نهج البلاغة من کلام الامام أمیرالمؤمنین علی (ع) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

نهج البلاغة من کلام الامام أمیرالمؤمنین علی (ع) - نسخه متنی

سید جمال الدین دین پرور

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید



التوحيد



نهج البلاغه؛ كتاب التوحيد، كتاب أوله الحمد وآخره الشُكر، وبين الحمد والشكر عِطرُ التوحيد من سمائه... .


أوله الحمدللّه الذي لا يبلغُ مِدحته القائلون، ولا يُحصي نعماءه العادُّون، ولا يؤدّىِ حقّهُ المجتهدون... الى آخر الخطبة.


لقد تكلّم الامام اميرُالمؤمنين عن التوحيد بأفضل شكل، فلو جمعنا اقوال المتكلمين والعارفين وكل من تفوّه بالتوحيد أو كتب فيه لفاقت كلمة اميرالمؤمنين في التوحيد على كا ماكتبوا و تفوهوا قال اميرالمؤمنين بعتارة قصرة وبليفة جداً.


التوحيدُ أن لاتتوهمَّه، والمذلُ أن لاتَتهمهُ لان كل موهم محدود، واللّه لايحد بوهم، واعتقاد الانسان يعدله هو أن لاتَتهمهُ في أفعالهِ بظن عدم الحكمة فيها، وهذا منتهى معنى التوحيد... .


وعند ما يقول أميرالمؤمنين: أولُ الدينِ معرفته وكمالُ معرفته التصديق به، وكمال التصديق به توحيدهُ وكمالُ توحيده الاخلاص له وكمالُ الإخلاص له نفي الصفات عنه....


فأين نجد مثل هذهِ العبارات التي تدخل الى القلب بلا جواز مرور، وبلاشرطه وحرس لانه كلام نابع في القلب، وهذا هو سرُّ البلاغة عند اميرالمؤمنين عليه السلام أنه يقول بلسانه ما يقتحم القلوب ويستقر في الأفئدة.


فهو ''كائن لا عن حدثٍ'' لإنه مكّون المحدثات.


و''موجودٌ لا عن عدمٍ'' لأنه موجد المعدومات.


و''أنشأالخلق إنشاءً وابتدأه إبتداءً'' إذا أوجده من لا مادة ولا لكي تحصل له فائدةٌ من الخلق... .


فإذا أردنا كتاباً في التوحيد هو صنو القرآن الكريم فعلينا بنهج البلاغة الذي يضم ما قاله أميرالمؤمنين عليه السلام وما كتيه من رسائل كانت غايته من ذلك هو الهداية العامة للبشرية، وأول منطلق للهداية هو التوحيد.


لقد أراد أميرالمؤمنين عليه السلام بكلماته أن يبني مجتمعاً صالحاً يقوم على العدل والإنصاف ولن يتحقق هذا المجتمع إلاّ أن يرسي على قاعدة متينة هي قاعدة التوحيد هو عمل الأنبياء. وفي أجل هذهِ الواجبات بعث اللّه الأنبياء للبشرية.


وهكذا يتحدث أميرالمؤمنين عليه السلام عن الانبياء والنبوة، وهو حديث ينطلق من القلب ليدخل الى القلب.


معرفة اللَّه وصفاته



اللَّه خالق كل شي ء



الْحَمْدُ لِلّهِ بَطَنَ


[
بطن الخفيّات: عَلِمَها من باطنها.] خَفِيّاتِ الْأُمُورِ،


[
الاعلام: جمع عَلَم- بالتحريك- وهو المنار يهتدى به، ثمّ عمّ في كلّ مادلّ على شي ء. واعلام الظهور: الأدلة الظاهرة.] وَدَلَّتْ عَلَيْهِ أَعْلامُ الظُّهُورِ، وَامْتَنَعَ عَلى عَيْنِ الْبَصِيرِ، فَلا عَيْنُ مَنْ لَمْ يَرَهُ تُنْكِرُهُ، وَلا قَلْبُ مَنْ أَثْبَتَهُ يُبْصِرُهُ...


[
الخطبة: 49- عيون الحكم والمواعظ: لعليّ بن محمّد بن شاكر الواسطي "المتوفى 457 ه".]


