علوم الإمام عليّ - موسوعة الامام علی بن ابی طالب فی الکتاب و السنة و التاریخ جلد 10

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

موسوعة الامام علی بن ابی طالب فی الکتاب و السنة و التاریخ - جلد 10

محمد محمدی ری شهری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید





علوم الإمام عليّ



المدخل



يختصّ هذا القسم بدراسة المدى الذي يَترامى على أطرافه علم الإمام أميرالمؤمنين عليه السلام؛ إذ يتوفّر من جهة على متابعة الجهود النبويّة الحثيثة التي بذلها رسول اللَّه صلى الله عليه و آله في تنشئة الإمام معرفيّاً وإعداده علميّاً، كما يومئ من جهة اُخرى إلى الاستعداد العظيم الذي كان يتحلّى به الإمام وسعته الوجوديّة وما بذله في التعلّم من رسول اللَّه صلى الله عليه و آله والتلقّي منه، ومن ثمّ يكشف بالضرورة عن الموقع الشاهق الذي يحظى به الإمام علميّاً وهيمنته المذهلة على العلوم.


إنّ متابعة هذا المسار، والتأمّل في فصول القسم الحادي عشر يجذب الباحث بقوّة إلى علم الإمام، ويدفعه بشوق كي يطلّ على قبسات من علومه الممتدّة، ويطمح ببصره تلقاء رشفات من بحره الزخّار. من هنا جاء هذا القسم وهو يشتمل على قبسات من علمه كاستجابة طبيعيّة لذلك التطلّع، كما يظهر ذلك جليّاً من التدقيق في الفصول التي تنتظم القسم.


مع ذلك ليست هذه الجولة سوى غيض من فيض، وإن هي إلّا إضمامة متواضعة على هذا السبيل، وهي جهد المقلّ في بيانِ محضِ أمثلةٍ من ينبوع العلم العلوي، كما نؤكّد أنّه لايمثّل إلّا شطراً ضئيلاً ممّا وصلَنا من المعرفة العلويّة، على


أنّ ما وصلنا لايمثّل بدوره سوى شطر ضئيل أيضاً ممّا بادر إلى بيانه الإمام، وأعلنه على الاُمّة، ثمّ ضاع ولم يصلنا خبره أو مادّته وأثره لعوامل متعدّدة ذُكرت في مظانّها.


عجيب هو علم الإمام، يُثير التأمّل في مدياته الممتدّة الذهول والحيرى. إذا رام القلم أن يخطّ من هذا العلم حقيقة واحدة سرعان ما يتراءى أمامه بحر زخّار تتدافع أمواجه، وتتباعد المسافة بين شُطّانه حتى تبلغ المدى الأقصى. بحر لا ينزف هو علم الإمام، تتراكب أمواجه موج فوقه موج، شواطئ ممتدّة على الاُفق دون نهاية، وقعر ليس له قرار.


أنّى للقلم أن يرقى إلى بيان علمه وهو باب علم النبيّ و حكمته ، وأنّى للكلمات أن تتسلّق إلى ذراه وهو خزانة علم النبيّ وجميع النبيّين.


ثمّ كيف يقدر القلم أن يواكب علم عليّ عليه السلام، وفي مدى هذا العلم اجتمعت جميع العلوم القرآنيّة، والمعارف الدينيّة، وعلم المنايا والبلايا؛ وقد كان صاحب العلم ينظر إلى الماضي والحاضر كما ينظر إلى الذي بين يديه، يتبدّى له كما تتبدّى الشمس في رابعة النهار!


عِلْمُ الْكِتَبِ


[
الرعد: 43.]

كلّه كان عند عليّ بن أبي طالب عليه السلام بنصّ الروايات، ولم يكن عند آصف بن برخيّا من هذا العلم إلّا شيئاً منه عِندَهُ و عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَبِ


[
النمل: 40.]

وقد استطاع أن يُحضِر عرش بلقيس عند سليمان عليه السلام من مسافة بعيدة بأقلّ من طرفة عين. وعندئذٍ ينبغي التأمّل ببصيرة وفكر في هذا العلم علم من الكتاب مقارنة


بذلك العلم علم الكتاب لنتصوّر الفارق بين الاثنين، وفيما إذا كان بمقدور الكلمات والصفحات والأقلام أن ترقى إلى بيان علم عليّ عليه السلام مهما بلغت، أو تومئ إلى أبعاده!


