ايام المحنة - موسوعة الامام علی بن ابی طالب فی الکتاب و السنة و التاریخ جلد 7

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

موسوعة الامام علی بن ابی طالب فی الکتاب و السنة و التاریخ - جلد 7

محمد محمدی ری شهری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید





ايام المحنة


عصيان الجيش



العزم على قتال معاوية بعد الفراغ من الخوارج



2750- تاريخ الطبري عن أبي الدرداء/ كان عليّ لمّا فرغ من أهل النهروان حمد اللَّه وأثنى عليه، ثمّ قال/ إنّ اللَّه قد أحسن بكم، وأعزّ نصركم، فتوجّهوا من فَوْركم هذا إلى عدوّكم.


قالوا/ يا أميرالمؤمنين، نفدت نبالنا، وكلّت سيوفنا، ونصلت أسنّة رماحنا، وعاد أكثرها قصداً، فارجع إلى مصرنا، فلنستعدّ بأحسن عدّتنا، ولعلّ أميرالمؤمنين يزيد في عدّتنا عدّة مَن هلك منّا؛ فإنّه أوفى لنا على عدوّنا. وكان الذي تولّى ذلك الكلام الأشعث بن قيس.


فأقبل حتى نزل النُّخَيلة،


[
النُّخَيلَة- تصغير نخلة-/ موضع قرب الكوفة على سمت الشام،وهو الموضع الذي خرج إليه الإمام علي عليه السلام "معجم البلدان: 278:5".]

فأمر الناس أن يلزموا عسكرهم، ويوطّنوا على


الجهاد أنفسهم، وأن يُقلّوا زيارة نسائهم وأبنائهم حتى يسيروا إلى عدوّهم.


فأقاموا فيه أيّاماً، ثمّ تسلّلوا من معسكرهم، فدخلوا إلّا رجالاً من وجوه الناس قليلاً، وتُرك العسكر خالياً، فلمّا رأى ذلك دخل الكوفة، وانكسر عليه رأيُه في المسير.


[
تاريخ الطبري: 89:5، الكامل في التاريخ: 408:2، مروج الذهب: 418:2 وفيه إلى النُّخَيلة ، الإمامة والسياسة: 170:1، شرح نهج البلاغة: 192:2، البداية والنهاية: 307:7 عن عيسى بن دآب وكلّها نحوه.]



2751- الغارات عن طارق بن شهاب: إنّ عليّاً عليه السلام انصرف من حرب النهروان حتى إذا كان في بعض الطريق نادى في الناس فاجتمعوا، فحمد اللَّه وأثنى عليه، ورغّبهم في الجهاد، ودعاهم إلى المسير إلى الشام من وجهه ذلك، فأبوا وشكوا البرد والجراحات، وكان أهل النهروان قد أكثروا الجراحات في الناس.


فقال: إنّ عدوّكم يألمون كما تألمون، ويجدون البرد كما تجدون.


فأعيوه وأبوا، فلمّا رأى كراهيتهم رجع إلى الكوفة وأقام بها أيّاماً، وتفرّق عنه ناس كثير من أصحابه؛ فمنهم مَنْ أقام يرى رأي الخوارج، ومنهم مَنْ أقام شاكّاً في أمره.


[
الغارات: 28:1.]



2752- تاريخ الطبري عن زيد بن وهب: إنّ عليّاً قال للناس- وهو أوّل كلام قاله لهم بعد النهر-:


أيّها الناس، استعدّوا إلى عدوّ في جهاده القربة إلى اللَّه، ودرك الوسيلة عنده. حَيارى في الحقّ، جفاة عن الكتاب، نُكْب


[
نَكَب عن الشي ء: عَدَل "لسان العرب: 770:1".]

عن الدين، يَعْمَهون في الطغيان،


ويُعْكَسون في غمرة الضلال، ف أَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ


[
الأنفال: 60.]

وتوكّلوا على اللَّه، وكفى باللَّه وكيلاً، وكفى باللَّه نصيراً.


قال: فلا هم نفروا ولا تيسّروا، فتركهم أيّاماً حتى إذا أيِس من أن يفعلوا، دعا رؤساءهم ووجوههم فسألهم عن رأيهم وما الذي يُنظِرهم؟


[
من الإنظار: التأخير والإمهال "النهاية: 78:5".]

