نهج البلاغة الثاني - نهج البلاغة الثانی نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

نهج البلاغة الثانی - نسخه متنی

جعفر حائری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید




نهج البلاغة الثاني


كلمة الناشر



بسمه تعالى احتياج الكل اليه، و استغنائه عن الكل، دليل على انه امام الكل في الكل "الخليل بن أحمد الفراهيدي" تفوق شهرة و عظمة و علو مقام الامام أمير المؤمنين علي عليه السّلام ان نتحدث عنها في هذه الكلمة الوجيزة، و على حد قول أحد العلماء انه مهما كتب كتاب جديد حول شخصيته و سمو مرتبته فانه لن يؤدي حقه على النحو الأكمل و المظهر الأتم.


و قد يكون أدق تعبير ورد فيه قول الخليل بن أحمد انه: امام الكل في الكل فان على الجميع الرجوع اليه في كل شي ء، و هذا التعبير هو المصداق الأوفى لقول خاتم النبيين الرسول الأعظم "ص":


أنا مدينة العلم و عليّ بابها، فمن أراد المدينة فليأتها من بابها فللوصول الى الوحي و الارتشاف من المنهل العذب الالهي يجب البدء من الإمام علي عليه السّلام.


تفتخر دار الهجرة أن تقدم للمجتمع الاسلامي تقربا الى المولى العلي القدير و رجاء لشفاعة مولانا أمير المؤمنين عليه السّلام كتابا جديدا ينبع ما فيه من العين


الالهية الصافية. و هو كما قيل دون كلام الخالق و فوق كلام المخلوق باسم نهج البلاغة الثاني و قد قام بجمعه و تبويبه سماحة حجة الاسلام و المسلمين فضيلة الشيخ جعفر الحائرى.


و مع ان جميع ما ورد في هذا الكتاب القيم مأخوذ من كتب الفريقين و لكن جمعه و تبويبه و تفصيله في كتاب واحد يسهل الاستفادة منه، و له محاسن أخرى للمتضلعين في هذا الشأن.


و نسأل الباري عز و جل ان يوفقنا في الطبعات القادمة لتنظيم فهارس علمية و متنوعة للكتاب و الحاقها به و كذلك نأمل ان نقوم بترجمة الكتاب الى اللغة الفارسية لتعم الفائدة و يستفيه منه عدد اكبر من ابناء الامة الاسلامية.


ختاما نتمنى أن نكون قد خطونا خطوة موفقة في طريق نشر و احياء تراث اهل البيت عليهم السلام فنسأل محبيهم الدعاء لنا بحسن العاقبة و التوفيق. و آخر دعوانا ان الحمد للّه رب العالمين.


دار الهجرة 13 رجب 1410 ه.


الاهداء



اليك يا بطل الإسلام و رايته الخفّاقة.


اليك يا من ربّته يد النّبوّة، و احتضنه حجر الرّسالة، حتّى استقى من منهلها العذب، و ارتوى من معينها الّذى لا ينضب.


اليك يا من تمثّلت فى شخصيّته الفذّة المثل العليا للانسانيّة الكاملة و تجسّمت فيه الخلافة الاسلاميّة بعد الرّسالة النّبويّة، فكان خير وصىّ لأفضل نبىّ.


اليك يا من منحك اللّه جوامع الكلم، و منابع الحكم حتّى قلت: "و انّا لأمرآء الكلام و فينا تنشّبت عروقه، و علينا تهدّلت غصونه." و حتّى اعيت عن اتيانها جهابذة امراء البيان العربىّ من طارفها و تليدها على كرّ العصور و اختلاف الملوان.


هذه مواهبك و بنات افكارك، المودعة فى خطبك و كتبك و كلامك، افرغتها فى بوتقة التّأليف، لتكون عدلا لأخيه نهج البلاغة ارفعها الى سدتك الرّفيعة، و رجائى من كرمك العميم، ان تتقبّلها باحسن القبول، لتكون بضاعتى المزجاة، خير ذريعة فى يوم العرض الى اللّه و الوفادة عليه،: "وَ اِنَّ اللَّهَ لا يُضيعُ اَجْرَ مَنْ اَحْسَنَ عَمَلاً".