كان علم الإمام من السعة بحيث أنّ شعاعاً واحداً منه لو تبلّج لكان حريّاً أن يُبهر العقول، ويأخذ بمجامع النفوس، ويبعث برعشةٍ راحت تسري في الأجساد، وذلك قوله عليه السلام: اندمجت على مكنون علم لو بُحت به لاضطربتم اضطراب الأرشية في الطويّ البعيدة .


لقد برقت عن ينبوع الإمام المعرفي ومكنون علمه ومضات علميّة ومعرفيّة صدرت قبل أربعة عشر قرناً استجابة لمتطلّبات ذلك العصر وتلبية لحاجات الموقف إليها- لا أنّها صدرت بدافع الواقع ونفس الأمر- راحت تُلقي أضواءً على بداية الخليقة وانبثاق الوجود، وخلق الملائكة، وخلق السماوات والأرضين، والإنسان، والحيوان، وأعطت رؤىً مكثّفة في المجتمع، وعلم النفس، والتاريخ، والأدب، وأبدت إشارات في الفيزياء، وعلم الأرض الجيولوجيا ممّا لا يزال يتّسم بالجدة والحداثة لدى العلماء المعاصرين رغم التطوّر والتكامل.


مَن تكون هذه أثارة من علمه وقبضة من معرفته، كيف يمكن تحديد أبعاد علمه، والوقوف على مكنون معرفته؟


وهل يمكن تحرّي جميع الجوانب، ومعرفة كافّة الزوايا في علم إنسانٍ وقف يصدع بعلوّ قامته، ويهتف بصلابة ورسوخ: سلوني قبل أن تفقدوني ، ثمّ لم يعجز عن جواب سؤال قطّ، ولم يسجّل التاريخ مثيلاً لهذه الظاهرة، ولم تعرف الإنسانيّة في ماضيها وحاضرها من نطق بمثل هذه المقالة أبداً.


هالة من الغموض كانت ولا تزال تكتنف علم عليّ ومداه، ولا غرو فهذا رسول اللَّه صلى الله عليه و آله يقول: ما عرف اللَّه حقّ معرفته غيري وغيرك، وما عرفك حقّ معرفتك غير اللَّه وغيري


[
راجع: القسم التاسع:لا يعرف حقّ معرفته:ما عرفه إلّا اللَّه وأنا.]



إنّ القلم ليعجز، وتنكفئ الكلمات، ولن يكون أمام المرء مهما بلغت كفاءته إلّا الاعتراف بالعجز أمام هذه الظاهرة المدهشة.


على هذا يتحتّم على الإنسان أن يكون كالمتنبّي في الإفصاح عن عجزه في بيان أبعاد المعرفة العلويّة، حيث يكون الصمت في مثل هذا المشهد أبلغ من أيّ نطق


[
راجع: القسم التاسع:عليّ عن لسان الشعراء:المتنبّي.]

ومن ثمَّ ما أحرانا أن نرفع الأقلام صوب ساحته الغرّاء فنمسك عن الكتابة لنصغي إليه وننصت له بأدب، عساه يُفيض بشي ء قليل ممّا عنده، ويُبدي قطرة من بحر علومه الزخّار، وينشر وميضاً من مكنون حقائقه.


التعلّم في مدرسة النبيّ


شدّة اهتمام النبيّ بتعليمه



4817- الإمام عليّ عليه السلام: كنت إذا سألت رسول اللَّه صلى الله عليه و آله أعطاني، وإذا سكتُّ ابتدأني


[
سنن الترمذي: 3722:637:5 عن عبدالرحمن بن عبداللَّه بن عمرو بن هند الحبلي و ص 3729:640، المستدرك على الصحيحين: 4630:135:3، خصائص أميرالمؤمنين للنسائي: 119:221، المصنّف لابن أبي شيبة: 7:495:7، اُسد الغابة: 3789:104:4، تاريخ دمشق: 377:42؛ الأمالي للصدوق: 365:315 كلّها عن عبداللَّه بن عمرو بن هند، غرر الحكم: 3779 و 7236 وفيه أمسكت بدل سكتّ .]



4818- الطبقات الكبرى عن محمّد بن عمر بن عليّ عليه السلام: إنّه قيل لعليّ عليه السلام: ما لك أكثر أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه و آله حديثاً؟


فقال: إنّي كنت إذا سألته أنبأني، وإذا سكتُّ ابتدأني


[
الطبقات الكبرى: 338:2، أنساب الأشراف: 351:2، تاريخ دمشق: 378:42، الصواعق المحرقة: 123؛ المناقب لابن شهر آشوب: 45:2.]



