حروب الإمام على فى ايام الإمارة - موسوعة الامام علی بن ابی طالب فی الکتاب و السنة و التاریخ جلد 6

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

موسوعة الامام علی بن ابی طالب فی الکتاب و السنة و التاریخ - جلد 6

محمد محمدی ری شهری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید





حروب الإمام على فى ايام الإمارة


الحرب الثانية: وقعة صفين



حرب الدعاية


كتاب الإمام إلى معاوية يعظه فيه



2380- شرح نهج البلاغة- في ذكر بعض ما دار بين عليّ عليه السلام ومعاوية من الكتب وأوّل هذا الكتاب-: من عبد اللَّه عليّ أميرالمؤمنين إلى معاوية بن أبي سفيان: أما بعد؛ فإنّ الدنيا دار تجارة، وربحها أو خُسرها الآخرة؛ فالسعيد من كانت بضاعته فيها الأعمال الصالحة، ومن رأى الدنيا بعينها وقدّرها بقدرها. وإنّي لأعظك مع علمي بسابق العلم فيك ممّا لا مردّ له دون نفاذه؛ ولكن اللَّه تعالى أخذ على العلماء أن يؤدّوا الأمانة وأن ينصحوا الغويّ والرشيد، فاتّقِ اللَّه ولا تكن ممّن لا يرجو للَّه وقاراً، ومن حقّت عليه كلمة العذاب فإنّ اللَّه بالمرصاد. وإنّ دنياك ستدبر عنك وستعود حسرة عليك، فأقلع عمّا أنت عليه من الغيّ والضلال على كبر سنّك وفناء عمرك؛ فإنّ حالك اليوم كحال الثوب المهيل الذي لا يصلح


من جانب إلّا فسد من آخر، وقد أرديت جيلاً من الناس كثيراً خدعتهم بغيّك، وألقيتهم في موج بحرك تغشاهم الظلمات وتتلاطم بهم الشبهات، فجازوا عن وجهتهم، ونكصوا على أعقابهم، وتولّوا على أدبارهم، وعوّلوا على أحسابهم، إلّا من فاء من أهل البصائر فإنّهم فارقوك بعد معرفتك، وهربوا إلى اللَّه من مُوَازرتك إذ حملتهم على الصعب وعدلت بهم عن القصد. فاتقِ اللَّه يا معاوية في نفسك، وجاذبِ الشيطانَ قيادَك، فإنّ الدنيا منقطعة عنك والآخرةَ قريبة منك، والسلام.


[ شرح نهج البلاغة: 133:16؛ نهج البلاغة: الكتاب 32 وفيه من ''أرديت جيلاً...''، بحارالأنوار: 400:85:33.]




جوابه بكلّ وقاحة



2381- شرح نهج البلاغة عن أبي الحسن علي بن محمّد المدائني: فكتب إليه معاوية:


من معاوية بن أبي سفيان إلى عليّ بن أبي طالب:


أمّا بعد؛ فقد وقفتُ على كتابك، وقد أبيتَ على الفتن إلّا تمادياً، وإنّي لعالم أنّ الذي يدعوك إلى ذلك مصرعك الذي لا بدّ لك منه، وإن كنت موائلاً فازدد غيّاً إلى غيّك، فطالما خفّ عقلك، ومنّيت نفسك ما ليس لك، والتويت على من هو خير منك، ثمّ كانت العاقبة لغيرك، واحتملت الوزر بما أحاط بك من خطيئتك، والسلام.


[ شرح نهج البلاغة: 133:16.]




كتاب الإمام إليه يحذّره من الحرب



2382- شرح نهج البلاغة عن المدائني: فكتب عليّ عليه السلام إليه:


أمّا بعد؛ فإنّ ما أتيت به من ضلالك ليس ببعيد الشبه ممّا أتى به أهلك وقومك الذين حملهم الكفر وتمنّى الأباطيل على حسد محمّد صلى الله عليه و آله حتى صُرعوا مصارعهم حيث علمت؛ لم يمنعوا حريماً ولم يدفعوا عظيماً، وأنا صاحبهم في تلك المواطن، الصالي بحربهم، والفالّ لحدّهم، والقاتل لرؤوسهم ورؤوس الضلالة، والمتبع إن شاء اللَّه خلفهم بسلفهم، فبئس الخلف خلف أتبع سلفاً محلّه ومحطّه النار، والسلام.