رقّك:


جعفر الحائرىّ


فى الكتاب



كتاب كأنّ اللّه رصّع لفظه


بجوهر ايات الكتاب المنزّل


حوى حكما كالدّرّ، ينطق صادقا


فلا فرق الاّ انّه غير منزل


هذا الكتاب كتاب اللّه انزله


على الإمام علىّ ع اشرف العرب


اخو الكتاب الّذى جاء النّبىّ به


كلاهما عن نبىّ او وصىّ نبىّ


جمع الرّضىّ لحيدر فى نهجه:


ما سنّ من اى لأهل الضّاد


فاجتاس جعفر جامعا ما صيغ من


درر البيان لسيّد الزّهّاد


"لجماعة من الشّعراء".


رسالة ثمينة



تكرّم بها الإمام المجاهد صاحب المصنّفات النّادرة سماحة السّيّد عبد الحسين شرف الدّين الموسوىّ ره و اليك ما توّجنا بها حرفيّا بسم اللّه، الحمد للّه السّلام عليك يا ابا عبد اللّه، و على الأرواح الّتى حلّت بفنائك، عليكم منّى سلام اللّه ابدا ما بقيت و بقى اللّيل و النّهار و رحمة اللّه و بركاته، يا ليتنا كنّا معكم فنفوز فوزا عظيما اخى في اللّه عزّ و جلّ، و فى رسوله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و فى اوليائه عليهم الصّلوة و السّلم، و ولييّ فيهم السّلام عليكم، و على من لديكم، و رحمة اللّه و بركاته، لكم الشّكر، و حسن الذّكر و عظيم الأجر، بما اوليتم الأمّة من سفركم الجليل


[
ارسل الينا رحمه اللّه هذه الرّسالة بعد صدور بلاغة الامام علىّ بن الحسين ع و الحقناها بالطّبع الثّانى، و انّما ذكرت هنا لشباهة هذا الكتاب بها.]

...


و لعمرى انّ مؤلّفكم هذا لنعمة اسديتموها الى الأمّتين : الإسلاميّة باجناسها و العربيّة من سائر اديانها، فحقّ عليهما ان تنشر ارباط الحمد على ما اسديتم، و تخلعا حلل الثّناء على ما اوليتم، فللّه هديّتكم المشكورة، و ما اولاها بقول القائل: انّ الهديّة على مقدار مهديها فللأثنين على جميلك الزّاهر هذا، ثناء الزّهر على القطر، شكرا لا ينقطع مدى الدّهر و السّلام عليكم اوّلا و اخرا، و رحمة اللّه و بركاته.


صور. "عبد الحسين شرف الدّين الموسوى".


خطبه ها



خطبه 001-فى تمجيد اللّه تبارک و تعالي و عظمته ثمّ يذكر فيها النّبىّ



اَلْحَمْدُ لِلَّهِ الْواحِدِ، الْمُتَفَرِّدِ الصَّمَدِ، الَّذى لا مِنْ شَىْ ءٍ كانَ وَ لا مِنْ شَىْ ءٍ خَلَقَ اِلاَّ وَ هُوَ خاضِعٌ لَهُ، قُدْرَةٌ بانَ بِها مِنَ الاَشْيآءِ، وَ بانَتِ الْاَشْيآءُ بِها مِنْهُ، فَلَيْسَتْ لَهُ صِفَةٌ تُنالُ، وَ لا حَدٌّ تُضْرَبُ فيهِ الْاَمْثالُ،