أَرانا مِنْ مَلَكُوتِ قُدْرَتِهِ، وَعَجائِبِ ما نَطَقَتْ بِهِ آثارُ حِكْمَتِهِ، وَاعْتِرافِ الْحاجَةِ مِنَ الْخَلْقِ إلى أَنْ يُقِيَمها بِمِساكِ


[
المساك: بكسر الميم- ما يمسك الشي ء كالملاك ما به يملك.] قُوَّتِهِ:


ما دَلَّنا بِاضْطِرارِ قِيامِ الْحُجَّةِ لَهُ عَلى مَعْرِفَتِهِ، فَظَهَرَتْ فِي الْبَدائِعِ الَّتي أَحْدَثَها آثارُ صَنْعَتِهِ وَأَعْلامُ حِكْمَتِهِ.


فَصارَ كُلُّ ما خَلَقَ حُجَّةً لَهُ. وَدَلِيلاً عَلَيْهِ، وَإنْ كانَ خَلْقاً صامِتاً فَحُجَّتُهُ بِالتَّدْبِيرِ ناطِقَةٌ، وَدَلالَتُهُ عَلَى الْمُبْدِعِ قائِمَةٌ...


[
الخطبة: 91- العقد الفريد: 406:2، لابن عبد ربّه. التوحيد: ص 34 للشيخ الصدوق "المتوفى 381 ه"، ربيع الابرار: 5 "باب الملائكة" للزمخشري، فرج المهموم: ص 54 للسيد بن طاووس.]


شواهد خلقه



فَمِنْ شَواهِدِ خَلْقِهِ: خَلْقُ السَّمواتِ مُوَطَّداتٍ


[
موطّدات: مثبّتات في مداراتها على ثقل أجرامها.] بِلا عَمَدٍ، قائِماتٍ بِلاسَنَدٍ.


دَعاهُنَّ: فَأَجَبْنَ طائِعاتٍ، مُذْعِناتٍ، غَيْرَ مُتَلَكِّئاتٍ،


[
متلكئات: التّلكؤ: التوقف والتباطؤ.] وَلا مُبْطِئاتٍ.


وَلَوْلا إقْرارُهُنَّ لَهُ بِالرُّبُوبِيَّةِ، وَاذْعانُهُنَّ بِالطَّواعِيَةِ،


[
الطواعية: الطاعة.] لَما جَعَلَهُنَّ مَوْضِعاً لِعَرشِهِ، وَلا مَسْكَنّاً لِمَلائِكَتِهِ، وَلا مَصْعَداً لِلْكَلِمِ الطَّيِّبِ، وَالْعَمَلِ الصّالِحِ مِنْ خَلْقِهِ.


[
الخطبة: 182- عيون الحكم والمواعظ:لابن شاكر الليثي. النهاية: 145:2 و 198. الأمالي: 362 للشيخ الصدوق رحمه الله.]


النظر في معالم التوحيد



فَانظُرْ إلَى الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ، وَالنَّباتِ والشَّجَرِ، والْماءِ والْحَجَرِ، واخْتِلافِ هذَا اللَّيْلِ والنَّهارِ، وَتَفَجُّرِ هذِهِ الْبِحارِ، وَكَثْرَةِ هُذِهِ الْجِبالِ، وَطُولِ هذِهِ الْقِلالِ،


[
القلال- جمع قُلّة بالضم- وهي رأس الجبل.] وَتَفَرُّقِ هذِهِ اللُّغاتِ وَالْأَلْسُنِ الْمُخْتَلِفاتِ.


فَالْوَيْلُ لِمَنْ أَنْكَرَ الْمُقَدِّرَ وَحَحَدَ الْمُدَبِّرَ.


زَعَمُوا أَنَّهُمْ كَالنَّباتِ مالَهُمْ زارِعٌ، وَلا لاِخْتِلافِ صُوَرِهِمْ صانِعٌ، وَلَمْ يَلْجَؤُوا


[
لم يلجؤوا: لم يستندوا.] إلى حُجَّةٍ فِيما ادَّعَوْا، وَلا تَحْقِيقٍ لِما أوعَوْا،


[
أوعاه: كوعاه- بمعنى حفظه.] وَهَلْ يَكُونُ بِناءٌ مِنْ غَيْرِ بانٍ؟!