فمنهم المعتلّ، ومنهم المكرَه، وأقلّهم من نشط، فقام فيهم خطيباً فقال: عبادَ اللَّه!


ما لكم إذا أمرتكم أن تنفروا اثّاقلتم إلى الأرض! أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة، وبالذلّ والهوان من العزّ! أوَ كلّما ندبتكم إلى الجهاد دارت أعينكم كأنّكم من الموت في سَكرة، وكأنّ قلوبكم مألوسة


[
من الألْس؛ وهو اختلاط العقل "النهاية: 60:1".]

فأنتم لا تعقلون! وكأنّ أبصاركم كُمْه فأنتم لا تبصرون.


للَّه أنتم! ما أنتم إلّا اُسود الشَّرى في الدَّعة، وثعالب روّاغة حين تُدعون إلى البأس، ما أنتم لي بثقة سَجِيس الليالي،


[
سَجيس الليالي: أي أبداً "النهاية: 343:2".]

ما أنتم برَكب يُصال بكم، ولا ذي عزّ يُعتصم إليه.


لعمر اللَّه، لبئس حُشّاش الحرب أنتم! إنّكم تُكادون ولا تكيدون، ويُتنقّص أطرافكم ولا تتحاشون، ولا يُنام عنكم وأنتم في غفلة ساهون، إنّ أخا الحرب اليقظانُ ذو عقل، وبات لذلٍّ مَن وادَعَ، وغلب المتجادلون، والمغلوب مقهور ومسلوب.


ثمّ قال: أمّا بعد؛ فإنّ لي عليكم حقّاً؛ وإنّ لكم عليَّ حقّاً، فأمّا حقّكم عليَّ


فالنصيحة لكم ما صحبتكم، وتوفير فيئكم عليكم، وتعليمكم كيما لا تجهلوا، وتأديبكم كي تعلّموا، وأمّا حقّي عليكم فالوفاء بالبيعة، والنصح لي في الغيب والمشهد، والإجابة حين أدعوكم، والطاعة حين آمركم، فإن يُرِد اللَّه بكم خيراً انتزعتم عمّا أكره، وتَراجعوا إلى ما اُحبّ، تنالوا ما تطلبون، وتُدركوا ما تأملون.


[
تاريخ الطبري: 90:5، أنساب الأشراف: 153:3، الكامل في التاريخ: 408:2، الإمامة والسياسة: 170:1؛ الغارات: 33:1 كلّها نحوه.]



راجع: هجمات عمّال معاوية/غارة سفيان بن عوف.


ذمّ الإمام أصحابه لمّا كرهوا المسير إلى الشام



2753- الغارات عن قيس بن السكن/ سمعت عليّاً عليه السلام يقول ونحن بمَسكِن:


[
مَسْكِن: موضع بالكوفة قريب من أوانا على نهر دُجيل عند دير الجاثليق، وقعت عندها معركة بين عبد الملك بن مروان ومصعب بن الزبير، قُتل فيها مصعب، وبها قبره "راجع معجم البلدان: 127:5".]

يا معشر المهاجرين! ادْخُلُواْ الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِى كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّواْ عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُواْ خَسِرِينَ .


[
المائدة: 21.]

فتلكّؤوا، وقالوا: البرد شديد، وكان غزاتهم في البرد.


فقال عليه السلام: إنّ القوم يجدون البرد كما تجدون. قال: فلم يفعلوا وأبوا، فلمّا رأى ذلك منهم قال: اُفٍّ لكم! إنّها سُنّة جرت عليكم.


[
الغارات: 26:1؛ شرح نهج البلاغة: 193:2 نحوه.]



2754- شرح نهج البلاغة عن أبي ودّاك: لمّا كره القوم المسير إلى الشام عقيب


واقعة النهروان أقبل بهم أميرالمؤمنين، فأنزلهم النُّخَيلة، وأمر الناس أن يلزموا معسكرهم ويوطّنوا على الجهاد أنفسهم، وأن يُقِلّوا زيارة النساء وأبنائهم حتى يسير بهم إلى عدوّهم، وكان ذلك هو الرأي لو فعلوه، لكنّهم لم يفعلوا، واقبلوا يتسلّلون ويدخلون الكوفة، فتركوه عليه السلام وما معه من الناس إلّا رجال من وجوههم قليل، وبقي المعسكر خالياً، فلا مَن دخل الكوفة خرج إليه، ولا من أقام معه صبر، فلمّا رأى ذلك دخل الكوفة.