[ شرح نهج البلاغة: 134:16؛ بحارالأنوار: 401:86:33.]




جوابه بكلّ وقاحة



2383- شرح نهج البلاغة عن المدائني: فكتب إليه معاوية:


أمّا بعد؛ فقد طال في الغيّ ما استمررت أدراجك، كما طالما تمادى عن الحرب نكوصك وإبطاؤك، فتُوعِد وعيد الأسد وتروغ رَوغان الثعلب، فحتّام تحيد عن لقاء مباشرة الليوث الضارية والأفاعي القاتلة، ولا تستبعدنّها فكلّ ما هو آتٍ قريب إن شاء اللَّه، والسلام.


[ شرح نهج البلاغة: 134:16.]




كتاب الإمام إليه يخبر فيه بما سيقع في الحرب



2384- شرح نهج البلاغة عن المدائني: فكتب إليه عليّ عليه السلام:


أمّا بعد؛ فما أعجب ما يأتيني منك، وما أعلمني بما أنت اليه صائر! وليس إبطائي عنك إلّا ترقّباً لما أنت له مكذّب وأنا به مصدّق، وكأنّي بك غداً وأنت تضجّ من الحرب ضجيج الجمال من الأثقال، وستدعوني أنت وأصحابك إلى كتابٍ تعظّمونه بألسنتكم وتجحدونه بقلوبكم، والسلام.


[ شرح نهج البلاغة: 134:16.]




جوابه بكلّ وقاحة



2385- شرح نهج البلاغة عن المدائني: فكتب إليه معاوية: أمّا بعد؛ فدعني من أساطيرك واكففْ عنّي من أحاديثك، واقصر عن تقوّلك على رسول اللَّه صلى الله عليه و آله وافترائك من الكذب ما لم يقل، وغرور من معك والخداع لهم فقد استغويتهم، ويوشك أمرك أن ينكشف لهم فيعتزلوك ويعلموا أنّ ما جئت به باطل مضمحلّ، والسلام.


[ شرح نهج البلاغة: 134:16؛ بحارالأنوار: 401:86:33.]




كتاب الإمام إليه يخبر فيه بمصيره



2386- شرح نهج البلاغة عن المدائني: فكتب إليه عليّ عليه السلام:


أمّا بعد؛ فطالما دعوت أنت وأولياؤك أولياء الشيطان الرجيم الحقَّ أساطير الأوّلين، ونبذتموه وراء ظهوركم، وجهدتم بإطفاء نور اللَّه بأيديكم وأفواهكم، واللَّه متمّ نوره ولو كره الكافرون. ولعمري ليَتمّنّ النور على كرهك، ولينفذنّ العلم بصغارك، ولتجازينّ بعملك، فعث في دنياك المنقطعة عنك ما طاب لك؛ فكأنّك بباطلك وقد انقضى وبعملك وقد هوى ثمّ تصير إلى لظى، لم يظلمك اللَّه شيئاً، وما ربّك بظلّام للعبيد.


[ شرح نهج البلاغة: 135:16؛ بحارالأنوار: 401:86:33 وراجع شرح نهج البلاغة: 83:15.]




جوابه بكلّ وقاحة يدعو الإمام للتشمير للحرب



2387- شرح نهج البلاغة عن المدائني: فكتب إليه معاوية:


أمّا بعد؛ فما أعظم الرين على قلبك والغطاء على بصرك! الشره من شيمتك والحسد من خليقتك، فشمّر للحرب واصبر للضرب، فواللَّه، ليرجعنّ الأمر إلى ما علمت، والعاقبة للمتقين. هيهات هيهات! أخطأك ما تمنّى، وهوى قلبك مع من هوى، فاربَعْ على ظَلْعِك، وقس شبرك بفترك؛ لتعلم أين حالك من حال من يزن الجبال حلمه، ويفصل بين أهل الشك علمه، والسلام.


[ شرح نهج البلاغة: 135:16.]