4819- الإمام عليّ عليه السلام: كنت إذا سألته | صلى الله عليه و آله | أجابني، وإذا سكتُّ عنه وفنيت مسائلي ابتدأني


[
الكافي: 1:64:1، الخصال: 131:257، تحف العقول: 196، الاعتقادات: 121، الغيبة للنعماني: 10:80 وفيه ابتدأت بدل سألته ، المسترشد: 67:235، بصائر الدرجات: 3:198 كلّها عن سليم بن قيس.]



4820- الطبقات الكبرى عن أبي البختري: أتينا عليّاً... قلنا: فأخبرنا عن نفسك يا أميرالمؤمنين.


قال: إيّاها أردتم! كنت إذا سألت اُعطيت، وإذا سكتّ ابتُدِئت


[
الطبقات الكبرى: 346:2، المصنّف لابن أبي شيبة: 6:495:7، المعجم الكبير: 6042:214:6، تهذيب الكمال: 7305:236:33 كلاهما عن زاذان، خصائص أميرالمؤمنين للنسائي: 120:223، حلية الأولياء: 68:1، تاريخ دمشق: 377:42، كنز العمّال: 36406:128:13 نقلاً عن المستدرك على الصحيحين عن هبيرة نحوه؛ الأمالي للصدوق: 377:324 عن المسيّب بن نجبة، الغارات: 178:1 عن أبي عمرو الكندي، الاحتجاج: 139:616:1 عن الأصبغ بن نباتة، شرح الأخبار: 532:202:2 عن سلمان.]



4821- الإمام عليّ عليه السلام: وليس كلّ أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه و آله من كان يسأله ويستفهمه، حتى إن كانوا ليحبّون أن يجي ء الأعرابي والطارئ، فيسأله عليه السلام حتى يسمعوا، وكان لا يمرّ بي من ذلك شي ء إلّا سألته عنه وحفظته


[
نهج البلاغة: الخطبة 210، الاحتجاج: 146:631:1 عن مسعدة بن صدقة عن الإمام الصادق عنه عليهاالسلام.]



4822- التوحيد عن الأصبغ بن نباتة: لمّا جلس عليّ عليه السلام في الخلافة وبايعه الناس


خرج إلى المسجد متعمّماً بعمامة رسول اللَّه صلى الله عليه و آله لابساً بردة رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، منتعلاً نعل رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، متقلّداً سيف رسول اللَّه صلى الله عليه و آله فصعد المنبر فجلس عليه السلام عليه متمكّناً، ثمّ شبك بين أصابعه فوضعها أسفل بطنه، ثمّ قال:


يا معشر الناس سلوني قبل أن تفقدوني، هذا سفط العلم، هذا لعاب رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، هذا مازقّني رسول اللَّه صلى الله عليه و آله زقّاً زقّاً، سلوني فإن عندي علم الأوّلين والآخرين


[
التوحيد: 1:305، الأمالي للصدوق: 560:422، الاحتجاج: 138:609:1؛ المناقب للخوارزمي: 85:91، فرائد السمطين: 263:341:1 كلاهما عن أبي البختري نحوه.]



4823- الإمام عليّ عليه السلام- بعد إخباره لحوادث آتية، فقال له بعض أصحابه: لقد اُعطيت يا أميرالمؤمنين علم الغيب! فضحك عليه السلام، وقال للرجل، وكان كلبيّاً-:


يا أخا كلب، ليس هو بعلم غيب، وإنّما هو تعلّم من ذي علم وإنّما علم الغيب علم الساعة، وما عدّده اللَّه سبحانه بقوله إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ و عِلْمُ السَّاعَةِ وَ يُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَ يَعْلَمُ مَا فِى الْأَرْحَامِ وَ مَا تَدْرِى نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَ مَا تَدْرِى نَفْسُ م بِأَىِّ أَرْضٍ تَمُوتُ الآية


[
لقمان: 34.]

فيعلم اللَّه سبحانه ما في الأرحام من ذكر أو اُنثى، وقبيح أو جميل، وسخيّ أو بخيل، وشقيّ أو سعيد، ومن يكون في النار حطباً، أو في الجنان للنبيّين مرافقاً.


فهذا علم الغيب الذي لا يعلمه أحد إلّا اللَّه، وما سوى ذلك فعلمٌ علّمه اللَّه نَبيّه فعلّمنيه، ودعا لي بأن يَعِيَهُ صدري، وتَضطَمَّ


[
الاضطمام: من الضمّ، اضطممتُ الشي ء: ضممته إلى نفسي "لسان العرب: 358:12".]