أَوْ جِنايَةٌ مِنْ غَيْرِ جانٍ؟!


[
الخطبة 185- الاحتجاج: 305:1 للطبرسي، ربيع الابرار: "باب دواب البرّ والبحر" للزمخشري، الأمالي ص 192، لابي طالب يحيى بن الحسين بن هارون الحسني "المتوفى 424 ه".]


التفكّر مفتاح الحق والمعرفة



وَلَوْ فَكَّرُوا فِي عَظِيمِ الْقُدْرَةِ، وَجَسِيمِ النِّعْمَةِ، لَرَجَعُوا إلَى الطَّرِيقِ، وَخافُوا عَذابَ الْحَرِيقِ؛ وَلكِنَّ الْقُلُوبَ عَلِيلَةٌ، وَالْأَبْصارَ مَدْخُولَةٌ!


أَلا يَنْظُرُونَ إلى صَغِيرِ ما خَلَقَ؟! كَيْفَ أَحْكَمَ خَلْقَهُ، وَأَتْقَنَ تَرْكِيبِهُ، وَفَلَقَ لَهُ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ، وَسَوّى لَهُ الْعَظْمَ وَالْبَشَرَ.


[
البشر: جمع بشرة، وهي ظاهر الجلد الإنساني.]


[
الخطبة 185- الاحتجاج: 305:1 للطبرسي، ربيع الابرار: "باب دواب البرّ والبحر" للزمخشري، الأمالي ص 192.]


عجائب خلقة النملة



أُنظُرُوا إلَى النَّمْلَةِ! فِي صِغَرِ جُثَّتِها، وَلَطافَةِ هَيْئتها، لا تُنالُ بِلَحْظِ الْبَصَرِ، وَلا بِمُسْتَدْرَكِ الْفِكرِ، كَيْفَ دَبَّتْ عَلى أَرْضِها، وَصُبَّتْ عَلى رِزْقَها، تَنْقُلُ الْحَبَّةَ إلى حُجْرِها، وَتُعِدُّها فِي مُسْتَقَرِّها، تَجْمَعُ فِي حَرِّها لِبَرْدِها، وَفِي وُرُودِها لِصَدَرِها.


[
الصَدَر: محرّكاً- الرجوع بعد الورود.]


مَكْفُولَةٌ بِرِزْقِها، مِرْزُوقَةٌ بِوَفْقِها،


[
بِوِفقِها: بكسر الواو، أي بما يوافقها من الرزق ويلائم طبعها.] لا يُغْفِلُهَا الْمَنّانُ، وَلا يَحْرِمُهَا الدَّيّانُ وَلَوْ فِي الصَّفَا


[
الصّفا: الحجر الأملس لا شقوق فيه.] الْيابِسِ، وَالْحَجَرِالْجامِسِ.


[
الجامس: الجامد.]


[
الخطبة 185.]


وَلَوْ فَكَّرْتَ فِي مَجارِي أَكْلِها: فِي عُلْوِها وَسُفْلِها، وَما فِي الْجَوْفِ مِنْ شَراسِيفِ


[
الشراسيف: مقاطّ الأضلاع: وهي أطرافها التّي تشرف على البطن.] بَطْنِها، وَما فِي الرَّأسِ مِنْ عَيْنِها وَأُذُنِها، لَقَضَيْتَ مِنْ خَلْقِها عَجَباً، وَلَقِيتَ مِنْ وَصْفِها تَعَباً!!


فَتَعالَى الَّذِي أَقامَها عَلى قَوائِمِها، وَبَناها عَلى دَعائِمِها، لَمْ يَشْرَكْهُ فِي فِطْرَتِها فاطِرٌ، وَلَمْ يُعِنْهُ عَلى خَلْقِها قادِرٌ.


وَلَوْ ضَرَبْتَ فِي مَذاهِبِ فِكْرِكَ لِتَبْلُغَ غاياتِهَ، ما دَلَّتْكَ الدَّلالَةُ إلاّ عَلى:


أَنَّ فاطِرَ النَّمْلَة هُوَ فاطِرُالنَّحْلَةِ، لِدَلِيلِ تَفْصِيلِ كُلِّ شَيْ ءٍ، وَغامِضِ أخْتِلافِ كُلِّ حَيٍّ.