حارَتْ دُونَ مَلَكُوتِهِ مَذاهِبُ التَّفْكيرِ، وَ انْقَطَعَتْ دُونَ عِلْمِهِ جَوامِعُ التَّفْسِيرِ، وَ حالَتْ دُونَ غَيْبِهِ الْمَكْنونِ حُجُبٌ مِنَ الْغُيُوبِ، تاهَتْ فى اَدانيها طامِحاتُ الْعُقُولِ، فَتَبارَكَ اللَّهُ الَّذى لا يُدْرِكُهُ بُعْدُ الْهِمَمِ، وَ لا يَنالُهُ غَوْصُ الْفِطَنِ، وَ تَعالَى الَّذى لَيْسَ لَهُ نَعْتٌ مَحْدُودٌ، وَ لا وَقْتٌ مَمْدُودٌ وَ لا اَجَلٌ مَعْدُودٌ، وَ سُبْحانَ الَّذى لَيْسَ لَهُ اَوَّلٌ يُبْتَدَى ، وَ لا غايَةٌ اِلَيْها يُنْتَهى ، هُوَ كَما وَصَفَ نَفْسَهُ، وَ لا يَبْلُغُ الْواصِفُونَ نَعْتَهُ، حَدَّ الْأَشْيآءَ كُلَّها بِعِلْمِهِ، وَ لَمْ يَحْلُلْ فيها فَيُقالَ هُوَ فيها كآئِنٌ، وَ لَمْ يَنْأَ عَنْها فَيُقالَ هُوَ مِنْها بائِنٌ، اَحاطَ بِها عِلْمُهُ، وَ اَتْقَنَها صُنْعُهُ، وَ ذَلَّلَها اَمْرُهُ، وَ اَحْصاها حِفْظُهُ لَمْ تَعْزُبْ عَنْهُ غُيُوبُ الْهَوآءِ، وَ لا مَكْنُونُ ظُلَمِ الدُّجى ، فَهُوَ بكُلِّ شَىْ ءٍ مُحيطٌ،


وَ لِكُلِّ شَىْ ءٍ مِنْها حافِظٌ وَ رَقيبٌ، هُوَ الَّذى لَمْ تُغَيِّرْهُ صُرُوفُ الزَّمانِ، وَ لا يَتَكَأَّدُهُ صُنْعُ شَىْ ءٍ كانَ، اِبْتَدَعَ ما خَلَقَ، بِلا مِثالٍ سَبَقَ، وَ لا تَعَبٍ وَ لا نَصَبٍ، وَ لا عِنآءٍ وَ لا لَغَبٍ، اَحاطَ بِالْأَشْياءِ قَبْلَ كَوْنِها عِلْماً، وَ لَمْ يَزْدُدْ بِتَجْرِبَتِها خُبْرًا،


لَمْ يُكَوِّنْها لِشِدَّةِ سُلْطانٍ، وَ لا خَوْفٍ مِنْ زَوالٍ وَ لا نُقْصانٍ، وَ لاَ اسْتِعانَةٍ عَلى ضِدٍّ مُناوٍ، وَ لا نِدٍّ مُكاثِرٍ، لكِنْ خَلائِقُ مَرْبُوبُونَ، وَ عِبادٌ داخِرُونَ فَسُبْحانَ الَّذى لَمْ يَؤُدْهُ خَلْقُ مَا ابْتَدَأَ، وَ لا تَدْبيرُ ما بَرَأَ، وَ لا مِنْ عَجْزٍ بِما خَلَقَ اكْتَفى ، عَلِمَ ما خَلَقَ، وَ خَلَقَ ما اَرادَ، لا بِالتَّفْكيرِ فى حادِثٍ اَصابَ ما خَلَقَ وَ لا دَخَلَتْ عَلَيْهِ شُبْهَةٌ فيما اَرادَ، لكِنْ عِلْمٌ مُحْكَمٌ، وَ اَمْرٌ مُبْرَمٌ، تَوَحَّدَ فيهِ بِالرُّبُوبِيَّةِ، وَ خَصَّ نَفْسَهُ بِالْوَحْدانِيَّةِ، فَلَبِسَ الْعِزَّ وَ الْكِبْرِيآءَ، وَ اسْتَخْلَصَ الْمَجْدَ وَ الثَّنآءَ، وَ تَعالى عَنِ اتِّخاذِ الْأَبْنآءِ، وَ تَقَدَّسَ عَنْ مُلامَسَةِ النِّسآءِ،


وَ عَزَّ عَنْ مُحاوَرَةِ الشُّرَكآءِ، لَيْسَ لَهُ فيما خَلَقَ نِدٌّ، وَ لا لَهُ فيما مَلَكَ ضِدٌّ، لَمْ يَزَلْ وَ لا يَزالُ، قَبْلَ بُدْءِ الدُّهُورِ، وَ بَعْدَ تَصَرُّفِ الْأُمُورِ.