كيد معاوية في حرب الدعاية



2388- شرح نهج البلاغة عن النقيب أبي جعفر: كان معاوية يتسقّط عليّاً وينعى عليه ما عساه يذكره من حال أبي بكر وعمر وأنّهما غصباه حقّه، ولا يزال يكيده


بالكتاب يكتبه والرسالة يبعثها يطلب غرّته؛


[ الغِرَّة: الغَفلة "النهاية: 355:3".]


لينفث بما في صدره من حال أبي بكر وعمر إمّا مكاتبة أو مراسلة، فيجعل ذلك حجة عليه عند أهل الشام، ويضيفه إلى ما قرّره في أنفسهم من ذنوبه كما زعم، فقد كان غمصه


[ غَمَصَه: حَقَّرَه واستَصغَرَه ولم يَره شيئاً "لسان العرب: 61:7".]


عندهم بأنّه قتل عثمان ومالأ على قتله، وأنّه قتل طلحة والزبير وأسر عائشة وأراق دماء أهل البصرة، وبقيت خصلة واحدة وهو أن يثبت عندهم أنّه يتبرّأ من أبي بكر وعمر، وينسبهما إلى الظلم ومخالفة الرسول في أمر الخلافة، وأنّهما وثبا عليها غلبة وغصباه إياها.


فكانت هذه الطامة الكبرى ليست مقتصرة على فساد أهل الشام عليه، بل وأهل العراق الذين هم جنده وبطانته وأنصاره؛ لأنهم كانوا يعتقدون إمامة الشيخين إلّا القليل الشاذّ من خواص الشيعة.


فلمّا كتب ذلك الكتاب مع أبي مسلم الخولاني


[ راجع: رسائل معاوية إلى الإمام في دم عثمان.]


قصد أن يُغضب عليّاً ويحرجه ويحوجه إذا قرأ ذكر أبي بكر وأنّه أفضل المسلمين إلى أن يخلط خطه في الجواب بكلمة تقتضي طعناً في أبي بكر، فكان الجواب مُجمجماً غير بيّن ليس فيه تصريح بالتظليم لهما ولا التصريح ببراءتهما وتارةً يترحّم عليهما وتارةً يقول: أخذا حقّي وقد تركته لهما.


فأشار عمرو بن العاص على معاوية أن يكتب كتاباً ثانياً مناسباً للكتاب الأوّل؛ ليستفزّا فيه عليّاً عليه السلام ويستخِفّاه، ويحمله الغضب منه أن يكتب كلاماً يتعلّقان به في تقبيح حاله وتهجين مذهبه.


وقال له عمرو: إنّ عليّاً عليه السلام رجل نزق تَيّاه، وما استطعمت منه الكلام بمثل تقريظ أبي بكر وعمر فاكتب. فكتب كتاباً أنفذه إليه مع أبي اُمامة الباهلي وهو من الصحابة بعد أن عزم على بعثته مع أبي الدرداء ونسخة الكتاب:


من عبد اللَّه معاوية بن أبي سفيان إلى عليّ بن أبي طالب:


أمّا بعد؛ فإنّ اللَّه تعالى جدّه اصطفى محمّداً عليه السلام لرسالته واختصّه بوحيه وتأدية شريعته، فأنقذ به من العماية وهدى به من الغواية، ثمّ قبضه اليه رشيداً حميداً قد بلّغ الشرع ومحق الشرك وأخمد نار الإفك، فأحسن اللَّه جزاءه وضاعف عليه نعمه وآلاءه، ثمّ إنّ اللَّه سبحانه اختصّ محمّداً عليه السلام بأصحاب أيّدوه وآزروه ونصروه، وكانوا كما قال اللَّه سبحانه لهم: ''أَشِدَّآءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَآءُ بَيْنَهُمْ''


[ الفتح: 29.]


فكان أفضلهم مرتبة وأعلاهم عند اللَّه والمسلمين منزلة الخليفة الأوّل، الذي جمع الكلمة ولمّ الدعوة وقاتل أهل الردة، ثمّ الخليفة الثاني الذي فتح الفتوح ومصّر الأمصار وأذل رقاب المشركين، ثمّ الخليفة الثالث المظلوم الذي نشر الملّة وطبّق الآفاق بالكلمة الحنيفيّة.