عليه جوانحي


[
نهج البلاغة: الخطبة 128.]



4824- الإمام الصادق عليه السلام: إنّ علم عليّ بن أبي طالب عليه السلام من علم رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، فعلمناه نحن فيما علمناه، فاللَّه فاعبدْ وإيّاه فَارجُ


[
الاختصاص: 279، بصائر الدرجات: 1:295 كلاهما عن أبي يعقوب الأحول والأخير من دون إسنادٍ إلى المعصوم.]



4825- المناقب لابن المغازلي عن اُمّ سلمة: كان جبرئيل يملُّ على رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، ورسول اللَّه يملُّ على عليّ


[
المناقب لابن المغازلي: 302:253.]



راجع: أنواع علومه/علم القرآن.


كتاب أهل البيت في الكتاب والسنّة /علم أهل البيت/مبادئ علومهم.


ساعة خاصّة لتعليمه



4826- الإمام عليّ عليه السلام: كانت لي ساعة من رسول اللَّه صلى الله عليه و آله من الليل ينفعني اللَّه عزّ وجلّ بما شاء أن ينفعني بها


[
مسند ابن حنبل: 1289:317:1 عن عبداللَّه بن نجي.]



4827- عنه عليه السلام: كانت لي ساعة في السحر أدخل فيها على رسول اللَّه صلى الله عليه و آله فإن كان قائماً يصلّي سبّح بي، فكان ذاك إذنه لي، وإن لم يكن يصلّي أذِنَ لي


[
مسند ابن حنبل: 570:167:1 عن عبداللَّه بن نجي و ص 598:172 عن القاسم بن أبي اُمامة نحوه، السنن الكبرى: 3339:351:2 و3340، خصائص أميرالمؤمنين للنسائي: 115:219 و 116 والأربعة الأخيرة عن عبداللَّه بن نجي و ص 114:217 عن نجي نحوه.]



4828- عنه عليه السلام: كانت لي منزلة من رسول اللَّه صلى الله عليه و آله لم تكن لأحدٍ من الخلائق، فكنت آتيه كلّ سحر، فأقول: السلام عليك يا نبيّ اللَّه! فإن تنحنح انصرفت إلى


أهلي، وإلّا دخلت عليه


[
سنن النسائي: 12:3، خصائص أميرالمؤمنين للنسائي: 118:220، مسند ابن حنبل: 647:184:1 نحوه وكلّها عن نجي.]



4829- عنه عليه السلام- في الحكم المنسوبة إليه-: ولقد علمتم أنّي كان لي منه | صلى الله عليه و آله |مجلس سرّ لا يطّلع عليه غيري


[
شرح نهج البلاغة: 625:316:20.]



4830- عنه عليه السلام: كان لي من رسول اللَّه صلى الله عليه و آله مدخلان: مدخل بالليل، ومدخل بالنهار، فكنت إذا أتيته وهو يُصلّي، يتنحنح لي


[
سنن ابن ماجة: 3708:1222:2، مسند ابن حنبل: 608:175:1، سنن النسائي: 12:3 كلّها عن عبداللَّه بن نجي، خصائص أميرالمؤمنين للنسائي: 117:220 عن أبي نجي وفيهما إذا دخلت بالليل بدل إذا أتيته وهو يُصلّي .]



4831- عنه عليه السلام: وقد كنت أدخل على رسول اللَّه صلى الله عليه و آله كلّ يوم دخلةً وكلّ ليلة دخلةً، فيخليني فيها أدور معه حيث دار، وقد علم أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه و آله أنّه لم يصنع ذلك بأحدٍ من الناس غيري، فربّما كان في بيتي يأتيني رسول اللَّه صلى الله عليه و آله أكثر ذلك في بيتي، وكنت إذا دخلت عليه بعض منازله أخلاني، وأقام عنّي نساءه.


فلا يبقى عنده غيري.


وإذا أتاني للخلوة معي في منزلي لم تقم عنّي فاطمة ولا أحد من بنيَّ، وكنت إذا سألته أجابني، وإذا سكتُّ عنه وفُنيت مسائلي ابتدأني.


فما نزلت على رسول اللَّه صلى الله عليه و آله آية من القرآن إلّا أقرأنيها، وأملاها عليَّ، فكتبتها بخطّي وعلّمني تأويلها وتفسيرها، وناسخها ومنسوخها،ومحكمها ومتشابهها، وخاصّها وعامّها، ودعا اللَّه أن يعطيني فهمها وحفظها، فما نسيت آية من كتاب



/ 33