قال نصر بن مزاحم: فخطب الناسَ بالكوفة، وهي أوّل خطبة خطبها بعد قدومه من حرب الخوارج، فقال:


أيّها الناس! استعدّوا لقتال عدوّ في جهادهم القربة إلى اللَّه عزّ وجلّ، ودرك الوسيلة عنده؛ قوم حَيارى عن الحقّ لا يبصرونه موزَعِين


[
مُوزَع به: أي مولَع به، وقد اُوزع بالشي ء: إذا اعتاده، وأكثر منه "النهاية: 181:5".]

بالجور والظلم لا يعدلون به، جفاة عن الكتاب، نُكْب عن الدين، يعمهون


[
من العَمَه: التحيّر والتردّد. والعَمَهُ في الرأي، والعَمَى في البصر "لسان العرب: 519:13".]

في الطغيان، ويتسكّعون في غمرة الضلال، فاعدّوا لهم ما استطعتم من قوّة ومن رباط الخيل وتوكّلوا على اللَّه، وكفى باللَّه وكيلاً.


قال: فلم ينفروا ولم يَنشَروا،


[
يُقال: جاء القوم نَشَراً؛ أي منتشرين متفرّقين "النهاية: 55:5".]

فتركهم أيّاماً، ثمّ خطبهم فقال:


[
من هنا إلى آخر الخطبة نقلناه من نهج البلاغة: الخطبة 34.]

اُفٍّ لكم! لقد سئمت عتابكم! أ رضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة عوضاً، وبالذلّ من العزّ خلفاً؟ إذا دعوتكم إلى جهاد عدوّكم دارت أعينكم، كأنّكم من الموت في غمرة، ومن الذهول في سكرة. يُرتَج عليكم حِواري فتعمهون، فكأنّ قلوبكم مألوسة، فأنتم


لا تعقلون، ما أنتم لي بثقة سجيس الليالي، وما أنتم بركنٍ يُمال بكم، ولا زوافر


[
زوافر: جمع زافرة، وزافرة الرجل: أنصاره وخاصّته "النهاية: 304:2".]

عزّ يُفتقر إليكم. ما أنتم إلّا كإبل ضلّ رعاتها، فكلّما جُمعت من جانب انتشرت من آخر.


لبئس- لعمر اللَّه- سَعْر نار الحرب أنتم! تُكادون ولا تكيدون، وتُنْتَقص أطرافكم فلا تمتعضون، لا يُنام عنكم وأنتم في غفلة ساهون، غُلب واللَّه المتخاذلون! وايم اللَّه إنّي لأظنّ بكم أن لو حَمِس الوغى، واستحرّ الموت، قد انفرجتم عن ابن أبي طالب انفراج الرأس.


واللَّه إنّ امرأً يمكّن عدوّه من نفسه يعرُق لحمه، ويهشِم عظمه، ويفري جلده، لعظيم عجَزُه، ضعيف ما ضمّت عليه جوانح صدره.


أنت فكن ذاك إن شئت؛ فأمّا أنا فواللَّه دون أن اُعطي ذلك ضربٌ بالمشرفيّة تطير منه فراش الهام، وتطيح السواعد والأقدام، ويفعل اللَّه بعد ذلك ما يشاء.


أيّها الناس، إنّ عليكم حقّاً، ولكم عليَّ حقٌّ؛ فأمّا حقّكم عليَّ فالنصيحة لكم، وتوفير فيئكم عليكم، وتعليمكم كيلا تجهلوا، وتأديبكم كيما تعلموا. وأمّا حقّي عليكم فالوفاء بالبيعة، والنصيحة في المشهد والمغيب، والإجابة حين أدعوكم، والطاعة حين آمركم.


أنتم اُسود الشرى في الدَّعة، وثعالب روّاغة حين البأس. إنّ أخا الحرب اليقظان. ألا إنّ المغلوب مقهور ومسلوب.


[
شرح نهج البلاغة: 193:2 و ص 189، تاريخ الطبري: 90:5، أنساب الأشراف: 153:3، الكامل في التاريخ: 408:2، الإمامة والسياسة: 170:1؛ الغارات: 29:1 و ص 33 كلّها نحوه، نهج البلاغة: الخطبة 34، بحارالأنوار: 48:34.]