فلمّا استوثق الإسلام وضرب بجِرانه


[ الجِرَان: باطن العُنُق. ومنه حديث عائشة ''حتى ضربَ الحقُّ بِجرَانِه'' أي قَرَّ قَرارُه واستقام، كما أنّ البعير إذا برَك واستراح مدّ عُنُقَه على الأرض "النهاية: 263:1".]


عدوت عليه فبغيته الغوائل ونصبت له المكايد، وضربت له بطن الأمر وظهره ودسَست عليه وأغريت به، وقعدت حيث استنصرك عن نصره وسألك أن تدركه قبل أن يمزّق فما أدركته، وما يوم المسلمين منك بواحد.


لقد حسدت أبابكر والتويت عليه ورمت إفساد أمره، وقعدتَ في بيتك،


واستغويت عصابة من الناس حتى تأخروا عن بيعته، ثمّ كرهت خلافة عمر وحسدته واستطلت مدته، وسررت بقتله وأظهرت الشماتة بمصابه حتى إنّك حاولت قتل ولده؛ لأنه قتل قاتل أبيه، ثمّ لم تكن أشدّ منك حسداً لإبن عمّك عثمان نشرت مقابحه وطويت محاسنه، وطعنت في فقهه ثمّ في دينه ثمّ في سيرته ثمّ في عقله، وأغريت به السفهاء من أصحابك وشيعتك حتى قتلوه بمحضر منك لا تدفع عنه بلسان ولا يدٍ، وما من هؤلاء إلّا من بغيت عليه وتلكّأت في بيعته حتى حُملت إليه قهراً تُساق بخزائم


[ الخِزَام: جمع خِزامة، وهي حَلقة من شعر تُجعل في أحد جانبي مَنخِرَي البعير "النهاية: 29:2".]


الاقتسار كما يساق الفحل المخشوش، ثمّ نهضت الآن تطلب الخلافة، وقتلةُ عثمان خلصاؤك وسُجراؤك والمحدقون بك، وتلك من أمانيّ النفوس وضلالات الأهواء.


فدع اللجاج والعبث جانباً وادفع إلينا قتلة عثمان، وأعد الأمر شورى بين المسلمين ليتّفقوا على من هو للَّه رضاً. فلا بيعة لك في أعناقنا ولا طاعة لك علينا ولا عتبى لك عندنا، وليس لك ولأصحابك عندي إلّا السيف، والذي لا إله إلّا هو لأطلبنّ قتلة عثمان أين كانوا وحيث كانوا حتى أقتلهم أو تلتحق روحي باللَّه.


فأمّا ما لا تزال تمنّ به من سابقتك وجهادك فإنّي وجدت اللَّه سبحانه يقول: ''يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُواْ قُل لَّا تَمُنُّواْ عَلَىَّ إِسْلَمَكُم بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَلكُمْ لِلْإِيمَنِ إِن كُنتُمْ صَدِقِينَ''


[ الحجرات: 17.]


ولو نظرت في حال نفسك لوجدتها أشدّ الأنفس امتناناً على اللَّه بعملها، وإذا كان الامتنان على السائل يبطل أجر الصدقة فالامتنان على اللَّه يبطل أجر الجهاد ويجعله كَ''صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ و وَابِلٌ


فَتَرَكَهُ و صَلْدًا لَّا يَقْدِرُونَ عَلَى شَىْ ءٍ مِّمَّا كَسَبُواْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِى الْقَوْمَ الْكَفِرِينَ''.


[ البقرة: 264.]




قال النقيب أبوجعفر: فلمّا وصل هذا الكتاب إلى عليّ عليه السلام مع أبي اُمامة الباهلي، كلّم أبااُمامة بنحو ممّا كلّم به أبامسلم الخولاني وكتب معه هذا الجواب.