و منها على رواية اخرى :


ثُمَّ اِنَّ اللَّهَ تَبارَكَ وَ تَعالى خَلَقَ الْخَلْقَ بِعِلْمِهِ، وَ اخْتارَ مِنْ خِيارِ صَفْوَتِهِ اُمَنآءَ وَحْيِهِ، وَ خَزَنَةً عَلى اَمْرِهِ، اِلَيْهِمْ تَنْتَهى رُسُلُهُ، وَ عَلَيْهِمْ يَتَنَزَّلُ وَحْيُهُ، اِسْتَوْدَعَهُمْ فى خَيْرِ مُسْتَوْدَعٍ، وَ اَقَرَّهُمْ فى خَيْرِ مُسْتَقَرٍّ،


تَناسَخُهُمْ اَكارِمُ الْاَصْلابِ اِلى مُطَهَّراتِ الْأَرْحامِ، كُلَّما مَضى مِنْهُمْ سَلَفٌ اِنْبَعَثَ مِنْهُمْ لِاَمْرِهِ خَلَفٌ، حَتّىَ انْتَهَتْ نُبُوَّةُ اللَّهِ وَ اَفْضَتْ كَرامَتُهُ اِلى مُحمَّدٍ ص فَاَخْرَجَهُ مِنْ اَفْضَلِ الْمَعادِنِ مَحْتَداً، وَ اَكْرَمِ الْمَغارِسِ مَنْبَتاً، وَ اَمْنَعِها ذِرْوَةً وَ اَعَزِّها اُرُوقَةً، مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتى مِنْها خَلَقَ اَنْبِيآءَهُ، وَ انْتَخَبَ اُمَنآءَهُ، الطَّيِّبَةِ الْعُودُ، الْباسِقَةِ الْفُرُوعُ، النَّاضِرةِ الْغُصُونُ، الْيانِعَةِ الثِّمارُ، الْكَريمَةِ


الْمُجْتَنى


[
هذه الصّفات للشّجرة.]

، فى كَرْمٍ غُرِسَتْ، وَ فى حَرَمٍ اُنْبِتَتْ، وَ فيهِ بَسَقَتْ وَ اَثْمَرَتْ، وَ عَزَّتْ بِهِ وَ امْتَنَعَتْ، اَكْرَمَهُ اللَّهُ بِالرُّوحِ الْاَمينِ، وَ النُّورِ الْمُبينِ، وَ سَخَّرَ لَهُ الْبُراقَ، وَ صافَحَتْهُ الْمَلائِكَةُ، وَ اَرْعَبَ بِهِ الْاَبالِسَةَ، وَ هَدَمَ بِهِ الْأَصْنامَ وَ الْألِهَةَ، شَهابٌ صَدَعَ نُورُهُ فَاسْتَضآئَتْ بِهِ الْعِبادُ، وَ اسْتَنارَتْ بِهِ الْبِلادُ سُنَّتُهُ الرُّشْدُ، وَ سيرَتُهُ الْعَدْلُ، وَ حُكْمُهُ الْحَقُّ، صَدَّعَ بِما اُمِرَ، وَ بَلَّغَ ما حُمِّلَ، حَتّى اَفْصَحَ بِالتَّوْحيدِ دَعْوَتَهُ، وَ اَظْهَرَ فىِ الْخَلْقِ كَلِمَتَهُ، وَ خَلَصَتْ لَهُ الْوَحْدانِيَّةُ، وَ صَفَّتْ لَهُ الرُّبُوبِيَّةُ.