تحذير الإمام أصحابه من عاقبة العصيان


التحذير من غلبة أهل الشام



2755- الإمام عليّ عليه السلام- من كلام له في أصحابه-: أما والذي نفسي بيده، ليظهرنّ هؤلاء القوم عليكم؛ ليس لأنّهم أولى بالحقّ منكم، ولكن لإسراعهم إلى باطل صاحبهم، وإبطائكم عن حقّي. ولقد أصبحت الاُمم تخاف ظلم رعاتها، وأصبحتُ أخاف ظلم رعيّتي.


استنفرتكم للجهاد فلم تنفروا، وأسمعتكم فلم تسمعوا، ودعوتكم سرّاً وجهراً فلم تستجيبوا، ونصحت لكم فلم تقبلوا، أشهود كغيّاب، وعبيد كأرباب! أتلو عليكم الحِكَم فتنفرون منها، وأعظكم بالموعظة البالغة فتتفرّقون عنها، وأحثّكم على جهاد أهل البغي فما آتي على آخر قولي حتى أراكم متفرّقين أيادي سبأ،


[
أيادي سبأ: مَثَل يضرب للمتفرّقين وأصله قوله تعالى عن أهل سبأ: وَ مَزَّقْنَهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ "شرح نهج البلاغة: 74:7".]



ترجعون إلى مجالسكم، وتتخادعون عن مواعظكم، اُقوّمكم غُدوةً، وترجعون إليّ عشيّةً، كظهر الحَنِيّة،


[
الحَنِيّة: القوس "لسان العرب: 203:14".]

عَجَز المقوِّم، وأعضلَ المُقوَّم.


أيّها القوم الشاهدة أبدانُهم، الغائبة عنهم عقولُهم، المختلفة أهواؤهم، المُبتلَى بهم اُمراؤهم، صاحبكم يُطيع اللَّه وأنتم تعصونه، وصاحب أهل الشام يعصي اللَّه وهم يطيعونه، لوددت واللَّه أنّ معاوية صارفني بكم صرف الدينار بالدرهم؛ فأخذ منّي عشرة منكم، وأعطاني رجلاً منهم!


يا أهل الكوفة! مُنيت منكم بثلاث واثنتين: صُمٌّ ذوو أسماع، وبكمٌ ذوو كلام، وعُميٌ ذوو أبصار، لا أحرار صدق عند اللقاء، ولا إخوان ثقة عند البلاء! تَرِبت أيديكم! يا أشباه الإبل غاب عنها رعاتها! كلّما جُمعت من جانب تفرّقت من آخر، واللَّه لكأنّي بكم فيما إخالُكم


[
إخالُكَ: أظنّكَ "لسان العرب: 226:11".]

أن لو حَمِس الوغى، وحمي الضراب، قد انفرجتم عن ابن أبي طالب انفراج المرأة عن قُبُلِها،


[
انفراج المرأة عن قبلها يكون عند الولادة أو عندما يُشرع عليها سلاح. وفيه كناية عن العجز والدناءة في العمل.]

وإنّي لعلى بيّنة من ربّي، ومنهاج من نبيّي، وإنّي لعلى الطريق الواضح أَلقُطُه لَقْطاً.


[
نهج البلاغة: الخطبة 97.]



2756- عنه عليه السلام- في استنفار الناس إلى أهل الشام-: أ لا ترون يا معاشر أهل الكوفة، واللَّه لقد ضربتكم بالدرّة التي أعظ بها السفهاء، فما أراكم تنتهون، ولقد ضربتكم بالسياط التي اُقيم بها الحدود، فما أراكم ترعوون، فما بقي إلّا سيفي، وإنّي لأعلم الذي يقوّمكم بإذن اللَّه، ولكنّي لا اُحبّ أن ألي تلك منكم.


والعجب منكم ومن أهل الشام، أنّ أميرهم يعصي اللَّه وهم يُطيعونه، وأنّ أميركم يطيع اللَّه وأنتم تعصونه! إن قلت لكم: انفروا إلى عدوّكم، قلتم: القرّ يمنعنا! أفترَون عدوّكم لا يجدون القرّ كما تجدونه؟ ولكنّكم أشبهتم قوماً قال لهم رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: انفروا في سبيل اللَّه، فقال كبراؤهم: لا تنفروا في الحرّ، فقال اللَّه لنبيّه: قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَّوْ كَانُواْ يَفْقَهُونَ .