وَمَا الْجَلِيلُ وَاللَّطِيفُ، وَالثَّقِيلُ وَالْخَفِيفُ، وَالْقَوِيُّ وَالضَّعِيفُ فِي خَلْقِهِ إلا سَواءٌ.


[
الخطبة 185.]


ياللعجب!! هذه اعجوبة أخرى



وَإنْ شِئتَ قُلْتَ فِي الْجَرادَةِ:


إذْ خَلَقَ لَها عَيْنَيْنِ حَمْراوَيْنَ، وَأَسْرَجَ لَها حَدَقَتَيْنِ قَمْراوَيْنَ،


[
قَمْراوين: اي مضيئين، كأنّ كلّا منهما ليلة قمراء أضاءها القمر.] وَجَعَلَ لَهَا السَّمْعَ الْخَفِيَّ، وَفَتَحَ لَهَا الفَمَ السَّوِيَّ، وَجَعَلَ لَهَا الْحِسَّ الْقَوِيَّ، وَنابَيْنِ بِهِما تَقْرِضُ، وَمِنجَلَيْنِ


[
منجلين: المنجل- كمنبر- آلة من حديد معروفة يُقضَبُ بها الزّرع قالوا:


اراد بهما هنا، رجلي الجرادة، لاعوجاجهما وخشونتهما.]


بِهِما تَقْبِضُ، يَرْهَبُهَا الزُّرّاعُ فِي زَرْعِهِمْ، وَلا يَسْتَطِيعُونَ ذَبَّها


[
ذَبَّها: دفعها.] وَلَوْ أَجْلَبُوا بِجَمْعِهِمْ، حَتّى تَرِدَ الْحَرْثَ فِي نَزَواتِها،


[
نَزَواتها:وثباتها، نزاعليه: وثب.] وَتَقْضِيَ مِنْهُ شَهَواتِها، وَخَلْقُها كُلُّهُ لا يَكُونُ إصْبَعاً مُسْتَدِقَّةً.


[
الخطبة 185.]


عجائب خلقة الحيوان



فارجع البصر


وَلَوِ اجْتَمَعَ جَمِيعُ حَيَوانِها:


مِنْ طَيْرِها، وَبَهائِمِها، وَما كانَ مِنْ مُراحِها


[
مُراحها: بضم الميم- اسم مفعول من أراح الأبل، ردّها الى المُراح- بالضمّ كالمُناخ- الى المأوى.] وَسائِمِها،


[
السّائم: الرّاعي يريد ما كان في مأواه وما كان في مرعاه.]وَأَصْنافِ أَسْناخِها


[
الأسناخ: الأصول، والمراد منها الأنواع، أي الأصناف الداخلة في أنواعها.] وَأَجْناسِها، وَمُتَبِلِّدَةِ


[
المتبلّدة: أي الغبية.] أُمَمِها وَأَكْياسِها، عَلى إِحْداثِ بِعُوضَةٍ، ما قَدَرَتْ عَلى إحْداثِها، وَلا عَرَفَتْ كَيْفَ السَّبِيلُ إلى ايجادِها، وَلَتَحَيَّرَتْ عُقُولُها فِي عِلْمِ ذلِكَ وَتاهَتْ، وَعَجَزَتْ قُواها وَتَناهَتْ، وَرَجَعَتْ خاسِئةً


[
الخاسى ء: الذّليل.] حَسِيرَةً،


[
الحسير: الكالّ المُعيي.] عارِفَةً بأَنَّها مَقْهُورَةٌ، مُقِرَّةً بالْعَجْزِ عَنْ إنْشائِها، مُذْعِنَةً بالضَّعْفِ عَنْ إفْنائِها.


[
الخطبة 186- الاحتجاج: 299:1، للطبرسي. الكافي: 138:1، الكليني. التوحيد: ص 96 و ص 320، الأمالي: ص 205 للشيخ الصدوق. الارشاد: ص 131 للشيخ المفيد. الاختصاص: ص 236 للشيخ المفيد. تذكرة الخواص: ص 157 للسبط ابن الجوزي. امالي المرتضى: 148:1.]


