايل المستظهرية، تحقيق عبدالرحمن بدوي ، دار الكتب الثقافية، الكويت.



* قاسم عبده قاسم، ماهية الحروب الصليبية، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الكويت، 1990م .



* قدري قلعجي، صلاح الدين قصة الصراع بين الشرق والغرب ...، دار الكتاب العربي، 1399هـ .



* الكيلاني، السيد محمد، الحروب الصليبية وأثرها في الأدب ... الناشرون دارف المحدودة ، لندن، 1985م.



* محمد العروسي المطوي، الحروب الصليبية في المشرق والمغرب، دار الغرب الإسلامي، بيروت، 1982م.



* المقريزي، المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار (خطط المقريزي)، بولاق، 1270هـ .



* نفسه، السلوك في معرفة الدول والملوك، تحقيق محمد مصطفي زيادة، القاهرة، مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر، 1956م.



* ناصر خسرو، سفرنامه، باهتمام محمد دبيرسياقي، زوار، طهران، 1370 هـ. ش.



* ناصري طاهري، عبدالله، بعلبك شهر آفتاب و حلب شهر ستارگان، سروش، طهران، 1366هـ. ش.



* نفسه، بيت المقدس شهر پيامبران، سروش، طهران، 1367 هـ. ش.



* الهروي، ابو الحسن، الإشارات إلي معرفة الزيارات، تحقيق جانبين سورديل طومين، المعهد الفرنسي بدمشق للدراسات العربية، دمشق، 1953م.



* Gabriel, Arab Historia, pp. xxxvI : Idem, Arabic History, Raphy, p.98.







* ابن تغري بردي، النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة، المؤسسة المصرية العامة، القاهرة ، بلا تاريخ.


/ 1