[
التوبة: 81.]



واللَّه لو ضربت خيشوم المؤمن بسيفي هذا على أن يبغضني ما أبغضني، ولو صببت الدنيا بحذافيرها على الكافر ما أحبّني، وذلك أنّه قضى ما قضى على لسان النبيّ الاُمّي أنّه لا يبغضك مؤمن، ولا يحبّك كافر، وقد خاب من حمل ظلماً وافترى.


يا معاشر أهل الكوفة! واللَّه لتصبرُنّ على قتال عدوّكم، أو ليسلّطن اللَّه عليكم قوماً أنتم أولى بالحقّ منهم، فليعذِّبُنّكم، وليعذِّبَنّهم اللَّه بأيديكم أو بما شاء من عنده، أفمِن قتلةٍ بالسيف تحيدون إلى موتةٍ على الفراش؟! فاشهدوا أنّي سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه و آله يقول: موتةٌ على الفراش أشدُّ من ضربة ألف سيف.


[
الغارات: 42:1 عن فرقد البجلي؛ شرح نهج البلاغة: 195:2 عن رفيع بن فرقد البجلي نحوه.]



2757- الإرشاد- من كلامه عليه السلام في استبطاء من قعد عن نصرته-: ما أظنّ هؤلاء القوم- يعني أهل الشام- إلّا ظاهرين عليكم، فقالوا له: بماذا يا أميرالمؤمنين؟


قال: أرى اُمورهم قد علت ونيرانكم قد خَبتْ، وأراهم جادّين وأراكم وانين، وأراهم مجتمعين وأراكم متفرّقين، وأراهم لصاحبهم مطيعين وأراكم لي عاصين.


أمَ واللَّه لئن ظهروا عليكم لتجدنّهم أرباب سوء من بعدي لكم، لكأنّي أنظر إليهم وقد شاركوكم في بلادكم، وحملوا إلى بلادهم فيئكم، وكأنّي أنظر إليكم تَكِشّون


[
الكَشيش: الصوت يشوبه خَوَر مثل الخشخشة وكشيش الافعى: صوتها من جلدها لا من فمها. يقرّع عليه السلام أصحابه بالجبن والفشل ويقول لهم لكأنّى انظر إليكم واصواتكم غمغمة بينكم من الهلع الذي قد اعتراكم فهي أشبه شي ء بأصوات الضباب المجتمعة "شرح نهج البلاغة: 304:7".]

كشيش الضِّباب؛ لا تأخذون حقّاً ولا تمنعون للَّه حرمة، وكأنّي أنظر إليهم يقتلون صالحيكم، ويُخيفون قرّاءكم، ويحرمونكم ويحجبونكم، ويُدنون الناس دونكم، فلو قد رأيتم الحرمان والأثَرة، ووقع السيف، ونزول الخوف، لقد ندمتم وخسرتم على تفريطكم في جهادهم، وتذاكرتم ما أنتم فيه اليوم من الخَفْض


[
الخَفْض: الدَّعة والسكون "النهاية: 54:2".]

والعافية حين لا ينفعكم التَّذكار.


[
الإرشاد: 274:1، الغارات: 511:2 عن عمرو بن محصن؛ الإمامة والسياسة: 172:1 كلاهما نحوه.]



التحذير من جهنّم الدنيا



2758- الإمام عليّ عليه السلام- في كلامه مع أهل الكوفة-/ أيّها الناس! إنّي استنفرتكم لجهاد هؤلاء القوم |أي أهل الشام| فلم تنفروا، وأسمعتكم فلم تُجيبوا، ونصحت لكم فلم تقبلوا، شهود كالغُيَّب، أتلو عليكم الحكمة فتُعرضون عنها، وأعظكم بالموعظة البالغة فتتفرّقون عنها، كأنّكم حُمُر مستنفرة فرّت من قَسْوَرة،


[
قيل: هو الرُّماة من الصيّادين. وقيل: هو الأسد. وقيل: كلُّ شديد "النهاية: 63:4".]

وأحثّكم على جهاد أهل الجور فما آتي على آخر قولي حتى أراكم متفرّقين أيادي سبأ، ترجعون إلى مجالسكم تتربّعون حِلَقاً، تضربون الأمثال وتناشدون



/ 32