عجائب خلقة الانسان



... أَمْ هذَا الَّذِي أَنشَأَهُ فِي ظُلُماتِ الْأَرْحامِ، وَشُغُفِ الْأَسْتارِ،


[
شُغُف الأستار: جمع شَغاف- مثل سَحاب وسُحُب- وهو في الاصل غلاف القلب، استعارة للمشيمة.] نُطْفَةً دِهاقًا،


[
دهاقاً: متتابعاً، ''دهقها'' صبّها بقوّة، وقد تفسر الدّهاق بالممتلئة، اي: ممتلئة من جراثيم الحياة.] وَعَلَقَةً مُحاقًا،


[
علقة محاقا: اي خَفي فيها ومُحِق كلّ شكل وصورة.] وَجَنِينًا،


[
الجنين: الولد بعد تصويره مادام في بطن أمه.] وَراضِعًا، وَوَلِيدًا وَ يافِعًا،


[
اليافع: الغلام راهق العشرين.] ثُمَّ مَنَحَهُ قَلْبًا حافِظاً وَلِسانًا لاّفِظًا، وَبَصَراً لاحِظاً، لِيَفْهَمَ مُعْتَبِراً، وَيُقَصِّرُ مُزْدَجِرًا، حَتَى إذا قامَ اعْتِدالُهُ، وَاسْتَوى مِثالُهُ،


[
مثاله: اي بلغت قامته حدّما قدّر لها من النماء.] نَفَرَ مُسْتَكْبِرًا، وَخَبَطَ سادِرًا.


[
خبط سادراً: خبط البعيرُ: اذا ضرب بيديه الأرض لا يتوقّى شيئاً، والسّادر: المتحيّر والذّي لا يهتمّ ولا يبالي ماصنع.]


[
الخطبة: 83- تحف العقول: ص 146، لابن شعبة الحرّاني، دستور معالم الحكم: ص 59 للقاضي القضاعي، عيون الحكم والمواعظ.]


... أَيُّهَا الْمَخْلُوقُ السَّوِيُّ،


[
السوي: مستوي الخلقة لا نقص فيه.] وَالْمُنْشَأُ


[
المنشأ: المبتدع، والمرعي: المحفوظ المعني بأمره.] الْمَرْعِيُّ، في ظُلُماتِ الْأَرْحامِ، وَمُضاعَفاتِ الْأَسْتارِ، بُدِئَتَ ''مِنْ سُلالَةٍ


[
السلالة من الشي ء: ما انسلّ منه.] مِنْ طِينٍ''، وَوُضِعْتَ ''في قَرارٍ مَكِينٍ،


[
القرار المكين: محلّ الجنين من الرّحم.] إِلى قَدَرٍ مَعْلُومٍ''،


[
المرسلات: 21 و 22.] وَأَجَلٍ مَقْسُومٍ، تَمُورُ


[
تمور: تَتَحرّك.] في بَطْنِ أُمِّكَ جَنِيناً لا تُحِيرُ


[
لا تحير: من قولهم: ما أحار جواباً، أي لم يستطع ردّاً.] دُعاءً، وَلا تَسْمَعُ نِداءً.


ثُمَّ أُخْرِجْتَ مِنْ مَقَرِّكَ إِلى دارٍ لم تَشْهَدْها، وَلَمْ تَعْرِفْ سُبُلَ مَنافِعِها، فَمَنْ هَداكَ لاِجتِرارِ الْغِذاءِ مِنْ ثَدْي أُمِّكَ، وَعَرَّفَكَ عِنْدَ الْحاجَةِ مَواضِعَ طَلَبِكَ وَإِرادَتِكَ؟!


[
الخطبة: 163، حلية الاولياء: 72:1 لأبي نعيم الاصفهاني، عيون الحكم والمواعظ، للواسطي، ربيع الابرار.]


... فَهُوَ الَّذِي تَشْهَدُ لَهُ أَعْلامُ الْوُجُودِ عَلى إقْرارِ قَلْبِ ذِي الْجُحُودِ.


تَعالَى اللَّهُ عَمّا يَقُولُهُ الْمُشَبِّهُونَ بِهِ، وَالْجاحِدُون لَهُ عُلُوَّاً كَبِيراً.


[
الخطبة: 49، في الحكم والمواعظ، لعلي بن محمّد بن شاكر الواسطي "المتوفى 457 ه".]


/ 18