اَللَّهُمَّ فَخُصَّهُ بِالذِّكْرِ الْمَحْمُودِ، وَ الْحَوْضِ الْمَوْرُودِ، وَ اتِهِ الْوَسيلَةَ وَ الْفَضيلَةَ، وَ احْشُرْنا فى زُمْرَتِهِ، غَيْرَ خَزايا وَ لا ناكِثينَ، وَ اجْمَعْ بَيْنَنا وَ بَيْنَهُ فى ظِلِّ الْعَيْشِ، وَ بَرْدِ الرَّوْحِ، وَ قُرَّةِ الْاَعْيُنِ، وَ نَضْرَةِ السُّرُورِ، وَ بَهْجَةِ النَّعيمِ،


فَاِنَّا نَشْهَدُ اَنَّهُ بَلَّغَ الرِّسالَةَ، وَ اَدّىَ الْأَمانَةَ، وَ اجْتَهَدَ لِلْاُمَّةِ، وَ جاهَدَ فى سَبيلِكَ، وَ لَمْ يَخَفْ لَوْمَةَ لائِمٍ فى دينِكَ، وَ عَبَدَكَ حَتّى اَتاهُ الْيَقينُ.


خطبه 002-فى علوّه تبارك و تعالى عن نعت المخلوقين خطبها يوم الجمعة فى مسجد الكوفة



الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذى لا مِنْ شَىْ ءٍ كانَ، وَ لا مِنْ شَىْ ءٍ كَوَّنَ ما قَدْ كانَ مُسْتَشْهَدٌ بِحُدُوثِ الْاَشْيآءِ عَلى اَزَلِيَّتِهِ، وَ بِما وَسَمَها بِهِ مِنَ الْعجْزِ عَلى قُدْرَتِهِ، وَ بِما اضْطَرَّها اِلَيْهِ مِنَ الْفَنآءِ عَلى دَوامِهِ.


لَمْ يَخْلُ مِنْهُ مَكانٌ فَيدْرَكَ بِاِنِّيَّتِهِ، وَ لا لَهُ شَبَحُ مِثالٍ فَيُوصَفَ بِكَيْفِيَّتِهِ، وَ لَمْ يَغِبْ عَنْ شَىْ ءٍ فَيُعْلَمَ بِحَيْثيَّتِهِ، مُبايِنٌ لِجَميعِ ما جَرا فِى الصِّفاتِ، مُمْتَنِعٌ عَنِ الْأِدْراكِ بِمَا ابْتَدَعَ مِنْ تَصْريفِ الذَّواتِ، وَ خارِجٌ بِالْكِبْرِيآءِ وَ الْعَظَمَةِ مِنْ جَميعِ تَصَرُّفِ الْحالاتِ، مُحَرَّمٌ عَلى بوارِعِ الْفِطَنِ تَحْديدُهُ، وَ عَلى غَواصِ الْفِكَرِ تَصْويرُهُ، لا تَحْويهِ الْأَماكِنُ لِعَظَمَتِهِ، وَ لا تُدْرِكُهُ الْاَبْصارُ لِجَلالَتِهِ، مُمْتَنِعٌ مِنَ الْاَوْهامِ اَنْ يَسْتَغْرِقَهُ، وَ عَنِ الْاَذْهانِ اَنْ تُمَثِّلَهُ، قَدْ يَئِسَتْ مِنَ الْأِحاطَةِ بِهِ طَوامِحُ الْعُقُولِ، وَ نَصَبَتْ عَنِ الْاِشارَةِ اِلَيْهِ بِالْاِكْتِناهِ بِحارُ الْعُلُومِ، واحِدٌ لا مِنْ عَدَدٍ، وَ دآئِمٌ لا بِاَمَدٍ، وَ قآئِمٌ لا بِعَمَدٍ، لَيْسَ بِجِنْسٍ فَتَعادَ لَهُ الْأَجْناسُ، وَ لا بِشَبَحٍ فَتُضارِعَهُ الْاَشْباحُ، مُقْتَدِرٌ بِالْأَلآءِ، مُمْتَنِعٌ بِالْكِبْرِيآءِ، مُتَمَلِّكٌ عَلىَ الْاَشْيآءِ، لا دَهْرٌ يُخْلِقُهُ، وَ لا وَصْفٌ يُحيطُ بِهِ، خَضِعَتْ لَهُ الصِّعابُ، وَ



/ 35