قال النقيب: وفي كتاب معاوية هذا ذكر لفظ الجمل المخشوش أو الفحل المخشوش، لا في الكتاب الواصل مع أبي مسلم وليس في ذلك هذه اللفظة وإنّما فيه: ''حسدت الخلفاء وبغيت عليهم عرفنا ذلك من نظرك الشَّزْر


[ الشَّزْر: النظر عن اليمين والشمال، وليس بمستقيم الطريقة. وقيل: هو النَّظرُ بمؤخر العين، وأكثرُ ما يكون النَّظرُ الشزْرُ في حال الغضَب وإلى الأعدَاء "النهاية: 470:2".]


وقولك الهُجْر


[ أهْجَر في مَنْطقه يُهْجِرُ إهْجاراً إذا أفْحَش، وكذلك إذا أكثر الكلام فيما لاينبغي. والاسم: الهُجْر، بالضم. وهَجَريَهْجُر هَجْراً، بالفتح، إذا خلط في كلامه، وإذا هذى "النهاية: 245:5".]


وتنفّسك الصعداء وإبطائك عن الخلفاء''.


قال: وإنّما كثير من الناس لا يعرفون الكتابين، والمشهور عندهم كتاب أبي مسلم فيجعلون هذه اللفظة فيه، والصحيح أنّها في كتاب أبي اُمامة، ألا تراها عادت في جوابه؟ ولو كانت في كتاب أبي مسلم لعادت في جوابه.


[ شرح نهج البلاغة: 184:15؛ بحارالأنوار: 60:33.]




الاجوبة الواعية للإمام



2389- الإمام عليّ عليه السلام- من كتاب له إلى معاوية جواباً، وهو من محاسن الكتب-: أمّا بعد؛ فقد أتاني كتابك تذكر فيه اصطفاء اللَّه محمّداً صلى الله عليه و آله لدينه وتأييده


إيّاه بمن أيّده من أصحابه، فلقد خبأ لنا الدهر منك عجباً، إذ طفقت تخبرنا ببلاء اللَّه تعالى عندنا ونعمته علينا في نبيّنا، فكنت في ذلك كناقل التمر إلى هَجَر أو داعي مُسدِّده إلى النِّضال.


وزعمت أنّ أفضل الناس في الإسلام فلان وفلان، فذكرت أمراً إن تمّ اعتزلك كلّه، وإن نقص لم يلحقك ثلمه. وما أنت والفاضل والمفضول، والسائس والمسوس؟ وما للطلقاء وأبناء الطلقاء والتمييز بين المهاجرين الأوّلين، وترتيب درجاتهم، وتعريف طبقاتهم. هيهات لقد حَنَّ قِدْحٌ ليس منها، وطفق يحكم فيها من عليه الحكم لها.


ألا تربَع- أيّها الإنسان- على ظَلْعِك، وتعرف قصور ذَرْعك؟ وتتأخّر حيث أخّرك القدر؟ فما عليك غلبة المغلوب ولا ظفر الظافر، وإنّك لذَهَّاب في التيهِ، روّاغ عن القصد.


ألا ترى- غير مخبر لك ولكن بنعمة اللَّه اُحدِّث- أنّ قوماً استُشهدوا في سبيل اللَّه تعالى من المهاجرين والأنصار- ولكلّ فضل- حتى إذا استُشهد شهيدنا قيل: سيّد الشهداء، وخصّه رسول اللَّه صلى الله عليه و آله بسبعين تكبيرة عند صلاته عليه.


أوَلا ترى أنّ قوماً قُطعت أيديهم في سبيل اللَّه- ولكلّ فضل- حتى إذا فُعل بواحدنا ما فعل بواحدهم قيل: الطيّار في الجنّة وذو الجناحين، ولولا ما نهى اللَّه عنه من تزكية المرء نفسه لذكر ذاكر فضائل جمّة تعرفها قلوب المؤمنين، ولا تمجّها آذان السامعين، فدعْ عنك من مالت به الرمية؛ فإنّا صنائع ربّنا، والناس بعدُ صنائع لنا. لم يمنعنا قديم عزّنا ولا عادي طَوْلنا على قومك أن خلطناكم بأنفسنا، فنكحنا وأنكحنا فعل الأكفاء، ولستم هناك.


وأنّى يكون ذلك ومنّا النبيّ ومنكم المكذِّب، ومنّا أسد اللَّه ومنكم أسد




/ 40